وسطـيــة الإســلام ( بمقدمة جديدة ) للشيخ ربيع بن هادي المدخلي -حفظه الله-
وسطية الإسلام (بمقدمةجديدة)
وسطـيــة الإســلام
( بمقدمة جديدة )
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه
أما بعد : فإننا معشر السلفيين ندين الله بالتوسط والاعتدال في الأمور كلِّها في العقائد والعبادات والأخلاق والمناهج وقد حاربنا الغلو ولا نزال نحاربه بكل أشكاله في العقائد والعبادات والأشخاص ,فمن الظلم والإفك أن نرمى به من أناس لا ناقة لهم ولا جمل في حربه .
ونحارب الجفاء والتمييع بكل أشكاله في العقائد والعبادات والأخلاق والأشخاص والجماعات ولا نزال نحاربه . فمن الظلم والإفك أن نرمى به أيضاً .
نقوم بكل ذلك –أي التوسط والاعتدال ومحاربة ما يناقضه- انطلاقا من كتاب الله تعالى ومن سنَّة رسول الله صلى الله عليه وسلَّم ومن منهج السَّلف الصالح إلى ذلك ندعو دائماً وعلى ذلك نربي .
ومن نسب إلينا غير هذا المنهج فقد كذب وافترى علينا إفكاً عظيماً .
والميزانُ للتوسط أو الغلو والجفاء والتمييع : كتابُ الله تعالى وسنَّة رسوله صلى الله عليه وسلَّم ومنهج السلف الصالح ،لا أهل الأهواء ولا مناهجهم الفاسدة المرتبطة بالمصالح الدنيوية.
وإننا ابتلينا في هذه الأيام بمن يرمي السلفيين الصادقين بالغلو والتشدد في الجرح والتعديل وغيرهما ويحاربهم أشد الحرب ويسالم أهل البدع والأهواء ويكيل لهم المدح والثناء .وهو يجمع بين التمييع تجاه أهل البدع وبين الغلو المُهلك في حرب أهل السنَّة والحقِّ .
ونقول لهؤلاء : " حنانيكم " فأنتم ممن لا يعرف منهج السلف ولم تقر به عينه ,ويحرص على حطام الدنيا وإرضاء أهلها ولا يبالي برضا الله وسخطه (!) ولا يبالي بمخالفة السلف وفهمهم (!) .
وإنَّما رضاه وسخطه لما يهواه ولمن يهواه من أهل المال والدنيا (!)
وهذا شيء معروف ملموس مهما تستروا ومهما غالطوا ولمَّعوا أنفسهم بالعبارات الطنَّانة المُجَنِّحَة .
هذا وأوصي السلفيين الصادقين بالثبات على الحقِّ والصبر على أذى أهل الأهواء . وأوصيهم بالدعوة إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة .
وتفصيل مواطن الغلو والتوسط في هذا الكتيب الذي مهدتُ له بهذه المقدمة المُوجزة .
ونحارب الجفاء والتمييع بكل أشكاله في العقائد والعبادات والأخلاق والأشخاص والجماعات ولا نزال نحاربه . فمن الظلم والإفك أن نرمى به أيضاً .
نقوم بكل ذلك –أي التوسط والاعتدال ومحاربة ما يناقضه- انطلاقا من كتاب الله تعالى ومن سنَّة رسول الله صلى الله عليه وسلَّم ومن منهج السَّلف الصالح إلى ذلك ندعو دائماً وعلى ذلك نربي .
ومن نسب إلينا غير هذا المنهج فقد كذب وافترى علينا إفكاً عظيماً .
والميزانُ للتوسط أو الغلو والجفاء والتمييع : كتابُ الله تعالى وسنَّة رسوله صلى الله عليه وسلَّم ومنهج السلف الصالح ،لا أهل الأهواء ولا مناهجهم الفاسدة المرتبطة بالمصالح الدنيوية.
وإننا ابتلينا في هذه الأيام بمن يرمي السلفيين الصادقين بالغلو والتشدد في الجرح والتعديل وغيرهما ويحاربهم أشد الحرب ويسالم أهل البدع والأهواء ويكيل لهم المدح والثناء .وهو يجمع بين التمييع تجاه أهل البدع وبين الغلو المُهلك في حرب أهل السنَّة والحقِّ .
ونقول لهؤلاء : " حنانيكم " فأنتم ممن لا يعرف منهج السلف ولم تقر به عينه ,ويحرص على حطام الدنيا وإرضاء أهلها ولا يبالي برضا الله وسخطه (!) ولا يبالي بمخالفة السلف وفهمهم (!) .
وإنَّما رضاه وسخطه لما يهواه ولمن يهواه من أهل المال والدنيا (!)
وهذا شيء معروف ملموس مهما تستروا ومهما غالطوا ولمَّعوا أنفسهم بالعبارات الطنَّانة المُجَنِّحَة .
هذا وأوصي السلفيين الصادقين بالثبات على الحقِّ والصبر على أذى أهل الأهواء . وأوصيهم بالدعوة إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة .
وتفصيل مواطن الغلو والتوسط في هذا الكتيب الذي مهدتُ له بهذه المقدمة المُوجزة .
أسأل الله أن ينفع به الإسلام والمسلمين
وصلَّى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلَّم .
حررت هذه المقدمة بمكة المكرمة
في 23 محرَّم لعام 1443
من هجرة المصطفى صلَّى الله عليه وسلَّم
وسطـيــة الإســلام
( كلمة مفرَّغة )
ألقاها شيخنا العلاَّمة
ربيع بن هادي المدخلي
-حفظه الله-
بتاريخ 26/محرَّم/1426 هـ
إنّ الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا , من يهده الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادي له و أشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لاشريك له و أشهد أنّ محمدا عبده و رسوله
( يا أيّها الذين آمنوا اتّقوا الله حقّ تقاته و لا تموتنّ إلاّ و أنتم مسلمون)
( آل عمران 102)
( يا أيّها النّاس اتّقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة و خلق منها زوجها و بثّ منهما رجالا كثيرا و نساء و اتّقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إنّ الله كان عليكم رقيبا ) ( النساء 1)
( يا أيّها الذين آمنوا اتّقوا الله و قولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم و يغفر لكم ذنوبكم و من يطع الله و رسوله فقد فاز فوزا عظيما ) (الأحزاب 70-71)
أمّا بعد :
فإنّ أصدق الحديث كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه و سلم و شر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ثم أمّا بعد :
فمرحبا بكم أيّها الإخوة و الأبناء الكرام المنتمين إلى المنهج السلفيّ و الذي أرجو أن نكون جميعا صادقين فيه و مخلصين لله فيه , و العنوان كما بلغني ( وسطيّة الإسلام ) أليس كذلك ؟
( يا أيّها الذين آمنوا اتّقوا الله حقّ تقاته و لا تموتنّ إلاّ و أنتم مسلمون)
( آل عمران 102)
( يا أيّها النّاس اتّقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة و خلق منها زوجها و بثّ منهما رجالا كثيرا و نساء و اتّقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إنّ الله كان عليكم رقيبا ) ( النساء 1)
( يا أيّها الذين آمنوا اتّقوا الله و قولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم و يغفر لكم ذنوبكم و من يطع الله و رسوله فقد فاز فوزا عظيما ) (الأحزاب 70-71)
أمّا بعد :
فإنّ أصدق الحديث كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه و سلم و شر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ثم أمّا بعد :
فمرحبا بكم أيّها الإخوة و الأبناء الكرام المنتمين إلى المنهج السلفيّ و الذي أرجو أن نكون جميعا صادقين فيه و مخلصين لله فيه , و العنوان كما بلغني ( وسطيّة الإسلام ) أليس كذلك ؟
من ميزات الإسلام
من ميزات الإسلام التي لا تعد و لا تحصى التوسط والاعتدال في كل شأن من الشؤون ومن مزاياه الرحمة و الحكمة والصبر و سائر الأخلاق الكريمة التي بُعث محمد صلى الله عليه و سلم لإكمالها وهي موجودة في الرسالات جميعا , قال صلى الله عليه و سلم ( بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) ([1][1]). الإسلام فيه اعتدال و فيه توسط , في عقائده و مناهجه و شرائعه و أحكامه وما رسمه من أخلاق , و قد وعاه صحابة محمد صلى الله عليه و سلم الذين حظوا بتلك التزكية و تلك التربية العظيمة التي امتنّ الله تبارك و تعالى بها على هذه الأمّة( هو الذي بعث في الأمييّن رسولا منهم يتلو عليهم آياته و يزكيهم و يعلمهم الكتاب و الحكمة ) ( الجمعة 2) .
يدخل في هذه التزكية و في حفظ الكتاب و في هذه الحكمة التوسط والاعتدال و يتضمن ذلك نبذ الغلوّ و نبذ الجفاء , فالتوسط هو بين طرفين , طرف الغلو و الإفراط و طرف التفريط و الجفاء , و ما من قضية يتأمّلها المسلم في عقائد الإسلام أو من قضايا العقائد و العبادات و الأحكام إلاّ و يرى العدل فيها و التوسط فيها , بعيدة عن الإفراط و التفريط و الله تبارك و تعالى يقول في الإشـادة بهذه الأمة و منزلتها عند الله تبارك وتعــالى ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً) ( البقرة 143) هكذا زكّى الله هذه الأمة و اختارها وشهد لها بأنّها الوسط ,و الوسط الخيار والوسط الاعتدال وجعلها شاهدة على الأمم كلها ,مقبولة الشهادة عند الله تبارك وتعالى في الدنيا والآخرة و هذه لمن التزم بتعاليم الإسلام و التزم بهذه الوسطية ,وتجد في المنحرفين عن هذه الوسطية من الغلو و الجفاء في نفس الوقت ما يخالف هذه الميزة التي امتازت بها هذه الشريعة المحمدية و امتازت بها الأمة التي التزمت هذه الشريعة .
وقال الله تعالى : ( وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ) الآية ( الحج 78) .
فالله اجتبى هذه الأمة و اختارها و نفى عن دينها الحرج و هو الضيق و الشدة التي تنشأ عن الغلو , فنفى هذه الصفة الدنيئة , نفى الحرج و الضيق و الشدة و ربط هذه الأمة بأبيها إبراهيم إمام الحنفاء صلى الله عليه و سلم و أبي الأنبياء – منّة من الله تبارك و تعالى – و مقتضى هذا الاختيار و هذا الاجتباء أن نقوم بشرائع الله عزّ وجل ذات الاعتدال و السعة والسماحة و الرحمة .
من مقتضيات هذه الشريعة التي أثنى الله عليها و نفى الحرج فيها أن نقوم بها ومن أهمها الصلاة و الزكاة و الاعتصام بالله تبارك وتعالى والرضى به ربّا نتوكل عليه و نستنصر به فينصرنا و يحفظنا ويرعانا و لا يضيعنا – سبحانه وتعالى – إذا نحن التزمنا هذا المنهج العظيم و ما حواه من عقائد و شرائع .
كان الرسول صلى الله عليه و سلم يربي أمّته على هذا الاعتدال ويبعدهم عن الشدة و الشطط في كل شأن من الشؤون وخاصة في العبادات بل في المعاملات و غيرها .
يدخل في هذه التزكية و في حفظ الكتاب و في هذه الحكمة التوسط والاعتدال و يتضمن ذلك نبذ الغلوّ و نبذ الجفاء , فالتوسط هو بين طرفين , طرف الغلو و الإفراط و طرف التفريط و الجفاء , و ما من قضية يتأمّلها المسلم في عقائد الإسلام أو من قضايا العقائد و العبادات و الأحكام إلاّ و يرى العدل فيها و التوسط فيها , بعيدة عن الإفراط و التفريط و الله تبارك و تعالى يقول في الإشـادة بهذه الأمة و منزلتها عند الله تبارك وتعــالى ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً) ( البقرة 143) هكذا زكّى الله هذه الأمة و اختارها وشهد لها بأنّها الوسط ,و الوسط الخيار والوسط الاعتدال وجعلها شاهدة على الأمم كلها ,مقبولة الشهادة عند الله تبارك وتعالى في الدنيا والآخرة و هذه لمن التزم بتعاليم الإسلام و التزم بهذه الوسطية ,وتجد في المنحرفين عن هذه الوسطية من الغلو و الجفاء في نفس الوقت ما يخالف هذه الميزة التي امتازت بها هذه الشريعة المحمدية و امتازت بها الأمة التي التزمت هذه الشريعة .
وقال الله تعالى : ( وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ) الآية ( الحج 78) .
فالله اجتبى هذه الأمة و اختارها و نفى عن دينها الحرج و هو الضيق و الشدة التي تنشأ عن الغلو , فنفى هذه الصفة الدنيئة , نفى الحرج و الضيق و الشدة و ربط هذه الأمة بأبيها إبراهيم إمام الحنفاء صلى الله عليه و سلم و أبي الأنبياء – منّة من الله تبارك و تعالى – و مقتضى هذا الاختيار و هذا الاجتباء أن نقوم بشرائع الله عزّ وجل ذات الاعتدال و السعة والسماحة و الرحمة .
من مقتضيات هذه الشريعة التي أثنى الله عليها و نفى الحرج فيها أن نقوم بها ومن أهمها الصلاة و الزكاة و الاعتصام بالله تبارك وتعالى والرضى به ربّا نتوكل عليه و نستنصر به فينصرنا و يحفظنا ويرعانا و لا يضيعنا – سبحانه وتعالى – إذا نحن التزمنا هذا المنهج العظيم و ما حواه من عقائد و شرائع .
كان الرسول صلى الله عليه و سلم يربي أمّته على هذا الاعتدال ويبعدهم عن الشدة و الشطط في كل شأن من الشؤون وخاصة في العبادات بل في المعاملات و غيرها .
نبذة عن التوسُّط
عن أَنَس بن مَالِكٍ رضي الله عنه قال : " جاء ثَلَاثَةُ رَهْطٍ إلى بُيُوتِ أَزْوَاجِ النبي صلى الله عليه و سلم يَسْأَلُونَ عن عِبَادَةِ النبي صلى الله عليه و سلم فلما أُخْبِرُوا كَأَنَّهُمْ تَقَالُّوهَا فَقَالُوا : " وَأَيْنَ نَحْنُ من النبي صلى الله عليه و سلم قد غُفِرَ الله له ما تَقَدَّمَ من ذَنْبِهِ وما تَأَخَّرَ ؟! " قال أَحَدُهُمْ : " أَمَّا أنا فَإِنِّي أُصَلِّي اللَّيْلَ أَبَدًا " وقال آخَرُ : " أنا أَصُومُ الدَّهْرَ ولا أُفْطِرُ " وقال آخَرُ : " أنا أَعْتَزِلُ النِّسَاءَ فلا أَتَزَوَّجُ أَبَدًا " فَجَاءَ رسول اللَّهِ فقال : " أَنْتُمْ الَّذِينَ قُلْتُمْ كَذَا وَكَذَا أَمَا والله إني لَأَخْشَاكُمْ لِلَّهِ وَأَتْقَاكُمْ له لَكِنِّي أَصُومُ وَأُفْطِرُ وَأُصَلِّي وَأَرْقُدُ وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ فَمَنْ رَغِبَ عن سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي " ([2][2]).
فاعتبر صلى الله عليه و سلم الشدة خلاف سنته و اعتبر عدم الاعتدال و التشدد رغبة عن سنته و تبرأ ممن يرغب عن سنته , فلينتبه الغلاة إلى مثل هذه البراءة .
أما صحابة رسول الله صلى الله عليه و سلم الذين علّمهم و أعطاهم هذا الدرس العظيم فقد استفادوا , وأمّا أهل الأهواء و أهل البدع فقد لا تنفعهم مثل هذه الدروس نسأل الله العافية.
و بلغ رسول الله صلى الله عليه و سلم أنّ عبد الله بن عمرو بن العاص قال : لأقومنّ الليل و لأصومنّ النّهار , قال: " أنت تقول هذا ؟ " قال نعم بأبي أنت و أمي يا رسول الله . فقال صلى الله عليه و سلم : ( صم من كل شهر ثلاثة أيام ,قال إنّي أطيق أكثر من ذلك قال: صم يوما و أفطر يومين , قال إنّي أطيق أكثر من ذلك قال: صم يوما وأفطر يوما و هذا أعدل الصيام ) ([3][3]) .
قال : أعدل و هذا في رواية يعني وسط و أفضل وهو صيام داود عليه الصلاة و السلام , لأنّه ليس فيه شدّة و كما علّمه رسول الله صلى الله عليه و سلم وعلّم غيره فقال : ( إنّ لنفسك عليك حقّا و لزورك عليك حقا و لزوجك عليك حقا فأعط كل ذي حق حقه ) ([4][4]) ,فالذين يتشدّدون في الأمور لا يُوّفون هذه المطالب حقّها , يضيّعون كثيرا من الحقوق على أبنائهم و أسرهم و على أمّتهم بل قد يضيّعون كثيرا من حقوق الله عزّ و جلّ , فربّى النبيّ صلّى الله عليه و سلّم أمّته على الاعتدال و التوسط في كلّ شأن و من أهمّها العبادات .
فاعتبر صلى الله عليه و سلم الشدة خلاف سنته و اعتبر عدم الاعتدال و التشدد رغبة عن سنته و تبرأ ممن يرغب عن سنته , فلينتبه الغلاة إلى مثل هذه البراءة .
أما صحابة رسول الله صلى الله عليه و سلم الذين علّمهم و أعطاهم هذا الدرس العظيم فقد استفادوا , وأمّا أهل الأهواء و أهل البدع فقد لا تنفعهم مثل هذه الدروس نسأل الله العافية.
و بلغ رسول الله صلى الله عليه و سلم أنّ عبد الله بن عمرو بن العاص قال : لأقومنّ الليل و لأصومنّ النّهار , قال: " أنت تقول هذا ؟ " قال نعم بأبي أنت و أمي يا رسول الله . فقال صلى الله عليه و سلم : ( صم من كل شهر ثلاثة أيام ,قال إنّي أطيق أكثر من ذلك قال: صم يوما و أفطر يومين , قال إنّي أطيق أكثر من ذلك قال: صم يوما وأفطر يوما و هذا أعدل الصيام ) ([3][3]) .
قال : أعدل و هذا في رواية يعني وسط و أفضل وهو صيام داود عليه الصلاة و السلام , لأنّه ليس فيه شدّة و كما علّمه رسول الله صلى الله عليه و سلم وعلّم غيره فقال : ( إنّ لنفسك عليك حقّا و لزورك عليك حقا و لزوجك عليك حقا فأعط كل ذي حق حقه ) ([4][4]) ,فالذين يتشدّدون في الأمور لا يُوّفون هذه المطالب حقّها , يضيّعون كثيرا من الحقوق على أبنائهم و أسرهم و على أمّتهم بل قد يضيّعون كثيرا من حقوق الله عزّ و جلّ , فربّى النبيّ صلّى الله عليه و سلّم أمّته على الاعتدال و التوسط في كلّ شأن و من أهمّها العبادات .
الغلو في الأشخاص وهو قديم وجديد في الأمم
هذه نبذة عن التوسط , ونلفت النظر إلى أنّ الغلوّ قديم في الأمم و قد يمتدّ إلى يوم القيامة فأوّل غلوّ حصل في قوم نوح – عليه السلام – غلوا في قوم صالحين فقادهم الشيطان بهذه النزعة , نزعة الغلوّ إلى أن ينصبوا لهم أنصابا أوثانا فنصبوا لهم أنصابا , و لمّا هلك ذلك الجيل جاء جيل بعدهم أو أجيال فعبدوا هذه الأصنام , فجاء نوح عليه السلام يدعوهم إلى الله تبارك و تعالى وإلى عبادته وحده , ويجتهد في صرفهم عن هذا الغلوّ و هذه العبادة الوثنية التي جرّهم إليها الغلوّ , دعاهم ألف سنة إلاّ خمسين عاما فأبوا و استكبروا وعاندوا , و يدخل ضمن غلوّهم , الغلوّ فيما كان عليه آباؤهم ( قالوا ما سمعتا بهذا في آبائنا الأوّلين )( المؤمنون 24 ) وهم يقدّسون آباءهم و ما ورثوه عن آبائهم ,الغلوّ في التراث من أمجاد يزعمونها خلّفها لهم آباؤهم , ولو كانت في حضيض الأخلاق و العقائد يعتبرونها أمجادا و يعتزّون بها و يكذّبون الرّسل و يقذفونهم بالتّهم , ما الّذي حملهم على هذا ؟ على هذا العناد الذي امتدّ إلى قرابة ألف سنة ( ألف سنة إلاّ خمسين عاما ) ( العنكبوت 14 ) ما ذلك إلا لغلوّهم في تلك الأوثان و الغلوّ فيما وجدوا عليه آباءهم من وثنيّة ومن ضلالات أخرى .
و هكذا قوم هود و قوم صالح و سائر الأمم التي ضلّت وانحرفت بعث الله إليها الرسل لتحارب انحرافاتها و غلوّها في أوثانها وشخصياتها وغلوّها في تقاليد وعادات آبائها ( إنّ وجدنا آباءنا على أمّة و إنّا على آثارهم مهتدون ) ( الزخرف 22 )
غلوّ واعتزاز أهوج بما وجدوه من تراث عفن من تراث آبائهم من وثنية مهلكة وأخلاق مردية يواجهون بها الرسل ويتشبثون بها ويقولون وجدنا آباءنا على كذا وكذا و إنّا على آثارهم مقتدون و إنّا على آثارهم مهتدون( قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدْتُمْ عَلَيْهِ آبَاءَكُمْ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ) ( الزخرف 24 )
( وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلا يَهْتَدُونَ )
( البقرة 170 )
فالتشبث بالعقائد الفاسدة و الأخلاق الرّذيلة عادات قديمة تداولتها الأمم الهالكة و واجهت بها الرّسل عليهم الصلاة والسلام فأهلكهم الله تبارك وتعالى بهذا الغلوّ و هذا الانحراف الناشئ عن الغلوّ في الأشخاص وفي العادات وفي العقائد وفيما وجدوا عليه آباءهم ,أهلكهم الله تبارك وتعالى وجعلهم عبرة للمعتبرين ولكن الغلاة لا يعتبرون في كلّ زمان ومكان مهما رأوا و سمعوا ,مهما شاهدوا بأعينهم العقوبات التي تحيق بأولئك الغلاة , مثل الطوفان الذي أهلك الله به قوم نوح و مثل الرّيح التي دمّرت قوم هود و مثل الصّيحة التي أهلكت قوم صالح , و سائر أنواع المثلات التي حاقت بالأمم .
فترى الغلاة الغارقين في هذا الغلوّ لا يستيقظون ولا ينتبهون ولا يعتبرون – والعياذ بالله – و الذي يستعرض القرآن يجد ما لقي الرّسل فيه من أقوامهم الغلاة في الباطل و المتشبثون بالوراثات الفاسدة , و هكذا يجد في النّصارى , في اليهود , في المجوس في الهندوك , و في غيرهم غلوّا شنيعاً في أقذر الأشياء و أوسخها و أحطّها فتأريخ الوثنيات قذر وسخ , حتّى تجد في حياة الهنود وعقائدهم عبادة القرود و الخنازير و الحيّات والفروج وثنيّة منحطّة إلى أبعد الحدود , يتعصّبون لها و يحاربون من أجلها الإسلام , فيسفكون الدماء و ينتهكون الأعراض و يدمّرون الأسر و البيوت و الأموال من أجل هذه الوثنيّة المنحطّة , ما الذي دفعهم إليها ؟ دفعهم إليها الغلوّ الأهوج – و العياذ بالله – وقل مثل ذلك في اليهـود و النّصارى.
و هكذا قوم هود و قوم صالح و سائر الأمم التي ضلّت وانحرفت بعث الله إليها الرسل لتحارب انحرافاتها و غلوّها في أوثانها وشخصياتها وغلوّها في تقاليد وعادات آبائها ( إنّ وجدنا آباءنا على أمّة و إنّا على آثارهم مهتدون ) ( الزخرف 22 )
غلوّ واعتزاز أهوج بما وجدوه من تراث عفن من تراث آبائهم من وثنية مهلكة وأخلاق مردية يواجهون بها الرسل ويتشبثون بها ويقولون وجدنا آباءنا على كذا وكذا و إنّا على آثارهم مقتدون و إنّا على آثارهم مهتدون( قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدْتُمْ عَلَيْهِ آبَاءَكُمْ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ) ( الزخرف 24 )
( وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلا يَهْتَدُونَ )
( البقرة 170 )
فالتشبث بالعقائد الفاسدة و الأخلاق الرّذيلة عادات قديمة تداولتها الأمم الهالكة و واجهت بها الرّسل عليهم الصلاة والسلام فأهلكهم الله تبارك وتعالى بهذا الغلوّ و هذا الانحراف الناشئ عن الغلوّ في الأشخاص وفي العادات وفي العقائد وفيما وجدوا عليه آباءهم ,أهلكهم الله تبارك وتعالى وجعلهم عبرة للمعتبرين ولكن الغلاة لا يعتبرون في كلّ زمان ومكان مهما رأوا و سمعوا ,مهما شاهدوا بأعينهم العقوبات التي تحيق بأولئك الغلاة , مثل الطوفان الذي أهلك الله به قوم نوح و مثل الرّيح التي دمّرت قوم هود و مثل الصّيحة التي أهلكت قوم صالح , و سائر أنواع المثلات التي حاقت بالأمم .
فترى الغلاة الغارقين في هذا الغلوّ لا يستيقظون ولا ينتبهون ولا يعتبرون – والعياذ بالله – و الذي يستعرض القرآن يجد ما لقي الرّسل فيه من أقوامهم الغلاة في الباطل و المتشبثون بالوراثات الفاسدة , و هكذا يجد في النّصارى , في اليهود , في المجوس في الهندوك , و في غيرهم غلوّا شنيعاً في أقذر الأشياء و أوسخها و أحطّها فتأريخ الوثنيات قذر وسخ , حتّى تجد في حياة الهنود وعقائدهم عبادة القرود و الخنازير و الحيّات والفروج وثنيّة منحطّة إلى أبعد الحدود , يتعصّبون لها و يحاربون من أجلها الإسلام , فيسفكون الدماء و ينتهكون الأعراض و يدمّرون الأسر و البيوت و الأموال من أجل هذه الوثنيّة المنحطّة , ما الذي دفعهم إليها ؟ دفعهم إليها الغلوّ الأهوج – و العياذ بالله – وقل مثل ذلك في اليهـود و النّصارى.
صور من الغلو
على كل حالّ هذه لمحة عن الغلّو في الماضي و في الأمم التي تحيط بهذه الأمّة , اليهود غلوا في عزير و قالوا إنّه ابن الله و أصيبوا بداء الجفاء فقتلوا الأنبياء وقتلوا الذين يأمرون الناّس بالقسط و هذا من الجفاء و كذّبوا عيسى عليه السلام و كذّبوا محمدا صلى الله عليه و سلم وما جاء به , و هم يعرفون أنّه رسول الله حقّا عليه الصلاة و السلام , يعرفونه كما يعرفون أبناءهم , ومع ذلك دعاهم الجفاء و الغلوّ في آن واحد إلى تكذيب الرسول و محاربته و جحود الحقّ الذي يعلمونه قال تعالى عنهم :( يعرفونه كما يعرفون أبناءهم) ( البقرة 146 ).
و النصارى كذلك غلوا في عيسى و عبدوه وقالوا إنّه ابن الله و ثالث ثلاثة و قالوا فيه هو الله , و بيّن الله تبارك و تعالى أنّ عيسى عبد من عباد الله و أنّه رسول و أمّه صدّيقة كانا يأكلان الطعام , بيّنه الإسلام غاية البيان , و العقول تدرك هذا و تدرك ما وقع فيه النصارى من السّخف و الضلال , و لهذا سمّاهم الله تبارك تعالى الضّالين , وعلّمنا الاستعاذة من هذه الصفة , صفة الضلال في كلّ صلاة نصليها ( اهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضاّلين ) (الفاتحة 6-7) المغضوب عليهم هم اليهود لأنّهم يعلمون الحقّ و يجحدونه ويعاندون فيه ( والضّالين ) النّصارى .
والدّافع لهذا الضلال هو الغلوّ الموجب لغضب الله تعالى و لعناته هو الغلوّ و الجفاء فالغلوّ والجفاء من الصفات الذميمة , و الاعتدال هو الصفة المحمودة عند الله عزّ و جلّ وهو من صفات هذه الشّريعة التي جاء بها محمد صلى الله عليه و سلم .
و النصارى كذلك غلوا في عيسى و عبدوه وقالوا إنّه ابن الله و ثالث ثلاثة و قالوا فيه هو الله , و بيّن الله تبارك و تعالى أنّ عيسى عبد من عباد الله و أنّه رسول و أمّه صدّيقة كانا يأكلان الطعام , بيّنه الإسلام غاية البيان , و العقول تدرك هذا و تدرك ما وقع فيه النصارى من السّخف و الضلال , و لهذا سمّاهم الله تبارك تعالى الضّالين , وعلّمنا الاستعاذة من هذه الصفة , صفة الضلال في كلّ صلاة نصليها ( اهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضاّلين ) (الفاتحة 6-7) المغضوب عليهم هم اليهود لأنّهم يعلمون الحقّ و يجحدونه ويعاندون فيه ( والضّالين ) النّصارى .
والدّافع لهذا الضلال هو الغلوّ الموجب لغضب الله تعالى و لعناته هو الغلوّ و الجفاء فالغلوّ والجفاء من الصفات الذميمة , و الاعتدال هو الصفة المحمودة عند الله عزّ و جلّ وهو من صفات هذه الشّريعة التي جاء بها محمد صلى الله عليه و سلم .
وقوع الغلو في هذه الأمَّة
و لقد حصل هذا الغلوّ في هذه الأمّة رغم أنّ القرآن حذّر من ذلك و السنّة حذّر فيها رسول الله صلى الله عليه و سلم من الغلوّ , قال الله تعالى : ( يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم و لا تقولوا على الله إلاّ الحقّ ) ( النساء 171 )
وهذا نداء لأهل الكتاب وهو يتناول المسلمين , فإذا كان ينهى أهل الكتاب عن الغلوّ فهذه الأمّة من باب أولى ( ولا تقولوا على الله إلاّ الحقّ ) لأنّ الغلوّ ضدّ الحقّ و المؤمن المعتدل يقول الحقّ فلا يغلوا ولا يجفو .
وهذا نداء لأهل الكتاب وهو يتناول المسلمين , فإذا كان ينهى أهل الكتاب عن الغلوّ فهذه الأمّة من باب أولى ( ولا تقولوا على الله إلاّ الحقّ ) لأنّ الغلوّ ضدّ الحقّ و المؤمن المعتدل يقول الحقّ فلا يغلوا ولا يجفو .
تحذير رسول الله صلى الله عليه وسلَّم من الغلو
وقال صلى الله عليه و سلم : ( إيّاكم و الغلوّ فإنّما أهلك من كان قبلكم الغلوّ ) ([5][5]) فحذّر الرّسول صلى الله عليه و سلم من الغلو أشدّ التّحذير , حتّى إنّه في حجّة الوداع في رجوعه من عرفات إلى مزدلفة طلب من الفضل أن يناوله حصيات ليرمي بها الجمرة ,قال : فالتُقِطتُ له الحصيات فرفع واحدة منها و قال : ( بمثل هذه فارموا و إيّاكم و الغلوّ فإنّما أهلك من كان قبلكم الغلوّ ) حتّى الحصاة هذه لابدّ أن تعتدل فيها وتتبع فيها محمدا صلى الله عليه و سلم فلا تتقدّم بين يديه في شيء فتزيد أو تنقص , النقص جفاء والزيادة غلوّ .
الاعتدال ودين الله الحق
القرآن يربّي على الاعتدال و السنة كذلك و سيرة الرسول صلى الله عليه و سلمتربّي على ذلك وكذا سيرة السلف الصالح ,ولكنّه دبّ إلى الفرق الضّالة داء الأمم الهالكة ووقع في مراتع الغلوّ , أناس مفرّطون و أناس مُفْرِطون .
و المنهج السّلفي من بين المناهج الموجودة هو المنهج الوسط المعتدل لمن فقهه حقّ الفقه , لا للأدعياء فمن فقه هذا المنهج من كتاب الله و سنّة رسوله صلى الله عليه و سلم ومن سيرته ومن سيرة السّلف الصالح يعرف أنّ المنهج السلفي هو دين الله الحقّ القائم على الاعتدال و القائم على الصراط المستقيم و القائد إلى الحقّ في عقيدته و منهجه و تربيته و دعوته , بينما تجد في المناهج الأخرى التّأرجح بين الإفراط و التّفريط , المنهج السّلفي وسط في هذه الفرق كوسطية الإسلام بين الأديان و الملل السّابقة .
فأهل السنّة و الجماعة في عقيدتهم وسط في عدد من المناهج , فهم وسط بين الجهميّة المعطلة و المشبهة المنحرفة , المعطلة غلوا في التّنزيه فأدّاهم هذا الغلو ّإلى تعطيل صفات الله عزّ وجلّ , و المشبّهة غلوا في الإثبات فأدّاهم هذا الغلو إلى أن يشبهوا الله تعالى بخلقه في أسمائه وصفاته فتعالى الله عماّ يقول الظاّلمون علوّا كبيرا .
و المنهج السّلفي من بين المناهج الموجودة هو المنهج الوسط المعتدل لمن فقهه حقّ الفقه , لا للأدعياء فمن فقه هذا المنهج من كتاب الله و سنّة رسوله صلى الله عليه و سلم ومن سيرته ومن سيرة السّلف الصالح يعرف أنّ المنهج السلفي هو دين الله الحقّ القائم على الاعتدال و القائم على الصراط المستقيم و القائد إلى الحقّ في عقيدته و منهجه و تربيته و دعوته , بينما تجد في المناهج الأخرى التّأرجح بين الإفراط و التّفريط , المنهج السّلفي وسط في هذه الفرق كوسطية الإسلام بين الأديان و الملل السّابقة .
فأهل السنّة و الجماعة في عقيدتهم وسط في عدد من المناهج , فهم وسط بين الجهميّة المعطلة و المشبهة المنحرفة , المعطلة غلوا في التّنزيه فأدّاهم هذا الغلو ّإلى تعطيل صفات الله عزّ وجلّ , و المشبّهة غلوا في الإثبات فأدّاهم هذا الغلو إلى أن يشبهوا الله تعالى بخلقه في أسمائه وصفاته فتعالى الله عماّ يقول الظاّلمون علوّا كبيرا .
أحسن الله إليكِ أخيتي و بارك فيكِ على ما نقلتِ ، وحفظ الله الشيخ ربيع بن هادي المدخلي ربيع السنة و أمد في عمره و نفعنا بعلمه..
تمَّ تقييم الموضوع لأهميته البالغة..
موضوع سديد….
بصمات البيان والتوضيح جلية لطرح اختلف فيه الكثير سواء في الفهم أو التطبيق
فاللهم الهمنا الهدى والتقى والفطنة حتى نسلم بديننا ونرضي ربنا
بوركت بنية على هذا النقل المفيد
تحياتــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــي…..
شكرا على الموضوع ..
اللهم امين
فيكم بارك الله وان شاء الله يستفيد الجميع
شكرا لكم