التصنيفات
طفلي الصغير

تربية الأولاد ـ عطلة الامتحا نات

الحمد لله الذي من علينا بنعمة الأولاد وفتح لنا من أسباب الهداية كل باب ورغب في طرق الصلاح وحذر من طرق الفساد وأشهد الا اله الا الله وحده لا شريك له الملك الكريم الوهاب وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أفضل الخلق بلا ارتياب صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم المآب وسلم تسليما
أما بعد
أيها الناس اتقوا الله تعالى وأشكروه على ما أنعم به عليكم من نعمة الأولاد واعلموا أن هذه النعمة فتنة للعبد واختبار فإما أن يكون الأولاد منحة تقر بهم العين في الدنيا والآخرة سرور في القلب وانبساط في النفس وعون على مكابد الدنيا وصلاح يهد وهم إلى البر في الحياة وبعد الممات حماهم في الدنيا على طاعة الله ……..في الآخرة في دار كرامة الله (والذين آمنوا واتبعهتم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شئ كل امرئ بما كسب رهين ) أيها الناس إن من أسباب هذه المنحة أن يكون الوالد من أم وأب والوالد هو المسئول الاول لأنه راع في أهله ومسئول عن رعيته إن من أسباب هذه المنحة أن يقوم كل من الوالدين على أولاده وفي أولاده بما يجب عليهم من رعاية وعناية وتربية صالحة ليخلف بعده ذرية طيبة تنفعه وتنفع المسلمين فان العبد متى أصلح ما بينه وبين ربه اصلح الله له ما بينه وبين الناس ومع حسن النية والاستعانة بالله وكثرة دعائه واللجوء اليه بحصل الخير الكثير والتربية الصالحة يقول الله تعالى في وصف عباد الرحمن ( والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما ) ولله ما سألوا ذلك وقعدوا عن فعل الأسباب فان العقل والشرع كل منهما يقتضي انك إذا سألت الله شيئا فلا بد أن تفعل ما تقدر عليه من أسبابه لو سأل الإنسان ربه رزقا لسعى في أسباب الرزق لانه يعلم أن السماء لا تمطر ذهبا ولو سأل الله ذرية لسعى في حصول الزوجة لان الأرض لا تنبت أولادا وهكذا إذا سأل الله صلاح ذريته وان تكون قرة عين له فلا بد أن يسعى بما يقدر عليه من أسباب ذلك لتكون نعمة الأولاد منحة أما الشطر الثاني من الأولاد فان تكون فان يكونوا محنة وعناء وشقاء وسقما على أهلهم ومجتمعهم وذلك فيمن لم يقم بما أوجب الله عليه لهم من رعاية وعناية وتربية صالحة أهملهم فلم يبال بهمم أكبر همه نحو أولاده حين كانوا شهوة قذفها في رحم الام أضاع حق الله فيهم فاضاعوا حق الله فيه لم يحسن إليهم بالتربية فلم يحسنوا اليه بالبر جزاءا وفاقا ففاته نفعهم في الدنيا والآخرة واصبح من الخاسرين وليكونن من النادمين ( قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة الا ذلك هو الخسران المبين ) أيها الناس انظروا في أنفسكم تجدوا أن أقواما منكم اعتنوا بتنمية أموالهم ورعايتها وصيانتها وحفظها فاشغلوا أفكارهم وأبدانهم وانشغلوا بها عن راحتهم ومنامهم ثم نسوا أهلهم وأولادهم ما قيمة هذه الأموال بالنسبة للأهل والأولاد أليس من الأجدر بهؤلاء أن يخصصوا شيئا من قواهم الفكرية والجسمية لتربية أهلهم وأولادهم أليس من الأولاد هؤلاء أن يكونوا شاكرين لنعمة الله عليهم بالأولاد ممتثلين لأمره حيث يقول جل ذكره ( يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ) أيها الاخوة تأملوا هذه الآية إن الله سبحانه جعل لكم الولاية فيها وحملكم مسئولية الأهل أمركم بان تقوا أنفسكم وأهليكم نارا مزعجة لم يأمركم أن تقوا أنفسكم فحسب بل أنفسكم وأهليكم ومن عجب أن هؤلاء المضيعين لأمر الله في حق أولادهم وأهليهم لو أصابت نار الدنيا طرف من ولده أو كادت لسعى بكل ما يستطيع لدفعها وهرع إلى كل طبيب للشفاء من حرقها أما نار الآخرة فلا يحاول أن يخلص أولاده وأهله منها أيها الناس إن على كل واحد منا أن يراقب أهله وأولاده في حركاتهم وسكناتهم في ذهابهم وإيابهم في أصحابهم واخلائهم حتى يكون على بصيرة من أمرهم وعلى يقين في اتجاهاتهم وسيرهم فيقر ما يراه من ذلك صالحا وينكر ما يراه فاسدا ويكلمهم بصراحة ويأخذ منهم ويرد عليهم ولا يغضب فيشكوهم ويعرض عنهم فان ذلك يزيد من البلاء والفساد وإن الإنسان إذا لم يقم على مراقبة أهله وأولاده وتربيتهم تربية صالحة فمن الذي يقوم عليهم هل يقوم عليهم أباعد الناس ومن لا صلة له فيهم أو يترك هؤلاء الأولاد والأغصان الغضة تعصف بها رياح الأفكار المضللة والاتجاهات المنحرفة والأخلاق الهدامة فينشأ من هؤلاء جيل فاسد لا يرعى لله ولا للناس حرمة ولا حقوقا جيل فوضوي متهور لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا متحررا من كل رق الا من رق الشيطان منطلقا من كل قيد الا من قيد الشهوة والطغيان نعم لا بد أن تكون هذه هي النتيجة إذا أهمل الناس أولادهم من بنين وبنات الا أن يشاء الله أيها الناس إن المدارس قد أخذت وقتا كبيرا من أوقات أبنائنا وبناتنا وإنها الآن أوشكت بل بعضها أوصدت أبوابها عن الدراسة في هذه العطلة الصيفية التي نرجو الله تعالى أن نستفيد منها وإن الشباب بعد الجهد الجهيد الذي حصل لهم في عامهم الدراسي خصوصا في فترة الامتحان إذا جاءت العطلة يجد الفجوة الواسعة بين حاله اليوم وحاله بالأمس فيحس بالفراغ النفسي والفكري فيقول ماذا أعمل في هذه العطلة بماذا أمضي أيامها ولكن الشباب المتطلع إلى المجد والعلا يعرف كيف يتصرف يستطيع أن يستغل هذه العطلة بما يعود عليه وعلى أمته بالخير يستطيع أن يستغل أوقاتها بدراسة العلم ومذاكرته سواء في دروسه الماضية أو المستقبلة أو في دروس يتثقف بها ثقافة عامة يستطيع أن يقرأ في كتب التفسير القيمة السالمة من الزيغ في تحريف كلام الله مثل تفسير ابن كثير وتفسير شيخنا عبد الرحمن بن سعدي رحمهما الله يستطيع أن يقرأ في كتب الحديث الصحيحة مثل البخاري ومسلم وما نقل عنهما أو غيرهما مما صح عن رسول الله صلي الله عليه وسلم يستطيع أن يقرأ في كتب التاريخ المعتمدة البعيدة من الأهواء خصوصا تاريخ سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين لان قراءة هذه السيرة تزيد القارئ إيمانا ومحبة للنبي صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين وترسم له منهاج حياة سليم راشد وليحذر الشباب ذكورا وإناثا ليحذروا من النظر أو القراءة في ما يخشى منه على العقيدة أو الأخلاق والاستقامة من كتب أو مجلات أو صحف فان الإنسان ربما نظر أو قرا فافتتن ولم يستطع الخلاص لاسيما في هذا الزمن الذي كثرت فيه الأهواء وكثرت فيه الفوضى الفكرية وأصبح يتكلم في أمر العامة الرويبضة حتى صار من ليس أهلا لان يتكلم يتكلم في دين الله فيحلل ويحرم يتكلم في الأخلاق يتكلم في السلوك يتكلم في أمر الناس في عافية منه فيريد أن يوقع الناس في البلاء والشر مثل هؤلاء الذين يتكلمون في قيادة المرأة للسيارة أو الذين يتكلمون في فتح أندية للبنات هؤلاء الذين لم ينصحوا لله لا لرسوله ولا لكتابه ولا لائمة المسلمين وعامتهم هؤلاء الذين تلقوا أفكارا سيئة من الغرب أو ممن أخذها عن الغرب أو الشرق هؤلاء الذين لا يرعون في مؤمن إلا ولا ذمة هؤلاء الذين يمكن أن نصفهم بأنهم خونة لدينهم وأمتهم وولاتهم لانهم يريدون أن يفتحوا بهذه الأبواب التي يتكلمون بها ويبلبلون بها أفكار الناس والناس العقلاء يعرفون أنهم يتكلمون لهدف سئ لا يريدون حقا فيما يتكلمون به من هذه الأمور التي يريدون أن يفتحوا بها الشر والفساد إنهم يريدون أن يلهثوا وراء الأمم التي يرونهم متحضرة وهم في الواقع متأخرة هؤلاء الذين يريدون في أمتهم الإسلامية في شبابها من ذكور وإناث أن ينحدروا في الهاوية أن تخرج المرأة عارية كاسية فتكون من أهل النار كما أخبر بذلك رسول الله صلي الله عليه وسلم إنني أقول لكم إن ما ينشر في هذه الصحف وفي هذه المجلات يجب علينا أن نأخذ الحذر منه وأن نبتعد مما نخشى من قراءته أو النظر فيه على عقيدتنا وأخلاقنا واستقامتنا أيها الشباب وإذا لم يمكنكم استغلال أوقاتكم بالمذاكرة والدراسة فانه يمكنكم أن تستغلوها بالعمل البدني يكون الشاب مع أبيه في دكانه أو في فلاحته أو مصنعه أو أي مهنة أخرى مباحة يمارسها الأب فيعينه عليها أو يستقل بها يمكنكم أيها الشباب أن تستغلوا هذه الأوقات بعمل حكومي إن أتيح لكم أو عمل شعبي في إحدى المؤسسات على وجه لا ضرر عليكم به في دينكم لتكتسبوا بذلك مالا تقيمون به مصالحكم وخبرة تنمون بها مدارككم أيها الشباب أنكم ستمضون أوقاتكم أما في عمل جدي ايجابي يكون فيه الخير لكم ولامتكم وإما في عمل جدي ايجابي يكون فيه الشر عليكم وعلى أمتكم وإما في عمل سلبي يكون فيه إضاعة أوقاتكم تجول في الأسواق وتلهي في المجالس وتردد بين هنا وهناك تنتظرون طلوع الشمس وغروبها ووجبات ندائكم وعند التصفية لا تجدون حصيلة ولا تمتون إلى العلا بوسيلة ففكروا أيها الشباب في أموركم واختاروا ما فيه خيركم وخير أمتكم وأعينوا أعينوا على أنفسكم وكونوا شبابا صالحين حتى تكون الآمة بكم سعيدة وحتى يكون مستقبل الأمة وعاقبتها حميدة أسال الله للجميع أن نكون قدوة صالحين وهداة مهتدين وأسال الله أن يبصرنا في ديننا وأن يجعلنا ممن يعبده على بصيرة يرجو رحمته ويخاف عذابه أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ولكافة المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
الحمد لله حمدا كثيرا كما أمر وأشكره وقد تأذن بالزيادة لمن شكر وأشهد الا اله الا الله وحده لا شريك ولو كره ذلك من أتشرك به وكفر وأشهد أن محمدا عبده ورسوله سيد البشر الشافع المشفع في المحشر صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه خير صحب ومعشر وعلى التابعين لهم بإحسان ما بدا الفجر وأنور وسلم تسليما
أما بعد
أيها الناس اتقوا الله تعالى عباد الله إن الله تعالى أنعم عليكم بحكومة أغدقت عليكم الأموال ويسرت لكم سبل تحصيل العلوم تعطيكم الكتب لتدرسوها وتيسر عليكم الطرق لتدخلوها هذا من نعمة الله عليكم حيث يسر الله لكم ذلك على أيدي هذه الحكومة وان عليكم تجاه هذه النعمة عليكم أن تحترموا من هذه الكتب ما يجب احترامه عليكم أن تحترموا المصاحف التي تشتمل على كلام الله عز وجل كلام خالق السموات والأرض كلام رب العالمين كلام ملك الملوك كلام الواحد القهار كلام الذي خلقكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم يحاسبكم كلام من يقول للشئ كن فيكون كلام الله عز وجل الذي هو خير الكلام الذي فيه سعادتكم في الدنيا والآخرة عليكم أن تحترموا المصاحف عليكم أن تحترموا الآيات التي تكتب في المقالات عليكم أن تعظموها لأنها كلام الله عز وجل وكذلك يجب عليكم تعظيم أحاديث رسول الله صلي الله عليه وسلم التي هي خير الكلام بعد كلام الله عز وجل والتي ما تضمنته من المعاني فإنها شريعة الله التي جاء بها محمد صلى الله عليه وسلم وإننا لنأسف كل الأسف أن نرى كثيرا من الناس إذا انتهوا من دراستهم يلقون كتبهم في المزابل وفي الأسواق تطؤها الأقدام وفيها كلام الله عز وجل وفيها كلام رسوله صلى الله عليه وسلم وإن هذا امتهان لا شك فيه امتهان لكلام الله ولكلام رسول الله صلي الله عليه وسلم وإن على من وجد ذلك أن يرفعه في موضع يكون فيه محترما وان على من وضع ذلك في الأسواق أو في المزابل انه يبوء بإثمه وإنه يخشى عليه من عقوبة عاجلة فاتقوا الله عباد الله وإذا فرغتم من هذه الكتب التي يجب احترامها فان عليكم أن تحتفظوا بها لترجعوا إليها في المستقبل وإذا استغنيتم عنها ولم يكن لكم أمل فيها في المستقبل فاهدوها لمن ينتفع بها أو بيعوها فان لم يمكن الانتفاع بها فاحرقوها ولو كانت من المصاحف فان الصحابة رضي الله عنهم لما وحدوا المصحف على حرف واحد أحرقوا ما عداه من المصاحف فإذا استغنيتم عن المصاحف ولم يكن فيها فائدة ولم يمكن الانتفاع بها في قراءة فانه يجوز أحرقها ولكن ينبغي إذا أحرقت أن تدفن في مكان يكون اشد احتراما لها أو أن تدق بعد الإحراق دقا كاملا حتى تتقطع الحروف إذا كان يمكن أن تبقى صورة الحرف بعد الإحراق كما يوجد ذلك أحيانا وأما إلقاء ذلك في المزابل أو إلقاؤه في الأسواق فان ذلك حرام على ملقيه ويجب على من يراه أن يرفعه ليحترم بذلك كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم وإنه بهذه المناسبة يسأل الناس كثيرا عن هؤلاء الذين يضعون الجرائد يضعونها لتكون سفرة للطعام فيمتهنونها وفيها كلام الله عز وجل وإن كل صحيفة عندنا في السعودية كل صحيفة تبتدئ ببسم الله الرحمن الرحيم وبسم الله الرحمن الرحيم آية من كتاب الله كما هو معلوم للجميع كل سورة تفتح في كتاب الله بسم الله الرحمن الرحيم ما عدا سورة براءة إذن فهي من كلام الله عز وجل وهؤلاء الذين يمتهنون ما فيه كلام الله أو كلام رسول الله صلي الله عليه وسلم حتى يجعلوه سفرة لطعامهم ممتهنا هؤلاء قد أخطأوا على أنفسهم والسفر ولله الحمد كثيرة ومتنوعة ومتيسرة وكل أحد يجد ذلك لكن الكسل والتهاون وضعف الإيمان هو الذي يحدو هؤلاء إلى أن يجعلوا هذه الصحف التي تتضمن آية من كتاب الله أو كلاما لرسول الله يجعلونها سفرة يمتهنونها لانهم يقولون إننا إذا فرغنا ألقيناها وما فيها من فضل الطعام ولم تحتج إلى غسل بخلاف السماطات الاخري أو السفر فإنها تحتاج إلى غسل ما أعظم الكسل وما أشد التهاون وهل الغسل هذا يكلف أو يضر كل إنسان ولله الحمد ما عليه الا أن يفتح أنبوب الماء فيفور عليه الماء على ما يريد ولله الحمد فإياكم أيها الاخوة والكسل وإياكم والتهاون بما فيه كلام الله وكلام رسول الله صلي الله عليه وسلم أن تمتهنوه هذا الامتهان فإنكم مسلمون معظمون لربكم معظمون لنبيكم محمد صلى الله عليه وسلم أفلا يجب عليكم أن تعظموا كلام ربكم وكلام رسول الله صلي الله عليه وسلم ما بالكم عن هذا غافلين أن الإنسان المؤمن يجب أن يكون حي القلب يجب أن يكون نبيها يجب أن يكون يقظا يجب أن يكون عالما بما ينفعه وبما يضره متبعا لما ينفعه مجتنبا لما يضره هذه حال المؤمن حال جد حال عمل حال نظر ليس كالبهائم وليس كالأنعام لا يدري ما يقول وما يفعل أسأل الله أن يحي قلوبنا وإياكم بالعلم والإيمان اللهم أحي قلوبنا بالعلم والإيمان اللهم اجعلنا لكم مخلصين ولنبيك محمد صلى الله عليه وسلم متبعين اللهم ارزقنا تعظيم شرعك وتعظيم كتابك وتعظيم سنة نبينا صلى الله عليه وسلم اللهم اجعلنا أمة صادقة في عزيمتها صادقة في عملها جادة فيما ينفعها بعيدة عن ما يضرها انك ولي ذلك والقادر عليه اللهم أصلح لنا ولاة أمورنا اللهم أصلح لنا ولاة أمورنا اللهم أصلح لنا ولاة أمورنا اللهم دلهم على الحق واجعلهم عاملين به يا رب العالمين اللهم هيئ لهم بطانة صالحة تدعوهم إلى الخير وترغبهم فيه وتبعدهم عن الشر وتحذرهم منه اللهم من كان من بطانة ولاة أمورنا غير مستقيم على شرعك ولا ناصح لولاتنا ولا لشعبهم اللهم فأبعده عنهم يا رب العالمين وارزقهم بدله بطانة صالحة خيرة طيبة انك على كل شئ قدير ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكوناً من الخاسرين ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم عباد الله إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظم لعلكم تذكرون وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الإيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا إن الله يعلم ما تفعلون واذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون

خطبة جمعة لفظيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله




بارك الله فيك اخي عبد الرحمان موضوع في غاية الاهمية و خاصة و نحن مقبلين على العطلة الصيفية ادعو الله ان يستفيد به اخواننا و يثبتهم على الطريق الصحيح و يعلموا ابنائهم على الدرب امستقيم و لا يتبعو اهواء الشيطان و غزوات الغرب التي صارت نغزو منازلنا في تربية ابنائنا .
شكرا و جزاك الله خير




وفيك بارك الله اخي حمودي
والله هذا ما نامله ان نربي اولادنا على الطريق الصحيح على منهج السلف الصالح
ونسال الله ان يجعل هاته العطلة مباركة لكل تلاميذنا واساتذتنا وان تكون لهم راحتا بعد تعب دام ثلاث فصول من الجد
وبالتالي نهنؤهم بذلك ونرجو لهم ان يقضوها بسعادة واطمئنان




بسم الله الرحمان الرحيم

بورك فيك وفي هذا الإنتقاء لموضوع نحن في أمس الحاجة إليه ، بحاجة لآباء واعين ، ولأبناء طائعين

فالمجتمع لم يرحم والشارع يحاول بشتى الطرق إلى إفساد ما يصلحه الآباء ، ونحن نصارع الإعوجاج

ونقف حائرين أمام واقع مرير خاصة في العطل أين الأبناء يشعرون بالقلق ونحن نزداد معهم قلقا على قلق

اللهم يسر لهم سبل الخير ، وساعدنا على إقناعهم .

جزاك الله على هذا التوجه السليم وعلى هذه النصائح والتوجيهات .




التصنيفات
طفلي الصغير

تربية الأولاد لأم عبد الله الوادعية

تربية الاولاد لأم عبد الله الوادعية -حفظها الله-

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ،وصلى الله وسلم على نبينا محمد الأمين ،وعلى آله وصحبه ،وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله.
أما بعد:
فهذه نصائح وتوجيهات قيمة سديدة أقتطفها من كتاب لأم عبد الله الوادعية تحت عنوان ‘"نصيحتي للنساء’" فقد وجدته رائعا في بابه و وددت أنأتحف منتدانا الطيب به و المؤلفة هي :الشيخة الفاضلة أم عبد الله الوادعية بنت الشيخ مقبل بن هادي -رحمة الله عليه- .
و يقول عنها والدها :
……………………. ……………………. …………………
مستفيدة في علوم شتى، متأدبة بآداب رسول الله صلى الله عليه و على آله و سلم فاضلة حريصة على وقتها غاية الحرص ، من أجل هذا بارك الله في عملها، حريصة على إفادة أخواتها ، تدرس الكتاب حتى تنتهي منه،ثم تنتقل الى كتاب آخر، محبة لكتب العقيدة و الفقه و اللغة .

و لها من الكتب :نصيحتي للنساءطبع بصنعاء، و نفدت طبعته.
والذي اخترت منه هذا المقتطف.
– الصحيح المسند من الشمائل المحمدية. مطبوع.
– الجامع الصحيح في العلم و فضله. مرصوص.
و هي الان : تعمل في عدة كتب أجلّها :"صحيح المسند من السيرة النبوية"، ملتزمة للصحة، ليست كمن ادعى أنه التزم السيرة النبوية الصحة و لم يف،
نسأل الله أن ييسر لها إتمام هذا المشروع العظيم الذي طالما سأل الناس عنه .

وأم عبد الله بحمد الله تبغض الحزبية وتنفر عنها ، فجزاها الله خيرا ،
وأصلح بالها وأصلح ولديها ، إنه على كل شيء قدير.

أبو عبد الرحمن مقبل بن هادي الوادعي

……………………. ……………………. …………………

تربيةالأولاد:


تربية الأولاد شاقة ؛ فهم يحتاجون الى صبر وسياسة، و من ذلك أن بعض الأطفال يحتاج الى معاملة برفق و لين ،و لا يحب رفع الصوت عليه ، و لو عُمِل معه بضد هذا لتعنت .
و بعضالأطفال يحتاج إلى من يشد عليه، و لكن هذه الشدة لا تكون زيادة على العرف، فإن زادت على ذلك ، حملت الولد على التعنت و عدم الإصغاء إلى توجيه أبويه.
فنسأل الله أن يرزقنا حسن الرعاية، و المسؤولية عظيمة في عنق الأبوين ، قال تعالى:(ياَ أيٌّها الَّذيِن آمَنُوا قُوا أنفُسَكُمْ وَ أَهْليِكُم ناََراً(التحريم:6).
و في"الصحيحين" من حديث عبد الله بن عمر ، قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله و سلم:<<كلكم راع و كلكم مسؤول، فالإمام راع و هو مسؤول، و الرجل راع على أهله و هو مسؤول، و المرأةراعية في بيت زوجها و هي مسؤولة ، و العبد راع في مال سيده و هو مسؤول ألا فكلكم راع و كلكم مسؤول>>.
وهذا الحديث هو من جوامع كلمه صلى الله عليه وعلى آله وسلم،فما من أحد مكلف إلا وعليه مسؤولية، وفي"الصحيحين"من حديث معقل بن يسار رضي الله عنه ،عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال :"ما من عبد استرعاه الله رعيّة فلم يَحُطها بنصيحة إلا لم يجد رائحة الجنة".
ولا بد من تعاون الأبوين في تربية أولادهما، و لو أهمل واحدٌ منهما ما عليه منالمسئولية، لبقي جانبه فيه نقصاً إلا ما شاء الله.
ويُعَلَّمالطفل حسب مرتبته و فهمه، و إليك شيئاً من ذلك :
فمثلا في المرحلة الأولى :
1- يُلقَّن الطفل الله، مع الإشارة بالإصبع إلى السماء.
2- إذا أعطيته طعاما إما كسرة خبز أو نحوها، تناوليه في يده اليمنى.
3- إذا كان طعاما حارا، فلا تنفخي فيه،فإن النبي صلى الله عليه و على آله و سلم نهى عن التنفس في الإناء. و لو رأى الطفل من يفعل ذلك ، لوجدتيه سرعان ما يطبق ذلك .
وهكذا جميع الأشياء، و هذا كله مصداقًا لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله و سلم :"مامن ". مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه، أو ينصرانه ، أو يمجسانه
و في "صحيح مسلم" من حديث عياض بن حمار قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله و سلم :" إني خلقت عبادي حنفاء، فاجتالتهم الشياطين".
والشاعر يقول:
ينشأ ناشئ الفتيان فينا°°°على ما كان عوّده أبوه
4- إذا كان ابن سنة و نصف أو نحو ذلك وأراد أن يأكل أو يشرب لقنيه ،أن يقول : بسم الله، و بعد ذلك سيعتاد ذلك و سيقول من نفسه : بسم الله.
5- و متى وجدتيه أهلا لأن يعقل أركان الإسلام ، و الإيمان، وركن الإحسان فعلميه.
ولا أحدد تعلميه بالسنين؛ لأن فصاحة الأطفال و ذكاءهم يتفاوت.
و أركان الاسلام هي:
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله و سلم:"بني الاسلام على خمس : شهادة ان لا اله الاالله و أن محمدّا رسول الله ، و إقام الصلاة، و إيتاء الزكاة،والحجّ، و صوم رمضان".متفق عليه.
و أركان الإيمان هي:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و على آله و سلم :"الإيمان : أن تؤمن بالله ، و ملائكته، و كتبه، و رسله،ولقائه وتؤمن بالبعث الآخر". متفق عليه وانفرد به مسلم من حديث عمر بن الخطاب.
وركن الإحسان هو:
"أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك".
وسبق تخريجه في الحديث الذي قبله.
6-علميه أحكام الوضوء.

7- إذا أكل من إناء فقولي له يأكل من الذي يليه؛ ففي "الصحيحين " من حديث عمر بن أبي سلمة قال: كنت غلاما في حجر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وكانت يدي تطيش في الصّحفة فقال لي النبي صلى الله عليه و على آله و سلم :" ياغلام، سمِّ الله ، وكل بيمينك، وكل مما يليك".
8- عوديه على الخير، فإذا كان ابن سبع سنوات، فدربيه على الصلاة .
* قال أبو داود- رحمه الله – {1 رقم495}: "حدثنا مؤمل بن هشام -يعني اليشكريّ- حدّثنا إسماعيل، عن سوّارٍ أبي حمزة- قال أبو داود : وهو سوّاربن داود أبو حمزة المزنيّ ُ الصَّيرفيُّ-، عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه، عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم :"مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر سنين ،وفرقوا بينهم في المضاجع".
-والحديث اسناده حسن-

و مؤمل بن هشام : ثقة، و إسماعيل : هو ابن عُلَيَّةَ :مشهور.
و سوار : صدوق له أوهام، كما في <<التقريب>>، فحديثه صالح للحجية ما لم يكن من أخطائه ، و بقية رجاله معروفون.
و للحديث طريق أخرى من حديث سبرة في أبي داودبرقم(494).
9-التفرقة بين الاطفال في المضاجع إذا كانوا أبناء عشر، و قد سبق الحديث الذي يدل ذلك.

10-دربيه على الصوم، إذا كان لا يضعفه من أجل إذا كبر يكون متدربا على ذلك.
* و قد بوَّب البخاري في <صحيحه> (200/4) باب صوم الصبيان :
"حدثنا ّمسدّدٌ، حدثنا بشر بن المفضَّل، عن خالد بن ذكوان ، عن الرُّبيع بنت معوِّذٍ قالت : أرسل النبيُّ صلى الله عليه و على آله و سلم غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار:"من أصبح مفطرا فليتم بقية يومه، و من أصبح صائما فليصم"قالت :فكنا نصومه بعد، و نصوِّم صبياننا، و نجعل لهم اللعبة من العِهن°، فإذا بكى أحدهم على الطعام، أعطيناه ذاك حتى يكون عندالإفطار".
11- علمي طفلك العقيدة الصحيحة،
وقولي له بمثل ما قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لعبد الله بن عباس :"إنّي أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تَجده تُجاهك،إذا سألت فاسأل الله،وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمّة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ،ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضرّوك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ،رُفعت الأقلام وجفت الصُّحف".
12-أوصي ولدك بما أوصى لقمان ولده،
قال تعالى:(وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا تشرك بالله إنّ الشرك لظلم عظيم_إلى قوله_واقصد في مشيك واغضض من صوتك إنّ أنكر الأصوات لصوت الحمير) (لقمان:13-19).
13-علميه أن يستأذن إذا أراد أن يدخل:
قال الله تعالى :(يا أيها الذّين آمنوا ليستأذن الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحُلم منكم ثلاث مرّات من قبل صلاة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ومن بعد صلاة العشاء ثلاثُعورات لكم ليس عليكم ولا عليهم جناح بعدهنّ طوافون عليكم بعضكم على بعض كذلك يبين الله لكم الآيات والله عليم حكيم) (النور:5
14-علّميه الأمور المنهية ليجتنبها ،
ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة قال :أخذ الحسن بن عليّ –رضي الله عنهما- تمرة من تمر الصدقة ،فجعلها في فيه فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((كِخْ كِخْ (*) ارمِ بها أما علمت أنّا لا نأكل الصّدقة )).
15-اشرحي له معنى الآية أو الحديث الذي تقرئينه عليه.
16-علّقي قلبه بالله عزّ وجل.
وبعض الأطفال تُعلّق قلوبهم بالدنيا ،وبالشهادات ويملأ قلبه بالأوهام فربما يخاف من ظله.
17- اهتمي بحفظ القرآن ، وحفّظي ولدك كل يوم شيئا يسيرا ولو آية واحدة.فإن المشتغلين بالقرآن هم خير الناس كما في صحيح البخاري من حديث عثمان بن عفان قال : قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ((خيركم من تعلّم القرآن وعلّمه))،وفي رواية للبخاري : ((إنّ أفضلكم)) ، بدل خير.
وقد أوصى النبيّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم أمّته بالاهتمام بشأن القرآن.
قال الإمام البخاري (9رقم:5022): حدّثنا محمد بن يوسف ، حدّثنا مالك بن مغولٍ، حدّثنا طلحة قال: سألت عبد الله بن أبي أوفى ، أوصى النّبيُّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ؟ فقال : لا ، فقلت : كيف كتب على النّاس الوصيّة ، أمروا بها ولم يوص ؟ قال : أوصى بكتاب الله.
قال الحافظ : المراد بالوصية بكتاب الله حفظه ، ويتبع فيه فيعمل بأوامره ، ويجتنب نواهيه ويداوم على تلاوته وتعليمه ونحو ذلك .اهـ
والقرآن يشفع لصحابه ، قال الإمام مسلم (1/553): حدّثني الحسن بن عليّ الحلوانيُّ ، حدّثنا أبو توبة – وهو الرّبيع بن نافع – جدّثنا معاوية –يعني ابن سلاّم –عن زيد : أنّه سمع أبا سلاّم يقول :حدّثني أبو أمامة الباهليُّ قال :سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول : "اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه".
وقال رحمه الله(1/554) : حدّثنا إسحاق بن منصور ، أخبرنا يزيد بن عبد ربّه ، حدّثنا الوليد بن مسلم ، عن محمد بن مهاجر ،عن الوليد بن عبد الرحمن الجرشي ، عن جبير بن نفير قال : سمعت النّواس بن سمعان الكلابّي يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول :" يُؤتى بالقرآن وأهله الذين كانوا يعملون به تَقدُمُهُ سورة البقرة وآل عمران تُحاجّان عن صاحبِهِما ".

18-لا تتركي أطفالك يخالطون الأولاد السفهاء، فإنه بذلك سيأخذ أقوالهم وأفعالهم القبيحة، ويُهَدَّمُ ما عُلِّم.
والشاعر يقول:
والطفل يحفظ ما يُلقى إليه ولا *** ينساه إِذ قلبُهُ كالجوهرِ الصافي
فانقُش على قلبهِ ما شئت مِنْ خَبَرٍ** فسوف يأتي بهِ من حِفظِهِ وَافي
فالطفل باله فارغ ، قابل لكل شيء.
كما يقال:( العلم في الصغر كالنقش في الحجر).
19- لا تتركي أطفالك خارج البيت عند المساء؛ فإن الشياطين تنتشر حينئذٍ، وربما يحصل ضرر على ولدك منهم.
قال الإمام البخاري رحمه الله: حدّثنا إسحاق، أخبرنا روحٌ، أخبرني ابن جُريجٍ قال: أخبرني عطاء أنه سمع جابر بن عبد الله-رضي الله عنهما-قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( إذا كان جُنْحُ اللّيلِ أو أمسيتم فكٌفوا صبيانكم؛ فإنَّ الشياطين تنتشر حينئذٍ، فإذا ذهبت ساعةٌ من الليل فخلُّوهُمْ وأغلقوا الأبواب، واذكروا اسم الله؛فإن الشيطان لا يفتح بابًا مُغلقاً)) وأخرجه مسلم.
20- يترك الطفل أحياناً ليُرَفّهَ عن نفسه، فإنه إذا مُنع من اللعب دائما ربما يبطل ذكاؤه، ويحصل له سآمة وملل.
فإذا أراد الأبوان رفعة أولادهما: فليجتهدا في تربية أبنائهما تربية إسلامية، وتعليمهما الكتاب والسنة على فهم السلف الصالح.
ومن أسباب رفعة درجات الأبوين في الآخرة إذا كانا مسلمين دعوة ولدهما الصالح لهما، كما ثبت في "صحيح مسلم" من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: (( إذا مات الإِنسانُ انقطعَ عملُهُ إلاَّ من ثلاثٍ: صدقةٌ جاريَةٌ، وعلمٌ يُنتفعُ بِهِ، وولدٌ صالحٌ يدعو لَهُ)).
وجاء من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال:(( إنَّ الله عزَّ وجلَّ لَيَرفعُ الدّرَجةَ للعبد الصَّالح في الجنَّةِ، فيقول: يا رَبِّ ! أنَّى لي هذِهِ؟ ! فيقولُ: باستغفار ولدكَ لَكَ)).
والحديث في "الصحيح المسند" برقم (1403).
( ص 82،81)

21- احرصي على أن يجالس ولدك الصالحين، فهذه الأم الصالحة أم سليم أتت بولدها أنس إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقالت : أنس خادمك يا رسول الله، فقال : (( اللهم أكثر ماله وولده، وبارك له فيه ))
وأم حذيفة سألت ولدها حذيفة بن اليمان ، فقالت له: متى عهدك؟ تعني بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، فقلت : ما لي به عهد منذ كذا وكذا ،
فنالت مني فقلت لها: دعيني آتي النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فصليت معه المغرب ، فصلى حتى صلى العشاء، ثم انتفل فتبعته فسمع صوتي،فقال: (( من هذا؟ حذيفةُ)) ، قلت: نعم، قال: (( ما حاجتك غفر الله لك ولأمك؟)) قال: (( إنَّ هذا مَلَكٌ لم يَنْزِل الأَرضَ قطُّ قبل هذه الليلةِ، استأذنَ رَبّهُ أن يُسَلِّمَ عليَّ ويُبَشِّرَنِي بأنَّ فَاطمةَ سيّدة نِسَاءِ أَهلِ الجَنَّةِ )).
أخرجه الترمذي، وذكره الوالد في الصحيح المسند (214/1).
وعلى الأبوين أن يبذلا جهدهما في تربية أولادهما والهداية بيد الله، فالإنسان لا يستطيع أن يهدي نفسه فضلا عن أن يهدي غيره.
وهذا نوح عليه السلام نبي من أنبياء الله لم يستطع أن يهدي ولده، يُلحُّ على ولده أن يكون معهم ولا يكن مع الكافرين.
كما قال تعالى: ((وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلاَ تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ)){ هود:42}
فأجاب الولد: (( قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاء قَالَ لاَ عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِلاَّ مَن رَّحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ )) {هود: 43}
و هذا إبراهيم عليه السلام يعظ والده أن يترك الشرك في غير ما سورة ولم يُذعن لنصائح ولده بل قال: ((لَئِن لَّمْ تَنتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيّاً )) {مريم: 46}
وهذا نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم يلح على عمه أبي طالب أن يسلم ، فأبى ومات على الشرك، وغير ذلك كثير.

ـــــــــــــــــــــــ

° العهن: في "النهاية" الصوف الملوّن الواحدة عهنة.
-من الصفحة 74 إلى 77

*/ كلمة تقال لزجر الصبي.

(ص78…80 )

منقول للفائدة




تعليمية




جزاك الله خيرا نصائح في القمة.





جزاكم الله خيرا




شكرا على المجهود، أفدتنا بنصائح قيمة للغاية جزاك الله خيرا




التصنيفات
الحياة الزوجية

تربية الأولاد

تربية الأولاد


تربية الأولاد شاقة ؛ فهم يحتاجون الى صبر وسياسة، و من ذلك : أن بعض الأطفال يحتاج الى معاملة برفق و لين ، و لا يحب رفعالصوت عليه ، و لو عُمِل معه بضد هذا لتعنت .

و بعضالاطفال يحتاج إلى من يشد عليه، و لكن هذه الشدة لا يكون زيادة على العرف، فإن زادتعلى ذالك ، حملت الولد على التعنت و عدم الإصغاء إلى توجيهأبويه.

فنسأل الله أن يرزقنا حسن الرعاية، و المسئوليةعظيمة في عنق الأبوين ، قال تعالى(ياَ أيٌّها الَّذيِن آمَنُواقُوا أنفُسَكُمْ وَ أَهْليِكُم ناََراً) [التحريم:6].
و في < الصحيحين> من حديث عبد الله بن عمر قال : قال رسول الله صلىالله عليه وعلى آله و سلم :<< كلكم راعو كلكم مسئول، فالإمام راع و هو مسئول، و الرجل راع على اهله و هو مسئول، و المرأةراعية
في بيت زوجها و هي مسئولة ، و العبد راع في مال سيدهو هو مسئول ألا فكلكم راع و كلكم مسئول>>.
ولا بد من تعاون الأبوين في تربية أولادهما، و لو أهمل واحدٌ منهما ما عليه منالمسئولية، لبقي جانبه فيه نقصاً الا ما شاء الله.
ويعلَّمالطفل حسب مرتبته و فهمه، و إليك شيئاً من ذلك :
فمثلا في المرحلة الأول :
1-يُلقَّنالطفل الله،معى الاشارة بالإصبع إلى السماء

2-إذا أعطيته طعاماإما كسرة خبز أو نحوها، تناوليه في يدهاليمنى.

3-إذا كان طعاما حارا، فلا تنفخي فيه،فإن النبي صلى الله عليه و على آله و سلم نهى عن التنفس في الإناء. و لو راى الطفلمن يفعل ذلك ، لو جدتيه سرعان ما يطبق ذلك .
وهكذا جميع الأشياء، و هذا كلهمصداقًا لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله و سلم :كل مولود يولدعلى فطرة، فأبواه يهودانه، او ينصرانه ، او يمجسانه. و في صحيح مسلم منحديث عياض بن حمار قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله و سلم :قال الله تعالى: إني خلقت عبادي حنفاء، فاجتالتهم الشياطين.

4- إذا كان ابن سنة و نصف او نحو ذلك:إذا أرا د ان يأكل أو يشرب لقنيه أن يقول : بسم الله، و بعد ذلك سيعتاد ذلك و سيقولمن نفسه : بسم الله.

5-و متى وجدتيه أهلا لان يعقلاركان الاسلام ، و الايمان، وركن الاحسان فعلميه.
ولا احدد تعلميهبالسنين؛ لأن فصاحة الاطفال و ذكائهم يتفاوت.
و اركانالاسلام هي:
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى اللهعليه وعلى آله و سلم:بني الاسلام على خمس : شهادة ان لا اله الاالله و ان محمد رسول الله ، و إقام الصلاة، و إيتاء الزكاة، و صوم رمضان، و حجالبيت.منتفقعليه

و اركان الايمان :
عن ابي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و على آلهو سلم :الايمان : ان تؤمن بالله ، و ملائكته، و كتبه، و رسله، وتؤمن بالبعث الاخر. متفق عليهوانفرد به مسلم من حديث عمر بن الخطاب.
.

و اركن الاحسان هو :
ان تعبد الله كانك تراه، فان لم تكن تراه فانه يراك.وسبق تخريجه فيالحديث الذيقبله.

6-
علميه أحكامالوضوء.

7-إذا أكل من إناء فقولي له يأكل من الذييليه؛
ففي صحيحين من حديث عمر بن أبي سلمة قال: كنت آكل وكانت يدي تطيشفي الصحفة فقال لي النبي صلى الله عليه و على آله و سلم :ياغلام، سمِّ الله ، وكل بيمينك، وكل مما يليك.

8- عوديه على الخير، فإذا كان ابن سبع سنوات، فدربيه على صلاة .
*
قال أبو داود- رحمه الله – {1 رقم495}:

حدثنا مؤمل بنهشام -يعني اليشكري- ثنا إسماعيل، عن سوار أبي حمزة- قال أبو داود : وهو سواربنداود أبو حمزة المزني الصيرفي-، عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه، عن جده قال: قال رسولالله صلى الله عليه وعلى آله وسلم :مروا اولادكم بالصلاة وهمابناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم ابناء عشر سنين ،وفرقوا بينهم فيالمضاجع.
و الحديث اسنادهحسن
و مؤملبن هشام : ثقة، و إسماعيل : هو ابن علية مشهور، و سوار : له صدوق له أوهام كما في <<التقريب>>، فحديثه صالح للحجية ما لم يكن من أخطائه ، و بقية رجالمعروفون. و للحديث طريق أخرى من حديث سبرة في أبي داودبقم(494).

9-التفرقة بين الاطفال في المضاجع إذا كانوأبناء عشر، و قد سبق الحديث الذي يدل ذلك.

10-دربيه على الصوم،إذا كان لا يضعفه من أجل إذا كبر يكونمتدربا على ذلك.
*
و قد بوَّب البخاري في <صحيحه> (200/4) باب صوم الصبيان :
حدثنا مسدد حدثنا بشر بن المفضل، عن خالد بن ذكوان ، الرٌّبيع بنت معوذ قالت : أرسل النبي صلى الله عليه و على آله و سلم غداة عاشوراء إلى قرى الانصار:من اصبح مفطرا فليتم بقية يومه، و من أصبح صائما فليصم.
قالت :فكنا نصومه بعد، و نصوِّم صبياننا، و نجعللهم اللعبة من العهن، فإذا بكى احدهم على الطعام، أعطيناه ذاك حتى يكون عندالإفطار.

11- علِّمي طفلك العقيدةالصحيحة،و فولي بمثل ما فال النبي صلى الله عليه و على آله و سلم لعبدالله بن عباس :إني أعلمك كلمات : احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، و إذا استعنتفاستعن بالله، و اعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيءقد كتبه الله لك، و لو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه اللهعليك، رفعت الأقلام و جفت الصحف.

-12 أوصي ولدك بماأوصى لقمان ولده، قال تعالى :
(و اذ قال لُقْمانُ لابنِهِ و هو يَعظٌهُ يا بُنَيَّلا تُشرِكْ بالله انَّ الشِرْكَ لَظُلْمٌ عَظيمٌ13وَوَصَّينا الانسانَ بِوالِديه ِِحَمَلتهُ امُهُ وَهْنا على وَهْنٍ و فِصالُهُ فيعاميْنِ أن اشْكُرْ لي وَ لِوالديكَ إلىَّ المَصيرُ14وَ إن جاهَدَاكَ على أن تُشْرِكَ بي ما ليسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُما وصاحِبْهُما في الدُّنيا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبيلَ مَنْ أنَابَ إليَّ ثََُّم إليَّمَرْجِعُكُمْ فانبكم بما كنتم تعملون 15يا بني انهاان تك مثقال حبة من خرذل فتكن في صَخْرَةٍ او في السَّموات او في الارْضِ ياْتِبِها اللهُ إنَّ اللهَ لَطيفٌ خبيرٌ16يا بُنَيَّأقِمِ الصََّلاةَ و أْمُرْ بِالمعروفِ وَ انََْهَ عنِ المُنكِر و اصْبِر ْعلى ماأصابَكَ إن ذلك مِن عَزمِ الامور17و لا تُصْعَرْخَدَّكَ للنَّاسِ و لا تمْشِ في الارضِ مَرَحا إنَّ الله َلا يُحِبُ كُلَّمُخْتَالٍ فخورٍ18و اقْصِدْ في مَشْيِكَ واغْضُضْمِنْ صَوْتِكَ إنَّ أنْكَرَ الأصْوَاتُ لَصَوْتُ الحَميِِرِ 19) [لقمان : 13-19].

13- علميه أنيستأذن إذا أراد أن يدخل،قال تعالى : (ياَ أيُّهاَالَّذيِنَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنكُمُ الَّذيِنَ مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ و الَّذيِنَلَم يَبْلُغُوا الْحُلُمَ منكُم ثَلاثَ مرَّت ٍ من قَبْلِ صَلاةِ الفجرِ و حينَتَضَعُون ثيابَكُم من الظَّهيرة ِ و من بَْعدِ صلاةِ العشاءِ ثلاثُ عَوراتٍ لكُمليسَ عَليكُم ولا عَليِهِم جُناحٌ بعدَهُنَّ طوَّافُونَ عليكُم بعضكم على بعضٍكذالك ُيُبينُ الله الآيات والله عليمٌ حكيمٌ[النور:58]

14-علميه الامور المنهيـة ليجتنبها، ففي الصحيحين من حديثابي هريرة فقال: اخذ الحسن بن علي رضي الله عنهما تمرة من تمر الصدقة ، فجعلها فيفيه ، فقال رسول الله صلى الله عليه و على آله و سلم :كخكخ ارم بها ،أما علمت انَّا لانأكل صدقة.

15-اشرحي له المعنى الاية أو الحديث الذي تقرأيه عليه.

16- علِّقي قلبه بالله عزوجل، وبعض الأطفال تُعلق قلوبهم بالدنيا، و بالشهادات،و يملأ بالأوهام،فربما يخاف من ظله.

من كتاب تربية الاولاد لام عبد الله الوادعية بنت الشيخ مقبل رحمة الله عليه




بوركت اخي لاحظت بان مواصيعك كلها هادفة ومتميزة والان انت تتحدث عن الاولاد
الذين اذا احسنا اعدادهم اعددنا جيل المستقبل انشاء الله يتربون على مبادءى دينهم الحنيف.




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شكرا لاخ ابو سليمان

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا

على الموضوع القيم




شكرا اخ ابو سليمان

موضوع هام وقيم وهادف




مشكور على الموضوع المفيد




وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

وفيكم بارك الله وجزاكم خير الجزاء

ونسال الله ان يصلح لنا ابنائنا ويجعلهم حملة لواء النصر لهذا الدين




شكرا ابو سليمان جزاك الله الف خير تقبل تحياتي الخالصة




التصنيفات
الحياة الزوجية

العدل بين الأولاد والزوجات

الحمد لله الملك الوهاب الغفور التواب يتوب على التائبين مهما عظمت ذنوبهم إذا تابوا إليه ويبدل سيئاتهم حسنات إذا أصلحوا أعمالهم وأنابوا إليه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان وسلم تسليما
أما بعد
أيها الناس اتقوا الله تعالى وتوبوا إلى الله بالرجوع إليه من معصيته إلى طاعته ومن البعد عنه إلى التقرب إليه ومن رجس الذنوب إلى التطهر منها فإن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين أيها الناس من منا لم يذنب من منا لم يقصر بما أوجب الله عليه من منا من لم يتجاوز حتى يفعل ما حرم الله إليه إننا خطاءون وكل بني آدم خطاء وخير الخطاءين التوابون أيها الناس إن التوبة من الذنوب واجبة على الفور لا يجوز تأخيرها أو التكاسل عنها إن تأخير التوبة ذنب يحتاج……
……عليه وسلم بما أعطى النعمان فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ( ألك بنون ) قال نعم قال ( أكلهم أعطيته مثل هذا ) قال لا قال ( اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم أشهد على هذا غيري فإني لا أشهد على جور ) فجعله النبي صلى الله عليه وسلم جورا قال النعمان بن بشير فرجع أبي فرد تلك الصدقة يعني أخذ منه ما أعطاه وهكذا يجب على كل إنسان أن يعدل بين أولاده كما قسم الله الإرث بينهم بالتفضيل الذكر له مثل حظ الأنثيين ويجب على المرء إذا كان له زوجتان فأكثر أن يعدل بينهما عدلاً ينجو به من العذاب يوم القيامة فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ( من كانت له امرأتان فما إلى إحداهما جاء يوم القيامة وشقه مائل ) أترضى أن تأتي يوم القيامة في ذلك اليوم المشهود الذي يجمع له الأولون والآخرون الجن والإنس والملائكة والوحوش وكل شئ ( وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ) (الأنعام:38) كل شئ يحشر أترضى أيها الجائر في المعاملة بين زوجاتك أن تأتي يوم القيامة وشقك مائل أمام الناس في هذا اليوم الذي فيه الشاهد والمشهود إن بعض الناس يتزوج امرأة جديدة على زوجته ثم يدع المرأة الأولى التي أمضت معه شبابها وأنجبت له أولادها يدعها ويهجرها لأنه تزوج عليها امرأة جديدة وهذا والله عين الجور والظلم وهذا عين الإنكار للمعروف إن هذا الرجل كان بمنزلة المرأة الآن إن المرأة هي التي تجحد المعروف وتنكره فهذا الرجل الذي جحد معروف امرأته الأولى حين تزوج امرأة جديدة هذا أشبه بما يكون بالنساء وهو مع ذلك جائر ظالم متعدٍ سوف يأتي يوم القيامة وشقه مائل فاتق الله أيها المؤمن اتق الله في نفسك واتق الله في أهلك ربما تدعو عليك هذه المرأة المظلومة دعوة تخسر بها في الدنيا والآخرة لأنها إذا دعت عليك فإنها تدعو عليك بحق ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل قال له ( اتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب ) إن الله عز وجل إن الله تعالى هو أعدل الأعدلين ومع ذلك فإن أحداً إذا استجار إليه ودعاه من أجل أن ينتقم ممن ظلمه فإن الله تعالى سوف يجيب ذلك ولهذا نقول إن هذا الذي جار في العدل بين زوجاته ربما تدعو عليه المرأة المظلومة دعوة تستجاب فتكون بها خسارته في الدنيا والآخرة فاتق الله أيها المسلم ارحم من في الأرض يرحمك من في السماء خف الله عز وجل وارحم خلقه لا تكن ممن لا يخافون الله ولا يرحمون عباد الله اللهم وفقنا للعدل في أنفسنا وفي أولادنا وفي أهلينا وفي جميع من نعامله يا رب العالمين عباد الله إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا إن الله يعلم ما تفعلون واذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون
يجب عليهم إخلاص النية لله سبحانه والاستعانه به في جميع أمورهم على ما حملهم من هذه الأمانة وعلى الولاة صغاراً كانوا أم كبارا أن يطبقوا أحكام الله بحسب استطاعتهم على الشريف والوضيع والقريب والبعيد لا يحابون شريفاً لشرفه ولا قريباً لقربه متمشين في ذلك على ما رسمه لنا نبينا وإمامنا محمد صلى الله عليه وسلم حيث قال معلناً ومقسماً وهو البار الصادق بدون قسم ( والله أو ويم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها ) فمن قام بذلك من ولاة الأمور الصغيرة أو الكبيرة كان مطيعاً لله ورسوله مؤدياً لأمانته نائلاً ثواب الله ورضا الخلق عليه فإن الله يحب المقسطين قال النبي صلى الله عليه وسلم ( إن المقسطين عند الله على منابر من نور عن يمين الرحمن وكلتا يديه يمين الذين يعدلون في حكمهم وأيديهم وما ولوا ) رواه مسلم وقال صلى الله عليه وسلم ( أهل الجنة ثلاثة ذو سلطان مقسط موفق ورجل رحيم رقيق القلب لكل ذي قربى )
وأحسن تأويلا اللهم إنا نسألك أن تصلح ولاة أمورنا ورعيتنا يا رب العالمين اللهم أصلحنا جميعاً وأصلح بنا اللهم وفقنا لما وفقت سلفنا الصالح بالإيمان بك واتباع رسولك يا رب العالمين أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولكافة المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله
عليكم بالجماعة فإن يد الله على الجماعة ومن شذ شذ في النار وأعلموا أن الله أمركم بأمر بدأه بنفسه فقال جل من قائل عليما (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) (الأحزاب:56) فسمعاً لك اللهم ربنا وطاعة اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك محمد اللهم ارزقنا الإيمان به ومحبته واتباعه ظاهراً وباطنا اللهم توفنا على ملته اللهم احشرنا في زمرته اللهم أسقنا من حوضه اللهم أدخلنا في شفاعته اللهم اجمعنا به في جنات النعيم مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين اللهم ارضا عن خلفاءه الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي أفضل أتباع المرسلين اللهم ارضا عن زوجاته أمهات المؤمنين وعن الصحابة أجمعين وعن التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين اللهم واجعلنا من التابعين لهم بإحسان يا رب العالمين اللهم أصلح أحوالنا اللهم أصلح أحوالنا اللهم أصلح أحوالنا يا رب العالمين ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين أمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم عباد الله إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا إن الله يعلم ما تفعلون واذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون




بسم الله الرحمن الرحيم

بارك الله فيك على الموضوع المفيد والقيم

أدامك الله للإفادة .

تعليمية




اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غاية الهدى تعليمية
بسم الله الرحمن الرحيم

بارك الله فيك على الموضوع المفيد والقيم

أدامك الله للإفادة .

تعليمية

وفيك بارك الله اختنا غاية الدى وجزاك الله خير الجزاء




جزاك الله خير عمي عبد الرحمن الأثري على الموضوع المفيد جعله الله في ميزان حسناتك




مشكـــــــــــــور اخي

ع الموضوع




بارك الله فيك أخي الفاضل على الموضوع القيم والمفيد
نترقب المزيد
بالتوفيق




بارك الله فيك وفي قلمك

وننتظر المزيد

بالتوفيق




التصنيفات
اسلاميات عامة

تربية الأولاد وأسس تأهيلهم للشيخ علي فركوس حفظه الله

قيام التربية الإسلامية على تحقيق التوازن بين الجانب الروحي والمادي

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أمّا بعد:
فالتربية الإسلامية تقوم على تحقيق التوازن بين الجانب الروحي والمادي، لكونها مبنية على الواقعين للإنسان، وتنظيم حياته على أساسهما، فليس الإنسان ماديا إلى درجة الخلود في الأرض، والانغماس في الحياة السافلة، والركون إلى الملذات، بل له عالمه الروحي الواسع المتعمق في كيانه، ومن هذا الجانب تميزت التربية الإسلامية عن النظم التربوية الأخرى في إعدادها للإنسان لا للحياة الدنيا فحسب بل للحياة الأبدية في الآخرة أيضا.

الولد محور العملية التربوية
و لما كان الولد هو محور العملية التربوية كان لزاما أن تتشكل حياته وذهنه بالقالب الذي وضع له، وبمختلف المعارف والمفاهيم التي يلقن بها ويزوّد بحيث يسيطر على ذهنه وأفكاره فلا يجد في الحياة تصويرا نظريا غير التصوير الذي أريد له استعماله في ملاحظاته وتجاربه، بناء على ما يلقن به أو يمرّن عليه أو يلقى إليه.
ومعالم شخصية الولد تتكون أصولها وهو في دور الصغر، أي من بلوغه سن التمييز، لذلك كان واجب التربية تأهيله وتكييفه وإعداده لمواجهة الحياة، وتتم تنشئته ماديا بتغذيته ورعايته جسميا، وتنشئته روحيا بتزويده بما يزكي نفسه ويسمو بها، وتنشئته عقليا بتزويده بمختلف ضروب العلوم وأنواع المعارف، إذ لا يسلم العقل إلاّ بسلامة التنشئة، وتعويد الولد على الخير ونهيه عن الشر وفق منهج الله وتربيته، فاستقامة الولد مناطة بسلامة عقله، وانحرافه مناط بفساد عقله، وصحة العقل وفساده يرتبطان بصفة توجيهه، وخاصة في حال الصغر ومرحلة الإعداد.

أسس تربية الولد
لذلك يرتكز إعداده تربويا على أسس يأتي في طليعتها تربية الولد عقديا وتدريبه على معرفة خالقه، والإيمان به، فإنّ هذا الإيمان هو الدافع له للخير والصارف للشر عنه، فهو الموجه للسلوك والضابط له، وارتباطه وثيق الصلة بالأعمال، ذلك لأنّ الله تعالى جعل العمل معيارا حقيقيا لصدق الإيمان، وذمَّ الذين يجردون العمل عن الإيمان، فقال تعالى: ﴿يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ﴾ [آل عمران: 167] وقوله عز وجل: ﴿كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ﴾ [الصف: 3] فالإيمان الحق هو الذي يصدر عنه السلوك، وينبع منه العمل الصالح، ويخرج منه الخُلُق الكريم، والقرآن الكريم مليء بالآيات التي تقرن الإيمان بالعمل الصالح، فكان من مهمة التربية الربط بين العقيدة والعمل بالنظر إلى كون العمل يعكس الإيمان ويُظهره، فأولى الأوليات في إعداد الولد -إذن- تعليمه معاني العقيدة الصحيحة، ومقاصدها السامية، وإفهامه لحقائقها، وما تحمله من السعادة الأبدية له، إفهام علمٍ وإدراك تحقيقا لقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً﴾ [التحريم: 6] ويدخل الولد في الآية لأنّه بضع من والديه، فيعلمه الحلال والحرام ويجنبه المعاصي والآثام، وغير ذلك من الأحكام، قال بعض أهل العلم: "فعلينا تعليم أولادنا وأهلينا الدين والخير وما لا يُستغنى عنه من الأدب" (١- تفسير القرطبي: 18/195-196) .

ومن أسس تربية الولد وتأهيله: تعليمه ما في الحياة المعاشة من معاني الخير والشر، وما يلزمه من استعداد فيها بالعمل بما يسعد النفس، وترك ما تشقى به، وذلك بتوجيه استعداده الفطري بالالتجاء إلى الله، ومعرفته، والركون إليه، والاطمئنان عنده، فلا يذل إلاّ لله، ولا يخاف إلاّ منه، ولا يتعلق قلبه إلاّ به، فإنّ في ذلك شعورا بعزة المسلم، لأنّه موصول بالقوي العزيز، وتتميز شخصيته بهذه العزّة الدينية المطلوبة لقوله تعالى: ﴿وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ﴾ [المنافقون:8] وتتمرد عن أضدادها من ذل أو خنوع، أو خوف، أو تملق لأي مخلوق، ومن ثمّ وجب المحافظة على الفطرة السليمة التي عاهد الله تعالى عليها بني آدم فأخذ منهم الميثاق أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا وتكفل لهم بالأرزاق، قال تعالى: ﴿وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ أَوْ تَقُولُواْ إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ﴾ [الأعراف: 172-173]، ويقول الله عزّ وجلّ في حديث قدسي: "إِنِّي خَلَقْتُ عِبَادِي حُنَفَاءَ كُلَّهُمْ وَإِنَّهُمْ أَتَتْهُمُ الشَّيَاطِينُ فَاجْتَالَتْهُمْ عَنْ دِينِهِمْ وَحَرَّمَتْ عَلَيْهِمْ مَا أَحْلَلْتُ لَهُمْ وَأَمَرَتْهُمْ أَنْ يُشْرِكُوا بِي مَا لَمْ أُنْزِلْ بِهِ سُلْطَانًا" (٢- أخرجه مسلم في الجنة وصفة نعيمها وأهلها (7386)، وأحمد (17947)، من حديث عياض بن حمار المجاشعي رضي الله عنه كما ينبغي دفع الطاقات الطبيعية التي أودعها الله في الولد من غرائز وميول إلى الخير وإلى وجهتها التي خلقت من أجلها ليسمو بها ويعتز، ويتجنب بها من الخلود في الأرض، والركون إلى الشهوات، والاستجابة للشيطان، قال صلى الله عليه وآله وسلم: "إِنَّ لِلشَّيْطَانِ لَمَّةً، بِابْنِ آدَمَ وَلِلْمَلَكِ لَمَّةً، فَأَمَّا لَمَّةُ الشَّيْطَانِ: فَإِيعَادٌ بِالشَّرِّ، وَتَكْذِيبٌ بِالْحَقِّ، وَأَمَّا لَمَّةُ الْمَلَكِ: فَإِيعَادٌ بِالْخَيْرِ، وَتَصْدِيقٌ بِالْحَقِّ، فَمَنْ وَجَدَ ذَلِكَ فَلْيَعْلَمْ أَنَّهُ مِنَ اللَّهِ، فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ، وَمَنْ وَجَدَ الأُخْرَى فَلْيَتَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، ثُمَّ قَرَأَ ﴿الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ﴾ [البقرة:268]" (٣- أخرجه الترمذي في تفسير القرآن (3256)، من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه. وصححه الألباني في صحيح الترمذي: (2988)، وفي المشكاة: (74)/ التحقيق الثاني، وفي هداية الرواة: (70)، وفي صحيح الموارد (38)، وفي النصيحة (34)) والتربية وسيلة إرجاع المنحرف إلى فطرته السليمة وتوجيهه إليها، وعلى مهمة التربية والقيام بواجبها يترتب الجزاء الأخروي قال تعالى: ﴿وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى﴾ [النازعات:40-41].

من واجبات تأهيل الولد وأساليب تكوين شخصيته
ومن واجبات تأهيل الولد وأساليب تكوين شخصيته: القدوة الحسنة، والأسوة الصالحة، التي يقتدي بها في مراحله الأولى من نموه العقلي والنفسي والأخلاقي، حيث تصقل معارفه، ويتلقى علمه عن طريق التقليد والاتباع، ويأتي في الدرجة الأولى أقرب الناس إليه أبواه، فهما عنصرا قدوته ومُثُلِه، فللأبوين تأثير عظيم على ولدهما في أمور العقيدة والدين، حتى يصل تأثيرهما فيه إلى تحويله عن الفطرة التي خلقه الله عليها، وما يستلزمه من معرفة الإسلام ومحبته، فهما سبب صلاحه أو فساده، واستقامته أو اعوجاجه، لأنّ الولد يعتقد عادة بوالديه في سلوكه وتصرفاته، فإن كان سلوكهما معه على الطريق الشرعي تأثر الولد بهما، وقلدهما فيما هما عليه، وكان ذلك من عوامل تكوين معاني شخصيته الإسلامية.

ويـنشأ نـاشئ الفتيـان منـّا علـى ما كـان عـوده أبـوه

إذ الخير في المولود أصيل، والشر فيه عارض، واستعداده للخير كامل، قال صلى الله عليه وآله وسلم: «مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلاَّ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ وَيُنَصِّرَانِهِ وَيُمَجِّسَانِهِ كَمَا تُنْتَجُ الْبَهِيمَةُ بَهِيمَةً جَمْعَاءَ هَلْ تُحِسُّونَ فِيهَا مِنْ جَدْعَاءَ. ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ وَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ ﴿فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ﴾ الآيَةَ [الروم: 30]» (٤- أخرجه البخاري في الجنائز (1358)، ومسلم في القدر (6926)، وأحمد (7928)، والبيهقي (12499)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه) وفي الحديث بيان أنّ النّاس يولدون على الفطرة وعلى الاستعداد الكامل للخير والصلاح فكان تقريرا لخلق الله الكامل، وأنّ النقص إنّما يأتي من فعل الإنسان، فالواجب إبعاد ما يفسد نفسية الطفل، ويخرب عقليته وفطرته لئلا يكون ضحية تأثر بانحراف وضلال وسوء أخلاق، ومن هذا المرمى يتجلى عظم مسؤولية الأبوين إذا أخلاَّ في تعليم ولدهما معاني الإسلام وأحكامه، وقصرا في تربيته عقليا وروحيا، وتركاه تحت وطأة الأفكار المنحرفة، أو فريسة لمجتمع تشيع فيه عقائد اليهودية أو النصرانية أو المجوسية وغيرها من عقائد الكفر والضلال، مما يجعلهما مسؤولَيْن أمام الله تعالى لأنّهما أسهما في تحويل ولدهما من مقتضى فطرته إلى دين الانحراف والضلال، وتتأكد مسؤوليتهما بقوله صلى الله عليه وآله وسلم: "أَلاَ كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، فَالإِمَامُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ وَهْوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ وَهْوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى أَهْلِ بَيْتِ زَوْجِهَا وَوَلَدِهِ وَهِىَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ" (٥- أخرجه البخاري في الأحكام (7138)، ومسلم في الإمارة (4828)، وأبو داود في الخراج (2930)، والترمذي في الجهاد (1806)، من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما) .
ومن منطلق المسؤولية فإنّها تتطلب تدريب الولد عمليا، بتعليمه القرآن الكريم قراءة وحفظا، لكونه أصل الإسلام ومرجع الدين، كما يربى الولد على حفظ بعض الأحاديث، والأدعية المأثورة التي تقال في مناسبات متعددة عند النوم، والاستيقاظ، وعند سماع الأذان، وعند البدء بتناول الطعام وعند الفراغ منه، وعند الخروج من بيته، وعند دخوله(٦- أما حديث: «إذا ولج الرجل في بيته فليقل: اللهمّ إني أسألك خير المولج، وخير المخرج، باسم الله ولجنا، وباسم الله خرجنا، وعلى الله ربنا توكلنا، ثم ليُسلم على أهله» فلا يصح سندا، وقد حكم عليه ابن حجر في «نتائج الأفكار» (1/172) بالغرابة، وضعّفه الألباني في «الضعيفة» (5832)، وفي «الكلم الطيب» (62). إلاّ أنّه ثبت من رواية مسلم برقم (5381) في كتاب الأشربة من حديث جابر بن عبد الله ب أنه سمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «إذا دخل الرجل بيته فذكر الله عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان لا مبيت لكم ولا عشاء، وإذا دخل فلم يذكر الله عند دخوله قال الشيطان أدركتم المبيت، وإذا لم يذكر الله عند طعامه قال أدركتم المبيت والعشاء». )، وعند العطاس، ونحو ذلك، كما يستحسن توثيق صلة الولد بالألفاظ الإسلامية ذات معان شرعية ككلمة الإخلاص، والأسماء الحسنى، وبعض شعار الإسلام ليتدرب عليها، ويعلق قلبه بمعانيها، وتعليمه فرائض الإسلام بقدر ما يناسب عقله، وعادة يمكن البدء -بعد بلوغ الولد سن سبع سنوات- بغرس بذور الشخصية الإسلامية فيه وترويضه –بحسب اتساع مدارك الولد- على معاني هذه الشخصية بما يلائمه.
ومن واجبات تربية الولد: الرفق به، وملاطفته، ومعاملته باللين من غير شدة، لاسيما من الوالدين أو من يقوم مقامهما كالجد والعم، لأنّ الشدة في التربية لا تولِّد إلاّ شدة في السلوك، وقد صح عن البراء بن عازب رضي الله عنه أنّه قال: رَأَيْتُ النَّبِيّ صلى الله عليه وآله وسلم وَالْحَسَنُ عَلَى عَاتِقِهِ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أُحِبُّهُ فَأَحِبَّهُ» (٧- أخرجه البخاري في فضائل الصحابة (3749)، ومسلم في فضائل الصحابة (6411)، والترمذي في المناقب (4152)، وأحمد (19084)، والبيهقي (21602)، من حديث البراء بن عازب رضي الله عنه) .
قال النووي: "في الحديث دلالة على ملاطفة الصبيان ورحمتهم، ومماستهم" (٨- شرح صحيح مسلم للنووي: 15/194)، والولد يحتاج من والديه أمرا محسوسا حتى يشعر ما يجول في قلبيهما من محبة وعطف ورحمة، وقد يتجسد ذلك الإحساس في تقبيله، وحمله، ومداعبته، أو المسح على رأسه، أو وجهه، أو وضعه على أحضانهما، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنّه صلى الله عليه وآله وسلم قَبَّلَ الْحَسَنَ بْنَ عَلِىٍّ وَعِنْدَهُ الأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ التَّمِيمِىُّ جَالِسًا، فَقَالَ الأَقْرَعُ: «إِنَّ لِي عَشَرَةً مِنَ الْوَلَدِ مَا قَبَّلْتُ مِنْهُمْ أَحَدًا، فَنَظَرَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ قَالَ: مَنْ لاَ يَرْحَمُ لاَ يُرْحَمُ»(٩- أخرجه البخاري في الأدب (5997)، ومسلم في الفضائل (6170)، وأبو داود في الأدب (5220)، والترمذي في البر والصلة (2035)، وأحمد (7491)، والحميدي في مسنده (1155)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.)، وقد صحّ -أيضا- أنّه جاء أعرابي للنبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: " تُقَبِّلُونَ الصِّبْيَانَ فَمَا نُقَبِّلُهُمْ"، فَقَالَ النَّبي صلى الله عليه وسلم: " أَوَ أَمْلِكُ لَكَ أَنْ نَزَعَ اللَّهُ مِنْ قَلْبِكَ الرَّحْمَةَ (١٠- معنى العبارة: "أي لا أملك: أي لا أقدر أن أجعل الرحمة في قلبك بعد أن نزعها الله منه" فتح الباري لابن حجر:10/430)" (١١- أخرجه البخاري في الأدب (5998)، من حديث عائشة رضي الله عنها)، وتقريرا لهذا المعنى فقد روى البخاري عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم يَأْخُذُنِي فَيُقْعِدُنِي عَلَى فَخِذِهِ، وَيُقْعِدُ الْحَسَنَ عَلَى فَخِذِهِ الأُخْرَى، ثُمَّ يَضُمُّهُمَا ثُمَّ يَقُولُ: اللَّهُمَّ ارْحَمْهُمَا فَإِنِّي أَرْحَمُهُمَا" (١٢- أخرجه البخاري في الأدب (6003)، وأحمد (22491)، من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنهما) .
ومن مظاهر الإحساس بما في قلبي والديه من عناية وشفقة ومحبة: مدحه والثناء عليه إذا أحسن وقام بالمطلوب، وبالمقابل تنبيهه إذا أساء أو أخطأ في أداء المطلوب، ثمّ يعلمه العادة الصالحة والصفة الحسنة التي يفتقدها، وقد بيّن النبي صلى الله عليه وآله وسلم هذا الأسلوب التربوي في حديث عمرو بن أبي سلمة رضي الله عنه قال: «كُنْتُ غُلاَمًا فِي حِجْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم وَكَانَتْ يَدِي تَطِيشُ فِي الصَّحْفَةِ فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم يَا غُلاَمُ سَمِّ اللَّهَ، وَكُلْ بِيَمِينِكَ وَكُلْ مِمَّا يَلِيكَ» (١٣- أخرجه البخاري في الأطعمة (5376)، ومسلم في الأشربة (5388)، وأبو داود في الأطعمة (3779)، والترمذي في الأطعمة (1976)، وابن ماجه في الأطعمة (3391)، وأحمد (16769)، من حديث عمرو بن أبي سلمة رضي الله عنه)، ومن جهة أخرى، فإنّ معاملة الوالدين لأولادهما بمحبة ورحمة تقتضي وجوب العدل بينهم، وعدم إيثار الأبناء على البنات، وبخس الأنثى حقها في الرعاية والاهتمام والبر، فمثل هذا التفضيل معدود من عادة الجاهلية، إذ المطلوب عدم التفريق بين الذكور والإناث، ولا التفاضل بين الذكور، أو تخصيص بعضهم، ولا بين الإناث سواء في العطف أو المعاملة أو المحبة أو العطية أو غيرها، لقوله صلى الله عليه وآله وسلم للبشير بن سعد رضي الله عنه في شأن تخصيصه للعطية لأحد أبنائه: "أَعْطَيْتَ سَائِرَ وَلَدِكَ مِثْلَ هَذَا؟ قَالَ: لاَ. قَالَ: فَاتَّقُوا اللَّهَ، وَاعْدِلُوا بَيْنَ أَوْلاَدِكُمْ" (١٤- أخرجه البخاري في الهبة (2587)، والبيهقي في الهبات (21351)، من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنهما).
ومن جهة ثالثة، فإنّه قد يصدر عن الصغير عمل يغضب والديه، أو يزعجهما فلا يجوز التشديد عليه، ولا تعنيفه ومجافاته لصغره ولعدم اكتمال قدرته العقلية، بل يعامل بالرفق، فقد صحّ عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال:"إِنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ، وَيُعْطِي عَلَى الرِّفْقِ مَا لاَ يُعْطِي عَلَى الْعُنْفِ"(١٥- أخرجه مسلم في البر والصلة والآداب (6766)، والبيهقي في الشهادات (21317)، من حديث عائشة رضي الله عنها)، وفي رواية: "مَنْ يُحْرَمِ الرِّفْقَ يُحْرَمِ الْخَيْرَ كُلَّهُ" (١٦- أخرجه مسلم في البر والصلة والآداب (6763)، وأبو داود في الأدب (4811)، وابن ماجه في الأدب (3818)، وأحمد (19771)، من حديث جرير بن عبد الله رضي الله عنه)، فالأخذ بأسلوب الرفق والمسامحة يجعل علاقة الولد بوالديه علاقة محبة، يشعر بها ويميل إليهما بسببها، ويسمع النصح والتوجيه، أمّا العنف في الصغر فمدعاة للعنف في الكبر، والقسوة على الولد في الصغر تحمله على جفاء والديه في الكبر، وليس معنى هذا ترك التشديد عليه مطلقا، وإنّما يجوز أخذه بالتشديد إذا لم ينفع الرفق والملاطفة والنصح والتوجيه، ويكون بإظهار الغضب، والعبوسِ في وجهه، وعدم الرضا على تصرفاته، ورفعِ الصوت عليه، والصدودِ عنه، وهجرهِ، تلك هي مظاهر التشديد، وقد تصل إلى ضربه ضربا غير مُبَرِّحٍ إذا بلغ عشر سنين، وقد جاء في الحديث: "مُرُوا أَوْلاَدَكُمْ بِالصَّلاَةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ -وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا- وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرِ سِنِينَ وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ" (١٧- أخرجه أبو داود في الصلاة (495)، (6854)، والدارقطني (899)، والبيهقي (3358)، من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، وصححه ابن الملقن في البدر المنير(3/283)، والألباني في إرواء الغليل (247)، وحسنه في صحيح الجامع (5868))، ومعاملته بهذه الصفة لتحسيس الولد بسوء أفعاله، أو لتقصيره في القيام بما هو مطلوب منه.

آثار الإخلال بتربية الولد

هذا، ويترتب على الوالدين (أو من في كفالته الولد) حال الإخلال بواجبهما اتجاه ولدهما، أو التقصير في تعليمه، نزع الولد من يدهما، ليتم تسليمه إلى رعاية أخرى مناسبة لتعليمه، وضمن هذا المنظور يقول ابن القيم رحمه الله: "قال شيخنا -أي شيخ الإسلام ابن تيمية- وإذا ترك أحد الأبوين تعليمَ الصبي، وأَمْرَه الذي أوجبه الله عليه، فهو عاص، ولا ولاية له عليه، بل كلّ من لم يقم بالواجب في ولايته، فلا ولاية له، بل إمّا أن تُرفع يدُه عن الولاية، ويقام من يفعل الواجب، وإمّا أن يضم إليه من يقوم معه بالواجب، إذ المقتضى طاعة الله ورسوله بحسب الإمكان، وليس هذا الحق من جنس الميراث الذي يحصل بالرحم، والنكاح، والولاء، سواء كان الوارث فاسقا أو صالحا، بل هو من جنس الولاية التي لابد فيها من القدرة على الواجب والعلم به، وفعله بحسب الإمكان" (١٨- زاد المعاد لابن القيم: 5/475).

تكوين الأجيال منوط بتربية الأولاد وحسن تأهيلهم
فهذه جوانب من تربية الولد وحسن تأهيله قائمة على عقيدة الإسلام التي جاء بها أفضل الأنام صلى الله عليه وآله وسلم لتتم تربيته بناء على استعداداته الفطرية، وقدراته الطبيعية والنفسية التي أودعها الله فيه، وفق منهج الله وتربيته التي جعلت القرآن الكريم خلق النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وعلى نظامه تتكون أجيال مهذبة عزيزة صادقة تتحمّل مسؤوليتها، وتؤدي واجبها، وتسعى إلى تسخير قواتها في الخير والفضيلة، وتجنيب الشر والرذيلة، وتراقب الله في السر والعلانية، وتعمل على تحقيق الأمن والاستقرار، والظفر بالسعادتين: الدنيا والآخرة، قال تعالى: ﴿وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِناً قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُوْلَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاء مَن تَزَكَّى﴾ [طه:75-76].

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، وسلم تسليما كثيرا.


١- تفسير القرطبي: 18/195-196.

٢- أخرجه مسلم في الجنة وصفة نعيمها وأهلها (7386)، وأحمد (17947)، من حديث عياض بن حمار المجاشعي رضي الله عنه.

٣- أخرجه الترمذي في تفسير القرآن (3256)، من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه. وصححه الألباني في صحيح الترمذي: (2988)، وفي المشكاة: (74)/ التحقيق الثاني، وفي هداية الرواة: (70)، وفي صحيح الموارد (38)، وفي النصيحة (34).


٤- أخرجه البخاري في الجنائز (1358)، ومسلم في القدر (6926)، وأحمد (7928)، والبيهقي (12499)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.


٥- أخرجه البخاري في الأحكام (7138)، ومسلم في الإمارة (4828)، وأبو داود في الخراج (2930)، والترمذي في الجهاد (1806)، من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما.
٦أما حديث: «إذا ولج الرجل في بيته فليقل: اللهمّ إني أسألك خير المولج، وخير المخرج، باسم الله ولجنا، وباسم الله خرجنا، وعلى الله ربنا توكلنا، ثم ليُسلم على أهله» فلا يصح سندا، وقد حكم عليه ابن حجر في «نتائج الأفكار» (1/172) بالغرابة، وضعّفه الألباني في «الضعيفة» (5832)، وفي «الكلم الطيب» (62). إلاّ أنّه ثبت من رواية مسلم برقم (5381) في كتاب الأشربة من حديث جابر بن عبد الله ب أنه سمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «إذا دخل الرجل بيته فذكر الله عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان لا مبيت لكم ولا عشاء، وإذا دخل فلم يذكر الله عند دخوله قال الشيطان أدركتم المبيت، وإذا لم يذكر الله عند طعامه قال أدركتم المبيت والعشاء» ٧- أخرجه البخاري في فضائل الصحابة (3749)، ومسلم في فضائل الصحابة (6411)، والترمذي في المناقب (4152)، وأحمد (19084)، والبيهقي (21602)، من حديث البراء بن عازب رضي الله عنه.

٨- شرح صحيح مسلم للنووي: 15/194.

٩- أخرجه البخاري في الأدب (5997)، ومسلم في الفضائل (6170)، وأبو داود في الأدب (5220)، والترمذي في البر والصلة (2035)، وأحمد (7491)، والحميدي في مسنده (1155)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

١٠- معنى العبارة: "أي لا أملك: أي لا أقدر أن أجعل الرحمة في قلبك بعد أن نزعها الله منه" فتح الباري لابن حجر:10/430.

١١- أخرجه البخاري في الأدب (5998)، من حديث عائشة رضي الله عنها.

١٢- أخرجه البخاري في الأدب (6003)، وأحمد (22491)، من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنهما.

١٣- أخرجه البخاري في الأطعمة (5376)، ومسلم في الأشربة (5388)، وأبو داود في الأطعمة (3779)، والترمذي في الأطعمة (1976)، وابن ماجه في الأطعمة (3391)، وأحمد (16769)، من حديث عمرو بن أبي سلمة رضي الله عنه.

١٤- أخرجه البخاري في الهبة (2587)، والبيهقي في الهبات (21351)، من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنهما.

١٥- أخرجه مسلم في البر والصلة والآداب (6766)، والبيهقي في الشهادات (21317)، من حديث عائشة رضي الله عنها.

١٦- أخرجه مسلم في البر والصلة والآداب (6763)، وأبو داود في الأدب (4811)، وابن ماجه في الأدب (3818)، وأحمد (19771)، من حديث جرير بن عبد الله رضي الله عنه.

١٧- أخرجه أبو داود في الصلاة (495)، (6854)، والدارقطني (899)، والبيهقي (3358)، من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، وصححه ابن الملقن في البدر المنير(3/283)، والألباني في إرواء الغليل (247)، وحسنه في صحيح الجامع (5868).


١٨- زاد المعاد لابن القيم: 5/475.

من موقع الشيخ ابا عبد المعز محمد علي فركوس حفظه الله




التصنيفات
طفلي الصغير

تربية الأولاد و أسس تأهيلهم

تربية الأولاد و أسس تأهيلهم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أمّا بعد:
فالتربية الإسلامية تقوم على تحقيق التوازن بين الجانب الروحي والمادي، لكونها مبنية على الواقعين للإنسان، وتنظيم حياته على أساسهما، فليس الإنسان ماديا إلى درجة الخلود في الأرض، والانغماس في الحياة السافلة، والركون إلى الملذات، بل له عالمه الروحي الواسع المتعمق في كيانه، ومن هذا الجانب تميزت التربية الإسلامية عن النظم التربوية الأخرى في إعدادها للإنسان لا للحياة الدنيا فحسب بل للحياة الأبدية في الآخرة أيضا.
و لما كان الولد هو محور العملية التربوية كان لزاما أن تتشكل حياته وذهنه بالقالب الذي وضع له، وبمختلف المعارف والمفاهيم التي يلقن بها ويزوّد بحيث يسيطر على ذهنه وأفكاره فلا يجد في الحياة تصويرا نظريا غير التصوير الذي أريد له استعماله في ملاحظاته وتجاربه، بناء على ما يلقن به أو يمرّن عليه أو يلقى إليه.
ومعالم شخصية الولد تتكون أصولها وهو في دور الصغر، أي من بلوغه سن التمييز، لذلك كان واجب التربية تأهيله وتكييفه وإعداده لمواجهة الحياة، وتتم تنشئته ماديا بتغذيته ورعايته جسميا، وتنشئته روحيا بتزويده بما يزكي نفسه ويسمو بها، وتنشئته عقليا بتزويده بمختلف ضروب العلوم وأنواع المعارف، إذ لا يسلم العقل إلاّ بسلامة التنشئة، وتعويد الولد على الخير ونهيه عن الشر وفق منهج الله وتربيته، فاستقامة الولد مناطة بسلامة عقله، وانحرافه مناط بفساد عقله، وصحة العقل وفساده يرتبطان بصفة توجيهه، وخاصة في حال الصغر ومرحلة الإعداد.لذلك يرتكز إعداده تربويا على أسس يأتي في طليعتها تربية الولد عقديا وتدريبه على معرفة خالقه، والإيمان به، فإنّ هذا الإيمان هو الدافع له للخير والصارف للشر عنه، فهو الموجه للسلوك والضابط له، وارتباطه وثيق الصلة بالأعمال، ذلك لأنّ الله تعالى جعل العمل معيارا حقيقيا لصدق الإيمان، وذمَّ الذين يجردون العمل عن الإيمان، فقال تعالى: ﴿يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ﴾ [آل عمران: 167] وقوله عز وجل: ﴿كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ﴾ [الصف: 3] فالإيمان الحق هو الذي يصدر عنه السلوك، وينبع منه العمل الصالح، ويخرج منه الخُلُق الكريم، والقرآن الكريم مليء بالآيات التي تقرن الإيمان بالعمل الصالح، فكان من مهمة التربية الربط بين العقيدة والعمل بالنظر إلى كون العمل يعكس الإيمان ويُظهره، فأولى الأوليات في إعداد الولد -إذن- تعليمه معاني العقيدة الصحيحة، ومقاصدها السامية، وإفهامه لحقائقها، وما تحمله من السعادة الأبدية له، إفهام علمٍ وإدراك تحقيقا لقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً﴾ [التحريم: 6] ويدخل الولد في الآية لأنّه بضع من والديه، فيعلمه الحلال والحرام ويجنبه المعاصي والآثام، وغير ذلك من الأحكام، قال بعض أهل العلم: "فعلينا تعليم أولادنا وأهلينا الدين والخير وما لا يُستغنى عنه من الأدب" (١) .
ومن أسس تربية الولد وتأهيله: تعليمه ما في الحياة المعاشة من معاني الخير والشر، وما يلزمه من استعداد فيها بالعمل بما يسعد النفس، وترك ما تشقى به، وذلك بتوجيه استعداده الفطري بالالتجاء إلى الله، ومعرفته، والركون إليه، والاطمئنان عنده، فلا يذل إلاّ لله، ولا يخاف إلاّ منه، ولا يتعلق قلبه إلاّ به، فإنّ في ذلك شعورا بعزة المسلم، لأنّه موصول بالقوي العزيز، وتتميز شخصيته بهذه العزّة الدينية المطلوبة لقوله تعالى: ﴿وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ﴾ [المنافقون:8] وتتمرد عن أضدادها من ذل أو خنوع، أو خوف، أو تملق لأي مخلوق، ومن ثمّ وجب المحافظة على الفطرة السليمة التي عاهد الله تعالى عليها بني آدم فأخذ منهم الميثاق أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا وتكفل لهم بالأرزاق، قال تعالى: ﴿وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ أَوْ تَقُولُواْ إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ﴾ [الأعراف: 172-173]، ويقول الله عزّ وجلّ في حديث قدسي: "إِنِّي خَلَقْتُ عِبَادِي حُنَفَاءَ كُلَّهُمْ وَإِنَّهُمْ أَتَتْهُمُ الشَّيَاطِينُ فَاجْتَالَتْهُمْ عَنْ دِينِهِمْ وَحَرَّمَتْ عَلَيْهِمْ مَا أَحْلَلْتُ لَهُمْ وَأَمَرَتْهُمْ أَنْ يُشْرِكُوا بِي مَا لَمْ أُنْزِلْ بِهِ سُلْطَانًا" (٢)، كما ينبغي دفع الطاقات الطبيعية التي أودعها الله في الولد من غرائز وميول إلى الخير وإلى وجهتها التي خلقت من أجلها ليسمو بها ويعتز، ويتجنب بها من الخلود في الأرض، والركون إلى الشهوات، والاستجابة للشيطان، قال صلى الله عليه وآله وسلم: "إِنَّ لِلشَّيْطَانِ لَمَّةً، بِابْنِ آدَمَ وَلِلْمَلَكِ لَمَّةً، فَأَمَّا لَمَّةُ الشَّيْطَانِ: فَإِيعَادٌ بِالشَّرِّ، وَتَكْذِيبٌ بِالْحَقِّ، وَأَمَّا لَمَّةُ الْمَلَكِ: فَإِيعَادٌ بِالْخَيْرِ، وَتَصْدِيقٌ بِالْحَقِّ، فَمَنْ وَجَدَ ذَلِكَ فَلْيَعْلَمْ أَنَّهُ مِنَ اللَّهِ، فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ، وَمَنْ وَجَدَ الأُخْرَى فَلْيَتَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، ثُمَّ قَرَأَ ﴿الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ﴾ [البقرة:268]" (٣)والتربية وسيلة إرجاع المنحرف إلى فطرته السليمة وتوجيهه إليها، وعلى مهمة التربية والقيام بواجبها يترتب الجزاء الأخروي قال تعالى: ﴿وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى﴾ [النازعات:40-41].
ومن واجبات تأهيل الولد وأساليب تكوين شخصيته: القدوة الحسنة، والأسوة الصالحة، التي يقتدي بها في مراحله الأولى من نموه العقلي والنفسي والأخلاقي، حيث تصقل معارفه، ويتلقى علمه عن طريق التقليد والاتباع، ويأتي في الدرجة الأولى أقرب الناس إليه أبواه، فهما عنصرا قدوته ومُثُلِه، فللأبوين تأثير عظيم على ولدهما في أمور العقيدة والدين، حتى يصل تأثيرهما فيه إلى تحويله عن الفطرة التي خلقه الله عليها، وما يستلزمه من معرفة الإسلام ومحبته، فهما سبب صلاحه أو فساده، واستقامته أو اعوجاجه، لأنّ الولد يعتقد عادة بوالديه في سلوكه وتصرفاته، فإن كان سلوكهما معه على الطريق الشرعي تأثر الولد بهما، وقلدهما فيما هما عليه، وكان ذلك من عوامل تكوين معاني شخصيته الإسلامية.
ويـنشأ نـاشئ الفتيـان منـّامنـّا منـّا علـى ما كـان عـوده أبـوهإذ الخير في المولود أصيل، والشر فيه عارض، واستعداده للخير كامل، قال صلى الله عليه وآله وسلم: "مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلاَّ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ وَيُنَصِّرَانِهِ وَيُمَجِّسَانِهِ كَمَا تُنْتَجُ الْبَهِيمَةُ بَهِيمَةً جَمْعَاءَ هَلْ تُحِسُّونَ فِيهَا مِنْ جَدْعَاءَ. ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ وَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ ﴿فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ﴾ الآيَةَ [الروم: 30]" (٤) وفي الحديث بيان أنّ النّاس يولدون على الفطرة وعلى الاستعداد الكامل للخير والصلاح فكان تقريرا لخلق الله الكامل، وأنّ النقص إنّما يأتي من فعل الإنسان، فالواجب إبعاد ما يفسد نفسية الطفل، ويخرب عقليته وفطرته لئلا يكون ضحية تأثر بانحراف وضلال وسوء أخلاق، ومن هذا المرمى يتجلى عظم مسؤولية الأبوين إذا أخلاَّ في تعليم ولدهما معاني الإسلام وأحكامه، وقصرا في تربيته عقليا وروحيا، وتركاه تحت وطأة الأفكار المنحرفة، أو فريسة لمجتمع تشيع فيه عقائد اليهودية أو النصرانية أو المجوسية وغيرها من عقائد الكفر والضلال، مما يجعلهما مسؤولَيْن أمام الله تعالى لأنّهما أسهما في تحويل ولدهما من مقتضى فطرته إلى دين الانحراف والضلال، وتتأكد مسؤوليتهما بقوله صلى الله عليه وآله وسلم: "أَلاَ كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، فَالإِمَامُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ وَهْوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ وَهْوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى أَهْلِ بَيْتِ زَوْجِهَا وَوَلَدِهِ وَهِىَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ" (٥) .
ومن منطلق المسؤولية فإنّها تتطلب تدريب الولد عمليا، بتعليمه القرآن الكريم قراءة وحفظا، لكونه أصل الإسلام ومرجع الدين، كما يربى الولد على حفظ بعض الأحاديث، والأدعية المأثورة التي تقال في مناسبات متعددة عند النوم، والاستيقاظ، وعند سماع الأذان، وعند البدء بتناول الطعام وعند الفراغ منه، وعند الخروج من بيته، وعند دخوله، وعند العطاس، ونحو ذلك، كما يستحسن توثيق صلة الولد بالألفاظ الإسلامية ذات معان شرعية ككلمة الإخلاص، والأسماء الحسنى، وبعض شعار الإسلام ليتدرب عليها، ويعلق قلبه بمعانيها، وتعليمه فرائض الإسلام بقدر ما يناسب عقله، وعادة يمكن البدء -بعد بلوغ الولد سن سبع سنوات- بغرس بذور الشخصية الإسلامية فيه وترويضه –بحسب اتساع مدارك الولد- على معاني هذه الشخصية بما يلائمه.ومن واجبات تربية الولد: الرفق به، وملاطفته، ومعاملته باللين من غير شدة، لاسيما من الوالدين أو من يقوم مقامهما كالجد والعم، لأنّ الشدة في التربية لا تولِّد إلاّ شدة في السلوك، وقد صح عن البراء بن عازب رضي الله عنه أنّه قال: رَأَيْتُ النَّبِيّ صلى الله عليه وآله وسلم وَالْحَسَنُ عَلَى عَاتِقِهِ يَقُولُ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أُحِبُّهُ فَأَحِبَّهُ" (٦) .
قال النووي: "في الحديث دلالة على ملاطفة الصبيان ورحمتهم، ومماستهم" (٧)، والولد يحتاج من والديه أمرا محسوسا حتى يشعر ما يجول في قلبيهما من محبة وعطف ورحمة، وقد يتجسد ذلك الإحساس في تقبيله، وحمله، ومداعبته، أو المسح على رأسه، أو وجهه، أو وضعه على أحضانهما، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنّه صلى الله عليه وآله وسلم قَبَّلَ الْحَسَنَ بْنَ عَلِىٍّ وَعِنْدَهُ الأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ التَّمِيمِىُّ جَالِسًا، فَقَالَ الأَقْرَعُ: "إِنَّ لِي عَشَرَةً مِنَ الْوَلَدِ مَا قَبَّلْتُ مِنْهُمْ أَحَدًا، فَنَظَرَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ قَالَ: مَنْ لاَ يَرْحَمُ لاَ يُرْحَمُ" (٨)، وقد صحّ -أيضا- أنّه جاء أعرابي للنبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: " تُقَبِّلُونَ الصِّبْيَانَ فَمَا نُقَبِّلُهُمْ"، فَقَالَ النَّبي صلى الله عليه وسلم: " أَوَ أَمْلِكُ لَكَ أَنْ نَزَعَ اللَّهُ مِنْ قَلْبِكَ الرَّحْمَةَ (٩- )" (١٠)، وتقريرا لهذا المعنى فقد روى البخاري عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم يَأْخُذُنِي فَيُقْعِدُنِي عَلَى فَخِذِهِ، وَيُقْعِدُ الْحَسَنَ عَلَى فَخِذِهِ الأُخْرَى، ثُمَّ يَضُمُّهُمَا ثُمَّ يَقُولُ: اللَّهُمَّ ارْحَمْهُمَا فَإِنِّي أَرْحَمُهُمَا" (١١) .
ومن مظاهر الإحساس بما في قلبي والديه من عناية وشفقة ومحبة: مدحه والثناء عليه إذا أحسن وقام بالمطلوب، وبالمقابل تنبيهه إذا أساء أو أخطأ في أداء المطلوب، ثمّ يعلمه العادة الصالحة والصفة الحسنة التي يفتقدها، وقد بيّن النبي صلى الله عليه وآله وسلم هذا الأسلوب التربوي في حديث عمرو بن أبي سلمة رضي الله عنه قال: "كُنْتُ غُلاَمًا فِي حِجْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم وَكَانَتْ يَدِي تَطِيشُ فِي الصَّحْفَةِ فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم: يَا غُلاَمُ سَمِّ اللَّهَ، وَكُلْ بِيَمِينِكَ وَكُلْ مِمَّا يَلِيكَ" (١٢)، ومن جهة أخرى، فإنّ معاملة الوالدين لأولادهما بمحبة ورحمة تقتضي وجوب العدل بينهم، وعدم إيثار الأبناء على البنات، وبخس الأنثى حقها في الرعاية والاهتمام والبر، فمثل هذا التفضيل معدود من عادة الجاهلية، إذ المطلوب عدم التفريق بين الذكور والإناث، ولا التفاضل بين الذكور، أو تخصيص بعضهم، ولا بين الإناث سواء في العطف أو المعاملة أو المحبة أو العطية أو غيرها، لقوله صلى الله عليه وآله وسلم للبشير بن سعد رضي الله عنه في شأن تخصيصه للعطية لأحد أبنائه: "أَعْطَيْتَ سَائِرَ وَلَدِكَ مِثْلَ هَذَا؟ قَالَ: لاَ. قَالَ: فَاتَّقُوا اللَّهَ، وَاعْدِلُوا بَيْنَ أَوْلاَدِكُمْ" (١٣).
ومن جهة ثالثة، فإنّه قد يصدر عن الصغير عمل يغضب والديه، أو يزعجهما فلا يجوز التشديد عليه، ولا تعنيفه ومجافاته لصغره ولعدم اكتمال قدرته العقلية، بل يعامل بالرفق، فقد صحّ عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال:"إِنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ، وَيُعْطِي عَلَى الرِّفْقِ مَا لاَ يُعْطِي عَلَى الْعُنْفِ" (١٤)، وفي رواية: "مَنْ يُحْرَمِ الرِّفْقَ يُحْرَمِ الْخَيْرَ كُلَّهُ" (١٥)، فالأخذ بأسلوب الرفق والمسامحة يجعل علاقة الولد بوالديه علاقة محبة، يشعر بها ويميل إليهما بسببها، ويسمع النصح والتوجيه، أمّا العنف في الصغر فمدعاة للعنف في الكبر، والقسوة على الولد في الصغر تحمله على جفاء والديه في الكبر، وليس معنى هذا ترك التشديد عليه مطلقا، وإنّما يجوز أخذه بالتشديد إذا لم ينفع الرفق والملاطفة والنصح والتوجيه، ويكون بإظهار الغضب، والعبوسِ في وجهه، وعدم الرضا على تصرفاته، ورفعِ الصوت عليه، والصدودِ عنه، وهجرهِ، تلك هي مظاهر التشديد، وقد تصل إلى ضربه ضربا غير مُبَرِّحٍ إذا بلغ عشر سنين، وقد جاء في الحديث: "مُرُوا أَوْلاَدَكُمْ بِالصَّلاَةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ -وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا- وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرِ سِنِينَ وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ" (١٦)، ومعاملته بهذه الصفة لتحسيس الولد بسوء أفعاله، أو لتقصيره في القيام بما هو مطلوب منه.هذا، ويترتب على الوالدين [أو من في كفالته الولد] حال الإخلال بواجبهما اتجاه ولدهما، أو التقصير في تعليمه، نزع الولد من يدهما، ليتم تسليمه إلى رعاية أخرى مناسبة لتعليمه، وضمن هذا المنظور يقول ابن القيم رحمه الله: "قال شيخنا -أي شيخ الإسلام ابن تيمية- وإذا ترك أحد الأبوين تعليمَ الصبي، وأَمْرَه الذي أوجبه الله عليه، فهو عاص، ولا ولاية له عليه، بل كلّ من لم يقم بالواجب في ولايته، فلا ولاية له، بل إمّا أن تُرفع يدُه عن الولاية، ويقام من يفعل الواجب، وإمّا أن يضم إليه من يقوم معه بالواجب، إذ المقتضى طاعة الله ورسوله بحسب الإمكان، وليس هذا الحق من *** الميراث الذي يحصل بالرحم، والنكاح، والولاء، سواء كان الوارث فاسقا أو صالحا، بل هو من *** الولاية التي لابد فيها من القدرة على الواجب والعلم به، وفعله بحسب الإمكان" (١٧).
فهذه جوانب من تربية الولد وحسن تأهيله قائمة على عقيدة الإسلام التي جاء بها أفضل الأنام صلى الله عليه وآله وسلم لتتم تربيته بناء على استعداداته الفطرية، وقدراته الطبيعية والنفسية التي أودعها الله فيه، وفق منهج الله وتربيته التي جعلت القرآن الكريم خلق النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وعلى نظامه تتكون أجيال مهذبة عزيزة صادقة تتحمّل مسؤوليتها، وتؤدي واجبها، وتسعى إلى تسخير قواتها في الخير والفضيلة، وتجنيب الشر والرذيلة، وتراقب الله في السر والعلانية، وتعمل على تحقيق الأمن والاستقرار، والظفر بالسعادتين: الدنيا والآخرة، قال تعالى: ﴿وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِناً قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُوْلَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاء مَن تَزَكَّى﴾ [طه:75-76].

ا

١- تفسير القرطبي: 18/195-196.

٢- أخرجه مسلم في الجنة وصفة نعيمها وأهلها (7386)، وأحمد (17947)، من حديث عياض بن حمار المجاشعي رضي الله عنه.

٣- أخرجه الترمذي في تفسير القرآن (3256)، من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه. وصححه الألباني في صحيح الترمذي: (2988)، وفي المشكاة: (74)/ التحقيق الثاني، وفي هداية الرواة: (70)، وفي صحيح الموارد (38)، وفي النصيحة (34).

٤- أخرجه البخاري في الجنائز (1358)، ومسلم في القدر (6926)، وأحمد (7928)، والبيهقي (12499)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

٥- أخرجه البخاري في الأحكام (7138)، ومسلم في الإمارة (4828)، وأبو داود في الخراج (2930)، والترمذي في الجهاد (1806)، من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما.
٦- أخرجه البخاري في فضائل الصحابة (3749)، ومسلم في فضائل الصحابة (6411)، والترمذي في المناقب (4152)، وأحمد (19084)، والبيهقي (21602)، من حديث البراء بن عازب رضي الله عنه.

٧- شرح صحيح مسلم للنووي: 15/194.

٨- أخرجه البخاري في الأدب (5997)، ومسلم في الفضائل (6170)، وأبو داود في الأدب (5220)، والترمذي في البر والصلة (2035)، وأحمد (7491)، والحميدي في مسنده (1155)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

٩- معنى العبارة: "أي لا أملك: أي لا أقدر أن أجعل الرحمة في قلبك بعد أن نزعها الله منه" فتح الباري لابن حجر:10/430.

١٠- أخرجه البخاري في الأدب (5998)، من حديث عائشة رضي الله عنها.

١١- أخرجه البخاري في الأدب (6003)، وأحمد (22491)، من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنهما.

١٢- أخرجه البخاري في الأطعمة (5376)، ومسلم في الأشربة (5388)، وأبو داود في الأطعمة (3779)، والترمذي في الأطعمة (1976)، وابن ماجه في الأطعمة (3391)، وأحمد (16769)، من حديث عمرو بن أبي سلمة رضي الله عنه.

١٣- أخرجه البخاري في الهبة (2587)، والبيهقي في الهبات (21351)، من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنهما.

١٤- أخرجه مسلم في البر والصلة والآداب (6766)، والبيهقي في الشهادات (21317)، من حديث عائشة رضي الله عنها.

١٥- أخرجه مسلم في البر والصلة والآداب (6763)، وأبو داود في الأدب (4811)، وابن ماجه في الأدب (3818)، وأحمد (19771)، من حديث جرير بن عبد الله رضي الله عنه.

١٦- أخرجه أبو داود في الصلاة (495)، (6854)، والدارقطني (899)، والبيهقي (3358)، من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، وصححه ابن الملقن في البدر المنير(3/283)، والألباني في إرواء الغليل (247)، وحسنه في صحيح الجامع (5868).

١٧- زاد المعاد لابن القيم: 5/475.

أبو عبد المعز محمّد علي فركوس




تعليمية

تعليمية

مشكور والله يعطيك العافية

موضوع في القمة

جزاك الله خيرا وافدنا بما تعلم

مع تحياتي

تعليمية

تعليمية