{هذا المبحث ردا على الخوارج}
ولشدة هذه الحرمة أذكر قصة وقعت في عهد المصطفى صلى الله عليه وسلم لأحد الصحابة رضوان عليهم أجمعين لعل من معتبر يعتبر بها ومتدبر يتأمل فيها ومتعض يتعض بها ومن كانت له شبهة يهتدي بها
عن أسامة بن زيد -رضي الله عنه- قال بعتنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الى الحرقة من جهينية فصبحنا القوم فهزمناهم ولحقت أن ورجلا من النصار رجلا منهم فلما غشيناه قال:لااله الاالله{وفي رواية: حتى اذا رفعت عليه السيف قال لااله الا الله} فكف عنه الأنصاري ،فطعنته برمحي حتى قتلته قال :فلما قدمنا بلغ ذلك النبي الله صلى الله عليه وسلم فقال لي: يا أسامة أقتلته بعد أن قال لااله الاالله قالت:انما قالها تعوذا من السلاح فقال:افلا شققت عن قلبه حتى تعلم أقالها أم لا فما زال يكررها حتى تمنيت أني أسلمت يومئذ.
وفي رواية قال:((ماذا تصنع بلااله الاالله اذا جاءت يوم القيامة قلت:استغفر لي فلا يزيده الا ماذا تصنع بلا اله الاالله يوم القيامة)) رواه مسلم(96) (687) ولزيادة الفائدة أنظر شرح مسلم للنووي والبخاري لابن حجر-عليهما رحمة الله-
شرح غريب الحديث من فتح الباري
الحُرقَة:هم بطن جهينية قال الكلبي ((سموا بذلك لوقعة كانت بينهم وبين بني مروة بن عوف بن سعد بن ذيبان فأحرقهم بالسهام لكثرة من قتلوا منهم))
فصبحنا القوم : أي هجموا عليهم صباحا قبل ان يشعروا.
غشيناه:أي لحقنا به حتى تغطا بنا.
قدمنا النبي:رجعنا الى النبي.
*/أقوال الأئمة في هذا الحديث
قال الحافظ ابن حجر -رحمه الله-:
*/قال ابن تين:في هذا اللوم تعليم وابلاغ في الموعظة حتى لا يقدم أحد على قتل من تلفظ بالتوحيد.
*/وقال القرطبي:في تكرير ذلك والاعراض عن قبول العذر زجر شديد عن الاقدام على مثل ذلك.
*/وقال النووي:الفاعل في قوله(أقالها) هو القلب ومعناه انك كلفت بالعمل الظاهر وما ينطق به اللسان وأما القلب فليس لك طريق الى ما فيه فأنكر عليه ترك العمل بما ظهر من اللسان فقال:((أفلا شققت عن قلبه)) لننظر هل كانت فيه حين قالها واعتقدها أولا والمعنى أنك اذا كنت لست قادر على ذلك فاكتف منه باللسان
*/وقال القرطبي: وفيه دليل على ترتيب الأحكام على أسبابه الظاهرة دون الباطنة.
قلت:وعلى ما سبق من كلام الأيمة نستخلص مايلي:
1/عظم حرمة الشهادتين
2/من قالها عند حد السيف عصم دمه وماله وعرضه.
3/أن أول ما يؤمر به الخلق الشهادتان وبها يصبح الكافر الحلال دمه وماله وعرضه ،حرام الدم والمال والعرض
4/أحكام الدين تترتب على الأسباب الظاهرة.
منقول للفائدة