التصنيفات
مادة الفلسفة 3 ثانوي : باشراف الاساتذة أم يحيى

مقالات فلسفية 02 حول الابداع للسنة الثالثة ثانوي

تعليمية تعليمية
تعليمية

مقالات فلسفية 02 حول الابداع
السنة الثالثة ثانوي

تعليمية

اعضاء وزوار منتدانا الغالي منتديات خنشلة التعليمية الطيبين واخص بالذكر المقبلين على امتحان الباكلوريا دعما مني لمادة الفلسفة اضع بين ايديكم مجموعة من المقالات مقسم عبر عدت مواضيع

وهذا الموضوع بعنوان : مقالات فلسفية 02 حول الابداع

تعليمية

اضغط هنا

او

عبر المرفقات

كلمة فك الضغط : www.educ40.net

تعليمية عودة الى فهرس المقالات تعليمية

تعليمية

للمزيد من مواضيع وكل مايخص مادة الفلسفة للسنة ثالثة ثانوي اضغط هنا

ان شاء الله يستفيد الجميع ولو بالشيئ اليسير من مواضيعي

أنتظر دعواتكم فقط

أختكم هناء
تعليمية

تعليمية تعليمية


الملفات المرفقة
نوع الملف: rar مقالات فلسفية 02 حول الابداع.rar‏ (27.4 كيلوبايت, المشاهدات 323)


السلام عليكم و رحمة الله و بركآآته
بارك الله فيك و جزاك خيرا أختي على الجلب القيم
بانتظاآآر كل ما هو مفيد و قيم


الملفات المرفقة
نوع الملف: rar مقالات فلسفية 02 حول الابداع.rar‏ (27.4 كيلوبايت, المشاهدات 323)


وعليكم السلام ورحمة الله

شكرا لمرورك العطر اختي رنين وان شاء الله يستفيد الجميع

وانتضروا المزيد والمفيد


الملفات المرفقة
نوع الملف: rar مقالات فلسفية 02 حول الابداع.rar‏ (27.4 كيلوبايت, المشاهدات 323)


شكرااااااااااااا


الملفات المرفقة
نوع الملف: rar مقالات فلسفية 02 حول الابداع.rar‏ (27.4 كيلوبايت, المشاهدات 323)


تم تعديل الروابط ووضع مرفقات

شكرا للتنبيه

انتظروا المزيد بعون الله

اختك هناء


الملفات المرفقة
نوع الملف: rar مقالات فلسفية 02 حول الابداع.rar‏ (27.4 كيلوبايت, المشاهدات 323)


التصنيفات
تحضير بكالوريا 2015- الشعب العلمية

ملخصات العلوم الطبيعية في منتهى الابداع لكسب الوقت علوم طبيعية 3 ثانوي bac 2022

ملخصات العلوم الطبيعية في منتهى الابداع لكسب الوقت

تحضير بكالوريا bac 2022

تعليمية

نظرا لضيق الوقت وكثرة المواضيع

قمت بنقل هذا الموضوع عسى أن تستفيدوا من هذا التلخيص الصغير والشامل

ملاحظة :

لابد من توفر برنامج word office 2022 أو 2022

حتى تتمكنوا من فتح الملف

حجم الملف: 2.28 mb فقط !!!!!!!!

التحميل :

هنااااااااااااااااااااااا ا

تشكراتي

منقول للفائدة




التصنيفات
منتدى الطلبات والبحوث الدراسية للتعليم الابتدائي

الابداع في العملية التربوية

تعليمية تعليمية
الابداع في العملية التربوية
وسائله ونتائجه

* الهدف القريب:
* تقبُّل التفكير الإبداعي وتعديل الاتجاهات الإبداعية والتسامح مع الاختلاف العقلي وتقبُّله والتعرف على ماهيته ومراحله وأساليب تنميته، ومعوقاته.
* الهدف الوسيط:
* توفير مناخ تعليمي يساعد الطلاب على تفجير طاقاتهم الإبداعية وتنميتها.
* الهدف البعيد:
* ممارسة المعلم والمتعلم العملية الإبداعية ومهارات التفكير الإبداعي.
( المحاضرة تتناول قضايا الإبداع بعامة وكل معلم يستفيد بالتطبيق على قضايا ومفاهيم تخصصه الدقيق بالبحث في المفاهيم والمعارف والمهارات وجوانب الميول .. في تخصصه).
* اهتمام مُبرر:
1 ـ يعتبر الإبداع والتفكير الإبداعي من أهم الأهداف التربوية في التربية.
2 ـ تربية وتعليم التلاميذ المبدعين في الدول المتقدمة كان من العوامل الأساسية التي أدت إلى التقدم العلمي والاقتصادي في العصر الحديث.
3 ـ إذا كان الإبداع والاهتمام بالمبدعين مهماً بالنسبة للمجتمعات المتقدمة صناعياً، فإنه ينبغي أن تتزايد أهميته في الدول النامية، بل وتتفوق عليها في اهتمامها به.
* افتراضات:
1 ـ هل الإبداع صفة جسمية وراثية في المتعلم؟
* إن كانت الإجابة نعم ! فمن الصعب إثارته وتحسينه بالتعليم.
* أدب الإبداع يؤكد الآن إنه شكلاً من أشكال النشاط العقلي يمارسه المتعلم، ويتمتع جميع الطلاب بدرجة معينة من الإبداع، ولو أنهم يختلفون في الكم وليس في النوع في هذه الصفة، وهذا يعني إمكانية تعليم الإبداع والتدريب على ممارسته.
2 ـ هل بيئة التعلم الشائعة تنمي القدرة على الإبداع؟
* تنمية القدرة على الإبداع والتفكير الإبداعي رهن اقتناع المعلمين والمسئولين عن المؤسسة التربوية بأهمية الإبداع والمبدعين وتنمية قدراتهم الإبداعية.
* إخلاص المعلم وحماسه لإفادة الطلاب ورعاية المبدعين لا يقل أهمية في التدريس من أية عوامل أخرى تتعلق بالعملية التدريسية.
3 ـ هل يمكن إكساب المتعلم القدرات الإبداعية بدون توافر الاستعدادات والاتجاهات اللازمة للإبداع؟
* المتعلم بما يملك من قدرات عقلية واتجاهات إيجابية إبداعية، فإنه يمكنه تقبُّل وممارسة العملية الإبداعية من خلال ممارسة النشاطات التدريسية التعلمية التي تُعرّضه لمشكلات تستثير وتتحدى قدراته العقلية، وبدون توافر هذه القدرات تُصبح مشاركة المتعلم وانغماسه في العملية الإبداعية أمراً مشكوكاً فيه.
* ما الإبداع ؟ (Innovation – Creativity)
* تحديد المفهوم الدقيق للإبداع يساعد المعلمين على التعرف إلى الطلاب المبدعين، أو ذوي القدرات والاتجاهات الإبداعية.
* مراجعة البحوث والدراسات التربوية والنفسية أظهرت أن الإبداع متعدد المناحي، ويمكن النظر إليه من خلال أربعة مناحي هي:
1 ـ المنحى الأول: مفهوم الإبداع بناءً على سمات الشخص المبدع Creative Person:
هو المبادأة التي يبديها المتعلم في قدرته على التخلص من السياق العادي للتفكير وإتباع نمط جديد من التفكير، ويذكر جيلفورد Guilford أن المتعلم المبدع يتسم بسمات عقلية أهمها: الطلاقة Fluency والمرونة Flexibility والأصالة Originality .
2 ـ المنحى الثاني: مفهوم الإبداع بناء على أساس الإنتاج Creative Product:
يلخص خير الله الإبداع بأنه "قدرة المتعلم على الإنتاج إنتاجاً يتميز بأكبر قدر من الطلاقة الفكرية، والمرونة التلقائية والأصالة وبالتداعيات البعيدة وذلك كاستجابة لمشكلة أو موقف مثير".
وهكذا يعبّر التفكير الإبداعي عن نفسه في صورة إنتاج شيء جديد، أو التفكير المغامر، أو الخروج عن المألوف، أو ميلاد شيء جديد سواء كان فكرة أو اكتشافاً أو اختراعاً بحيث يكون أصيلاً Original وحديثاً Novel .
ويؤكد بعض المربين على أن الفائدة شرط أساسي في التفكير والإنتاج الإبداعي. وبالتالي فإن إطلاق مفهوم الإبداع لا يجوز على إنتاج غير مفيد، أو إنتاج لا يحقق رضا مجموعة كبيرة من الناس في فترة معينة من الزمن.
3 ـ المنحى الثالث: مفهوم الإبداع على أنه عملية Creative Process :
يُعرّف تورانس Torrance الإبداع بأنه "عملية يصبح فيها المتعلم حساساً للمشكلات، وبالتالي هو عملية إدراك الثغرات والخلل في المعلومات والعناصر المفقودة وعدم الاتساق بينها، ثم البحث عن دلائل ومؤشرات في الموقف وفيما لدى المتعلم من معلومات، ووضع الفروض حولها، واختبار صحة هذه الفروض والربط بين النتائج، وربما إجراء التعديلات وإعادة اختبار الفروض".
4 ـ المنحى الرابع: مفهوم الإبداع بناءً على الموقف الإبداعي أو البيئة المبدعة Creative Situation:
يُقصد بالبيئة المبدعة المناخ بما يتضمنه من ظروف ومواقف تيسر الإبداع، أو تحول دون إطلاق طاقات المتعلم الإبداعية. وتُقسّم هذه الظروف إلى قسمين هما:
أ ـ ظروف عامة: ترتبط بالمجتمع وثقافته، فالإبداع ينمو ويترعرع في المجتمعات التي تتميز بأنها تهيئ الفرص لأبنائها للتجريب دون خوف أو تردد، وتُقدم نماذج مبدعة من أبنائها من الأجيال السابقة كنماذج يتلمس الجيل الحالي خطاها، وبالتالي تُشجّع على نقد وتطوير الأفكار العلمية والرياضية والأدبية …
وقد أعد تورانس تقريراً حول زيارته لليابان للمقارنة بين تأثير كل من الثقافتين اليابانية والأمريكية على الإنجاز الإبداعي، وقد ذكر أنه وجد في اليابان 115 مليوناً من فائقي الإنجاز ـ وهم جميع سكان اليابان ـ بعكس أمريكا. ويفسر تورانس ذلك في ضوء ثقافة المجتمع الياباني الميسر للإبداع والتفكير الإبداعي، ومظاهر الجد والدقة والنظام والصرامة والجهد المكثف، والتدريب على حل المشكلات بدءاً من مرحلة رياض الأطفال.
ب ـ ظروف خاصة: وترتبط بالمعلمين والمديرين والمشرفين التربويين وأدوارهم في تهيئة الظروف والبيئة الصفية والمدرسية لتنمية الإبداع لدى الطلاب.
* تعددت وسائل قياس الإبداع والمقاييس المستخدمة للتعرف على الطلاب المبدعين وعليه ظهرت مقاييس لسمات الشخصية مثل قائمة سمات التفكير المبدع (Torance) ومقاييس القدرة على التفكير الإبداعي، وقائمة السمات للشخصية المبدعة (خير الله 1981) ومقاييس الاتجاه نحو الإبداع (زين العابدين درويش 1983) … الخ.
* مكونات الإبداع والتفكير الإبداعي:
يتضمن الإبداع والتفكير الإبداعي يتضمن مجموعة من القدرات العقلية تحددها غالبية البحوث والدراسات التربوية والنفسية بما يلي:
أولاً : الطلاقة (Fluency)
تتضمن الطلاقة الجانب الكمي في الإبداع، ويُقصد بالطلاقة تعدد الأفكار التي يمكن أن يأتي بها المتعلم المبدع، وتتميز الأفكار المبدعة بملاءمتها لمقتضيات البيئة الواقعية، وبالتالي يجب أن تُستبعد الأفكار العشوائية الصادرة عن عدم معرفة أو جهل كالخرافات.
وعليه كلما كان المتعلم قادراً على إنتاج عدد أكبر من الأفكار أو الإجابات في وحدة الزمن، توفرت فيه الطلاقة أكثر.
وتُقاس الطلاقة بأساليب مختلفة منها على سبيل المثال:
1 ـ سرعة التفكير بإعطاء كلمات في نسق محدد، كأن تبدأ أو تنتهي بحرف أو مقطع معين (هراء، جراء ..) أو التصنيف السريع للكلمات في فئات خاصة. (كرة، ملعب، حكم ..).
2 ـ تصنيف الأفكار وفق متطلبات معينة، كالقدرة على ذكر أكبر عدد ممكن من أسماء الحيوانات الصحراوية أو المائية، أو أكبر قدر من الاستعمالات للجريدة، أو الحجر، أو العلب الفارغة .. الخ.
3 ـ القدرة على إعطاء كلمات ترتبط بكلمة معينة، كأن يذكر المتعلم أكبر عدد ممكن من التداعيات لكلمة نار، أو سمكة، أو سيف، أو مدرسة .. الخ.
4 ـ القدرة على وضع الكلمات في أكبر قدر ممكن من الجمل والعبارات ذات المعنى.
ثانياً : المرونة (Flexibility)
* تتضمن المرونة الجانب النوعي في الإبداع، ويُقصد بالمرونة تنوع الأفكار التي يأتي بها المتعلم المبدع، وبالتالي تشير المرونة إلى درجة السهولة التي يغير بها المتعلم موقفاً ما أو وجهة نظر عقلية معينة.
فالتلميذ على سبيل المثال، الذي يقف عند فكرة معينة أو يتصلب فيها، يُعتبر أقل قدرة على الإبداع من تلميذ مرن التفكير قادر على التغيير حين يكون ذلك ضرورياً.
ومن أمثلة الاختبارات الشائعة للمرونة اختبار إعادة ترتيب إعادة عيدان الكبريت، أو الاستعمالات غير المعتادة لأشياء مألوفة .. الخ.
ثالثاً : الأصالة (Originality)
يُقصد بالأصالة التجديد أو الإنفراد بالأفكار، كأن يأتي المتعلم بأفكار جديدة متجددة بالنسبة لأفكار زملائه. وعليه تشير الأصالة إلى قدرة المتعلم على إنتاج أفكار أصيلة، أي قليلة التكرار بالمفهوم الإحصائي داخل المجموعة التي ينتمي إليها المتعلم. أي كلما قلت درجة شيوع الفكرة زادت درجة أصالتها. ولذلك يوصف المتعلم المبدع بأنه الذي يستطيع أن يبتعد عن المألوف أو الشائع من الأفكار.
* تختلف الأصالة عن عاملي الطلاقة والمرونة فيما يلي:
1 ـ الأصالة لا تشير إلى كمية الأفكار الإبداعية التي يعطيها الفرد، بل تعتمد على قيمة ونوعية وجدة تلك الأفكار، وهذا ما يميز الأصالة عن الطلاقة.
2 ـ الأصالة لا تشير إلى نفور المتعلم من تكرار تصوراته أو أفكاره هو شخصياً كما في المرونة، بل تشير إلى النفور من تكرار ما يفعله الآخرون، وهذا ما يميزها عن المرونة.
وعليه يمكن قياس الأصالة عن طريق:
1 ـ كمية الاستجابات غير المألوفة والتي تُعتبر أفكاراً مقبولة لمشاكل محددة مثيرة.
2 ـ اختيار عناوين لبعض القصص القصيرة المركزة في موقف مكثف قد يكون درامياً أو فكاهياً. ويُطلب من المتعلم أن يذكر لها عناوين طريفة أو غريبة بقدر ما يستطيع في وقت محدد، مع احتمال استبدال القصة بصورة أو شكل.
رابعاً : التفاصيل (الإكمال) (Elaboration)
يُقصد بالتفاصيل (أو الإكمال أو التوسيع) البناء على أساس من المعلومات المعطاة لتكملة (بناء) ما من نواحيه المختلفة حتى يصير أكثر تفصيلاً أو العمل على امتداده في اتجاهات جديدة. أو هو قدرة المتعلم على تقديم إضافات جديدة لفكرة معينة، كما يمكنه أن يتناول فكرة بسيطة أو رسماً أو مخططاً بسيطاً لموضوع ما ثم يقوم بتوسيعه ورسم خطواته التي تؤدي إلى كونه عملياً.
وقد أشارت ملاحظات تورانس في بحوث الإبداع إلى أن التلاميذ الصغار الأكثر إبداعاً يميلون إلى زيادة الكثير من التفصيلات غير الضرورية إلى رسوماتهم وقصصهم.
^ مراحل العملية الإبداعية ( عملية الإبداع Creative Process ):
ما زال فهم عملية الإبداع ومراحلها من أكثر القضايا الخلافية بين التربويين وعلماء النفس وطرائق التدريس، ويذكر والاس وماركسبري Wallas & Marksberry أن عملية الإبداع عبارة عن مراحل متباينة تتولد أثناءها الفكرة الجديدة المبدعة، وتمر بمراحل أربع هي:
1 ـ مرحلة الإعداد أو التحضير Preparation :
في هذه المرحلة تُحدد المشكلة وتُفحص من جميع جوانبها، وتُجمع المعلومات حولها ويُربط بينها بصور مختلفة بطرق تحدد المشكلة. وتشير بعض البحوث إلى أن الطلاب الذين يخصصون جزءاً أكبر من الوقت لتحليل المشكلة وفهم عناصرها قبل البدء في حلها هم أكثر إبداعاً من أولئك الذين يتسرعون في حل لمشكلة.
2 ـ مرحلة الاحتضان (الكمون أو الاختمار Incubation ):
مرحلة ترتيب يتحرر فيها العقل من كثير من الشوائب والأفكار التي لا صلة لها بالمشكلة، وهي تتضمن هضماً عقلياً ـ شعورياً ولا شعورياً ـ وامتصاصاً لكل المعلومات والخبرات المكتسبة الملائمة التي تتعلق بالمشكلة.
كما تتميز هذه المرحلة بالجهد الشديد الذي يبذله المتعلم المبدع في سبيل حل المشكلة. وترجع أهمية هذه المرحلة إلى أنها تعطي العقل فرصة للتخلص من الشوائب والأفكار الخطأ التي يمكن أن تعوق أو ربما تعطل الأجزاء الهامة فيها.
3 ـ مرحلة الإشراق (أو الإلهام Illumination):
وتتضمن انبثاق شرارة الإبداع (Creative Flash) أي اللحظة التي تولد فيها الفكرة الجديدة التي تؤدي بدورها إلى حل المشكلة. ولهذا تعتبر مرحلة العمل الدقيق والحاسم للعقل في عملية الإبداع.
4 ـ مرحلة التحقيق (أو إعادة النظر Verification ):
في هذه المرحلة يتعين على المتعلم المبدع أن يختبر الفكرة المبدعة ويعيد النظر فيها ليرى هل هي فكرة مكتملة ومفيدة أو تتطلب شيئاً من التهذيب والصقل. وبعبارة أخرى هي مرحلة التجريب (الاختبار التجريبي) للفكرة الجديدة (المبدعة).
ويلخص الألوسي (1981) مراحل عملية الإبداع في المراحل الخمس التالية:
1 ـ مرحلة الإحساس بالمشكلة.
2 ـ مرحلة تحديد المشكلة.
3 ـ مرحلة الفرضيات.
4 ـ مرحلة الولادة للإنتاج الأصيل.
5 ـ مرحلة تقويم النتاج الإبداعي.
^ ملاحظات على مراحل عملية الإبداع:
* لا يوجد اتفاق تام بين الباحثين على خطوات العملية الإبداعية أو مراحلها، وبالتالي فإن مراحل عملية الإبداع ليست خطوات جامدة ينبغي إتباعها بالتسلسل الجامد السابق الذكر.
* مراحل عملية الإبداع مراحل متداخلة ومتفاعلة مع بعضها، وبالتالي فإن فكرة المراحل كما يراها بعض الناقدين هي فكرة تحليلية تعمل على تجزئة السلوك الإبداعي.
* يرفض بعض الباحثين استخدام كلمة مراحل أو أطوار، ويفضلون الحديث عن جوانب أو أوجه العملية الإبداعية.
* يرى بعض الباحثين في موضوع الإبداع اختصار مراحل عملية الإبداع إلى مرحلة واحدة هي لحظة الإشراق أو الإلهام (الخلق Moment of Creation) وبالتالي فإن دراسة الإبداع تكون أكثر فائدة في ضوء النتاج الإبداعي بدلاً من عملية الإبداع.
^ خصائص المبدعين:
يتمتع المبدعون بصفات شخصية وعقلية ونفسية متنوعة، لكن أهم السمات العامة المشتركة بينهم تدل ـ بدرجات متفاوتة ـ على أنهم يمتلكون قدرات إبداعية. ومن هذه الخصائص كما يوثقها أدب الإبداع ما يلي:
1 ـ حب الاستطلاع والاستفسار والحماس المستمر والمثابرة في حل المشكلات.
2 ـ الرغبة في التقصي والاكتشاف، وتفضيل المهمات العلمية والرياضية والأدبية والفنية الصعبة.
3 ـ البراعة والدهاء وسعة الحيلة، وسرعة البديهة وتعدد الأفكار والإجابات، وتنوعها بالمقارنة بأقرانهم.
4 ـ إظهار روح الاستقصاء في آرائهم وأفكارهم.
5 ـ القدرة على عرض أفكارهم بصور مبدعة، والتمتع بخيال رحب وقدرة عالية على التصور الذهني، والتمتع بمستويات عقلية عليا في تحليل وتركيب الأفكار والأشياء.
6 ـ تكريس النفس للعمل الجاد بدافعية ذاتية، ويهبون أنفسهم للعمل العلمي أو الأدبي … لفترات طويلة، ويميلون للمبادأة في أنشطتهم الإبداعية، ويثقون في أنفسهم كثيراً.
7 ـ امتلاك خلفية واسعة وعميقة في حقول علمية وأدبية ولغوية وفنية .. مختلفة ، كما أنهم كثيرو القراءة والإطلاع.
8 ـ المتعلم المبدع يسأل أسئلة إبداعية (مفتوحة النهاية) أعلى في المستوى العقلي وأكثر عدداً من غير المبدع.
9 ـ الاستقلالية في الفكر والعمل، وكثيرون منهم يميلون للانعزالية والانطواء.
10 ـ انخفاض سمات العدوانية، أكثر تلقائية من الأقران، وأكثر استقلالاً في الحكم، معارضون بشدة لرأي الجماعة إذا شعروا أنهم على صواب، أكثر جرأة ومغامرة وتحرراً، وأكثر ضبطاً للذات وسيطرة عليها.
ويتضح من السمات النفسية والعقلية السابقة أن الفرد المبدع يعاني توتراً شديداً للتوفيق بين المتعارضات الكامنة في طبيعته مع محاولة تحمل ذلك التوتر والتكيف معه والحد منه
^ الإبداع والذكاء:
تضاربت آراء علماء التربية وعلم النفس في علاقة الذكاء بالإبداع، وتذكر أدبيات الإبداع أن هناك رأيين في هذا المجال هما:
* الأول: أن الإبداع في مجالاته المختلفة، مظهر من مظاهر الذكاء العام للفرد، أو أن الإبداع عملية عقلية ترتبط بالذكاء، ولذلك يقررون أنه ما لم يكن ذكياً فلا يستطيع أن يُبدع شيئاً، وعليه فليست هناك قدرة خاصة للإبداع.
* الثاني: أن الإبداع ليس هو الذكاء، وبالتالي فإنهما نوعان مختلفان من أنواع النشاط العقلي للإنسان. فقد تجد تلميذاً مُبدعاً ولكنه لا يتمتع بمستوى عالٍ من الذكاء، والعكس وارد أيضاً. أي أن الذكاء والإبداع قدرتان منفصلتان. وبالتالي هناك قدراً من التمايز بينهما وإن لم يكن تاماً بين هذين النوعين من القدرات.
وبناء عليه، يُنظر للذكاء كما تقيسه اختبارات الذكاء بأنه تفكير تقاربي Convergent Thinking يتطلب تقديم إجابات صحيحة معينة. بينما التفكير الإبداعي هو تفكير تباعدي متشعب Divergent Thinking يتطلب تقديم عدة حلول مناسبة ومتنوعة، وبالتالي يتميز بالتعبير الحر غير المُقيد لاستعمال القدرات العقلية.
وفي هذا الصدد، تؤكد بحوث تيلر Taylor وبحوث ماكينون Mackinnon إلى أن مقاييس واختبارات الذكاء تخفق في تمييز التلاميذ المبدعين، وقد يرجع ذلك إلى أن تلك الاختبارات تتضمن بدرجة كبيرة أعمالاً تحتاج إلى التذكر والتفكير المتقارب وتهتم بتقديم إجابة واحدة صحيحة. ونادراً ما تقيس شيئاً من التفكير التباعدي المتشعب، والذي يتميز بالاتجاه إلى عدة حلول مناسبة متنوعة.
هذا، وعلى الرغم أنّ الإبداع والذكاء ليس من الضروري أن يرتبطا بعلاقة عالية، إلا أن خلاصة البحوث تشير إلى أن العلماء المبدعين يمتلكون مستوى عالياً من الذكاء.
وقد أكدت دراسات حديثة وجوب توفر درجة معينة أو حد أدنى من الذكاء (حوالي 120) في المتعلم المبدع، دونه ما أمكن له أن يكون مبدعاً. كما أوضحت معظم الدراسات عدم وجود فروق بين الذكور والإناث بالنسبة للإبداع والذكاء.
^ الإبداع والتحصيل:
أشارت دراسات عديدة إلى وجود علاقة ضعيفة بين الإبداع والتحصيل الدراسي، أو سالبة أحياناً. وهذا يعني أن الكفاءة العالية في التحصيل ليس شرطاً أساسياً لتحقيق الإبداع، وهذا يؤكد ما يقوله تورانس بأن تعلم المعلومات واسترجاعها يعتبر مؤشراً غير كافٍ للإبداع.
وهذا قد يفسر: لماذا لم يتوصل كثير من العلماء المبدعين إلى مكانتهم المرموقة في البيئة المدرسية الشائعة. وفي هذا الصدد نُقل عن إينشتين Einstein قوله: "إنني لا أكدس ذاكرتي بالحقائق التي أستطيع أن أجدها بسهولة في إحدى الموسوعات". وعليه فإن المدارس (والمعلمين) لم تكافئ كثيراً الطلاب المبدعين.
وتؤكد نتائج البحوث أن معظم الطلاب المبدعين حصلوا على تقديرات متوسطة أو ضعيفة في التحصيل الدراسي، وترد ذلك لأحد سببين: إما إن المدارس بمراحلها التعليمية المختلفة لم تستطع تمييز المبدعين وقدراتهم الإبداعية! ، أو لم تستطع مكافأة هؤلاء المبدعين وإشباع حاجاتهم وقدراتهم التفكيرية الإبداعية.
^ الإبداع والمعلم:
ترى الغالبية العظمى من التربويين أن التعلم الإبداعي لن يتم في ظروف صفية أو بيئة تعلم لا يتوفر فيها التدريس الإبداعي. وهذا يطرح سؤالاً حرجاً: كيف يكون المعلم معلماً مبدعاً؟ أو إلى أي درجة نستطيع إدخال وتبني التدريس الإبداعي في مدارسنا بمختلف مراحلها؟
لأغراض تعليم الإبداع والتفكير الإبداعي يُعرّف رومي Romey الإبداع بكلمات بسيطة، بأنه القدرة على تجميع الأفكار والأشياء والأساليب في أسلوب وتقنية جديدة . وبالتالي فالمعلم إذا استخدم أسلوباً أو تقنية جديدة تساهم في تفجير قدرات المتعلمين الإبداعية (حتى لو كان هناك من استخدم هذا الأسلوب ، أو تم وصفه في مرجع ما) يكون المعلم عندئذ معلماً مبدعاً. لذا يُنظر للمعلم باعتباره المفتاح الأساسي في تعليم الإبداع وتربيته.
ويرى المتخصصون في الإبداع أنه ما لم يمتلك المعلم حداً أدنى من معامل الإبداع Creativity Quotient على حد تعبير رومي فإن ذلك قد ينعكس سلبياً على التلاميذ بعامة وعلى المبدعين منهم بخاصة.
ولكي يحدد المعلم معامل الإبداع لديه، فإن عليه أولاً أن يحدد مدى إبداعه في النشاطات التدريسية التالية:
أولاً: الإبداع في ترتيب وتنظيم الموضوعات الدراسية:
* أسهل طرق التدريس إتباع المعلم والتزامه بتدريس الموضوعات كما هي مرتبة في الكتاب المقرر، أو في خطة المنهاج المدرسي.
* ترتيب الموضوعات والنشاطات التدريسية حسب اعتبارات معينة له دور مهم في إبداع المعلم، فمثلاً: حدوث هزة أرضية في المنطقة، أو ثوران بعض البراكين، أو غرق باخرة بالقرب من سواحل الدولة، أو خروج رحلة فضاء، أو نزول المطر .. الخ، يمكن للمعلم المبدع الاستفادة من هذه الأحداث وغيرها في إعادة ترتيب بعض الموضوعات بمرونة إبداعية، وهكذا يخرج عن الروتين التدريسي، ويتحرر من جمود الكتاب، وهذا ينطبق بالطبع بغض النظر عن التخصص الأكاديمي للمعلم (لغة عربية، علوم، رياضيات .. الخ).
* كم تقوم، كمعلم، بذلك؟ وكم يقوم المعلمون في مدارسنا بذلك؟
ثانياً: الإبداع في إثارة المشكلات:
ينبغي أن تُقدم الموضوعات على صورة مشكلات، أو أسئلة تتطلب الإجابة عنها. وكل طالب أو مجموعة من الطلاب يرى المشكلة برؤية قد تختلف عن رؤية الآخرين. وعلى المعلم أن يثير المشكلات بطرق إبداعية بدرجات متفاوتة بحيث تستفز وتلبي قدرات الطلاب وتُفجّر طاقاتهم الإبداعية.
ومن أمثلة المشكلات التي يمكن للمعلم إثارتها في صورة أسئلة إبداعية:
1 ـ كيف ينتقل الماء من التربة إلى قمة الشجرة ضد الجاذبية الأرضية؟
2 ـ لماذا خلق الله البشر بزوج من العيون، لا بعين واحدة؟
3 ـ ماذا يحدث لو دارت الأرض حول نفسها بسرعة تعادل 24 مرة سرعة دورانها الحالية؟
5 ـ كيف يمكنك الاستفادة من الزجاجات الملقاة في صندوق القمامة؟
6 ـ لماذا تتدلى سيقان نبات التين البنغالي وتنغمس في التربة؟
7 ـ اكتب قصة قصيرة لا تزيد كلماتها عن خمس كلمات.
8 ـ عبّر فنياً بالرسم عن علاقة القط بالفأر.
9 ـ كيف يمكنك قياس مساحة دائرة دون استخدام أية قوانين هندسية؟
10 ـ ماذا تتوقع أن يحدث لو انعدمت الجاذبية الأرضية؟
ثالثاً: الإبداع في تخطيط الدروس:
يُنظر إلى التخطيط الدراسي باعتباره خطة مرشدة وموجهة لعمل المعلم، وهذه الخطة ليست قواعد جامدة تُطبق بصورة حرفية، بل هي وسيلة وليست غاية، تتسم بالمرونة والاستعداد للتعديل والتطوير والتحسين في ضوء المتغيرات المستجدة.
وهذا يعني أن إتباع المعلم لخطة دراسية جامدة لعدة حصص دراسية، يعني أنه يبتعد عن الاتجاهات الإبداعية في التدريس. وهذا يعني أن التدريس الإبداعي يتطلب عدة خطط للحصة الواحدة بحيث تلائم حاجات واستعدادات الطلاب العاديين والمبدعين.
* إلى أي درجة يبتعد المعلمون عن الخطط الدراسية التقليدية؟ وإلى أي مدى يخرجون بشكل جذري عن الخطط اليومية؟ وهل يتم هذا الخروج بتقديم نشاطات تدريسية إبداعية للطلاب لحث أفكارهم وطاقاتهم الإبداعية؟
رابعاً: الإبداع في السلوك التدريسي الصفي:
المعلم المبدع يمكن أن يعوض أي نقص أو تقصير مُحتمل في النشاطات التدريسية والإمكانات المادية الأخرى. والسلوك التدريسي الصفي للمعلم يتطلب إبداعاً في إدارة الصف من جهة، ومرونة وحساسية للأنماط التعلمية للطلاب فرادى وجماعات. والمرونة تعني انتقال المعلم من دور الملقن للمعلومات إلى دور المستمع المناقش الموجه للنشاطات الميسر للتعلم المرافق في البحث والاستقصاء، المشجّع لأسئلة ونشاطات وإجابات طلابه على تنوعها وجدتها.
* إلى أي درجة، كمعلم، تعتبر سلوكك التدريسي إبداعياً؟ وإلى أي درجة أنت مرن في إدارة الصف؟ وإلى أي مدى تتصلب في إدارته؟ وكيف هي علاقاتك بطلابك؟
خامساً: الإبداع في النشاطات المخبرية:
يعتبر المعمل وما يصاحبه من نشاطات مخبرية القلب النابض في التدريس الإبداعي وتدريس العلوم بخاصة، وينبغي أن يتضمن التدريس الإبداعي نشاطات مخبرية ومشاكل علمية تتطلب فرض الفروض وطرح الأسئلة والتقصي والتجريب، على أن تُقدم هذه النشاطات بأفكار وأساليب مبدعة.
وتنمو المواهب الإبداعية لدى المتعلم إذا أُعطي الفرص لأن يعمل وينقب بنفسه، ويسجل ملاحظاته، ويقيس، ويصنف، ويستنتج، ويتنبأ، ويضع الفرضيات، ويصمم التجارب، وينفذها، وهكذا ينمو التفكير الإبداعي للمتعلم، ويقوم بدور المكتشف.
وعليه، إلى أية درجة، كمعلم علوم، تُقدم النشاطات المخبرية بطرائق غير تقليدية، وهل تسمح نشاطاتك المخبرية لتطبيق عمليات العلم الأساسية والتكاملية؟
سادساً: الإبداع واستراتيجية توجيه الأسئلة:
لكي يطرح المعلم أسئلة إبداعية، أسئلة تتطلب صياغة للفروض والتفكير والتقصي والتجريب، عليه أن يسأل أسئلة متنوعة المستويات العقلية للطلاب المختلفين، فليس جميع الطلاب يُحث تفكيرهم أو تُفجّر طاقاتهم الإبداعية بنفس النوع والمستوى من الأسئلة، ويتطلب ذلك الاحتفاظ بسجل دراسي يوضح مراحل التطور التي تطرأ على تفكير كل طالب؟
والآن حدد المستويات العقلية التي تخاطبها أسئلتك لدى طلابك؟ ونوعية الأسئلة التي توجهها لطلابك خلال المواقف التدريسية المختلفة؟ وإلى أي مدى تراعي توافق الأسئلة مع المستويات العقلية والإبداعية لطلابك؟

سابعاً: الإبداع في التقويم:
يهدف التقويم الإبداعي إلى مقارنة أداء الطلاب بالأهداف الإبداعية التي يسعى المعلم إلى تحقيقها لدى الطلاب، ولكي يكون التقويم شاملاً ينبغي تقويم تعلم الطلاب من جميع الجوانب، وهذا يشمل تقويم مدى كسبهم للمعارف وعمليات العلم ومهارات التفكير الإبداعي، واستخدام الأسلوب العلمي في حل المشكلات، ومدى كسبهم للميول والاتجاهات الإبداعية الإيجابية.
ثامناً: التقدير العام لإبداع المعلم:
يمكن تقدير إبداع المعلم (مع أخذ المعايير السبعة السابقة) من خلال إبداع طلابه، فالطلاب المبدعون بصورة أو بأخرى يعكسون لحد كبير درجة إبداعية المعلم.
وأخيراً يتسم المعلم المبدع بأنه: لا يرى نفسه المصدر الوحيد لمعارف طلابه، ويقدر الطلاب المبدعين، ويتمتع باتجاهات إيجابية نحو الإبداع والمبدعين، ويسمح لطلابه بالحرية في العمل والتفكير واختيارات نشاطات التعلم، وقادر على توفير بيئة تعلم إبداعية، ويشجع الأفكار الغريبة والجديدة والمبادأة الذاتية لطلابه.
ولضمان المناخ الإبداعي في المدرسة وبالتالي تنمية الإبداع وتفجير الطاقات الإبداعية، فإنه يتطلب من مدير المدرسة ومساعدوه مساعدة المعلمين على ممارسة التدريس الإبداعي وتوفير متطلبات ممارسته في الصفوف، وعليه أن يُشعر معلميه بأنه يقدّر الإبداع وتدريسهم عندما يُبدعون، ويستعد لتقبُّل الأفكار المخالفة لرأيه، ويهيئ جو المدرسة مادياً وعقلياً ووجدانياً للطلاب المبدعين، ويشجّع أعمال الطلاب ومعلميهم التي تتصف بالإبداعية ويفخر بها أمامهم في وجود المسئولين عن المؤسسة التعليمية كلما أمكن.
* معوقات الإبداع والتفكير الإبداعي:
مراجعة البحوث التربوية أوضحت أن من معوقات الإبداع ما يلي:
أولاً : نقص البحوث في مجال الإبداع العلمي:
نقص البحوث التربوية التي تتناول قضايا الإبداع في التخصصات المختلفة، وبخاصة في الماضي، كان له دور في إهمال المعلمين للقدرات الإبداعية لطلابهم والفشل في التعامل معهم. لكن هذا الأمر تغير كثيراً في السنوات الأخيرة عالمياً وإن ظل معلمينا للأسف في دولنا النامية غير واعين لهذه الدراسات ومضامينها التربوية، أو لا تهمهم نتائجها، ولذلك كثرة منهم يتمسكون بأفكار تقليدية أو غير واقعية عن تعليم الإبداع أو تنمية التفكير الإبداعي!! .
ثانياً : التدريس التقليدي :
* التدريس التقليدي في مدارسنا والذي يتمثل في بعض جوانبه الطلب من الطلاب وبإصرار أن يجلسوا متسمرين في مقاعدهم، وأن يمتصوا المعرفة الملقاة لهم كما يمتص الإسفنج الماء يعوق النشاط الإبداعي ونمو القدرات الإبداعية.
* ربما ساهم نمط القيادة التربوية لدى مديري المدارس الإتباعي المُقلد في الحفاظ على هذا النمط الشائع من طرائق التدريس حيث يرون انحصار دورهم في تنفيذ توجيهات رؤسائهم حرفاً بحرف.
* يرى بعض المدرسين وقد يشاركهم في ذلك مديرو المدارس أن تنمية قدرات الطلاب الإبداعية عملاً شاقاً ومضنياً، فالطالب المبدع لا يرغب في السير مع أقرانه في مناهج تفكيرهم، وقد يكون مصدر إزعاج للمعلم والمدير على السواء، وغالباً ما يرفض التسليم بالمعلومات السطحية التي ربما تُعرض عليه، كما يسبب بعض هؤلاء الطلاب حرجاً لبعض المعلمين بأسئلتهم غير المتوقعة، والحلول الغريبة التي يقترحونها لبعض المشكلات، ويعتقد تورانس أن هذا كله ربما يؤثر على الصحة العقلية للمبدع.
* كما أن المدرسة التي يسيطر عليها جو الصرامة والتسلط هي غالباً ما تكون أقل المدارس في استثمار الإبداع وقدرات التفكير الإبداعي لدى طلابها.
ثالثاً : تغطية المادة التعليمية مقابل تعلمها:
تكدس المنهج يعوق غالباً المعلمين عن تنمية القدرات الإبداعية لدى الطلاب، خاصة عندما يشعرون بأنهم مُلزمون بإنهاء المادة من ألفها إلى يائها. وبخاصة أنه لا يوجد في الأدب التربوي ما يؤكد أن تغطية المادة وقطعها بالكامل تعني أن الطلاب قد تعلموها. وعلى المعلم الذكي المبدع أن يدرك هذه الحقيقة. وعلى الرغم أن المعلمين المبدعين قد لا يُغطون مادة علمية كثيرة ، إلا أن طلابهم يحتفظون بالمعلومات والمهارات التي كانوا قد تعلموها، علاوة على نمو مواهبهم وقدراتهم التفكيرية الإبداعية.
رابعاً : المناهج والكتب الدراسية :
تشير الدراسات التقويمية لمناهجنا إلى أنها لم تُصمم على أساس تنمية الإبداع. والأدب التربوي في مجال الإبداع يؤكد على الحاجة إلى مناهج تدريسية وبرامج تعليمية هادفة ومصممة لتنمية التفكير الإبداعي لدى الطلاب.

لذا ينبغي تطوير مناهجنا بحيث تسمح بإعطاء فرص التجريب العلمي والرياضي والأدبي والفني ..، وتتضمن نشاطات مخبرية مفتوحة النهايات، وتشجع أسئلة الطلاب وتقدم لهم الفرص لكي يصوغوا الفرضيات ويختبروها بأنفسهم.
خامساً : الاتجاهات نحو الإبداع
* يعتقد بعض المعلمين أن القدرات الإبداعية لدى الطلاب موروثة وأن بيئة التعلم لها أثر قليل في تنمية هذه القدرات الإبداعية، ويرى البعض الآخر أن الموهبة تكفى دون تدريب للإبداع، وهما معتقدين خطأ.
* كذلك، فإن هناك عدد غير قليل من المعلمين وبخاصة ذوي الاتجاهات السلبية نحو الإبداع لا يعرفون كيفية تديل الطرق التي يتبعونها، والمواد التعليمية التي يستعملونها لتشجيع الإبداع.
* كما إن الامتثال لاتجاهات وضغوط مجموعات الرفاق على الطالب المبدع للمواءمة والتكيف مع زملائه يؤثر على إبداعه.
سادساً : عوامل أُخرى متصلة بالنظام التربوي
1 ـ التدريس الموجه فقط للنجاح والتحصيل المعرفي المبني على الاستظهار.
2 ـ الاختبارات المدرسية وأوجه الضعف المعروفة فيها.
3 ـ النظرة المتدنية للتساؤل والاكتشاف، واللذان يُقابلان بالعقاب أحياناً من قِبل المعلمين.
4 ـ الفلسفة التربوية السائدة في المجتمع ونظرته ومدى تقديره للمبدعين.
نتائج بحثية هامة :
1 ـ جميع الطلاب على اختلاف أعمارهم وعروقهم، مبدعون لحد ما، بمعنى أن قدرات التفكير الإبداعي موجودة عند جميع الطلاب مهما اختلفت أعمارهم وعروقهم وجنسهم.
2 ـ الطلاب متفاوتون في القدرات الإبداعية، بمعنى أن الفروق الموجودة بينهم هي فروق في الدرجة لا في النوع، أو فروق كمية لا كيفية، وعليه، يتوزع الطلاب بالنسبة لصفة الإبداع توزيعاً طبيعياً.
3 ـ للبيئة أهمية كبيرة في تنمية الإبداع والتفكير الإبداعي، وبالتالي تؤثر على الصحة العقلية والقدرات الإبداعية للطلاب.
4 ـ يتعلم المتعلمون بدرجة أكبر وفاعلية أعلى في البيئات التي تهيئ شروط تنمية الإبداع. فقد تتوفر عند المتعلم القدرات العقلية التي تؤهله للإبداع، إلاّ أن البيئة (البيت، المدرسة، مجموعة الرفاق، المجتمع) قد لا يتوفر فيها التربة الصالحة للإنتاج الإبداعي الخلاق.
مقترحات لإزالة المعوقات التي تواجه تنمية التفكير الإبداعي:
1 ـ تعليم الإبداع والتحريض على ممارسته من خلال برامج تعليمية تُعد لهذا الغرض في جميع مراحل التعليم، وذلك يستند إلى كون الإبداع ظاهرة يمكن تعليمها وتعلمها.
2 ـ تعديل وتطوير المناهج الدراسية لتصاغ بطرق تفجر وتنشط القدرات الإبداعية لدى الطلاب، ولحدوث ذلك لا بد من اقتناع الجهات الرسمية المشرفة على وضع البرامج الدراسية والمناهج التعليمية.
3 ـ توفير مناخ تعليمي تعلمي اجتماعي يشجع على تنمية القدرات الإبداعية بين المعلم وطلابه، وبين المعلم والإدارة التربوية، وبين المدرسة والمنزل.
4 ـ تطوير برامج خاصة لإعداد المعلمين المبدعين والاستمرار في تدريبهم ونموهم المهني، وتطوير وتعديل اتجاهات المعلمين نحو الإبداع والمبدعين.

تنمية الإبداع والتفكير الإبداعي

ترى غالبية التربويين المختصين بعلم النفس وطرائق التدريس، أنه يمكن تنمية الإبداع داخل المدرسة إما:
1 ـ بطريقة مباشرة: عن طريق تصميم برامج تدريبية خاصة لتنمية الإبداع والتفكير الإبداعي. أو :
2 ـ باستخدام بعض الأساليب والوسائل التربوية مع المناهج المستخدمة بعد تطويرها، ومنها :
أ ـ استخدام النشاطات مفتوحة النهاية.
ب ـ طريقة التقصي والاكتشاف وحل المشكلات.
ج ـ استخدام الأسئلة المتباعدة (المتشعبة)، والتحفيزية؟ (مثل: ماذا تعمل لو نزلت على سطح القمر؟ أو لو قابلت إديسون؟
د ـ الألغاز الصورية: وهي شائعة في اللغة العربية والعلوم والرياضيات ..(كعرض صورتين إحداهما للحمامة، والأخرى للخفاش للمقارنة بينهما).
هـ ـ العصف الذهني: وهذا يتطلب من المعلم إرجاء نقد وانتقاد أفكار الطلاب إلى ما بعد حالة توليد الأفكار، والتأكيد على مبدأ "كم الأفكار يرفع ويزيد كيفها، وإطلاق حرية التفكير، والترحيب بكل الأفكار مهما كانت غرابتها وطرافتها، والمساعدة في تطوير أفكار الطلاب والربط بينها.
و ـ اختلاق العلاقات: باختلاق علاقة بين شيئين أو أكثر (صور، كلمات، أشياء ..) كأن يُسأل الطالب عن ماهية العلاقة بين الورق والقماش مثلاً، أو القمر والبحر.. .
ز ـ تمثيل الأدوار : حيث يقوم الطلاب بتمثيل أدوار شخصيات معينة لدراسة موضوعات أو قضايا اهتموا بها دون الالتزام بحفظ نص معين، بل يُترك المجال لإبداعاتهم وما يفكرون فيه .

مصادر للاستزادة حول قضايا الإبداع والتفكير الإبداعي
1 ـ عناوين لمواقع شبكية تتناول قضايا الإبداع والتفكير الإبداعي

1 ـ الإبداع والابتكار ضرورة حتمية
http://www.qcharity.org/maga/mag_0899/mag_free_page.htm
2 ـ اساليب تنمية التفكير الإبداعي
http://www.edueast.gov.sa/asaleeb.htm
3 ـ التفكير الابداعي
http://www.e-wahat.8m.com/altafkeer%20al%20ebdaey.htm
4 ـ تقنية القبعات الست للتفكير
http://www.e-wahat.8m.com/alqubat%20…20ltafkeer.htm
5 ـ مصادر للإبتكارية والإبداع (E)
http://members.ozemail.com.au/~caveman/Creative/index2.html
6 ـ الإبتكارية والإبداع وحل المشكلات
http://www.quantumbooks.com/Creativity.html#0
7 ـ الإبداع والإبتكار
http://www.teamspinnaker.net/creative.htm
8 ـ وصلات للإبتكارية
http://www.j4.com/Psychology/Creativity.htm
9 ـ مصادر للإبتكار والإبداع
http://www.au.af.mil/au/awc/awcgate/awc-thkg.htm
http://www.buffalostate.edu/orgs/cbir/
10 ـ مشروع لمنهج التفكير الإبداعي
http://www.uspto.gov/web/offices/ac/…k/invthink.htm
11 ـ جريدة الإبداع
http://www.innovation.cc/whatsnew.htm
12 ـ مراكز عالمية للتفكير الإبتكاري
http://www.usd.edu/thinking/CreativeThinking.html
13 ـ التعلم الإبتكاري
http://www.creativelearning.com/
14 ـ Creativity and Innovation in Instructional Design and Development: The Individual in the Workplace !!!!
http://www.k12.com.cn/k12etc/article…0Workplace.htm
15 ـ التدريس الإبتكاري !!!
http://www.goshen.edu/~marvinpb/arted/tc.html
16 ـ Interactive Instruction
http://www.sasked.gov.sk.ca/docs/entre36/atien6.html

2 ـ كتب وبحوث
1 ـ عبد الستار إبراهيم. "ثلاثة جوانب من التطور في دراسة الإبداع"، عالم الفكر، المجلد 15، العدد 4 ، 1985 .
2 ـ ـ عبد الستار إبراهيم. "التوجيه التربوي للمبدعين"، مجلة العلوم الاجتماعية . جامعة الكويت، العدد 1 ، 1979.
3 ـ أحمد أبو زيد . "الظاهرة الإبداعية". عالم الفكر ، المجلد 15 "، العدد 4، 1985.

4 ـ صائب أحمد الألوسي. "أساليب التربية المدرسية في تنمية قدرات التفكير الإبتكاري". رسالة الخليج العربي. المجلد 5، العدد 15، 1985.
5 ـ بول أ. تورانس . دروس عن الموهبة والابتكار نتعلمها من أمة ذات 115 مليون فائقي الإنجاز. ترجمة عبد الله محمود سليمان. مجلة العلوم الاجتماعية، جامعة الكويت. المجلد 8، العدد 3، 1980.
6 ـ سيد خير الله، بحوث نفسية وتربوية: اختبار القدرة على التفكير الابتكاري، دار النهضة العربية للطباعة والنشر، بيروت، 1981.
7 ـ سيد خير الله، بحوث نفسية وتربوية: قائمة السمات الشخصية المبتكرة، دار النهضة العربية للطباعة والنشر، بيروت، 1981.
8 ـ زين العابدين درويش. تنمية الإبداع: منهجه وتطبيقه. دار المعارف، القاهرة، 1983.
9 ـ حسين الدريني. الابتكار: تعريفه وتنميته. حولية كلية التربية، جامعة قطر، المجلد 2، العد 1، 1982.
10 ـ عايش محمود زيتون. تنمية الإبداع والتفكير الإبداعي في تدريس العلوم. عمان: الجامعة الأردنية، 1987.

تعليمية تعليمية




بارك الله فيك المبحث والتنوير جزاك الله خير استاذنا على الموضوع القيم والمفيد

ننتظر ان ينزف قلمك اكثر في هذا المجال

وان نتكاتف كلنا من اجل نشر العلم والمعرفة

المعلمة هناء




بسم الله الرحمن الرحيم

الشكر كل الشكر اختي هناء و الله يجعل ايامك كلها هناء




شكرا جزيلا
تعليمية




شكرا على تتبعك مواضيعي و الف تحية لك




التصنيفات
السنة الثالثة ثانوي

مقالة موسعة حول شروط الابداع

طرح المشكلة: يتفوق الانسان عن بقية الكائنات الأخرى بفضل وظائفه العقلية العليا؛ كالإدراك و الذاكرة و اللغة و التخيل ؛ هذا الأخير ينقسم الى نوعين تخيل تمثيلي يسترجع فيه الانسان الصور و يمثلها في عقله بعد غياب الأشياء المحسوسة التي أحدثتها،و تخيل إبداعي يبتكر فيه صورا جديدة غير مألوفة تتجاوز الواقع و هذا ما يجعل الانسان كائنا مبدعا و الإبداع يعرف بأنه تركيب شيء على غير مثال سابق و القدرة على إيجاد حلول جديدة للمشكلات التي نعيشها. لكن تحديد طبيعة الإبداع و الشروط المتحكمة فيه اختلف حوله المفكرون و الفلاسفة فمنهم من يرجع عملية الإبداع الى شروط نفسية و ذاتية خاصة بالمبدع و منهم من يرجعها الى شروط اجتماعية و الى الحاجات التي يطلبها المجتمع، من هنا يمكننا التساؤل : هل الإبداع يتولد نتيجة صفات خاصة و ذاتية أم أنه يعود الى البيئة الاجتماعية و الثقافية ؟
محاولة حل المشكلة : عرض منطق الأطروحة: يذهب كثير من علماء النفس و الفلاسفة الى أن الإبداع يعود الى شروط نفسية تتعلق بذات المبدع و تميزه عن غيره من الناس نذكر منها حدة الذكاء و قوة الذاكرة و سعة الخيال و خصوبته، و الاهتمام الكبير و الإرادة و الشجاعة و الجرأة و الصبر و الرغبة في التجديد إضافة الى مختلف الانفعالات من عواطف و هيجانات متعددة و أهم رواد هذا الاتجاه الفيلسوف الفرنسي هنري برغسون (1859-1941) Henri Bergson و طبيب الأعصاب النمساوي سيغموند فرويد (1856-1939) Sigmund Freud.
الحجج و البراهين : فقد حلل فرويد ظاهرة الإبداع بردها الى الأفكار و الذكريات و الرغبات اللا شعورية ذلك أن العمل الإبداعي في نظره تعبير عن الرغبات المكبوتة التي يعمل المبدع على تحقيقها عن طريق التعويض إذ يعوض النقص الذي يعاني منه من خلال أعماله الفنية فالجاحظ أبدع في فن الأدب كتعويض لشكله الخارجي الذي لم يكن جميلا و ليوناردو دافنشي (1452-1519) Léonard De Vinci الرسام الايطالي الشهير أبدع في فن الرسم لأنه كان ابنا غير شرعي لرجل ارستقراطي رفض الاعتراف به كابن فقد حاول تعويض تجاهل أبيه له.
و ما يثبت أن الإبداع يعود الى شروط نفسية متعلقة بذات المبدع و التي ترتكز على ثلاث جوانب : الجانب العقلي، و الجانب الإرادي، والجانب الانفعالي: ففي الجانب العقلي يكفي استقراء و تتبع حياة المبدعين في مختلف المجالات يكشف أنهم يمتازون بقدرات عقلية خارقة هيأتهم لأدراك المشاكل القائمة و إيجاد الحلول لها فالمبدع يتصف بدرجة عالية من الذكاء و العبقرية ؛ وقوة الذاكرة؛ و سرعة البداهة؛ فالذكاء يعني سرعة الفهم و القدرة على حل المشاكل النظرية و العملية؛ وهو يساعد المبدع على طرح المشكلات طرحا صحيحا و إيجاد الحلول الجديدة لها يقول هنري برغسون : « يتضمن الاختراع تحويل المخطط الى صور ».
كما أن أصل كل إبداع هو التخيل الإبداعي فكلما كانت قدرة الانسان على التخيل كبيرة كلما استطاع تصور حلول أوسع للمشاكل التي تعترضه ﺇذ يستطيع المبدع أن يحول الصورة العقلية المجردة الى شيء حسي و صورة مشخصة ( سواء لوحة فنية أو قصيدة شعرية أو فلما سينمائيا أو رواية أدبية…الخ) حيث يقول العالم الرياضي و الفيزيائي الفرنسي باسكال (1623-1662) Pascal :« التخيل قوة رائعة عدوة للتعقل »؛و يقول أيضا :« لا يستطيع التخيل أن يجعل المجانين حكماء و لكنه قادر على جعلهم سعداء ».
و يشترط الإبداع ذاكرة قوية فالعقل لا يبدع من العدم بل استنادا الى معلومات و خبرات سابقة- والتي تقتضي تذكرها- لذلك فالذاكرة تمثل المادة الخام و العناصر الأولية للإبداع ؛ حيث يقول المخترع الأمريكي الكبير إديسون صاحب أعظم الاختراعات منها المصباح الكهربائي (1847-1931) Edison : « لا يمثل الإلهام ﺇلا عشر العبقرية أما الأعشار التسعة المتبقية فهي عمل و جهد ».
و فيما يتعلق بالجانب الإرادي الذي يشمل قوة العزيمة و استمرارها لأن عملية الإبداع طويلة و شاقة و هي مبنية على المعاناة الدائمة، فحين أخبر توماس أديسون مكتب براءات الاختراع في واشنطن أنه يعمل على اختراع مصباح يعمل بالكهرباء نصحه المكتب بعدم الاستمرار في مشروع كهذا وكتبوا له خطاباً جاء فيه : «إنها بصراحة فكرة حمقاء حيث يكتفي الناس عادة بضوء الشمس» ؛فرد بخطاب قال فيه: «ستقفون يوماً لتسديد فواتير الكهرباء»، كما أنأديسون قبل اختراعه للمصباح الكهربائي قد حاول أكثر من 1000 محاولة لهذاالاختراع العظيم و لم يسمها محاولات فاشلة بل سماها تجارب لم تنجح .. ولناهنا أن نتعلم من هذا المخترع الصبر والثقة بالنفس و التفاؤل. ﺇذ يقول: « تعلمت 1000 طريقة خطأ لصنع المصباح ».
بالإضافة ﺇلى أن المبدع يتصف بالشجاعة الفكرية و الأدبية و الروح النقدية و الميل الى التحرر فقد كان باستور (1822-1895) Pasteurشجاعا جدا عندما غامر بتجريب لقاح داء الكلب على طفل صغير بعدما كان قد جربه على الحيوانات فقط فقد كانت الكنيسة تمنع التجريب على البشر و تعاقب من يقوم بذلك ونفس الصفة تحلى بها المستكشف البرتغالي كريستوف كولومبس (1450-1506) Chrisophe Colomb عندما غامر بحياته و حياة بحارته بحثا عن الهند من طريق الغرب، و التاريخ يثبت أنه ما من مكتشف أو مخترع توصل ﺇلى إثبات افتراضاته بعد فترة زمنية قصيرة و إنما دامت مجهوداتهم لسنوات فقد قضى القديس أوغسطين (354-430 م) Saint Augustin 34 سنة حتى أخرج كتابه مدينة الله الى الوجود و الرسام الايطالي ليوناردو دافنشي بقي 4 سنوات و هو يرسم لوحته الشهيرة الموناليزا Mona Lisa.
أما الجانب الانفعالي فيتعلق بالميل و الرغبة و الاهتمام الشديد، فالأحوال النفسية الانفعالية لها تأثير قوي في عملية الإبداع واستقراء حياة المبدعين و تتبع أقوالهم وهم يصفون حالاتهم قبل الإبداع و أثنائه يؤكد دورها ،فمن كثرة اهتمام العالم الرياضي الفرنسي هنري بوانكاري (1854-1912) Henri Poincaré بإيجاد الحلول الجديدة للمعادلات الرياضية المعقدة وجد فكرة مهمة حول الهندسة اللااقليدية و هو يضع رجله على سلم الحافلة حيث يقول : « ﺇن الحظ يحالف النفس المهيأة » و يقصد بذلك أن الانسان الذي يبذل مجهودات كبيرة يكون له حظ من النجاح، و العالم نيوتن Newton لم يكتشف قانون الجاذبية لمجرد سقوط التفاحة و إنما كان يفكر باهتمام بالغ و تركيز قوي في ظاهرة سقوط الأجسام و ما سقوط التفاحة ﺇلا مناسبة لاكتشاف قانون الجاذبية حيث يقول : « ﺇنني أضع موضوع بحثي نصب عيني دائما و أنتظر سطوع الأنوار الأولى رويداﹰ رويداﹰ الى أن تتحول الى ضياء ساطع ».
وقد كان لاختراع المصباح الكهربائي قصة مؤثرة في حياة أديسون، ففي أحد الأيام مرضت والدته مرضا شديدا، وقد استلزم الأمر إجراء عملية جراحية لها، إلا أن الطبيب لم يتمكن من إجراء العملية نظراً لعدم وجود الضوء الكافي، واضطر للانتظار للصباح لكي يجري العملية لها، ومن هنا تولد الإصرار عند أديسون لكي يضئ الليل بضوء مبهر.
وحتى الشعراء متفقون في نسبة إبداعاتهم الى قوة غامضة تنبع من أعماق أنفسهم فيكلموك عن شياطين الشعر و هذا الشاعر السوري نزار قباني يصف لحظة كتابته الشعر فيقول : « ﺇنّ الشعر يهبط كالمفاجأة السعيدة و يجيء مثل الطائر الليلي من الجزر البعيدة ».
تعتبر الأحوال الانفعالية مادة الاختراع الفني و الأدبي فالمخترع أو المبدع يعاني ما تعانيه الحامل من آلام الولادة ﺇلا أنه عندما يبلغ غايته و يوفق ﺇلى تحقيق ما يفكر فيه يشعر بلذة عظيمة لا تعدلها لذة فالإبداع في جميع حالاته و مراحله ممزوج بالشوق و الحماسة و السرور أو الغم،و الفرح أو الحزن فالانفعالات القوية تنشط المخيلة التي هي أصل الإبداع فقد اجتمعت عواطف المحبة الأخوية و الحزن الشديد عند الخنساء فأبدعت في شعر الرثاء كما أن أرخميدس (287-212 ق.م) Archimède خرج من الحمام عاريا لشدة فرحه عندما اكتشف قانون طفو الأجسام و أخذ يصرخ في شوارع أثينا وجدتها وجدتها، و قد رقص العالم البريطاني و الفيزيائي دافي ( 1778-1829) Davy في مخبره عندما اكتشف البوتاسيوم Potassium و في كل هذا يقول برغسون : « ﺇن كبار العلماء و الفنانين يبدعون و هم في حالة انفعال قوي » و يقول أيضا : « ﺇن العظماء الذين يتخيلون الفروض و الأبطال و القديسين الذين يبدعون المفاهيم الأخلاقية لا يبدعونها في حالة جمود الدم و إنما يبدعون في جو حماسي و تيار دينامي تتلاكم فيه الأفكار ».
النقد:صحيح أن العوامل الذاتية لا غنى عنها في الإبداع لكنها لا تكفي وحدها في غياب محيط اجتماعي مناسب لأن بعض المجتمعات تقتل روح الإبداع و تحول دون تفتق المواهب و ظهورها و ما يثبت ذلك ظاهرة هجرة الأدمغة من الدول الفقيرة التي لا توفر لمبدعيها ما يحتاجونه الى الدول الغنية المتطورة التي تقدر المبدع و تعطيه الأولوية مقارنة بالأفراد العاديين و خير مثال على ذلك الرسام الهولندي الشهير فان غوغ (1853-1890) Van Gogh الذي مات منتحرا و الحسرة تملئ قلبه لأنه لم يستطع أن يكسب رضا النقاد و لم يبع أي لوحة و هو حي حتى أن إحدى السيدات اشترت لوحة له بعد وفاته بفترة قصيرة لكي تسد بها فجوة كانت في سقف بيتها ثم بعدما بدأ الناس يقدرون أعماله الفنية-بعد فوات الأوان- نزعتها من السقف و باعتها بثرة طائلة تجاوزت الملايين. و المبدع أيضا مهما كان يملك من صفات ذاتية تدل على عبقريته فانه يخضع رغما عنه لثقافة المجتمع الذي يعيش فيه و ما يحمله من قيم و مبادئ أخلاقية تحدد نوع الإبداع و مجاله كما هو الحال مع فني الرسم والنحت الذين دار حولهما جدال كبير بين علماء الإسلام بين محرم و مبيح جعل من وتيرة تطور هذين الفنيين متحفظة في المجتمعات الإسلامية مقارنة بما وصل إليه فن الرسم في أوروبا ، إضافة الى أن العوامل الذاتية التي لا تجد المناخ الاجتماعي و الثقافي المناسبين مصيرها الزوال فهي تبقى مجرد طاقات كامنة في المبدع كالبذرة التي تذبل و تموت حين لا تجد التربة الصالحة و الرعاية الملائمة لنموها.

عرض نقيض الأطروحة: في المقابل يرى علماء الاجتماع و على رأسهم الفرنسي دور كايم (1858-1917) Durkheim أن الإبداع ظاهرة اجتماعية بالدرجة الأولى و هي تقوم على ما يوفره المجتمع من شروط مادية و معنوية للمبدع فالإنسان حسبهم كائن اجتماعي بطبعه و أن جميع وظائفه العقلية و منها التخيل الإبداعي لا تنمو ﺇلا في المجتمع و أن الإبداع يرتبط بدرجة نمو المجتمع و حاجاته فالمبدع يبدع لمجتمعه لا لنفسه .
الحجج و البراهين: فالإبداع مظهر من مظاهر الحياة الاجتماعية لأنه يحدث إما لجلب منفعة أو دفع ضرر فالحاجة الاجتماعية هي التي تدفع الى الإبداع حتى قيل : «الحاجة أم الاختراع » ﺇذ تظهر الحاجة في شكل مشكلة اجتماعية ملحة تتطلب حلا فإبداع كارل ماركس (1818-1883) Karl Marxلفكرة الاشتراكية إنما هو حل لمشكلة طبقة اجتماعية مهضومة الحقوق و هي الطبقة العمالية التي كانت خاضعة لقهر و ظلم الرأسماليين، و اكتشاف العالم الفيزيائي و الرياضي الايطالي تورشيلي (1608-1647) Torricelli لقانون الضغط الجوي جاء كحل لمشكلة زراعية و اجتماعية طرحها الفلاحون عند تعذر ارتفاع الماء ﺇلى أكثر من 10.33م فقد شاعت فكرة لأرسطو بين الناس تقول أن الطبيعة تخشى من الفراغ أي أن الطبيعة تملا الفراغ في كل الأحوال ،و من جهة أخرى سجل تورشيلي ما لاحظه سقاؤوا فلورنسا( مدينة في ايطاليا ) في حيرة من أمرهم من أن الماء لا يرتفع في المضخات الفارغة أكثر من 10.33م و أمام هذه الوضعية اضطر تورشيلي الى الفصل في القضية فإما أن يأخذ بفكرة أرسطو و يرفض حادثة امتناع الماء عن الصعود في المضخات أو العكس فقد حتم عليه الموقف دراسة الظاهرة و تفسير طبيعتها و أثبت أن وجود قوة الضغط الجوي هي السبب في تحديد ارتفاع الماء في الأنبوب فكلما كان الضغط أقوى كان ارتفاع الماء أعلى بالتالي وجد مخرجا لهذه المشكلة الاجتماعية.
ﺇن عملية الإبداع ترتبط بحالة العلم و الثقافة السائدة في المجتمع فالبيئات الاجتماعية و الثقافية المتشابهة تؤدي ﺇلى ظهور نفس الإبداعات و لعل هذا ما يفسر لنا تشابه الاختراعات و الإبداعات المعرفية في أوروبا في القرن الثامن عشر فقد اكتشف نيوتن الإنجليزي (1642-1727) Newton و ليبنتز الألماني (1646-1716) Leibnitz حساب اللانهايات في الرياضيات في زمان واحد من غير أن يكون لأحدهما صلة بالآخر، ونفس الحدث تقريبا وقع مع ريمان و هو عالم رياضي ألماني (1826-1866) Riemann و العالم الرياضي الروسي لوباتشيفسكي (1793-1856) Lobatchevski بخصوص إبداع هندسات جديدة مخالفة لهندسة إقليدس القديمة و في ذلك يقول الفيلسوف الفرنسي جاك بيكار Jacques Picard :« لا يمكن حصول كشف علمي أو اختراع جديد ﺇلا ﺇذا كانت حالة العلم نسمح بذلك، فإذا سمحت حالة العلم بذلك تولد الاختراع و نما بالضرورة، و كثيرا ما يتوصل العلماء ﺇلى اختراعات واحدة في زمان واحد ».هذا من الناحية الايجابية لدور المجتمع منة خلال توفير شروط الإبداع الملائمة.
أما ﺇن لم تكن شروط الإبداع متوفرة في المجتمع فانه لن يحصل و لن يتحقق و ما يثبت ذلك أنه من المحال و المستحيل أن يكتشف المصباح الكهربائي في القرن السابع ميلادي لأنه كاختراع يقوم على نظريات علمية فيزيائية لم تكن متوفرة و معروفة في ذلك الوقت و لم يكن ممكنا اكتشاف الهندسة التحليلية قبل عصر ديكارت Descartes لأن الجبر و الهندسة لم يبلغا من التطور ما يسمح بالتركيب بينهما و لم يبدع شعراء كبار مثل امرؤ القيس ،و زهير بن أبي سلمى، وعنترة بن شداد الشعر المسرحي في عصرهم لأن المسرح كفن لم يكن معروفا حينذاك و لأنه يقوم على المسارح و هي بناءات كبيرة و العرب في الجاهلية كانوا يسكنون الخيام و كانوا دائمي الترحال و التنقل ، وتعذر على المخترع الأندلسي و العالم الفلكي عباس بن فرناس (توفي سنة 887م) الطيران لأن ذلك يقوم على نظريات علمية لم تكتشف في ذلك العصر؛ فقد عمد عباس بن فرناس الى تغطية جسمه بالريش كما مد له جناحين طار بهما في الجو مسافة بعيدة ثم سقط فتأذى في ظهره و نحن نعرف الآن في عصرنا أن عضلات الانسان لا تكفي للقيام بمهمة الطيران.
كما أن التنافس بين المجتمعات و سعيها الى إثبات وجودها يجعل كل مجتمع يحفز أفراده على الإبداع و يوفر لهم شروط ذلك، فالتنافس العسكري بين الو.م.أ و الاتحاد السوفياتي سابقا أثناء الحرب الباردة أدى الى الإبداع في مجال التسلح و اختراع القنبلة النووية، ونفس الشيء في غزو الفضاء، و أيضا اليابان لم تكن شيئا يذكر بعد الحرب العامية الثانية فقد خرجت منها مدمرة لكن تنافسها الاقتصادي مع الو.م.أ و أوروبا الغربية جعل منها قوة اقتصادية خلاقة و مبدعة( صناعة السيارات؛ الالكترونيات؛ صناعة الرسوم المتحركة…).
يرتبط الإبداع أيضا بالتحفيز و التشجيع و المكافآت التي تقدمها الدول لمبدعيها حيث يكثر الإبداع لدى الدول التي تخصص ميزانيات ضخمة للبحث العلمي كاليابان؛ و الو.م.أ ؛و ألمانيا و ؛فرنسا ،فالولايات المتحدة الأمريكية مثلا تسخر الملايير من الدولارات في بناء المخابر و تجهيزها بمختلف الوسائل الحديثة و المتطورة و التي تمكن علمائها من الاكتشاف بالتالي الرقي و الازدهار للمجتمع الأمريكي، وما المستوى و المكانة التي تحتلها في العالم ﺇلا دليل على ذلك. إضافة الى أن الشعراء في أزهى عصور الحضارة الإسلامية كانوا يأخذون ذهبا مقابل أشعارهم.
ﺇن البيئة الاجتماعية لا تكتفي بحمل العلماء على الاختراع فقط بل تهيؤ لهم الحلول التي يجب أن يتبعوها و الأنماط التي يجب أن ينسجوا على منوالها أبحاثهم، فالمجتمع إذن ينظم خيال المبدع لذا قال لاكومب Lacombe (فيلسوف فرنسي من أصل بلجيكي توفي سنة 1904): « ﺇن الاختراع تنظيم اجتماعي للتخيل التلقائي و غرض هذا التنظيم يلخص بأمرين : أولهما أنه يقيد العقل بهدف اجتماعي فيفكر العالم في نفع الجماعة و يفكر الفنان في إثارة عواطفها و إرضائها، و ثانيهما نقد التراكيب الجديدة التي ولدها التفكير التلقائي و حذف ما لا يتفق منها مع الأهداف الاجتماعية ».
زيادة على أن كل عمل إبداعي و فني إنما ينتج عن تأثير العرق و البيئة و الزمان حيث يقول الفيلسوف الفرنسي تين (1828-1893) Taine :« ﺇن ﺇنتاجات الفكر البشري كانتاجات الطبيعة الحية، لا توضح الا بتأثير البيئة، ﺇنك لا تفهم أثرا فنيا أو فنانا، أو جملة من الفنانين ﺇلا ﺇذا تصورت منازع الفكر العامة و اتجاهات الأخلاق و العادات في زمانهم ».و من الذين أيدوا وجهة النظر هذه نجد الفيلسوف الفرنسي و عالم الاجتماع ليفي بويل (1857-1939) Lévy Bruhl الذي اعتبر أن الدين و الأخلاق و العلم والفن آثار اجتماعية بالذات و أن كل تبدل في هذه الأوضاع إنما ينشأ عن تأثير التبدلات الاجتماعية،فإبداع المثل الأخلاقية يتولد من الحوادث الاجتماعية و الدليل على ذلك أن القيم الأخلاقية الجديدة كالحرية و حقوق الانسان قد تولدت في صدر المسيحية و الإسلام و عصر النهضة و الثورة الفرنسية و الثورة الصناعية و غيرها من ثورات القرن التاسع عشر و العشرين و ما ينطبق على تولد المثل الأخلاقية ينطبق أيضا على تولد الاختراعات فالعوامل التي تبعث عليها عوامل اجتماعية.
النقد: صحيح أن للبيئة الاجتماعية أهمية كبيرة في توفير شروط الإبداع، لكن الاختراع الجديد كثيرا ما كان ثورة على الأوضاع القديمة و أن المجتمع كثيرا ما يكون عائقا أمام المبدع لأن المجتمع نتيجة تأثير العادات و التقاليد يكره كل تجديد و تبديل و المبدع بطبعه يحاول تجاوز الواقع حيث يقول العالم الفرنسي لوروي (1686-1759) Le Roy :« كل تركيب جديد يتولد من تحليل نقدي سابق »، فالناس لا يرتاحون للجديد لأنهم ألفوا القديم ﺇذ يقول لوروي أيضا: « يتراءى للمعاصرين أن المخترع مصاب بالمس، وذلك على قدر ما يخترع و على نسبة ما يحتاج ﺇلى تصورات لا وجود لها في الأفكار المنتشرة في زمانه »، و مما يلفت النظر أن مخترعي نظريات ما بعد الطبيعة يحشرون مع المجانين و أن المبدعين الاجتماعيين (في علم الاجتماع) و الأخلاقيين يعدون ثوريين و فوضويين، و أن المبدعين في الفن يعتبرون غير متزنين حتى أن العلماء أنفسهم لا يفهم كلامهم أحد عند إتيانهم بالأفكار الجديدة فيتهمون بمخالفة نظرياتهم للحس السليم و عدم معقوليتها و ما حدث لسقراط Socrate الذي قتل بسبب أفكاره لخير مثال على ذلك .
و لو كان الإبداع راجعا لعوامل اجتماعية فقط لكان كل الأفراد الذين يعيشون في بيئة واحدة و متشابهة مبدعين و الواقع يكذب ذلك، ﺇذ كثيرا ما يظهر مبدعون في بيئات اجتماعية متخلفة و غير مناسبة و العكس قد يحصل أحيانا فقد تتوفر الظروف الاجتماعية المناسبة و لا يوجد مبدعون مثلما هو حاصل في المنتخب الفرنسي لكرة القدم فمعظم لاعبيه ليسوا من أصل فرنسي بل اغلبهم عرب و أفارقة.
التركيب: الإبداع ظاهرة معقدة تتداخل في ظهوره عوامل بعضها ذاتي يتعلق بالذات المبدعة، و بعضها الاخر موضوعي متعلق بالبيئة الاجتماعية و الثقافية فالأطروحتان متكاملتان و ليستا متعارضتين، فالإبداع لا يكون ﺇلا بتوفر الشروط النفسية و الاجتماعية معا.
الرأي الشخصي: لكن حسب اعتقادي فان الشروط النفسية و الذاتية في عملية الإبداع أكثر أهمية من الشروط الاجتماعية ذلك أن المجتمع كثيرا ما يظلم المبدع و يقاوم جرأته و في تاريخ العلوم أمثلة كثيرة تدل على المقاومة التي لقيها المخترعون في زمانهم مثال ذلك أن قول الفيثاغوريين (و هم أتباع فيثاغورس (572-497 ق.م) Pythagore ) بالعدد الأصم اعتبر شناعة منطقية و قول نيوتن بالجاذبية العامة اعتبر غير معقول و قولالعالم الفلكي الايطالي غاليلي (1564-11642) Galilei بدوران الأرض حول الشمس و بأنها كروية اعتبر مخالفا لمبادئ الكنيسة حتى أنه دفع حياته ثمنا لأفكاره ، وحتى نابليون بونابارت (1808-1873) Napoléon Bonaparte قال عن العالم الطبيعي الفرنسي لامارك (1744-1829) Lamarck الذي اشتهر بنظريته في تحول الأنواع و ذلك بعد أن اطلع على نظرياته أنه مشعوذ، كما اعترض العديد من علماء النفس على نظرية اللاشعور، وما أكثر العلماء الذين صعب عليهم قبول نظرية النسبية التي جاء بها العالم الفيزيائي ألبرت آينشتاين (1879-1955) Albert Einstein و رفض العديد من النقاد العرب الشعر الحر و هاجموا من يكتبه، حتى أن الشاعر السوري نزار قباني ضرب بالبيض و الطماطم في إحدى أمسياته الشعرية بمصر لأنه انتقد نكسة 1967 ضد إسرائيل، وحتى المخترع الأمريكي إديسون تعرض للسخرية من قبل أستاذه و هو طفل صغير فبعد أيام قليله من الدراسة أرسله مدرسه إلى أمه وأرسل معه خطاباً يقول فيه بأن تجلسه في المنزل أفضل له لأنه غبي وفاسد.
حل المشكلة: نستنتج في الأخير أن الإبداع ما هو ﺇلا ثمرة تكامل العوامل النفسية و الاجتماعية فهو ظاهرة فردية تضرب بأعماق جذورها في الحياة الاجتماعية وفق حاجة المجتمع لذلك، فالمبدع يتميز بخصائص نفسية و عقلية خارقة و متطورة كقوة الذاكرة و سعة الخيال و الذكاء الخارق مع الميول القوية و الرغبة و الاهتمام و الانتباه و العواطف الجياشة إضافة إلى الجو الذي يوفره المجتمع من شروط و إمكانات مادية ومعنوية تساعد المبدع و تشجعه و تقدر مواهبه، وهذا ما حدث مع إديسون الذي تميز بالعبقرية و الإرادة القوية وقد لقي التقدير و الدعم من المجتمع الأمريكي فعندما توفي أطفئت جميع أنوار ومصابيح أمريكا في تلك الليلة، بحيث قبله كانت هكذا. و في ذلك يقول عالم النفس الفرنسي ريبو Ribot:« مهما كان الإبداع فرديا فانه يحتوي على نصيب اجتماعي » .




مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه




التصنيفات
مادة الفلسفة 3 ثانوي : باشراف الاساتذة أم يحيى

مقالة حول شروط الابداع – كاملة

هل ترجع عملية الابداع الى شروط نفسية فقط ؟ جدلية

i– طرح المشكلة : إن الابداع هو ايجاد شيئ جديد ، وذلك ما يكشف عن اختلافه عن ماهو مألوف ومتعارف عليه ، وعن تحرره من التقليد ومحكاة الواقع . ومن جهة أخرى ، فإن عدد المبدين – في جميع المجالات – قليل جدا مقارنة بغير المبدعين ، وهو ما يوحي ان تلك القلة المبدعة تتوافر فيها صفات وشروط خاصة تنعدم عند غيرهم ، فهل معنى ذلك ان الابداع يتوقف على شروط ذاتية خاصة بالمبدع ؟
ii– محاولة حل المشكلة :
1- أ – عرض الاطروحة : يرى بعض العلماء ، ان الابداع يعود اصلا الى شروط نفسية تتعلق بذات المبدع وتميزه عن غيره من غير المبدعين كالذكاء وقوة الذاكرة وسعة الخيال والاهتمام والارادة والشجاعة الادبية والجرأة والصبر والرغبة في التجديد .. اضافة الى الانفعالات من عواطف وهيجانات مختلفة . ومن يذهب الى هذه الوجهة من النظر الفيلسوف الفرنسي ( هنري برغسون ) والعالم النفساني ( سيغموند فرويد ) الذي يزعم ان الابداع يكشف عن فاعلية اللاشعور وتعبير غير مباشر عن الرعبات المكبوتة .
1- ب – الحجة : ويؤكد ذلك ، أن استقراء حياة المبدعين – في مختلف ميادين الابداع – يكشف ان هؤلاء المبدعين انما يمتازون بخصائص نفسية وقدرات عقلية هيأتهم لوعي المشاكل القائمة وايجاد الحلول لها .

فالمبدع يتصف بدرجة عالية من الذكاء والعبقرية ، فإذا كان الذكاء – في احد تعاريفه – قدرة على حل المشكلات ، فإنه يساعد المبدع على طرح المشاكل طرحا صحيحا وايجاد الحلول الجديدة لها . ثم ان المبدع في تركيبه لأجزاء وعناصر سابقة لإبداع جديد انما يكشف في الحقيقة عن علاقة بين هذه الاجزاء او العناصر ، والذكاء – كما يعرف ايضا – هوادراك العلاقات بين الاسشياء اوالافكار .
واصل كل ابداع التخيل المبدع ، والتخيل – اصلا – هو تمثل الصور مع تركيبها تركيبا حرا وجديدا ، لذلك فالابداع يقتضي مخيلة قوية وخيالا واسعا خصبا ، فكلما كانت قدرة الانسان على التخيل اوسع كلما استطاع تصور صور خصبة وجديدة ، وفي المقابل كلما كانت هذه القدرة ضيقة كان رهينة الحاضر ومعطيات الواقع .
ويشترط الابداع ذاكرة قوية ، فالعقل لا يبدع من العدم بل استنادا الى معلومات وخبرات سابقة التي تقتضي تذكرها ، لذلك فالذاكرة تمثل المادة الخام والعناصر الاولية للابداع .
هذا ، واستقراء حياة المبدعين وتتبع اقوالهم وهم يصفون حالاتهم قبل الابداع اواثنائه ، يؤكد دور الارادة والاهتمام في عملية الابداع ، فمن كثرة اهتمام العالم الرياضي الفرنسي ( بوانكاريه ) بإيجاد الحلول الجديدة للمعادلات الرياضية المعقدة ، غالبا ما كان يجد تلك الحلول وهو يضع قدميه على درج الحافلة ، وهذا ( ابن سينا ) قبله من شدة اهتمامه بمواضيع بحثه كثيرا ما كان يجد الحلول للمشكلات التي استعصت عليه اثناء النوم . والعالم ( نيوتن ) لم يكتشف قانون الجاذبية لمجرد سقوط التفاحة ، وانما كان يفكر باهتمام بالغ وتركيز قوي في ظاهرة سقوط الاجسام ، وما سقوط التفاحة الا مناسبة لاكتشاف القانون .
وما يثبت دور الحالات الوجدانية الانفعالية في عملية الابداع ان التاريخ يثبت – على حد قول برغسون – ان « كبار العلماء والفانين يبدعون وهم في حالة انفعال قوي » . ذلك ان معطيات علم النفس كشفت ان الانفعالات والعواطف القوية تنشط المخيلة التي هي المسؤولة عن عملية الابداع . وبالفعل ، فاروع الابداعات الفنية والفكرية تعبر عن حالات وجدانية ملتهبة ، فلقد اجتمعت عواطف المحبة الاخوية والحزن عند ( الخنساء ) فأبدعت في الرثاء .
ولما كان الابداع هو ايجاد شيئ جديد ، فماهو جديد – في جميع المجالات – يقابل برفض المجتمع لتحكم العادة ، فمثلا افكار( سقراط ) و ( غاليلي ) قوبلت بالرفض والاستنكار ، ودفعا حياتهما ثمنا لافكارهما الجديدة ، وعليه فالمبدع اذا لم يتصف بالشجاعة الفكرية والادبية والروح النقدية والميل الى التحرر .. فإنه لن يبدع خشية مقاومة المجتمع له .
1- جـ – النقد : ولكن الشروط النفسية المتعلقة بذات المبدع وحدها ليست كافية لحصول الابداع ، إذ معنى ذلك وجود ابداع من العدم . والحقيقة انه مهما طالت حياة المبدع فانه من المحال ان يجد بمفرده اجزاء الابداع ثم يركبها من العدم . ومن جهة أخرى ، فالذكاء – الذي يساهم في عملية الابداع – وان كان في اصله وراثيا ، فإنه يبقى مجرد استعدادات فطرية كامنة لا تؤدي الى الابداع مالم تقم البيئة الاجتماعية بتنميتها وابرازها . كما يستحيل الحديث عن ذاكرة فردية محضة بمعزل عن المجتمع . واخيرا ، فإن ان هذه الشروط حتى وان توفرت فهي لا تؤدي الى الابداع مالم تكن هناك بيئة اجتماعية ملائمة تساعد على ذلك . وهذا يعني ان للمجتمع نصيب في عملية الابداع .
2- أ – عرض نقيض الاطروحة : وعلى هذا الاساس ، يذهب الاجتماعيون الى ان الابداع ظاهرة اجتماعية بالدرجة الاولى ، تقوم على ما يوفره المحتمع من شروط مادية او معنوية ، تلك الشروط التي تهيئ الفرد وتسح بالابداع . وهو ما يذهب اليه انصار النزعة الاجتماعية ومنهم ( دوركايم ) الذي يؤكد على ارتباط صور الابداع المختلفة بالاطر الاجتماعية .
2- ب – الحجة : وما يثبت ذلك ، ان الابداع مظهر من مظاهر الحياة الاجتماعية اما لجلب منفعة او دفع ضرر ، فالحاجة هي التي تدفع الى لابداع وهي ام الاختراع ، وتظهر الحاجة في شكل مشكلة اجتماعية ملحة تتطلب حلا ، فإبـداع ( ماركس ) لفكرة " الاشتراكية " انما هو حل لمشكلة طبقة اجتماعية مهضومة الحقوق ، و اكتشاف ( تورشيلي ) لقانون الضغط جاء كحل لمشكلة اجتماعية طرحها السقاؤون عند تعذر ارتفاع الماء الى اكثر من 10.33م .
كما ان التنافس بين المجتمعات وسعي كل مجتمع الى اثبات الوجود ما يجعل المجتمع يحفز افراده على الابداع ويوفر لهم شروط ذلك ؛ فاليابان – مثلا – لم تكن شيئا يذكر بعد الحرب العالمية الثانية ، لكن تنافسها الاقتصادي مع امريكا واروبا الغربية جعل منها قوة خلاقة مبدعة . كما ان التنافس العسكري بين امريكا والاتحاد السوفياتي سابقا ادى الابداع في مجال التسلح .
كما ترتبط ظاهرة الابداع بحالة العلم والثقافة القائمة ؛ وما يثبت ذلك مثلا انه من المحال ان يكتشف المصباح الكهربائي في القرن السابع ، لأنه كإبداع يقوم على نظريات علمية رياضية فيزيائية لم تكن متوفرة وقتذاك . ولم يكن ممكنا اكتشاف الهندسة التحليلية قبل عصر ( ديكارت ) ، لأن الجبر والهندسة لم يبلغا من التطور ما يسمح بالتركيب بينهما . ولم يبدع شعراء كبار مثل ( المتنبي ، أبو تمام .. ) الشعر المسرحي في عصرهم ، لأن الادب المسرحي لم يكن معروفا حينذاك . وتعذر على ( عباس بن فرناس ) الطيران ، لأن ذلك يقوم على نظريات علمية لم تكتشف في ذلك العصر .
ويرتبط الابداع – ايضا – بمختلف الظروف السياسية ؛ حيث يكثر الابداع اليوم في الدول التي تخصص ميزانية ضخمة للبحث العلمي وتهيئ كل الظروف التي تساعد عى الابداع . ولقد عرفت الحضارة الاسلامية ازهى عصور الابداع ، لما كان المبدع يأخذ مقابل ابداعه ذهبا وتشريفا .
2- جـ – النقد : غير ان التسليم بأن الشروط الاجتماعية وحدها كافية لحصول الابداع يلزم عنه التسليم ايضا ان كل افراد المجتمع الواحد مبدعين عند توفر تلك الشروط وهذا غير واقع . كما ان الاعتقاد ان الحاجة ام الاختراع غير صحيح ، فليس من المعقول ان يحصل اختراع او ابداع كلما احتاج المجتمع الى ذلك مهما وفره من شروط ووسائل . وما يقلل من اهمية الشروط الاجتماعية هو ان المجتمع ذاته كثيرا ما يقف عائقا امام الابداع ويعمل على عرقلته ، كما كان الحال في اروبا إبّـان سيطرة الكنيسة في العصور الوسطى .
3 – التركيب : ان الابداع كعملية لا تحصل الا اذا توفرت لها شروط ذلك ، فهي تتطلب اولا قدرات خاصة لعلها لا تتوفر عند الكثير ، مما يعني ان تلك القلة المبدعة لم تكن لتبدع لولا توفرها على تلك الشروط ، غير انه ينبغي التسليم ان تلك الشروط وحدها لا تكفي ، فقد تتوفر كل الصفات لكن صاحبها لا يبدع ، مالم يجد مناخ اجتماعي مناسب يساعده على ذلك ، مما يعني ان المجتمع يساهم بدرجة كبيرة في عملية الابداع بما يوفره من شروط مادية ومعنوية ، مما ؤدي بنا الى القول ان الابداع لا يكون الا بتوفر الشروط النفسية والاجتماعية معا .
iii – حل المشكلة : وهكذا يتضح ان عملية الابداع لا ترجع الى شروط نفسية فقط ، بل وتتطلب بالاضافة الى ذلك جملة من الشروط الاجتماعية فالشروط الاولى عديمة الجدوى بدون الثانية ، الامر الذي يدعونا ان نقول مع ( ريبو ) : « مهما كان الابداع فرديا ، فإنه يحتوي على نصيب اجتماعي » .




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شكرا لكم

وان شاء الله يستفيد الطلبة من هذا الموضوع




بارك الله فيك ونفع بك وجعلك من اهل الجنة الطيبين الفائزين بها

ننتظر منك المزيد والمفيد في هذا المجال




التصنيفات
مادة الفلسفة 3 ثانوي : باشراف الاساتذة أم يحيى

مقالة فلسفية حول شروط الابداع السنة الثالثة ثانوي

تعليمية تعليمية
تعليمية
مقالة فلسفية حول شروط الابداع
السنة الثالثة ثانوي

تعليمية

اعضاء وزوار منتدانا الغالي منتديات خنشلة التعليمية الطيبين واخص بالذكر المقبلين على امتحان الباكلوريا دعما مني لمادة الفلسفة اضع بين ايديكم مجموعة من المقالات مقسمة عبر عدت مواضيع

وهذا الموضوع بعنوان : مقالة فلسفية حول شروط الابداع

تعليمية

اضغط هنا

او

عبر المرفقات

كلمة فك الضغط : www.educ40.net

تعليمية عودة الى فهرس المقالات تعليمية

تعليمية

للمزيد من مواضيع وكل مايخص مادة الفلسفة للسنة ثالثة ثانوي اضغط هنا

ان شاء الله يستفيد الجميع ولو بالشيئ اليسير من مواضيعي

انتضر دعوتكم فقط

اختكم هناء
تعليمية

تعليمية تعليمية


الملفات المرفقة
نوع الملف: rar مقالة فلسفية حول شروط الابداع.rar‏ (3.2 كيلوبايت, المشاهدات 237)


بارك الله فيكم أختي هناء على هذه المقالة

تقبلوا مرورنا

الأستاذة عيسى فاطمة


الملفات المرفقة
نوع الملف: rar مقالة فلسفية حول شروط الابداع.rar‏ (3.2 كيلوبايت, المشاهدات 237)


شكرا وبارك الله فيك ،جزاك الله خيرا


الملفات المرفقة
نوع الملف: rar مقالة فلسفية حول شروط الابداع.rar‏ (3.2 كيلوبايت, المشاهدات 237)


شكرا لمروركم وكلامكم الرائع والمشجع

انتظروا المزيد بعون الله المعلمة هناء


الملفات المرفقة
نوع الملف: rar مقالة فلسفية حول شروط الابداع.rar‏ (3.2 كيلوبايت, المشاهدات 237)