![]() |
![]() |
||
|
|||
![]() |
![]() |
جزاك الله خير الجزاء ونسال الله ان يجعله في ميزان حسناتك
و جزاك خيراا
![]() |
![]() |
||
|
|||
![]() |
![]() |
جزاك الله خير الجزاء ونسال الله ان يجعله في ميزان حسناتك
منقووووول
دمت متميزة
ننتضر جديدك
شكرا على المرور الطيب
![]() |
![]() |
|
بمناسبة حلول السنة الجديدة 2022 فتوى للشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز سماحة الإمام الوالد عبد العزيز بن عبد الله بن باز : لا يجوز للمسلم ولا للمسلمة مشاركة النصارى ، أو اليهود ، أو غيرهم من الكفرة في أعيادهم ، بل يجب ترك ذلك ؛ لأن من تشبه بقوم فهو منهم ، والرسول – صلى الله عليه وسلم – حذرنا من مشابهتهم والتخلق بأخلاقهم ، فعلى المؤمن وعلى المؤمنة الحذر من ذلك ، وأن لا يساعد في إقامة هذه الأعياد بأي شيء ؛ لأنها أعياد مخالفة لشرع الله ، ويقيمها أعداء الله ؛ فلا يجوز الاشتراك فيها ، ولا التعاون مع أهلها ، ولا مساعدتهم بأي شيء ، لا بالشاي ، ولا بالقهوة ، ولا بأي شيء من الأمور كالأواني ، ونحوها . وأيضًا يقول الله سبحانه : ﴿ وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ﴾ . [ المائدة : 2 ] .
فالمشاركة مع الكفرة في أعيادهم نوع من التعاون على الإثم والعدوان ، فالواجب على كل مسلم وعلى كل مسلمة ترك ذلك . ولا ينبغي للعاقل أن يغتر بالناس في أفعالهم ، الواجب أن ينظر في الشرع إلى الإسلام وما جاء به ، وأن يمتثل أمر الله ورسوله ن وأن لا ينظر إلى أمور الناس فإن أكثر الخلق لا يبالي بما شرع الله ، كما قال الله – عز وجل في كتابه العظيم – : ﴿ وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللهِ ﴾ . [ الأنعام : 116 ] . وقال سبحانه : ﴿ وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ ﴾ . [ يوسف : 103 ] . فالعوائد المخالفة للشرع لا يجوز الأخذ بها وإن فعلها الناس ، والمؤمن يزن أفعاله وأقواله ، ويزن أفعال الناس وأقوال الناس بالكتاب والسنة . بكتاب الله وسنة رسوله – عليه الصلاة والسلام – فما وافقهما أو أحدهما فهو المقبول ، وإن تركه الناس ، وما خالفهما أو أحدهما فهو المردود وإن فعله الناس . رزق الله الجميع للتوفيق والهداية .
موضوع ذات صلة بالموضوع ومجموعة من فتوى لعلماء الامة الاسلامية حول هذا الموضوع |
||
![]() |
![]() |
جزيت خيرا
جزاكم الله خيرا دوما مميزة
حقا موضوع قيم ولا يحتاج لرد بل يحتاج الى ردود ووقفات
نسال الله ان يصلحنا وان يهدينا لما يحبه ويرضاه
شكرا لك
اللهم لا تجعلنا من الغافلين والغافلات والهمنا الرشد فيما نفكر وفيما نعمل
تحياتــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــي.. ….
الثــــامن : قلتــم أن المـوت حـق …. ولم تستعــدوا له
التـــاسع : إذا انتبهتم من النوم …. اشتغلتم بعيوب الناس ونسيتم عيوبكم
العـــاشر : دفنتــم أموتاكم …. ولم تعتبـروا بهم
اللهم إننا نسألك العفو والعافية
اللهم احي قلوبنا بذكرك
جزاك الله خيرا أخي
و جعله في ميزان حسناتك
كنت أحد ثلاثة مرضى منومين في هذه الغرفة، كان سريري إلى جهة الواجهة الزجاجية للمبنى. وبجانب سريري سرير (ديفيد)، وسرير (إلن) على التوالي، قضيت في المستشفى سبعة عشر يوماً خرج (ديفيد) قبلي بخمسة أيام، أما (إلن) فإلى اليوم الذي خرجت فيه من المستشفى لم يكن قد خرج بعد.
لقد قدمت للدراسة في بريطانيا… وفي الطريق من مدينة (لندن) إلى (برايتون) وقع لي حادث مروري… معي إثنان من أصدقائي، لم يصابا بأذى، بقيا في المستشفى بضع ساعات للتأكد من سلامتهما، ثم خرجا بعد ذلك.
وطوال إقامتي في المستشفى كنت أخجل كثيراً حين أوازن بين وضعي، ووضع كل من (ديفيد) و (إلن)، وخجلت من كثرة ردِّي لمكالمات الأصدقاء وزملاء البعثة، وسؤالهم عن صحتي، لم تكن هذه الزيارات في يوم دون آخر.
أما (ديفيد) و(إلن) فلم يسأل عنهما أحد. المكالمات لي وحدي، وباقات الورد- وإن كنت لا أحبها- لي وحدي، بل أصبحت الورود، وكروت التهنئة بالسلامة تملأ الغرفة، وتمتد حتى سريرى (ديفيد) و(إلن)، وما خلت فترة زيارة من زوَّار لي. بالرغم من أنني ليست لي أهمية تذكر؛ إذ كنت مجرد طالب صغير في دراسة جامعية لا أكثر.
كان عجب (ديفيد) كبيراً. وكان أحد الأصدقاء يدفع لي بنقـــود، ويضعها في كفي، ويضغط عليها برفق لكي لا أردها. وشعرت بحرج شديد فأنا لدي ما يكفيني. ولست بحاجة إلى مساعدة. ولكنه يرفض ذلك ويصرُّ على الرفض.
قال لي:
– خذ هذه الآن.. وبعد ذلك نتحاسب أنا وأنت، ولم يتركني أتكلم بل ذهب من فوره.. لم يكن مناسباً أن أرمي النقود في أثره.
أحد أقاربي ممن جاء للسياحة حين علم بما حدث لي. اتصـل بإدارة المستشفى وأخبرهم أن تكلفة العلاج على حسابه.
وآخر عندما عدَّلت وضعي على السرير بعد ذهابه، وجدته قد وضع تحت المخدة مبلغاً من المال.
شعرت بالخجل الشديد من زوَّاري. كل ذلك و(ديفيد) لا يكاد يصدق ما يجري أمامه.
قال لي:
– يبدو أنك شخص مهم.
أجبته:
– لا.. لست مسؤولاً كبيراً ولا ثرياً من الأثرياء حتى أكون مهما، لكن الأمر لا يتوقف على المركز الاجتماعي فقط، فربما لقي الفقير عناية أكبر..؛ لأن الجميع يزورونه، ويقدمون له المساعدة رجاء أجر الله سبحانه وتعالى.
– لم أفهم!!
– هذا جزء من عقيدتنا، اختلط هذا المبدأ بدمنا وعظمنا ولحمنا، وما تراه دليل على ما أقول.
قال لي:
– لقد حضر إليك أصدقاء بعضهم ليسوا عرباً مثلك.
رددت عليه بأن المسلمين أخوة مهما كانت جنسياتهم وبلادهم وألوانهم.
وطوال بقاء (ديفيد) معي في الغرفة، وعجبه يزداد مما يرى من المودة والحنان اللذين أتلقاهما كل يوم.
وخرج (ديفيد) قبلي وقد أخذ عنواني، ثم خرجت بعده بخمسة أيام حينما شفيت من الإصابة.
وبعد مضي مدة من الزمن فوجئت برسالة من (ديفيد) في صنـدوق بريدي. وفتحتها، وهالني أن تبدأ ببسم الله الرحمن الرحيم، وأن يبدأ الخطاب بأخي الكريم، ثم يكتب بعدها السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لم يكن الأمر يحتاج إلى كثير توقع، لقد كانت رسالة من (ديفيد) يخبرني بإسلامه. وأنه قد غيَّر اسمه إلى عمر ثم يقول:
– إنني مدين لتلك الأيام التي قضيتها معك في المستشفى، ورأيت فيها ما جعلني أصمم على القراءة حول الإسلام، كنتُ بالقياس إليك كأنني منبوذ… لا أحد يحبني.. لا أحد يزورني، لا أحد يسأل عني.. بالرغم من أن أقاربي في نفس المدينة، أما أنت فعالم آخر يبدو لي غير معقول أبداً:
باقات من الورد والزهور بألوان مختلفة.
رسائل تحية.
مكالمات كثيرة..
زوَّار لك من داخل المدينة ومن خارجها.
كنت أحسدك على ذلـك، وأحسدك أكثر على الحب الذي ألحظه في علاقتهم بك، واستعداد الواحـد منهم أن يقدم لك ما تريد من مساعدة.
لقد قلت لي جملة واحدة: إنه الإسلام.
كان ذلك الموقف الذي رأيت يغني عن أي كلام منك لي.
كلمة واحدة بدأت بها مشوار تعرفي على هذا الدين الذي أنا في أشد الحاجة إليه، إنني سعيد جداً… لا تكاد تعرف حدود سعادتي وأنا أزف إليك خبر إسلامي !
فقال :لا يتم ركوعها ولا سجودها ولا قيامها ولا خشوعها.
ويقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه
إن الرجل ليشيب في الإسلام ولم يكمل لله ركعة واحدة
قيل: كيف يا أمير المؤمنين
قال : لا يتم ركوعها ولا سجودها
ويقول الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله
يأتي على الناس زمان يصلون وهم لا يصلون , وإني لأتخوف أن يكون الزمان هوهذا الزمان !!!!!!!
فماذا لو أتيت إلينا يا إمام لتنظرأحوالنا ؟؟؟
ويقول الإمام الغزالي رحمه الله: إن الرجل ليسجد السجدة يظن أنه تقرب بها إلى الله سبحانه وتعالى ووالله لو وزع ذنب هذه السجدة على أهل بلدته لهلكوا ،
سئل كيف ذلك ؟؟؟
فقال : يسجد برأسه بين يدي مولاه , وهو منشغل باللهو والمعاصي والشهوات وحب الدنيا …فأي سجدة هذه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
النبي صلى الله عليه وسلم يقول : (( وجعلت قرة عيني في الصلاة
فبالله عليك: – هل صليت مرة ركعتين فكانتا قرة عينك؟؟؟؟
-وهل اشتقت مرة أن تعود سريعا إلى البيت
كي تصلي ركعتين لله؟؟؟
-هل اشتقت إلى الليل كي تخلو فيه مع الله؟؟؟؟؟؟
يقول سبحانه وتعالى( : ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله )
يقول ابن مسعود رضي الله عنه : لم يكن بين إسلامنا وبين نزول هذه الآية إلا أربع سنوات ,, فعاتبنا الله تعالى فبكينا لقلة خشوعنا لمعاتبة الله لنا ….
فكنا نخرج ونعاتب بعضنا بعضا
نقول: ألم تسمع قول الله تعالى : ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله …
فيسقط الرجل منا يبكي على عتاب الله لنا
-فهل شعرت أنت يا أخي أن الله تعالى يعاتبك بهذه الآية ؟؟؟؟
ولكن انظر لعظمة من عصيت
ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ولكن انظر لعظمة من عصيت
شكرا على الطرح
/ واصل(ي) تميزك ,, و تألقك(ي) في هذا المنتدى ,, الرائع /
/ بارك الله ,, فيك(ي) ووفقك(ي) الله .,, /
/ وفي إنتظار ,, ما ستجود(ي) لنا به ,, من مواضيع /
/ ننتظـر منك ,, الكثيـر ,, ان شـاء الله /
►¦§¦◄ بأمان الله ►¦§¦◄
السلام عليكم رحمة الله وبركاته
سؤالي للمفتي عن هذا الموضوع وجدته في مدونة إسلامي
وقد كثرت مثل تلك المواضيع التي يوجد فيها ترغيب بالنشر بطريقة لا أدري كيف أصفها هل هي خبيثة أم صحيحة
وهذه نوع من تلك الرسائل
[i]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بشارة فيها خيررررررررررررررررررر الرجل الذي رسم الكاريكاتير على الرسول مات محروقا والدنمرك متكتِمَة على الخبر .. أرجوك أن تنشر الخبر هذا لأن هناك أخت من فلسطين شافت رؤية أن الذي سينشر هذا الخبر فإن الله سيفرحه بعد أربع ساعات ،و واللهِ إن شخصا اسمه محمد أقسم بالله أنه رأى الرسول في منامه وقال له الرسول : " بلّغ المسلمين عني أن من ينشرها خلال أربعة أيام فسوف يفرح فرحا شديدا ومن يتجاهلها فسوف يحزن حزنا شديدا " .. أرسِلْها قد ما تقدر فرحك الله
نص الجواب
بقلم الشيخ عبدالحليم توميات
الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، أمّا بعد:
· فأوّلا وقبل كلّ شيء: شكر الله لك – أخي الكريم – حبّك لنشر الخير، ورغبتك في هداية النّاس.
· ثانيا: اعلم أنّ نقلة الأخبار، ورواة الأحداث الواقعة في الأمصار، ثلاثة أصناف:
1) صنْفٌ يتثبّت قبل كلّ شيء من صحّة الخبر أو كذبه .. أن يتثبّت من أصله وما زِيد عليه في رحلته عبر ألسنة النّاس ..
ثمّ إذا تثبّت ينظر ويتأمّل: أين المصلحة في نقل هذا الخبر ؟ وهل سييُستغلّ هذا الخبر لغرض مشين، وهدف مهين ؟
بعد ذلك يتوكّل على الله وينشر ما لديه من الأخبار.
2) صنفٌ حسن النيّة، طيّب الطويّة، ولكنّه لا يتثبّت، فربّما ضرّ من حيث يظنّ أنّه ينفع، وهدم من حيث يظنّ أنّه يرفع .. فالأولى بهؤلاء أن لا يكونوا وسيلةً من
وسائل إعلام المغرضين، وأداة في أيدي المرجِفين.
وتأمّل قوله تعالى:{ إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ …} الآية، مع أنّ المرء يتلقّى الخبر بآذانه ! ولكنّه تعالى أراد أن يلفِت انتباهنا إلى سرعة نقل الخبر حتّى لم يبق بآذانه
لحظة واحدة.
3) صِنفٌ همّه الوحيد، وهدفه الفريد هو إثارة الشّهوات، وزرع الشّكوك والشّبهات، والسّخرية من المؤمنين والمؤمنات ..
فندعو جميع المسلمين إلى أن يكونوا من الصّنف الأوّل.
· ثالثا: خبر الدّانماركي هذا، إن كان ناقله ثقةً، حضر جنازته، وشهد وفاته، أو أتى بشهادة النّاس على ذلك، فيكون الخبر صحيحا.
وإن لم يكن كذلك، فاسأله: أطّلعت الغيب أم اتّخذت عند الرّحمن عهدا ؟
وقالوا: الصّحافة الدّانماركيّة متكتّمة على الخبر !!! إنّها لإحدى الكُبر !
إن ثبت الخبر، فإنّها فرصتهم السّانحة لاتّهام المسلمين بقتله وحرقه، ومن ثَمّ إعادة فتح ملفّ القضيّة، ويبنُون لأنفسهم مجدا مؤثّلا، ويفتحون باب الشّهرة الّذي بات
مقفلا ..
· رابعا: ما زلنا نُعاني من رسالة الشّيخ أحمد المكّي، الّتي تطلع علينا في كلّ عام مرّة أو مرّتين، ثمّ لا يفيق النّاس ولا يهتدون سبيلا ..
وها هي اليوم تُطلّ علينا رؤيا من فلسطين .. مفادها إبلاغ النّاس خبر الدّانماركيّ المحترق ؟
– فمن هذه المرأة ؟ ومن هذا محمّد الّذي رأى الرّؤيا هو الآخر ؟ ( فليس كلّ ما يلمع ذهبا ).
– هل رأوا النبيّ صلّى الله عليه وسلّم فعلا على صورته بصفاته الخلقيّة والخِلقيّة ؟ فإنّ الشّيطان لا يتمثّل بصورة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم الحقيقيّة، أمّا أن
يأتِي في أيّ صورة ويقول: أنا رسول الله فما المانع ؟
– ألا ترى أخي الكريم، أنّ من بلّغ عن الله آياته وأحكام شريعته، وبلّغ عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّمأحكام سنّته، لم يَحْظَ بهذه الفرحة الموعودة، والسّعادة
المنشودة ؟
– ثمّ ما هذا لتّقييد العجيب الوارد في البُشرى: أربع ساعات !!
فهذه هي الكهانة، ولكنّها في ثوب رؤيا ..
· لذلك أنصح نفسي وإخواني أن لا نكون وسيلة لنقل ما يريده المهرّجون والسّاخرون، ففي كلّ يوم يرفعون علما من أعلام الخرافات: أصوات المعذّبين في القبور
!! صورة امرأة ممسوخة !! صورة شابّ تارك للصّلاة !! نور الحرمين يُرى من الفضاء !! شجرة كتبت أغصانها كلمة الشّهادة !! وغير ذلك.
وليُكُن همّنا ربطُ النّاس بالوحي وليس إلاّ الوحي ..
أمّا تلك البشارات فإنّه لا بدّ من التثبّت منها قبل نقلها، فإن كانت حقّا فلله الحمد والمنّة ونسأله المزيد من فضله .. وإن كانت كذبا فما على المحسنين من سبيل،
والله حسبنا ونعم الوكيل.
هذا جوابي باختصار شديد، والله تعالى أعلى وأعلم، وأعزّ وأكرم.
بقلم الشيخ عبد الحليم توميات -منقول –
و جزاك خيرا
للشيخ: سالم العجمي حفظه الله
الحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد أيها المسلمون:
فإن الله سبحانه قد أعظم على عباده المنة أن يسر لهم سبل الخير؛ وجعل لهم مواسم يزدادون فيها من الأجر وأعمال البر؛ ومن هذه المواسم أيام العشر الأُوَل من شهر ذي الحجة، التي أظلتنا هذه الأيام؛ والتي فضَّلها الله سبحانه على سائر الأيام، وضاعف فيها الأجر لمن عمل صالحاً.
ولتعظيم هذه الأيام المباركة فقد أقسم بها الرب ـ عز و جل-ولا يقسم إلا بعظيم- فقال تعالى:( والفجر* وليال عشر) .
قال ابن عباس وابن الزبير وغير واحد من السلف: المراد بها عشر ذي الحجة.
كما أنه قد ثبت فضلها في سنة رسول الله -صلى الله عليه و سلم-؛ فقد قال رسول الله-صلى الله عليه و سلم-:« ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله ﻷ من هذه الأيام -يعني:أيام العشر-قالوا :يا رسول الله؛ ولا الجهاد في سبيل الله؟. قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع بشيء من ذلك ».
فهذا الحديث المبارك يشحذ همم الصالحين للإكثار من أعمال الخير، والتزود من البر والتقوى، ودليل على مضاعفة الأجر وعظيم امتنان الله على من عمل صالحاً في هذه الأيام، حتى إنه لا يفوقه أحدٌ إلا مجاهد خرج بنفسه وماله؛ فقتل شهيداً في سبيل الله وذهب سلاحه ومركوبه.
ومما يستحب فعله هذه الأيام الإكثار من ذكر الله عز و جل.
وفضائل الذكر كثيرة؛ فقد جاء أناس إلى النبي -صلى الله عليه و سلم- فقالوا: يا رسول الله:« ذهب أهل الدثور بالأجور؛ يصلون كما نصلي؛ ويصومون كما نصوم؛ ويتصدقون بفضول أموالهم؛ فقال-صلى الله عليه و سلم- :أوَليس قد جعل لكم ما تصدقون؟ إن بكل تسبيحة صدقة؛ وكل تكبيرة صدقة؛ وكل تحميدة صدقة؛ وكل تهليلة صدقة؛ وأمر بمعروف صدقة؛ ونهي عن منكر صدقة؛ وفي بضع أحدكم صدقة.
قالوا: يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته فيكون له فيها أجر؟ قال: أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه وزر؟فكذلك إذا وضعها في حلال كان له أجر» .
وقال-صلى الله عليه و سلم- :« كلمتان خفيفتان على اللسان؛ ثقيلتان في الميزان؛ حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده؛ سبحان ربي العظيم » .
وقال -صلى الله عليه و سلم -:« من أحب أن تسره صحيفته يوم القيامة فليكثر من الاستغفار » .
وقال الله تعالى:( ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات)؛ قال ابن عباس رضي الله عنه:" الأيام المعلومات: أيام العشر".
وكان ابن عمر وأبو هريرة-رضي الله عنهما- يخرجان إلى الســـــوق في أيام العشر يكبّران ويكبر الناس بتكبيرهما.
ولا يعني ذلك جواز التكبير الجماعي لأنه من البدع المنكرة؛ ولكن يكبّر كل واحد على حدة، وهذا التكبير مطلق في أي وقت؛ ولا يلتزم بوقت معين؛ فإذا دخل يوم عرفة فإنه يكبر عقب كل صلاة؛ من فجر يوم عرفة إلى آخر أيام التشريق؛ وهذا هو التكبير المقيد بوقت؛ وقد ورد ذلك عن علّي وابن عمر-رضي الله عنهما-.
وأما كيفية التكبير فهي أن يقول : الله أكبر الله أكبر لا اله إلا الله؛ الله أكبر الله أكبر ولله الحمد؛ جاء ذلك عن عمر الفاروق وابن مسعود .
ومما يستحب فعله في هذه الأيام الإكثار من الصوم، فإن استطاع صيام "التسع من ذي الحجة كلها" فهو خير وفضل؛ قال رسول الله -صلى الله عليه و سلم-:« ما من عبد يصوم يوماً في سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفاً».
ومن لم يستطع صومها جميعاً، فلا يبخل على نفسه بأجر صيام بعض أيامها؛ فقد جاء في الحديث عن بعض أزواج النبي -صلى الله عليه و سلم- قالت: « كان رسول الله -صلى الله عليه و سلم- يصوم تسع ذي الحجة؛ ويوم عاشوراء؛ وثلاثة أيام من كل شهر » .
وعموماً فالصوم يدخل في قوله صلى الله عليه و سلم: « ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه العشر..»؛ وقد بين أهل العلم أنه لا نزاع في استحباب صوم عشر ذي الحجة، ويقصدون بذلك التسع؛ لأن العاشر يوم العيد وصيامه حرام لا يجوز؛ وقد سئل الشيخ عبدالعزيز بن باز-رحمه الله- عمن زعم أن صيام عشر ذي الحجة بدعه؛ فقال: " هذا جاهل يعلّم، فالرسول -صلى الله عليه و سلم- حض على العمل الصالح فيها؛ والصيام من العمل الصالح ".
ومما يستحب فعله في هذه العشر صيام يوم عرفة؛ لِما جعل الله ـ في ذلك من الأجر العظيم؛ فقد سئل رسول الله -صلى الله عليه و سلم- عن صوم يوم عرفه. فقال:« يكفر السنة الماضية والباقية » .
وهذا الاستحباب في حق غير الحجاج؛ وأما الحاج فلا يصوم يوم عرفه لأن النبي -صلى الله عليه و سلم- وقف في عرفة مفطراً؛ وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه و سلم ؛ فهو الأتقى والأخشى لله؛ ولو كان خيراً لسبقنا إليه.
ومما يسارع إليه العبد في هذه الأيام الحج إلى بيت الله الحرام؛ وهو فرض مؤكد وواجب على الفور لمن استطاع إليه سبيلا؛ قال تعالى:( ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً ) .
فمتى ما ملك العبد النفقة الكافية؛ والقدرة على الحج في البدن وأمن الطريق وجب عليه الحج ولا يجوز له تأخيره؛ قال صلى الله عليه و سلم:« تعجلوا بالحج فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له » .
فأنت اليوم نشيط قادر مستطيع؛ ولا تدري بما تحمله الأيام من غيبٍ اختص الله سبحانه بعلمه؛ فلعل القادر يعود عاجزاً؛ والغني يعود معوزاً؛ فالأمور بيد الله سبحانه.
فكيف بالعبد إذا ذهب للحج يريد قضاء فرضه ومغفرة ربه؛ ووافق ذلك موسماً عظيماً للتزود من الطاعات؛ قال -صلى الله عليه و سلم- :« الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة » ؛ وقال -عليه الصلاة و السلام-: « من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه» ؛ لا شك أنها منتهى المنة والفضل من الله سبحانه:( وما يلقّاها إلا الذين صبروا وما يلقّاها إلا ذو حظ عظيم ) .
وفي العموم فإن المسلم يستحب له أن يكثر من كل عمل صالح؛ دون التقيد بنوع معين؛ فإنما هو موسم لجنْي الأعمال الصالحة؛ فليسارع المسلم إلى التزود منها بما يستطيع من البر والصلة وعيادة المريض؛ والتوبة إلى الله من التقصير في ترك الواجبات وفعل المحرمات؛ والابتعاد عن مجالس السوء؛ واتباع الجنائز؛ والدعاء والتضرع إلى الله عز و جل؛ والإكثار من نوافل الصلوات؛ والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ وغير ذلك مما دلت على فضله النصوص الــــشرعية.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم..
الحمد لله وحده؛ والصلاة والسلام على رسوله وعبده ؛ نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
أما بعد..
فمن الشعائر التي ينبغي للمسلمين أن يحافظوا عليها في هذه الأيام المباركة؛ ذبح الأضاحي تقرباً إلى الله -عز وجل-.
فالذبح من العبادات التي لا يجوز صرفها إلا لله رب العالمين سبحانه؛ قال تعالى:( قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين )؛ نسكي أي:ذبحي. فمن ذبح الأضحية فقد تقرب إلى الله سبحانه بشيء يحبه ويرضاه وشرعه لعباده.
والأفضل ذبح الأضحية في البلد حتى تبقى هذه الشعيرة ظاهرة؛ لأن المقصود من الأضحية هو التقرب إلى الله بإهراق الدم؛ استجابة لما شرعه الله لعباده؛ واتباعاً لسنة نبيه -صلى الله عليه و سلم-؛ كما في حديث أنس قال:« ضحى رسول الله -صلى الله عليه و سلم- بكبشين أملحين أقرنين؛ذبحهما بيده وسمى وكبر » .
وتجزئ الأضحية عن الرجل وأهل بيته؛ فقد قال أبو رافع:« إن النبي -صلى الله عليه و سلم-ضحى عنه وعن أهل بيته » .
ومن كان في بيت مستقل فيشرع له أن يضحي عنه وعن أهل بيته بأضحية مستقلة.
والواجب على من أراد أن يضحي أن يمسك عن شعره وأظفاره فلا يأخذ منها شيئاً من أول شهر ذي الحجة وحتى يضحي لقوله -صلى الله عليه و سلم-:« إذا دخل شهر ذي الحجة وأراد أحدكم أن يضحي فلا يأخذ من شعره ولا من بشرته ولا من أظفاره شيئاً » .
ومن لم يعرف هذا الحكم إلا بعد دخول أول أيام ذي الحجة؛ وقد أخذ من شعره وأظفاره فليمسك فيما بقي من الأيام.
ويدخل في ذلك من وكّل شخصاً أن يضحي عنه؛ فإنه يلزم صاحب الأضحية أن يمسك عن شعره وأظفاره ولا يلزم الموكَّل لأنه متبرع.
والسنة أن يضحي الحي عن نفسه وعن أهل بيته؛ فمن الخطأ أن بعض الناس يضحي عن أمواته ولا يضحي عن نفسه وأهل بيته؛ والنبي -صلى الله عليه و سلم- ضحى عن نفسه وأهل بيته.
وأما الأضحية عن الميت فإن كان قد ترك مالاً وأوصى أن يُضحى عنه؛ فالواجب إنفاذ وصيته؛ وإن لم يكن قد خلَّف مالاً؛وأراد أحد أهله أن يضحي له تبرعاً فلا مانع.
على أنه لابد أن يُعرف أن الأضحية في الأصل عن الحي؛والنبي -صلى الله عليه و سلم- إنما ضحى عن أهل بيته، ولم يُذكر أنه ذبح عن أمواته.
ولا مانع أن يَدخل الأموات في قول المضحي:" عني وعن أهل بيتي "؛ ففضل الله واسع.
ووقت ذبح الأضحية بعد صلاة العيد؛ فمن ذبحها قبل صلاة العيد فلا تجزئ عنه؛ قال -صلى الله عليه و سلم-: « من ذبح قبل الصلاة فليذبح مكانها أخرى » .
ويمتد وقت الأضاحي من بعد صلاة العيد وحتى غروب الشمس في اليوم الثالث عشر من ذي الحجة؛ أي: رابع أيام العيد.
ولا تكون الأضحية إلا من بهيمة الأنعام " الغنم والمعز والبقر والإبل ".
ولا بد من اعتبار السن في الأضاحي؛ فإن ضحى من الغنم فلا بد ألا يقل سنّها عن ستة أشهر؛ والمعز سنة؛ والبقر سنتان؛ والإبل خمس سنين.
ويقبل في هذا بقول البائع الثقة المأمون؛ لأن هذا خبر ديني فلا بد من تحري الصادق الثقة فيه.
ولا يجوز أن يشترك أكثر من شخص مالياً بشراء أضحية من الغنم أو المعز؛ لأن الأضحية من الغنم والمعز تكون عن المرء وأهل بيته.
أما الإبل والبقر فيجوز أن يشترك فيها سبعة أشخاص؛ عن كل واحد منهم سُبع أضحية عنه وعن أهل بيته.
قال جابر-رضي الله عنه :« نحرنا في عام الحديبية البدنة عن سبعة؛ والبقرة عن سبعة» .
ولا يجزئ أن يضحي بالمعيبة قال -صلى الله عليه و سلم-:« أربع لا تجوز في الأضاحي: العوراء البين عورها؛ والمريضة البين مرضها؛ والعرجاء البين ضلعها؛ والعجفاء التي لا تنقي » ؛ العجفاء التي لا تنقي:الهزيلة التي ليس فيها مخ.
ويجوز أن يضحي "بالهتماء" التي ذهبت ثناياها؛ ولكن كلما كانت أكمل كانت أفضل؛ "والجداء": التي نشف ضرعها.
ويكره أن يضحى بالعضباء التي ذهب أكثر قرنها أو أكثر أذنها؛ ويجوز أن يضحي بالخصي؛ فقد ثبت أن النبي -صلى الله عليه و سلم-:« ضحى بكبشين موجوئين » .
ومما لابد أن يعلم أنه لا يجوز لصاحب الأضحية أن يعطي الجازر أجرته منها؛ وإن أعطاه على وجه الصدقة إذا كان فقيراً أو هدية فهذا جائز.
كما أنه لا يجوز له أن يبيع جلدها أو شيئاً من أجزائها بعد ذبحها لأنها تعينت لله.
ويجوز له أن يذبح في الليل إذا لم يخل بتقسيمها؛ ويقسمها أثلاثاً " يأكل ويهدي ويتصدق ".
كما يجوز للمرأة أن تذبح الأضحية ولا مانع من ذلك.
نسأل الله أن يرزقنا الفقه في الدين؛ واتباع سنة سيد المرسلين.
اللهم اغفر لنا وارحمنا؛ وعافنا واعف عنا. انتهى كلام الشيخ
و صلِ اللهم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم تسليما كثيرا
اللهم اجعلها في ميزان حسناتك ولا تبخلي علينا بالمزيد من الدرر…وفقك الله
( صيـــــــام يـــــــوم عــــرفـــــــــة )
فضل صوم يوم عرفه :
وهو اليوم التاسع من ذي الحجة ، وقد أجمع العلماء على أن صوم يوم عرفة
أفضل الصيام في الأيام ، وفضل صيام ذلك اليوم ، جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم
أنه قال :" صيام يوم عرفه أحتسب على الله أنه يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده "
[ رواه مسلم ] . فصومه رفعة في الدرجات ، وتكثير للحسنات ، وتكفير للسيئات .
ماذا يكفر صوم يوم عرفة :
فعموماً لا ينبغي صيام يوم عرفة للحاج أما غير الحاج فيستحب له صيامه لما فيه من
الأجر العظيم وهو تكفير سنة قبله وسنة بعده . والمقصود بذلك التكفير ، تكفير الصغائر
دون الكبائر ، وتكفير الصغائر مشروطاً بترك الكبائر ، قال الله تعالى : " إن تجتنبوا كبائر
ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم " [ النساء ] ، وقوله صلى الله عليه وسلم : " الصلوات
الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان كفارة لما بينها إذا اجتنبت الكبائر "
[ رواه مسلم ] .
صوم يوم عرفة للحاج :
فيستحب صيام يوم عرفه لغير الحاج أما الحاج فعليه أن يتفرغ للعبادة والدعاء
ولا ينشغل فكره وقلبه بالطعام والشراب وتجهيز ذلك ، فيأخذ منه جُل الوقت ، وعن أبي
هريرة رضي الله عنه قال :" نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم عرفة
بعرفة " [ رواه أحمد وابن ماجة وفي صحته نظر ] ، وأيضاً مثله عند الطبراني في الأوسط
من حديث عائشة رضي الله عنها قال : " نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم
عرفة بعرفات " ، ويعضدهما حديث : " أن الناس شكوا في صومه صلى الله عليه وسلم يوم
عرفة ، فأرسل إليه بقدح من لبن فشربه ضحى يوم عرفة والناس ينظرون "
[ رواه البخاري ومسلم ] .
فعندما شك الناس في صوم النبي صلى الله عليه وسلم يوم عرفة جاءه قدح لبن فشربه
حتى يرى الناس أنه لم يصم ، وقال بعض العلماء أن صيام يوم عرفة للحاج محرم ، لأن
النهي في الحدث السابق للتحريم ، وكره صيامه آخرين ، قال ابن القيم رحمه الله : وكان من
هديه صلى الله عليه وسلم إفطار يوم عرفة بعرفة . انتهى .
وقال المنذري : اختلفوا في صوم يوم عرفة بعرفة ، قال ابن عمر : لم يصمه النبي صلى الله
عليه وسلم ، ولا أبو بكر ، ولا عمر ، ولا عثمان ، وأنا لا أصومه . ولفظه عند عبدالرزاق :
" حججت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يصم يوم عرفة ، وحججت مع أبي بكر فلم
يصمه ، وحججت مع عمر فلم يصمه ، وحججت مع عثمان فلم يصمه ، وأنا لا أصومه ،
ولا آمر به ، ولا أنهى عنه " [ 4/285 ] .
وقال عطاء : من أفطر يوم عرفة ليتقوى به على الدعاء كان له مثل اجر الصائم .
[ مصنف عبد الرزاق 4/284 ] .
وقال الساعاتي في الفتح الرباني : وممن ذهب إلى استحباب الفطر لمن بعرفة الأئمة
أبو حنيفة ومالك والشافعي والثوري ، والجمهور ، وهو قول أبي بكر وعمر وعثمان
وابن عمر رضي الله عنهم أجمعين ، وقال : هو أعدل الأقوال عندي .
صوم التطوع لمن عليه قضاء :
اختلف الفقهاء رحمهم الله تعالى في حكم التطوع بالصوم قبل قضاء رمضان .
فذهب الحنفية إلى جواز التطوع بالصوم قبل قضاء رمضان من غير كراهة ، لكون القضاء
لا يجب على الفور ، قال ابن عابدين : ولو كان الوجوب على الفور لكره ، لأنه يكون تأخيرا
للواجب عن وقته الضيق .
وذهب المالكية والشافعية إلى الجواز مع الكراهة ، لنا يلزم من تأخير الواجب قال الدسوقى :
يكره التطوع بالصوم لمن عليه صوم واجب ، كالمنذور والقضاء والكفارة .سواء كان صوم
التطوع الذي قدمه على الصوم الواجب غير مؤكد ، أو كان مؤكداً ، كعاشوراء وتاسع ذي
الحجة على الراجح .
وذهب الحنابلة إلى حرمة التطوع بالصوم قبل قضاء رمضان ، وعدم صحة التطوع حينئذ
ولو اتسع الوقت للقضاء ، ولا بد من أن يبدأ بالفرض حتى يقضيه ، وإن كان عليه نذر
صامه بعد الفرض أيضا، لما روى أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله وسلم قال
(( من صام تطوعاً وعليه من رمضان شيء لم يقضه فإنه لا يتقبل منه حتى يصومه ))
[ رواه أحمد ] ، وقياساً على الحج . في عدم جواز أن يحج عن غيره أو تطوعاً قبل حج
الفريضة . [ الموسوعة الفقهية 28 / 100 ] .
وهذا سؤال ورد إلى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء :
هل يجوز للشخص أن يشرك النية في عمل واحد أو لعمل واحد ، فمثلاً يكون عليه قضاء يوم
من شهر رمضان وجاء عليه يوم وقفة عرفة ، فهل يجوز أن ينوي صيام القضاء والنافلة
في هذا اليوم وتكون نيته أداء القضاء ونية أخرى للنافلة ؟
الجواب : لا حرج أن يصوم يوم عرفة عن القضاء ويجزئه عن القضاء ولكن لا يحص
له مع ذلك فضل صوم عرفة ، لعدم الدليل على ذلك . لكن الأفضل للإنسان أن يقضي ما عليه
من الصوم في غير يوم عرفة ، ليجمع بين فضيلتين ، فضيلة القضاء ، وفضيلة صوم يوم عرفة
. [ 10/397 – 398 ] .
فأقول : من صام يوم عرفة بقصد التطوع وعليه أيام من رمضان فصيامه صحيح ،
والمشروع له ألا يؤخر القضاء لأنه لا يدري ما يعرض له من نوائب الدهر ، فنفس الإنسان
بيد الله لا يدري متى يأتيه أجله المحتوم ، فليبادر بالقضاء قبل التطوع ، لأن القضاء حق لله
تعالى ، لا تبرأ به ذمة المسلم ، فالأحوط له أن يبادر بالقضاء ثم يتطوع بعد ذلك بما شاء ،
قال صلى الله عليه وسلم : " اقضوا الله فالله أحق بالوفاء " [ رواه أحمد بسند صحيح ]
وقال عليه الصلاة والسلام : " فدين الله أحق بالقضاء "
[ رواه مسلم ، انظر مسلم بشرح النووي 7/266 ] .
يوم عرفة ويوم الجمعة :
إذا وافق يوم عرفة أو يوم عاشوراء يوم جمعة جاز إفراده بالصوم ، والنهي الوارد
عن إفراد صوم يوم الجمعة بدون سبب ولكونه يوم جمعة ، أي تعظيماً له أو ما شابه ذلك ،
أما من صامه لأمر آخر رغب فيه الشرع وحث عليه فليس بممنوع ، بل مشروع ولو
أفرده بالصوم ، ولو صام يوماً قبله بالنسبة ليوم عرفة كان أفضل ، عملاً بالحديثين السابقين ،
أما صيام يوم بعده فلا يمكن لأن اليوم الذي بعده يوم عيد النحر وهو محرم صيامه لجميع
المسلمين حجاجاً كانوا أم غير حجاج لحديث أبي سعيد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم : " نهى عن صوم يومين : يوم الفطر ويوم النحر " [ متفق عليه ] ، وروى أبو
عبيد مولى ابن الأزهر قال : " شهدت العيد مع عمر بن الخطاب ، فجاء فصلى ، ثم انصرف
فخطب الناس ، فقال : إن هذين يومين نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صيامهما ؟
يوم فطركم من صيامكم ، والآخر يوم تأكلون فيه من نسككم " [ رواه البخاري ومسلم ] ،
والنهي يقتضي فساد المنهي عنه وتحريمه .
وقد أجمع العلماء على تحريم صوم يومي العيدين ، نقل الإجماع عنهم ابن حزم فقال :
" وأجمعوا أن صيام يوم الفطر ، ويوم النحر لا يجوز : [ مراتب الإجماع ص72 ] .
وقال ابن هبيرة : " وأجمعوا على أن يوم العيدين حرام صومهما ، وأنهما لا يجزئان إن
صامهما لا عن فرض ولا نذر ولا قضاء ولا كفارة ولا تطوع " [ الإفصاح 3/174 ] .
وقال ابن قدامة : أجمع أهل العلم على أن صوم يومي العيدين منهي عنه ، محرم في
التطوع والنذر المطلق ، والقضاء والكفارة .
وكذلك لا يجوز صيام التطوع كالاثنين والخميس أو أيام البيض إذا وافقت أيام التشريق ،
وهي الحادي عشر ، والثاني عشر ، والثالث عشر من ذي الحجة ، لحديث نبيشة الهذلي قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله "
[ رواه مسلم وغيره ] ،
ولم يرخص في صيامها إلا للحاج المتمتع والقارن الذي لم يجد قيمة الهدي فإنه يصوم
عشرة أيام ، ثلاثة في الحج وسبعة إذا رجع إلى أهله ، لحديث عائشة وابن عمر رضي الله
عنهما : " لم يرخص في أيام التشريق أن يصمن إلا لمن لم يجد الهدي " [ رواه البخاري ]
وقولهما لم يرخص القول : للنبي صلى الله عليه وسلم والأمر وعدم الترخيص له
بعد الله تبارك وتعالى .
اللهم وفقنا للعمل الصالح
تحياتـــــــــــــــــــي ….
جعله الله في ميزان حسناتك واثابك الجنة
تقبلي مروري المتواضع
تحياتي
وفقك الله
تحياتــــــــــــــي….
دمت نفعا لهذا الصرح
جزاك الله خيرا و جعله في ميزان حسناتك
نسأل الله أن يعرفنا بديننا ويثبتنا على الحق ويعنا على طلب المعالي…
بورك فيك رنين على المرور الكريم
تحياتـــــــــــــــي….