السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نقلت لكم ؛ طلبة الطب ؛ دليلا لاختيار الاختصاص من موقع سوري ؛
أتمنى أن يفيدكم ؛ موفقون.
كيف اختار اختصاصي؟
مقدمة: الحاجة إلى التخصص
كان معظم الأطباء في بداية القرن العشرين أطباء ممارسين يقومون بكل مهام الطبيب في مختلف الاختصاصات ابتداء من عمليات التوليد والعناية بالخدج وحتى تدبير أمراض الشيخوخة بالإضافة إلى القيام بالعمليات الجراحية المختلفة.
إلا أن التوجه نحو التخصص بدأ يظهر تدريجياً وظهر عدد كبير من الاختصاصات في معظم المجالات الطبية. واكتسبت الاختصاصات الطبية مزايا عديدة كالمردود المادي الأعلى والمكانة الاجتماعية والعلمية التي تفوق فيها الطبيب المختص على غيره من الأطباء، بالإضافة إلى التعامل مع نمط معين من الحالات الطبية بصورة متكررة ما يستدعي إلماماً أكبر للطبيب بهذه الحالات تحديداً بدلاً من الشمولية والعشوائية في الحالات التي يتعرض لها الطبيب العام الممارس, كل هذا أدى بالأطباء المختصين إلى التميز عن غيرهم وشجع الكثيرين على الحصول على هذا الامتياز.
يعتبر كل من التطور الهائل الذي حصل في المعلومات الطبية والاكتشافات الحديثة وتخصيص كمية هائلة من الموارد المادية لتطوير الصناعات الدوائية واكتشاف أدوية جديدة من أهم أسباب ظهور العديد من الاختصاصات. ولا يخفى دور التكنولوجيا والتقنيات الحديثة التي جعلت العديد من الإجراءات الطبية المستحيلة سابقاً ممكنة وتنفذ يومياً سواء بأغراض التشخيص أو العلاج. و بسبب كل هذا حدث نمو شديد ومتسارع في الاختصاصات الطبية الرئيسية والفرعية.
ومع ظهور شركات التأمين الصحي في العالم تمكن الأفراد من الحصول على الرعاية الصحية المطلوبة، وساعدتهم هذه الشركات على تحمل النفقات الباهظة للاستشارات والإجراءات الطبية التي يقوم بها الأطباء الأخصائيون.
وقد دفع الارتفاع المستمر لتكاليف الرعاية الطبية التخصصية بالحكومات وشركات التأمين إلى تشجيع مفهوم الرعاية الأولية ودعم العديد من الاختصاصات التي تقدم هذا النوع من الرعاية، كطب الأسرة وطب الأطفال والطب الداخلي العام, وتقديم العديد من المزايا لتشجيع الأطباء الجدد على الاتجاه نحو هذه الفروع.
إلا أن بقية الاختصاصات عادت بقوة وجذبت الانتباه من جديد، وخاصة مع بروز العديد من الاختصاصات الفرعية الهامة.
وبالمقارنة مع الخارج فإن قطاع التأمين الصحي في سورية لا يزال في بدايته ويحتاج إلى تطوير بما يلائم الحالة الاجتماعية والاقتصادية, علماً بأن شركات القطاع الخاص باتت تقدم تأميناً صحياً ذو مستوى مرتفع لموظفيها, و يتوقع كثيرون أن تلجأ هذه الشركات إلى تطبيق المعايير الغربية من حيث الاعتماد على اخصائي الرعاية الأولية في المقاربة الأولى للمريض ما يعني زيادة الاهتمام بهذه الاختصاصات محلياً, و هو أمر لا بد من أخذه بعين الاعتبار.
تحد ليس بالسهل!
يعتبر اختيار الاختصاص في الوقت الراهن من أصعب التحديات التى تواجه الطبيب، ويعود ذلك لعدة أسباب منها:
التخصص تحول في هوية الطبيب من كونه طالب طب في مرحلة الدراسة إلى طبيب اختصاصي يتدرب في مجال معين.
أمام هذا "الانفجار" العلمي في كل الميادين، ومنها الطب، ومع تزايد الاختصاصات الفرعية ضمن الاختصاص الواحد، فقد أصبح من الضروري على الطبيب التفرغ بشكل تام إلى جانب محدد من الطب حتى يستطيع إتقانه بشكل جيد.
في الولايات المتحدة الأمريكية على سبيل المثال، يتوجب على الطبيب حديث التخرج أن يختار بين 60 اختصاصاً رئيسياً وفرعياً، وهذا ليس بالأمر اليسير. وفي سورية يوجد ما يزيد على 40 اختصاصاً وفي كل منها يقبل فقط عدد محدد من الأطباء بحسب الوزارة التي يتقدم إليها الطبيب (وزارة التعليم العالي, وزارة الدفاع, وزارة الصحة, وزارة الداخلية). (تفصيل الاختصاصات المتوفرة في الدراسات العليا تجده في الملحق). ليست عندي معلومات حول ما يوجد في الجزائر.