رنين و أنين
قطع هدوء الظهيرة و شرودي رنين الهاتف، الذي لم أعد اسمع صوته من اسبوع مضى كأن مرضا أصابه أو حزنا على حبيب اصاب قلبه،
كانت عظامي تشكو تعبها ولهذا كانت مسترخية وتتمنى أن يتوقف الرنين قبل اعتدالي… لكنّه أصرّ!!..
نجحت أخيرا و التقطت السماعة:
– من معي؟
– أنا,,,
(يا إلهي!ما هذا الصوت،، يشبه صوت الملائكة في هدوئه مغلفا بحزن شاحب يرافقه أنين … حسناء تتألم!!)
– من أنتِ؟ ( بألم مسبق)
– أنا التي اشتاقت إلى أولادها الذين سلبوا من حضنها…ولم تعد تراهم.. (بكاء)
(سكون يحوم حولي، فقط أسمع أنيهان و دقات قلبي)
-(تواصل) أحس بحسرتهم ألمهم و معاناتهم،أسمع بكاءهم، دعاءهم،،،أين هم؟؟
أبنائي أربع:
شيخ يحن إلى ضمة على صدري
كهل تجول قبلاتي في ذاكرته
شاب يتمنى جلسة في حجري
ورضيع يتخيل طعم حليبي
أنا من تترقب على ضفاف النهر و خلف جدران الحدود قماشا أبيضا يلوح لي بعودة ليهنأ بها سهلي، وبـِعيدٍ يكفكف الدموع عن جفون جبالي، ونهاري واقف مُنتظر موعد شروق شمسٍي، شمسي ألوانها أبنائي، وقمر ليلي وحيد يسأل: أين النجوم التي كانت تحيط حولي؟؟
هكذا حياتي، تساؤلات متتالية متكررة،،،
اختضنت بغير إرادتي و حملت غصبا عني من شرّد فلذّات كبدي بلا رحمة، و أنا أحنو عليهم بلا حنان،،،، هذه أنا..
سألتها و بريق دموعي يغطي عيني: أما من أخٍ شهمٍ يرأف لحالك؟
– اخي!؟؟ نعم اخوتي كثر، يهدون لي عهودهم في أعياد جروحي، كثرت اجتماعاتهم، زعموا أنهم متحدون فيتشاورون بالأيدي و لا تفهم لغتهم، لكن عنوان حوارهم: نحو غد أفضل !!!!
حاولت الشكوى فحوّلت قضيتي إلى محكمة قاضيها
جلادي ومحاموها أعدائي يبتهجون كل جلسة لظلمي
لا تستغربي،
هذه أنـا ،
و أبنائي أوراق منتشرة في حديقة الأحزان فمتى يحين جمعها و إعادتها لأشجاري، فمياهي وحدها ترويهم بالسعادة
هذه أنا،
وقصتي أرويها لك و لمن مثلك، و أشكو إلى ربّي…..
تركتُ السماعة مفتوحة و وعدت الخالة بغلقها حين يكف الأنين عنها….
مع تمنياتي ان يعجبكم .هبة .