يعد التعليم الذاتي للطفل من أهم الاتجاهات الحديثة في التربية التي ترى ضرورة أن يكون الطفل المتعلم إيجابياً في عملية التعليم.
كما يجب أن يبحث عن المعرفة ويكتشفها بنفسه ويعتمد أسلوب التعلم الذاتي على البحث والاكتشاف الذي حثنا عليه ديننا الإسلامي الحنيف .
وذلك بالتركيز على أسلوب القدوة في التعامل واستعمال أساليب التوجيه والمديح الفعال والإقناع.
ويركز منهج التعليم الذاتي علي تنـمية القـيم الإسلامية ومبادئ :
الصدق
والصراحة
وحرية الرأي
والاعتزاز بالذات
والإنتاج
وخدمة النفـس
والاعتـماد علـيها ,
ولنا في رسـول اللـه { القـدوة الحسنة، فقـد كان عليه الصلاة والسلام يحسن التعامل مع الأطفال ويحرص على تلبية حاجـاتهم واحترام رأيهـم ويخاطبهم في كثير من الأحاديث يأمرهم ويمازحهم.
ما هو التعليم الذاتي؟
هو أن يمارس الطفل العمل بنفسه، تحركه حاجته الذاتية للتعلم
وذلك بإتاحة الفرصة للطفل لكي يتعلم بنفسه عن طريق المواد والأدوات والأشياء الموجودة حوله والتوصل للإجابة بنفسه عن طريق التجربة والاكتشاف والأسئلة أو بمساعدة قليلة من والديه ومعلمته التي تقدم له برامج تعتمد على الاستكشاف.
أهمية التعليم الذاتي
إن الهدف من التعليم الذاتي هو:
مساعدة الطفل على تنمية سلوك إيجابي تجاه التعلم، فالأطفال يشجعون على طرح الأسئلة والاكتشاف، وهذا يعزز قدراتهم على حل المشاكل ,ويجعلهم يتعرفون على العلاقة بين السبب والنتيجة ويخططون، ويشجع الأطفال على تجربة أفكارهم واستخدام الأدوات بإبداع.
اكتشاف الطفل للمعرفة يجعله يفهمها ويحتفظ بها لمدة أطول ويستطيع أن يستفيد منها في مواقف مشابهة أو جديدة بعكس لو أعطيت له عن طريق التلقين بواسطة المعلمة.
إن تدريب طفل ما قبل المرحلة الابتدائية على الاستكشاف يعده للمراحل القادمة من حياته أيضاً حيث تنمو معه هذه المعرفة ويتعود على أسلوب الاستكشاف.
ولذلك فهناك ضرورة لأن نبدأ مع الطفل منذ مرحلة الطفولة أسلوب التعليم الذاتي الذي يقوم على كشفه للحقائق بنفسه، بحيث يصل إلى المرحلة الابتدائية وقد تدرب على تعليم ذاته مما يساعده على الولوج في مراحل التعليم المختلفة مستمراً في التحصيل باحثاً عن المعرفة، حتى يتمكن كلما تقدم في السن من مواكبة التزايد المتسارع في ميادين المعرفة وتطبيقاتها.
وتكمن مهمة مرحلة الروضة في هذا السن في اكتشاف قدرات الطفل وتنمية مواهبه.
دور رياض الأطفال
إن لرياض الأطفال دوراً مهماً جداً في التعلم الذاتي لدى الطفل ويدعم هذا الدور عن طريق ما يلي:ـ
ـ تنظيم بيئة تربوية حسب أسس وقواعد واضحة لأهداف محددة تحفز الطفل علي التعلم الذاتي في جو شبيه بالجو الأسري.
ـ تجهيز ملعب خارجي مزود بألعاب مختلفة تعمل على تنمية قدرات الأطفال في جوانب مختلفة.
والاهتمام بتوفير حوض رمل مزود بألعاب خاصة بحوض الرمل.
ـ توفير جو مناسب للطفل، فوجود أطفال آخرين معه له فوائد عديدة منها تعلمه الأخذ والعطاء، بحيث تتكون لديه عادة التعاون مع الآخرين مما يساعد الطفل على النمو والنضج.
ـ توفير ألعاب وأنشطة معدة مسبقاً للطفل تساعده على النمو وتزيد من قوة التركيز لديه والقدرة على الملاحظة وتكوين العلاقات بين الأشياء بالإضافة إلى تنمية خياله.
ـ اختيار أنشطة وأدوات للعب وفق معايير تربوية ونفسية واجتماعية. إذ أن لكل سن أدواته وألعابه التي تتناسب مع ميول واستعدادات وقدرات الأطفال.
ومن أهم هذه المعايير:ـ
ـ مناسبة أدوات اللعب لمستوى نضج الطفل البدني والحركي والانفعالي والعقلي والاجتماعي.
ـ توفير عوامل الأمان والسلامة. وذلك حتى يتحقق عنصر الاطمئنان والاستقرار للطفل أثناء استخدامه لأدوات النشاط مما يجنبه المخاطر أثناء ممارسته للنشاط.
ـ التميز بالشكل الجمالي، وأن يتوفر لأدوات النشاط عنصر التشوق وأن تكون قادرة على جلب السرور والسعادة للطفل خلال ممارسته لنشاطه.
ـ التميز بعنصر المتانة بالنسبة لأدوات اللعب لعدم إتلافها سريعاً.
ـ أن يكون حجم الأداة وشكلها مناسباً لتطور نمو الطفل.
ـ تكون أداة النشاط متعددة الاستخدام بقدر الإمكان لإستثارة ميل الطفل إلى اللعب وإلى الاستطلاع والاستكشاف وتسهم في إطلاق خياله وفي تنمية ابتكاره وإبداعه.
ـ أن تحقق الأهداف التعليمية والتربوية المرجوة منها وفقاً لمرحلة الطفل السنية.
دور المعلمة في تدعيم التعلم الذاتي
إن للمعلمة القديرة المتجاوبة مع أطفالها والعارفة بخصائص المرحلة دوراً كبيراً في تدعيم التعلم الذاتي وذلك عن طريق ما يلي:
1 ـ توجيه الأسئلة المفتوحة المثيرة للتفكير التي تساعد الأطفال على الوصول إلى الحل عن طريق الملاحظة والمشاهدة والتجريب والوصول إلى النتائج.
2 ـ ملاحظة مناسبة الأنشطة للأطفال، حيث إن بعضها يناسب أطفالاً دون آخرين، حيث تلاحظ المعلمة شخصية الأطفال ونوعية اهتماماتهم.
3 ـ وضع الأنشطة التي تناسب أعمال الأطفال الزمنية حتى لا تدفعهم إلى الضجر والملل الذي يؤدى إلى مرحلة المشاكل السلوكية.
4 ـ التشجيع والتوجيه والإرشاد وتصميم المواقف المناسبة التي تحث الطفل على اكتشاف المعلومات وإدراك ما تم اكتشافه.
دور الأسرة نحو تدعيم التعليم الذاتي للطفل
تتمثل أهمية الأسرة بأنها العالم الأول الذي يستقبل الطفل ولذلك يجب أن تهتم بلعب الطفل التي تساعده على التعليم الذاتي ويمكن أن يتحقق ذلك من خلال:
ـ تزويد الطفل بالألعاب المختلفة التي تساعده على التعلم الذاتي مثل (ألعاب الفك والتركيب، الألعاب الآلية، الكرات ذات الألوان والأحجام المختلفة، المكعبات ذات الصور الكبيرة).
ـ تزويد الطفل بما يحتاجه من الأدوات الفنية كأقلام التلوين والطباشير الملون وورق الرسم، وورق قص ولصق، الصلصال، فرش الرسم، ألوان ماء، أوراق صغيرة، أدوات النجارة.
ـ تشجيع الطفل على الابتكار والإبداع وذلك بتوفير الكتب والخامات والأدوات والألعاب.
ـ توفير قصص مصورة لتنمية النواحي الدينية لدى الطفل وتنمية خياله.
ـ تشجيع الأطفال مع ترديد الأناشيد الدينية والوطنية لتنمية مقدرتهم على الحفظ والإلقاء.
ـ تشجيع الأطفال على متابعة برامج الأطفال الهادفة التعليمية والترفيهية ومشاركة الوالدين لهم.
ـ اصطحاب الطفل للمسجد والتسوق وزيارة الأقارب.
ـ الاهتمام بنشاط الطفل باللعب في الهواء من خلال اصطحاب الطفل إلى المنتزهات والحدائق.
ـ توفير غرفة أو مكان مناسب في المنزل للعب.
ـ إلمام الوالدين بطرق الكشف عن ميول الأطفال، وذلك من خلال ملاحظة ما يقوم به الطفل وما يفعله وما يقوله.
ـ تحليل إجابات الأطفال على عدد من الأسئلة التي توجه إليهم.
ـ مراعاة مناسبة اللعبة المقدمة للطفل مع مستوى نضجه.
ـ الرد على استفسارات الأطفال وتساؤلاتهم بطريقة تربوية مقنعة.
نماذج لبعض أساليب التعليم الذاتي لطفل الروضة للاسترشاد
ـ يعبر الطفل عن أحاسيسه بواسطة الفنون التعبيرية، لرسم دهان أو بحركة تمثيلية.
ـ يطابق الروائح بمثيلاتها من الروائح ويطابق الأصوات بمثيلاتها.
ـ يقارن بين مذاق الأطعمة المختلفة ويطابق بعضها ببعض.
ـ يطابق الطفل الصورة بالصورة والأشكال بالأشكال.
ـ يرتب الأشياء بتسلسل حسب الحديث (كالقصة أو حادثة ـ بطاقات).
ـ استخدام مغناطيس لمساعدة الطفل أن يكتشف بنفسه أن هناك مواد تنجذب للمغناطيس ومواد لا تنجذب، وهنا يتعلم الطفل ذاتياً خبرة جديدة.
ـ يعطي الطفل دهان أصابع من ثلاث ألوان أحمر، أصفر، أزرق، ويعطى مساحة من الورق. يبدأ الطفل في أخذ كل لون على حدة وطبعه على الورق ثم يبدأ في مزج الألوان ببعضها البعض وعندها يدرك أن الألوان إذا امتزجت تكون ألواناً أخرى جديدة وهذا النشاط يعطي الفرصة للطفل للاكتشاف والتفكير والاستمتاع مما يؤدي إلى التعلم الذاتي.
خـاتمــة:
من خلال ما تم عرضه تتضح الأهمـية التربوية للتعليم الذاتي للطفل ودوره الحيوي في تنمية الطفل، حيث يلبي الميل الطبيعي للطفل نحو الحركة والاستكشاف، كما ينمي شخصية الطفل ويحقق له النمو المتكامل. وقد أكد علماء النفس والاجتماع على أهمية مرحلة الطفولة في تشكيل شخصية الفرد… وكذلك أهمية رعاية الطفل أثناءها لتجنب إصابته بالأمراض النفسية أو بالأمراض العقلية، بالإضافة إلى أن الاهتمام بالتعليم الذاتي للطفل سواء من جانب الأهل أو دور الحضانة يتيح له فرصة التعليم وتنمية ذاكرته وقدراته العقلية ويوفر له الفرصة للإبداع والابتكار والنمو الجمالي والحسي، كما يتيح الاهتمام بالتعليم الذاتي للطفل للكبار الفرصة للكشف عن ميول واهتمامات وقدرات وحاجات الأطفال. لذلك يجب علي كل من الأسرة ودار الحضانة تدعيم الاهتمام بالتعليم الذاتي لطفل ما قبل المدرسة الابتدائية للإستفادة في تكوين الشخصية السوية للطفل وتأكيد ذاتيته وثقته بنفسه