قلمي يهتز ويدي ترتعش
ضميري يحيا، وأحاسيسي تنتعش
أعلم أن كلماتي ما هي إلا خربشات
أخطها دونما وزن أو مقامات
بنائي ضعيف، جملي متهاوية
لا تحمل نغمات موسيقية، ولا هي في القد متساوية
لست بنظم الكلام ضليعاً،
ولكن أما آن الأوان للقطيعة
…..مع الصمت
فالصمت من ذهب، وذهب الصمت قد ذهب
بعد أن تمرغ صاحبه بالطين، لم يعد يشرفه البكاء والأنين
….في صمت
على أطلال أمة، أمتنا العربية.
أمة؟ ومالأمة، ما هي وأين؟
زمـــــــــان،
علمني أستاذ اللغة العربية، الذي أفادتني دروسه اللغوية
علمني أن الأمة من اللمة
ولكن أمتي أمة الشتات،
من الحزن والمآسي
والذل والهوان
تقتـــــات،
ويقتات أبناؤها، الذين ينامون في سبات،
شتوي، صيفي، على مدار الفصول وعلى مر العصور
مساكين هم، كان الله في عونهم
أتعبتهم مشاغلهم اليومية،
ماذا يأكلون وماذا يشربون، ماذا يلبسون وماذا يقتنون،
وإذا ما حل الصيف أين يذهبون؟
كثيرة هي اهتماماتهم، وليس في العمر بقية
للانشغال بانتماءاتهم، ولا بالهوية العربيـــة،
أخجل من رسم الحروف، بعد إذ قررت الخروج عن المألوف
ونفض الغبار عن قلم، ليس لي، كان مفقود
رأيتني أخرج من الدرج أوراقا عذراء، ليست لي، لم يخط عليها سوى اسم المعبود
راح الحبر يسيل، ويخط جملا بناؤها عليل
دونما وجل،
لم يستح، ولم تستح معه الجمل
جمل استقيتها من أستاذ اللغة العربية، الذي علمني القواعد اللغوية
زمــــــــــــان،
علمني أستاذي فيما علمني،
أن ما يجمع العرب هو اللغة
وأن من تنكر للأمة فقد بغى
اللغة باقية، ما كان في عمرنا بقية
لأنها لغة القرآن،
آيات البيان
لن تزول، ولن يكون مآلها النسيان
النسيان…..
حال الأمة المتهاوية،
تؤول إلى الصفر، إن لم تكن معه متساوية
أبناؤها تعبوا من التنديد،
ولم يعد صراخهم يقوى على الوعيد،
يطمحون للتجديد،
مع مطلع العام الجديد،
يطمحون للعيش في سلم وأمان،
أو ما يترجم إلى اللغات الحية: ذل و هوان
لم يتبق من إيمانهم سوى القناعــــة،
يؤمنون بالمقولة "القناعة كنز لا يفن"….. عن قناعـة،
يقنعون بما يتكرم اليهود عليهم من فتـــــات
في دويلات العرب، وفي الضفة بالــــذات
قناعتهم علمتهم أن يتعايشوا مع الأصدقاء، ولا يكترثوا لما تبثه وكالات الأنباء
في العراق ولبنان، في الصومال والسودان
المهم أن ينعموا بأمان،
في مفهومهم اللغوي،
ويبقى العربي،
من المغرب إلى عمان،
مشغول بالشرب والأكل،
وأين يقضي العطل
في فسحة على جمل، أو على قارب تدفعه الأمواج على مهل
فحتى البحر، في دويلاتنا علمناه ألا يثور
مسكين هو،
كان الله في عونه.
خجلت بها كلماتي، ولكنني عنيد
وعزيمتي شديدة
فرحت أبحث لها عن مكان، مكان يرحب بكل ما هو خربشات
ولكني فشلت، لم أجد أمامي غير صفحة الإبداعات
سرت على عجل، ووضعتها بوجل، خوفة أن يراني أحد فيخجل من خجلي الخجل
وقلت في نفسي، هذا مطلع عام جديد
والكل سعيد،
فمن تراه ذاك الذي يهتم بخربشات تائهة.
بارك الله فيك ننتظر الجديد