التصنيفات
الفقه واصوله

هل التوبة النصوح تمحو كل ما سبق من الذنوب

هل التوبة النصوح تمحو كل ما سبق من الذنوب ؟ لفضيلة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله

السؤال :
هل التوبة النصوح تمحو كل ما سبق من الذنوب ؟

الجواب :
قال الله تعالى :(( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم )) [ الزمر : 53 ] .

فذنوبك هذه ـ في السر وفي غيرها ـ إذا كنت تبت توبة صادقة ، توبة نصوحا يغفرالله لك ماسلف .
فعن أبي سعيد الخذري رضي الله عنه أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال :
" كان فيمن كان قبلكم رجل قتل تسعة وتسعين نفسا فسأل عن أعلم أهل الأرض فدُل على راهب فأتاه فقال : إنه قتل تسعة وتسعين نفسا فهل له من توبة ؟ فقال : لا ، فقتله ، فكمّل به مائة .
ثم سأل عن أعلم أهل الأرض فدُل على رجل عالم فقال : إنه قتل مائة نفس فهل له من توبة فقال : نعم ومن يحول بينه وبين التوبة انطلق إلى أرض كذا وكذا فإن بها أناسا يعبدون الله فاعبد الله معهم ولا ترجع إلى أرضك فإنها أرض سوء .
فانطلق حتى إذا نصف الطريق أتاه الموت ، فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب فقالت ملائكة الرحمة : جاء تائبا مقبلا بقلبه إلى الله ، وقالت ملائكة العذاب : إنه لم يعمل خيرا قط ، فأتاهم ملك في صورة آدمي فجعلوه بينهم فقال : قيسوا ما بين الأرضين فإلى أيتهما كان أدنى فهو له ، فقاسوه فوجدوه أدنى إلى الأرض التي أراد فقبضته ملائكة الرحمة " قال قتادة : فقال الحسن : ذكر لنا أنه لما أتاه الموت نأى بصدره .(51)

وجاء في روايات :" أن الله قال لهذه الأرض : ابتعدي وقال للأخرى : اقتربي " .
وهذا من فضل الله وكرمه ورحمته .

الشاهد : إن الذنوب كلها : شرك ، كفر ، إلحاد ، زندقة ، زنا ، خمر ، صور ، أي ذنب ، إذا تاب العبد منها توبة نصوحا فإن الله يقبل هذه التوبة ويكفرعنه هذه الذنوب إلا حقوق العباد .
فإن هناك ديوانا لا يغفر وهو الشرك والكفر ، وديوانا لا يترك وهو حقوق العباد ، فهذه لابد فيها من التحلل في هذه الدنيا قبل الآخرة ؛ فإنه ليس هناك دينار ولا درهم وإنما هي حسنات ، فيأخذ هذا المظلوم من حسناتك وهذا المظلوم من حسناتك وهذا ، فإن بقي لك شيئ دخلت الجنة وإلا أضيفت من سيئاتهم إلى سيئاتك ثم تعاقب بهذه الذنوب .

منقول

المصدر : فتاوى فضيلة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله [ ج 1 ص 140 ] .

(51) : يشير إلى الحديث الذي أخرجه مسلم في التوبة حديث ( 2766 ) ، وأحمد ( مجلد 3 ـ 72 ـ 20 ) وابن ماجه في الديات حديث ( 2622 ) .




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيك على الموضوع الهادف والمميز جعله الله في ميزان حسناتكم

موفقة اختي الغالية في اختيار المواضيع الهدافة

تستحقين وسام حب الغير ونشر الخير

اختك نانو




مشكوووووورة والله يعطيك الف عافيه




اقتباس:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيك على الموضوع الهادف والمميز جعله الله في ميزان حسناتكم

موفقة اختي الغالية في اختيار المواضيع الهدافة

تستحقين وسام حب الغير ونشر الخير

اختك نانو

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

و فيكِ بارك الرحمن و زادَ أخيتي الغالية نادية

جزاكِ الله خيرا على مروركِ العطر

اللهم إنَّا نسألك الإخلاص في القول و العمل




اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اسماء23 تعليمية
مشكوووووورة والله يعطيك الف عافيه
بوركتِ أخية على مروركِ العطر





باركك المولى على هذا الطرح المفيد لان التوبة أعظم شيئ من به الله على عباده حيث فتح لها باب الى يوم القيامة
وهو الذي يتقبل منهم توبتهم ويعفوا عنهم ويبدل لهم سيئاتم حسنات كما قال في
كتابه الكريم 🙁 إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا) (الفرقان:70)
وكما جاء في الاية المذكروة في الموضوع ان الله يغفر الذنوب جميعا الا الشرك

(إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً) (النساء : 48 )
وكما صح عن رسول الله عليه الصلاة والسلام
(التائب من الذنب كمن لا ذنب له) حسن ابن ماجه والحاكم.) و قال الألباني حسن
وللاضافة وليكون الموضع اكبر نفع هذا سؤال طرح على الشيخ ابن باز رحمه الله

سائل يقول: لقد ارتكبت كثيراً من المعاصي والمحرمات والآن أشعر بالذنب وأخيراً يقول: دلوني على الطريق الصحيح لأني أبحث عن التوبة وبودي أن أُقلع عن هذا إن شاء الله؟[1]


أيها السائل اعلم أن رحمة الله أوسع وأن إحسانه عظيم وأنه جل وعلا هو الجواد الكريم وهو أرحم الراحمين وهو خير الغافرين سبحانه وتعالى واعلم أيضاً أن الإقدام على المعاصي شرٌ عظيم وفسادٌ كبير وسبب لغضب الله ولكن متى تاب العبد إلى ربه توبةً صادقةً تاب الله عليه، فقد سُئل النبي صلى الله عليه وسلم مرات كثيرة عن الرجل يأتي كذا ويأتي كذا من الهنات والمعاصي الكثيرة ومن أنواع الكفر ثم يتوب فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ((التوبة تهدم ما كان قبلها والإسلام يهدم ما كان قبله))[2] وفي لفظ آخر: ((الإسلام يَجُب ما كان قبله والتوبة تَجُب ما كان قبلها))[3] يعني تمحوها وتقضي عليها فعليك أن تعلم يقيناً أن التوبة الصادقة النصوح يمحو الله بها الخطايا والسيئات حتى الكفر، ولهذا يقول سبحانه: وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ[4] فعلق الفلاح في التوبة، وقال سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ[5] وعسى من الله واجبة، المعنى أن التائب التوبة النصوح يغفر له سيئاته ويدخله الله الجنة فضلاً منه وإحساناً سبحانه وتعالى.
فعليك يا أخي التوبة الصادقة، ولزومها والثبات عليها والإخلاص لله في ذلك، وأبشر بأنها تمحو ذنوبك ولو كانت كالجبال.
وشروط التوبة ثلاثة: الندم على الماضي مما فعلت ندماً صادقاً، والإقلاع من الذنوب، ورفضها وتركها مستقبلاً طاعة لله وتعظيماً له، والعزم الصادق ألاّ تعود في تلك الذنوب، هذه أمور لا بد منها، أولاً: الندم على الماضي منك والحزن على ما مضى منك، الثاني: الإقلاع والترك لهذه الذنوب دقيقها وجليلها، الثالث: العزم الصادق ألاّ تعود فيها فإن كان عندك حقوق للناس، أموال أو دماء أو أعراض فأدها إليهم، هذا أمر رابع من تمام التوبة، عليك أن تؤدي الحقوق التي للناس إن كان قصاصاً تمكن من القصاص إلا أن يسمحوا بالدية، إن كان مالاً ترد إليهم أموالهم، إلا أن يسمحوا، إن كان عرضاً كذلك تكلمت في أعراضهم، واغتبتهم تستسمحهم، وإن كان استسماحهم قد يفضي إلى شر فلا مانع من تركه، ولكن تدعو لهم وتستغفر لهم، وتذكرهم بالخير الذي تعلمه منهم في الأماكن التي ذكرتهم فيها بالسوء، ويكون هذا كفارة لهذا، وعليك البدار قبل الموت، قبل أن ينـزل بك الأجل، عليك البدار، والمسارعة، ثم الصبر والصدق، يقول الله سبحانه وتعالى: وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ[6] افهم معنى وَلَمْ يُصِرُّواْ يعني لم يقيموا على المعاصي، بل تابوا وندموا وتركوا، ولم يصرّوا على ما فعلوا، وهم يعلمون، انتقل بعد ذلك – سبحانه – إلى أُوْلَئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ[7] هذا جزاء التائبين الذين أقلعوا ولم يصرّوا لهم الجنة، فأنت إن شاء الله منهم إذا صدقت في التوبة، والله ولي التوفيق.


من موقع الشيخ رحمه الله

[1] من برنامج نور على الدرب، الشريط رقم 59.

[2] أخرجه مسلم في كتاب الإيمان، باب كون الإسلام يهدم ما قبله برقم 121 بلفظ: "أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها".

[3] أخرجه الإمام أحمد في مسند الشاميين، بقية حديث عمرو بن العاص، برقم 17357 بلفظ: "إن الإسلام يجب ما كان قبله وإن الهجرة تجب ما كان قبلها…".

[4] سورة التوبة، الآية 31.

[5] سورة التحريم، الآية 8.

[6] سورة آل عمران، الآية 135.

[7] سورة آل عمران، الآية 136




جزاكم الله خيرا أخي على الإضافة القيمة و إثراء الموضوع، و رحم الله الشيخ بن باز رحمة واسعة و ووفقنا الله جميعا لما يحب من القول و العمل




اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.