التصنيفات
العقيدة الاسلامية

[صوتية وتفريغها] [فقه الواقع] فطوبى للغرباء / للشيخ عادل الشوربجي –

تعليمية
تعليمية
[صوتية وتفريغها] [فقه الواقع] فطوبى للغرباء / للشيخ عادل الشوربجي -حفظه الله تعالى-

بسم الله الرحمن الرحيم
فطوبى للغرباء
لفضيلة الشيخ عادل الشوربنجي -حفظه الله تعالى-

لتحميل المادة الصوتية من هنا

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا ند ولا نظير ولا شبيه له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وصفيه من خلقه وحبيبه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في سبيل الله حتى أتاه اليقين، اللهم صل وسلم وزد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما صليت وباركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد وارضى اللهم عن الصحابة الطيبين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وبقية العشرة وسائر الصحابة ومن مشى على طريقهم واقتفى أثرهم إلى يوم الدين.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} [آل عمران:102].

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء:1].

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا . يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب:70-71].


أما بعد فإن أصدق الحديث كلام الله تعالى، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار، أوصيكم إخواني معشر المسلمين ونفسي بتقوى الله عز وجل، الله أسأل أن يرزقني وإياكم تقواه في السر والعلن، إخواني معشر المسلمين حديثنا في هذا اللقاء إن شاء الله عز وجل [سيضم] حول حديث صحيح ثبت عن نبينا صلى الله عليه وآله وسلم الذي أراه والعلم عند الله أنه واجب على كل مسلم بعينه أن يعلم هذا الحديث بنصه ويعلم فقهه وما دل عليه من أحكام وما فيه من عظات وعبر خاصة ونحن في هذا الزمن العجيب الذي انقلبت فيه الأمور وتغيرت فيه الأحوال وتلوّن فيه القوم وكل تحت مسمى شرع الله عز وجل، وشرع الله عز وجل منهم بريء كما سوف يتبين ذلك بجلاء.

إخواني معشر المسلمين الحديث رواه الإمام مسلم في صحيحه وهو عند الإمام أحمد ورواه أصحاب السنن ورواه الإمام مالك وهو حديث صحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه يقول سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول (بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء)، هذه رواية مسلم أما غير مسلم فقيل يا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومن الغرباء؟ فقال صلى الله عليه وآله وسلم (النُزاع من القبائل) وفي رواية صحيحة قال (الذين يُصلحون ما أفسد الناس) وفي رواية صحيحة قال (أناس صالحون قليل في أناس سوء كثيرين) وفي رواية قال صلى الله عليه وآله وسلم (أناس صالحون من يطيعهم أقل ممن يعصيهم). هذا الحديث إخواني ونحن في وقتنا الحاضر وفي بلدنا هذه مصر في أمس وفي أدق الحاجة للوقوف على فقه هذا الحديث، إبتداءا هذا الحديث صنفه العلماء من باب الأخبار، ما المعنيّ بالأخبار؟ كلام العرب يا إخواني إما أن يكون خبر وإما أن يكون إنشاء، وكذلك كلام ربنا عز وجل وكلام نبينا صلى الله عليه وآله وسلم، فإذا أخبرنا ربنا عز وجل بخبر يلزمنا التصديق الذي ليس فيه شك وليس فيه ريب، وكذلك إذا أخبرنا نبينا صلى الله عليه وآله وسلم بخبر يلزمنا التصديق لا ريب فيه ولا تردد، وإذا تم التصديق الذي هو واجب وأصل من أصول الإيمان يلزم من هذا التصديق عمل في الجوارح، أوضح هذا بمثال فأقول هب أن شخصا هو عندك مُصَدَّقْ [..] أنت تصدقه في كل ما يخبرك وبينما أنت تسير في طريق قال لك يا فلان إلى أين تذهب؟ فقلت له أذهب إلى مكان كذا وأسلك طريق كذا، فقال إياك أن تسلك هذا الطريق فإن فيه وفيه وفيه إرجع على هذا الطريق، يبقى هذا الرجل أخبرك وهو عندك مُصدَق إن لم يؤثر هذا الخبر في سلوكك ما صدقت ولا نفعك الخبر، فبناءا على منزلته عندك وعلو قدره عندك وصدقه عندك تبدأ أنت تغير من سلوكك وتتأثر جوارحك وتترك هذا الطريق وتسلك طريقا آخر، هكذا المؤمن بالنسبة لأخبار المولى عز وجل وأخبار النبي صلى الله عليه وآله وسلم، هذا أصل عظيم إخواني عند أهل السنة والجماعة يجب علينا أن نراعيه ونستعين بالله عز وجل ونطبقه، فنبينا صلى الله عليه وسلم أخبرنا وقال (بدأ الإسلام غريبا -ليس هذا فحسب- وسيعود غريبا كما بدأ) يبقى أصبح الإسلام بُناءا على هذا النص له ثلاثة مراحل مرحلة البداية ومرحلة النهاية وبينهما مرحلة، البداية غربة والنهاية غربة، وبينهما كان الإسلام رايته خفّاقة مرفوعة يدين له القاصي بكل شيء ويعترف به ويلتزم به أو يعطي الجزية عن يد وهو صاغر، طيب البداية خلاص لا نتكلم فيها لأننا لم ندركها، طب النهاية هل يا تُرى في وقتنا الحاضر وفي مصرنا هذه وصل الأمر إلى الغربة الثانية أم لا؟ هذا الذي أريد أن أقرّره قبل أن أسرد بقية الحديث، وأصل كلام العلم في المسألة هل يا ترى الوضع الحاضر الذي نحن فيه فعلا ده غربة وهي المعنية بقول نبينا صلى الله عليه وآله وسلم (وسيعود غريبا كما بدأ)؟ ننظر إلى الأدلة الشرعية إخواني من السنة ومن الواقع الذي نعيشه، لأن من أخطر ما يتعرض له المسلم وطالب العلم أن لا يعي الواقع الذي يعيش فيه، ويبدأ مقفول على نفسه، ولا يتدبر ما يدور من حوله، يبقى في هذه الحالة يعيش في الدنيا ولا يعي وتغيب عنه أشياء ويغفل عن أشياء ينبغي أن يكون على علم تام بها.
روى الإمام البخاري في صحيحه عن محمد بن شهاب الزهري جبل من جبال الحفظ يقول دخلت على أنس بن مالك، أنس بن مالك صحابي، يقول دخلت عليه فإذا به يبكي، أي أنس يبكي، فقلت له (وما يبكيك يا أبا حمزة -كنية أنس بن مالك-؟) قال (والله ما أعلم شيئا مما كان عليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم والصحابة إلا أنكم تصلون جميعا)، أنظر أخي ! أنس بن مالك شعر بالغربة وهو من الصحابة ولكنه تأخرت وفاته إلى سنة تقريبا تسعين من الهجرة فسألوه في [..] حياته قالوا ما يبكيك؟ قال (أشعر بالغربة) قال (وأي غربة؟) قال (ما أرى شيئا مما كان عليه الصحابة إلا أنكم تصلون جميعا) [..] أمر بذلك غيرتم وبدلتم، وثبت أيضا عنه رضي الله عنه وأرضاه لما ذهب إلى البصرة بعد وفاة نبينا صلى الله عليه وسلم ثم رجع إلى المدينة فقيل له (يا أبا حمزة ما الذي تُنكر وما الذي تغير؟) قال (والله ما أرى شيئا مما كنا عليه على عهد نبينا إلا النداء أي الأذان) يبقى إذن مسألة إن إحنا في وقتنا الحاضر -وأعني بوقتنا الحاضر منذ سقوط الخلافة العثمانية وقبلها إلى الآن- غربة لا ينكرها إلا أحد رجلين إما أن يكون جاهلا لا يعرف شيئا وإما أن يكون مكابر. غربة عجيبة في كل شيء، لذلك لما ذهب الصحابي الجليل أبي مالك الأصبحيّ وقيل له (وما تنكر؟ ما تنكر من الذي تجد -وهو صحابي-؟) قال (والله إنكم لا تقيمون الصفوف كما كنا نقيمها على عهد نبينا صلى الله عليه وسلم)، إذن نحن في زمن الغربة لا شك في ذلك والإجماع يكاد أن يكون منعقدا بين علماء العصر من أهل السنة الأثبات، قالوا أن الإسلام يمرّ في المرحلة الحالية بزمن الغربة الثانية.
(بدأ الإسلام غريبا) قال العلماء أي في البداية لما كان الناس على جاهلية جهلاء وفي غمة عمياء دعا النبي صلى الله عليه وسلم إليهم ودعاهم إلى الشرع المطهر فبدؤوا يدخلون في الإسلام رجلا بعد رجل، فبدؤوا يشعرون بالغربة، تخيل مثلا في مكة كلها لم يكن من أهل الإيمان في بداية الأمر إلا أبو بكر وخديجة وعلي بن أبي طالب، شعروا بالغربة، دي البداية طب والنهاية، وسيعود غريبا كما بدأ أي يأتي وقت من الأوقات سيرجع المسلم في زمن من الأزمان غريبا كما كان المتقدمون من الصحابة غرباء بين أهليهم وأزواجهم وذويهم. يقول العبد الصالح الإمام الأوزاعي إمام أهل الشام تعليقا على هذا الحديث (بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ) قال (أما إن أهل الإسلام أو أن الإسلام لا يذهب بالكلية ولكن يذهب أهل السنة فتجد الرجل الواحد في البلدة الواحدة) موجود أليس كذلك؟ رسم وقوم يتبعون ما يعلمون ويخالفون الكثير ولكن المعنيّ أهل السنة الذين يتمسكون بالكتاب والسنة على نهج السلف الذين ما غيروا وما بدلوا وجاءت من حولهم الفتن كالرياح العاصفة فما زادتهم إلا صلابة وما زادتهم إلا قوة، هؤلاء هم الغرباء المعنيون بقول نبينا صلى الله عليه وسلم فطوبى للغرباء. يقول الإمام بن رجب الحنبلي عليه رحمة الله (وأهل الغربة الثانية عبارة عن قسمين -بنص الحديث- القسم الأول أن يُصلح نفسه عند فساد الناس وما المعني بالفساد هنا؟ أي ترك السنة واتباع البدعة أي يجري وراء الأهواء، إتباع كل ناعق هذا هو المعني، الناس أفسدوا وغيروا وبدلوا ومشوا وراء أهل البدع والأهواء، يأتي هؤلاء القوم ويثبتون على ما هم عليه من الحق وإذا وقع أحدهم في شيء من الفساد يصلح نفسه، هذا القسم الأول أما القسم الثاني من أهل الغربة هم الذين يُصلحون أنفسهم ويصلحون ما أفسده الناس)، انتبهوا إخواني وإياك ثم إياك أن يفوتك قسم من القسمين إن وقعت في شيء تب إلى ربك وكما ذكرنا في آخر لقاء في هذا المسجد المُنَظَّر بنور الشرع المطهّر لأَن يكون أحدنا ضربا في الحق خيرا له من أن يكون رأسا في الباطل، لأن تكون ضربا في الحق متبعا للحق لا يعبه بك الناس ولا يعرف أحد عنك [أصرف] وخير لك في الدنيا والآخرة من أن تكون رأسا في الباطل يُشار إليك بالبنان ويجري وراءك القوم وفي الآخرة خزي وعار وفي الدنيا فضيحة. ولكن اصبر يمهلك الله ولكنه لن يهملك حاشا وكلا الواحد فينا إخواني إن لم يتدبر ويعرف ما يدور حوله لا خير فيه. (بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ)، النبي صلى الله عليه وسلم يقول (فطوبى للغرباء).

(طوبى للغرباء).. طوبى فيها قولين لأهل العلم معتبرين، القول الأول أنها الجنة كما قال تعالى (فطوبى لهم وحسن مآب)، والقول الثاني ما رواه الإمام أحمد بسند صحيح من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (طوبى لمن رآني وآمن بي وطوبى ثم طوبى ثم طوبى لمن لم يرني وآمن بي)، نص الحديث (طوبى لمن رآني وآمن بي وطوبى ثم طوبى ثم طوبى لمن لم يرني وآمن بي) فقالوا يا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وما طوبى؟ فقال صلى الله عليه وآله وسلم (شجرة في الجنة يسير الراكب فيها مائة عام ما يقطع ظلها)، (طوبى للغرباء) سُئل نبينا صلى الله عليه وآله وسلم عن الغرباء، روايات الحديث إن كانت مختلفة في الظاهر ولكنها متفقة في المضمون وهي لا تخرج عن أن هؤلاء القوم قلة، قلة في كل بلد تجد البلد الواحد لا تجد فيه إلا رجل، تجد البلد الغفير الكثير العدد ما يوجد فيه أحد، يبقى المزية الأولى والصفة الأولى للغرباء أنهم قلة ومن أجل هذا أخي الفاضل يا طالب العلم يا صاحب السنة أيها الغريب لا تنخدع ولا تتزعزع ولا يكن في صدرك حرج من أنك وحيدا فريدا ومن كان معك بالأمس ومن كان يسير معك تغير وتلوّن إحمد الله أن ثبتك على ما أنت عليه واسأله الثبات حتى تلقاه وخبّر نفسك بأنك من أهل الغربة الثانية واصبر على هذا حتى تلقى الله عز وجل، أقول هذا الكلام لأن كثيرا من إخواننا يبدأ يتحرك في صدره شيء ويتحرك في قلبه أشياء كيف يكون الجمع الغفير على غير ما نحن عليه؟ وهل كل هؤلاء الناس كلهم على ضلال؟ يا عبد الله دلت النصوص الشرعية الصريحة الصحيحة على أن الحق لا يُعرف بالكثرة كما صح ذلك عن علي بن أبي طالب وكما أشار إليه ربنا في كتابه (وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله)، وصح عن علي بن أبي طالب أنه قال (إعرف الحق تعرف الرجال ولا تعرف الحق بالرجال)، وصح عن ابن مسعود أنه قال (الجماعة ما وافق الحق وإن كنت وحدك).

(بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء).. في سنن الإمام الترمذي وهو عند الإمام أحمد أيضا وسند الحديث حسن من حديث أبي أميّة الشعباني أنه قال (دخلت على أبي ثعلبة الخشني -وهو صحابي- فقلت له يا أبا ثعلبة ما تقول في هذه الآية؟ يبقى أبا أمية الشعباني أُشكلت عليه هذه الآية وهو من التابعين طيب يروح فين؟ يروح لصحابي أعلم الخلق فذهب إلى أبي ثعلبة الخشني وقال (يا أبا ثعلبة ما تقول في هذه الآية؟) فقال أبو ثعلبة (أيّ آية يا أبا أمية؟) قال (قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم إلى الله مرجعكم جميعا فينبؤكم بما كنتم تعملون)) فقام أبو ثعلبة الخشني وقال له (على الخبير سقطت) -إنت بقدر الله وقعت على الخبير- لقد سألتُ عنها خبيرا سألت عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم -يبقى أتى العلم من بابه الأوحد ولا بقدر الله- [طيب خلاص بقى] النبي ماذا قال لك؟ ما دي المرجعية (يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم) قال صلى الله عليه وسلم لأبي ثعلبة ولنا جميعا (بل اتمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر فإذا رأيت شحا مطاعا وهوى متبعا ودنيا مؤثرة وإعجاب كل ذي رأي برأيه فعليك بخاصة نفسك فإن من ورائكم أيام الصبر كالقبض على الجمر للواحد فيهم أجر خمسين منكم) قالوا يا رسول الله صلى الله عليه وسلم منا أو منهم؟ قال (بل منهم) وفي رواية لكنها لا تصح مرفوعة قال (لأنكم تجدون على الخير أعوانا وهم لا يجدون على الخير أعوانا) أيام المتمسك بالشرع وبالسنة وإن خالفه الجميع كالقبض على الجمر، أبشر يا من تمسكت ولم تتلوّن ولم تتغيّر، والحرام عندك هو حرام، والحلال عندك هو حلال، ما تغير بفتنة ولا تبدّل بزمن وما تغيّر بمكان بل هو حرام منذ نزل جبريل إلى قيام الساعة، بل هو حلال منذ نزل جبريل إلى قيام الساعة، أبشر بما يسرّك بنص الحديث (القابض على دينه أجر خمسين منكم) قالوا يا رسول الله منا أو منهم؟ قال (بل منكم) لأنكم تجدون على الخير أعوانا وهم لا يجدون على الخير أعوانا.

إخواني معشر المسلمين ونحن في زمن الغربة الثانية والمعنيّ بذلك أن الإنسان يتمسّك بالكتاب والسنة بفهم سلف الأمة، فإذا تمسك بهذين الأصلين العظيمين وشعر بالغربة بين أهله وذويه فليعلم أنه على الحق. أوضح وأضرب مثالا، أنت مثلا أخي الفاضل ذهبت إلى بلد خارجي وبتبقى حركتك محدودة [..] فإذا اجتمع أهل البلد في مناسبة معينة واجتمعت معهم تشعر أنك غريب، بالضبط لو أنك في مصلى العيد في بلدك الإمام خَلَّص والناس تهنأ بعضها وأنت رجل لست من أهل البلدة [لا] تسلم على أحد ستحس نفسك أنك منزوي غريب، كذلك من لم يشعر بالغربة في زمن التكالب على الدنيا بعد أن ألبسوه عباءة الشرع فليعلم أنه ليس من أهل الغربة الثانية، كل الناس خرجوا ورفعوا شعار الشربعة وهي منهم بريئة وجلس قلة تقوقعوا لأنهم لم يشاركوا في بدعة وشعروا أنهم غرباء في أوطانهم في بلدهم، إياك أن تتزعزع وإياك أن يتحرك في صدرك شيء فأنت من أهل الغربة الثانية، أبشر وسل الله الثبات حتى تلقاه.

(بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا فطوبى للغرباء).. يبقى الصفة الأولى من صفة الغرباء صلى الله عليه وسلم ناس قلة ولكن لن تخلو الأرض من أحدهم الصفة الثانية لهؤلاء القوم أنهم يُصلحون ما أفسد الناس، وهذا الذي ندندن حوله ولا نتركه إلى قيام الساعة مهما تربص بنا الخائبون وفعل بنا الخبثاء وقالوا في حقنا ما قالوا يستحيل أن نترك هذا الأمر إلا أن يفصل العنق عن الجسد. (يصلحون ما أفسد الناس).. بدؤوا يغيرون في المعتقد يغيرون في ثوابت الشريعة وصل الأمر بأحدهم بجرأته بل بوقاحته أنه قال ليس هناك أيّ خلاف البتة بيننا وبين النصارى وغيرهم كلنا سواء، لن نسكت أبدا لأن من صفات أهل الغربة الثانية يصلحون ما أفسد الناس، فإذا تكلموا وغيروا وبدلوا وفينا نفس ينبض ولسان ينطق سنتكلم والحجة معنا والدليل حليفنا ونسأل الله عز وجل الرشد والصواب ونسأله الإخلاص في القول والعمل.

(بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ).. الوصف الثالث قال فيه النبي صلى الله عليه وآله وسلم (النزّاع من القبائل)، فيه أثر عن خالد بن الوليد والله يا إخواننا يرعب يقول عليه رحمة الله (إن الفتنة حق الفتنة أن تكون في بلد يُعمل فيه بالبلاء فتريد أن تنتقل إلى غيره فلا تجده)، إن الفتنة حق الفتنة أن تكون في بلد يعمل فيه بالبلاء بالتلوّن والتلاعب بالنصوص ولبس عباءة الشريعة على غيرها تريد أن تخرج إلى مكان آخر أطيب وأطهر فلا تجده. (النزاع من القبائل) أي ينزعون من أماكن البدعة والضلالة إلى أماكن السنة والهدي والرشاد.

(بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء).. أخي المسلم أختي المسلمة إن كنت بحق ولا تجامل نفسك لأنك إن جاملت نفسك فقد كذبت عليها، ومن أقبح أنواع الكذب أن يكذب الرجل على نفسه، لا تجامل، إن كنت من أهل الغربة الثانية فاسمع ما يُقال لك، يعني ماذا؟ يعني أنت مثلا مع عيالك وعائلتك وقبيلتك وحيّك عايش لكن حاسس أنك أنت غريب، الناس يخرجون وأنت قاعد، الناس يتكلمون وأنت ساكت، فشعرت بالغربة ومعك الأدلة الشرعية على أن ما أنت عليه هو الحق، إن كنت كذلك فاسمع أخي المبارك ما يُقال لك طيب.. وإن لم تكن كذلك وأعيذك بالله من ذلك فارجع إلى نفسك بوقفة صدق مع النفس وتمثَّل الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة وبالذات التنزل في كلام المخاطَب ارجع إلى كلام هؤلاء الذين تلوّنوا وتغيّروا قبل أن يبدّلوا تجد أن الحق أبلج أوضح من شمس النهار.

إخواني معشر المسلمين ما الواجب على أهل الغربة الثانية أن يفعلوه حتى يظلوا على ما هم عليه من الحق حتى يلقوا الله عز وجل كلام لمن هذا الكلام؟ إن شاء الله لي ولكم ولكل من كان على ما نحن عليه ما الواجب علينا حتى نظل على ما نحن عليه؟ واجب علينا إخواني كما قرّر ذلك الأئمة وسيأتي بالدليل ثلاثة أمور معتبرة:

الأمر الأول الذي يجب علي أنا وأنت أن نتمسك به حتى نلقى الله التمسك بما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة الدليل على ذلك في الترمذي عند النسائي من حديث العرباض بن سارية أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (وإنه من يعش منكم بعدي فسيرى إختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار)، من يعش منكم بعدي فسيرى إختلافا كثيرا فعليكم -الفاء للتعقيب والمباشرة- بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ وإياكم -تحذير- ومحدثات الأمور المحدث المعنيّ في الحديث بالتحذير منه هو أن يسلك الإنسان مسلكا ما سلكه نبينا يتقرب به إلى ربه أ يظن بهذا المسلك أن يصلح ما وقع الناس فيه من فساد هذا باختصار، إياكم ومحدثات الأمور المحدث هو أن يسلك المسلم مسلكا يتقرب به إلى الله ما سلكه نبينا ولا الصحابة محدث وبدعة بالإجماع وجه ثان أن يسلك مسلكا لم يسلكه نبينا ولا الصحابة يظن بزعمه بهذا المسلك أن [ينشد] البلاد مما وقع فيه من فساد وأن يصلح البلايا عند الناس مُحدَث محدَث باتفاق، إياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة لذلك عند الحاكم بسند صحيح وعند الطبراني أيضا من حديث أبي واقذ الليثي يقول كنا مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال (أما إنها ستكون فتن كقطع الليل المظلم) يقول أبي واقذ فقلنا يا رسول الله وما المخرج؟ يقول أبو واقد وكان النبي صلى الله عليه وسلم يجلس على بساط حصير يعني فأمسك النبي صلى الله عليه وسلم بيمينه البساط وقال (تمسك بالكتاب والسنة كما أمسك أنا بهذا البساط) تمسك بالكتاب والسنة فتن غير واضحة، كيف أقدّم عقلي على وحي ربي ! كيف أبغي المصلحة فيما حرّم ربنا ! سلكوا الشرك ووقعوا فيه إلى أذانهم بل وقعوا فيما يؤدي إلى الكفر الصُراح وظنوا بزعمهم أنهم يريدون صلاح البلاد والعباد أوردها سعد وهو مشتملُ ما هكذا يا سعد تورد الإبل، يقول أبو واقد ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم (إنها ستكون فتن) فقال معاذ أما تسمعون يقول النبي إنها ستكون فتن فقالوا يا رسول الله وما المخرج انظر قال (عليك بالأمر الأول)، ما المعنيّ بالأمر الأول القرون الثلاثة المفضلة، الصحابة وقبلهم زمن النبوة وزمن التابعين، عليك بالأمر الأول إخواني معشر المسلمين روى الإمام الحاكم في المستدرك بسند قال عنه الذهبي صحيح الإسناد من حديث أبي الطفيل يقول كنا بالكوفة إذ طلع علينا رجل فقال خرج الدجال يقول أبو الطفيل فامتلكنا الرعب وذهبنا إلى حذيفة بن أسيد وهو من الصحابة فقلت له يا أبا صريدة يزعم رجل أن الدجال قد خرج قال أقعد فجلس أبو الطفيل ثم قال له حذيفة بن أسيد إن الدجال لم يخرج الآن وله علامات ثلاث أما الأولى فإنه أعور وإن ربكم ليس بأعور وأما الثانية مكتوب بين عينيه كافر يقرؤها الأمي والكاتب وأما الثالثة لا يسخّرُ له من المطايا إلا الحمار فإنه رجس فوق رجس ثم قال حذيفة وهذا محل الشاهد من الحديث لأبي الطفيل أما غير الدجال أخاف عليكم قالوا وماهو يا أبا صريدة؟ قال فتن كقطع الليل المظلم قال أيّ الناس فيها شر؟ انظر أخي الفاضل وأعرني أذانا صاغية وقلوبا واعية فتن كقطع الليل المظلم قال أبو الطفيل أيّ الناس فيها شر؟ قال كل خطيب مسَقَّع وكل راكب موضِعٍ، كل خطيب مسقع قال العلماء أي البليغ المفوّه الذي يدعو الناس إلى البدعة ويمشي الناس وراءه هذا شر الناس، كل خطيب مسقع وكل راكب موضع أي راكب يسرع إذا سمع [الملك] يخرج ويخرج معه نساءه وبناته ومن لم يخرج يُنكر عليه، شر الناس كل خطيب مسقع كل راكب موضع قالوا يا أبا صُريدة وما خير الناس؟ أي في الفتن قال لهم كل غني خفيّ فقال أبو الطفيل يا أبا صريدة لست بغني قال له كن كابن اللبون لا ظهر يركب ولا ضرع يحلب. يبقى الواجب علينا في الأول يا إخواننا التمسك بالأمر الأول بالكتاب والسنة على نهج سلف الأمة، طيب لو أُشكل عليك الأمر؟ الأمور غير واضحة خلاص [اعتبر] من المتشابه والزم بيتك وابعد عن مواطن الفتن.
أسأل الله تعالى لي ولكم الهداية والرشاد وأسأله أن يرزقنا وإياكم العلم النافع والعمل الصالح أقول ما تسمعون وأعوذ بالله أن أذكركم به وأنساه وأستغفر الله العظيم لي ولكم.

الحمد لله رب العلمين وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين وخالق الخلق أجمعين ورازقهم فما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين. الواجب علينا معشر أهل الغربة الثانية حتى يثبتنا الله عز وجل على الحق علينا التمسك بالأمر الأول أي بالكتاب والسنة بفهم سلف الأمة. الواجب الثاني وهو إذا خُيّرنا بين العجز والفجور فليختر أحدنا العجز على الفجور ما معنى هذا الكلام؟ هذا عليه دليل وهو عند الطبراني وسنده صحيح من حديث أبي هريرة قال النبي صلى الله عليه وسلم (سيأتي على الناس زمان إذا خُيّر أحدهم بين العجز والفجور فليختر العجز على الفجور) ما المعنيّ بالعجز؟ التأني والتؤدة وعدم التسرع، والفجور التسرع، يبقى يأتي عليك زمان تُخير انظر إلى هذا سارع وعجل ويأتي كل خطيب مسقّع يلبّس الأمر ويغيّر ويبدّل ويلبس الباطل ثوب الحق وعامة الناس مساكين يندفعون خلفه بحميّة حب الشريعة، لا ! مخالف النبي صلى الله عليه وسلم يقول (فليختر العجز على الفجور) أي التؤدة وعدم التسرع والتروّي يختارهم ويمكث عليهم ولا يُسارع وليختر العجز على الفجور، أما إذا إختار الفجور وهو التسرع ويسير خلف كل ناعق ويمشي خلف كل زاعق هذا لا شك أنه سيقع في الفتن وهو لا يشعر يبقى إذا خير أحدنا بين العجز والفجور فليختر العجز على الفجور.

الأمر الثالث وهو من أهم الأمور الثلاثة وهو علينا أن نرتبط بإخواننا الغرباء برباط وثيق حتى يهوّن بعضنا على بعض الغربة التي نعيشها. حينما يذهب مصريان في غير مصرهم يكون بينهم من الألفة والمودة والمحبة والزيارة لماذا؟ يقول لك يا أخي نهوّن على بعضنا اليومين إلي عايشينهم كذلك أنت الآن في زمن الغربة إذا نظرت في بلدك ممكن لا تجد من أهل الغربة إلا شخص واحد، ففي هذه الحالة لا بد أن ترتبط معه برباط وثيق، لا بد أن تغض الطرف عن هفواته، ولا بد أن تغض الطرف عن زلاته، هذا الكلام في حق من؟ أهل الغربة. مع أهل البدع والضلالة لا كرامة، يُذاع أمرهم ويُنشر ضلالهم ويُحذّر منهم بأعيانهم فلم يعد الأمر يحتمل فانخدع بهم الناس، واختلط الحابل بالنابل، وكل يدّعي وصلا بليلى وليلى لا تقرّ لهم بذلك، الشاهد إخواني أهل الغربة الثانية الذين على الحق الصريح من الكتاب والسنة، الذين الحلال عندهم حلال يستحيل أن يتحوّل إلى حرام إلا في حالة الضرورة تُقدّر بقدرها، والحرام عندهم حرام لا تُجوّزه حالة من الأحوال إلا إذا قرّره الأثبات من أهل العلم، هؤلاء إذا وجدت رجلا من أهل الغربة فارتبط معه برباط وثيق، وشُدّ على ساعده حتى يشدّ على عضدك حتى يهوّن بعضكم على بعض الغربة الشديدة التي نعيشها في هذا الوقت الحاضر. إخواني معشر المسلمين هذا الأمر أردت ويعلم الله عز وجل أن أذكر به نفسي وإخواني الذين ما عهدت منهم إلا التمسك بالأدلة والثبات عليها مهما قلّ عددهم ومهما تكلم في حقهم سفهاء البشرية وحثالة المجتمع أردت أن أستعين بالله أولا ثم بهذا النص النبوي الشريف ليكون عونا لنا بعد الله عز وجل حتى نعلم أننا على الحق من الكتاب والسنة، ومن قال غير ذلك فليرنا قرنه وليظهر ما في جعبته ولن نجد ما في جعبته إلا الكلام الأصلع والكلام الهابط، فاثبتوا على الحق وتمسكوا بما أنتم عليه ولا تغتروا بكثرة أهل الضلالة ولا بفصاحة ألسنتهم ولا بكثرة علمهم وعملهم، فوالله ما هو إلا سراب ماهي إلا سويعات وغدا سيظهر الأمر وتنجلي الحقيقة وحينئذ يفرح المؤمنون بنصر الله والله عز وجل من وراء القصد.
أسأل الله تبارك وتعالى لي ولكم الهداية والرشاد اللهم اغفر لنا ذنوبنا واسرافنا في أمرنا وانصرنا على القوم الكافرين اللهم لا تدع لنا في هذا اليوم العظيم ذنبا إلا غفرته ولا ميتا إلا رحمته ولا مريضا إلا شفيته ولا هما إلا فرجته ولا كربا إلا نفسته ولا عسيرا إلا يسرته ولا ضالا إلا هديته ولا أسيرا إلا فككته ولا غائبا إلا إلى أهله سالما غانما رددته اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين اللهم اجعل بلدنا هذا آمنا وسائر بلاد المسلمين اللهم قنا الفتن ما ظهر منها وما بطن. إخواني معشر المسلمين كلمة أخيرة وهي عبارة عن محورين المحور الأول من باب ما جوّزه العلماء وأجمعت كلمتهم عليه أسألكم أن تدعوا لنا أن يعجل الله عز وجل شفاءنا حتى نعود إلى دعوتنا وهذا أمر أمرنا به الله عز وجل أن يطلب المسلم الدعوة من أخيه الصالح ونحسبكم إن شاء الله عز وجل من الصالحين. الأمر الثاني لأنني لن أتمكن من الكلام أكثر من ذلك إن شاء الله عز وجل سأبدأ في دروسي في هذا المسجد المنوّر بشرع الله المطهر من الغد إن شاء الله عز وجل من الساعة التاسعة صباحا حتى بعد العشاء بساعة في دراسة الكتب التسع التي بدأنا فيها من فترة إن شاء الله غير قصيرة وكما تعلمون ما إنقطعنا إلا رغم أنفنا ولكن كلمة أقولها يسمعها الجميع طالما أن فينا نفس ينبض ولسان ينطق لن نكف ولن نسكت عن بيان الحق والتحذير من أهل البدعة والضلالة مهما علا شأنه وكثر عدده أيضا إعلام إخواني أن ما حدث لنا لا يخرج عن أمرين إثنين إما أن يكون من ذنوب إقترفناها فأراد المولى عز وجل أن يعجل لنا العقوبة في الدنيا فله الحمد في الأولى والآخرة وإما أن تكون الثانية وهي ما نرجوه أن يكون الله عز وجل أراد أن يرفع لنا الدرجات وهذا نرجوه من الله ولكن لا نقطع به من باب إتهام النفس ألا وليعلم الجميع أن ما شيع وانتشر على لسان بعض أصحاب اللحى أن ما حدث معنا من بعض الناس كان بسبب خلافات مادية هذا كذب صراح وحاشانا ومن الله عز وجل العصمة والسداد أن نأكل أموال الناس بالباطل بل والله خشية الرياء لتحدثنا عما ضاع منا من أموال وتركناها لله عز وجل ما حدث إخواني هو تسلط من أهل البدعة أرادوا أن يرعبوا القوم وأن يفعلوا [..] ما فعلوه منا ما قرأت مثله ولست مبالغا ما فعل معي ما قرأت مثله إلا مثل ما فعله مشركو مكة مع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وليس معنا هذا أن أتهم القوم بالشرك أو أزكي نفسي ولكن لا رحمة ولا شفقة ولا رأفة والله عز وجل من ورائهم محيط ولله عز وجل الحمد في الأولى والآخرة وله الفضل والمنة أن ردّنا وأخرجنا من بين أيديهم سالمين بحوله وقوته لا فضل لمخلوق إلا لله ولا منّة لأحد إلا لله فله الحمد في الأولى والآخرة وأسأل الله تبارك وتعالى كل من دعا لنا أو وقف بجوارنا في هذه المحنة وإن كان هذا من حقنا عليه وله حق علينا أسأل الله عز وجل أن يجزه عنا خير الجزاء وأن يجعل ما فعله في ميزان الحسنات يوم العرض على الواحد الديان إنه ولي ذلك والقادر عليه أقول ما تسمعون وجزاكم الله خيرا وصل اللهم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العلمين وأقم الصلاة.

[..] كلمة غير واضحة

للامانة العلمية الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.