التصنيفات
العقيدة الاسلامية

للشيخ محمد بن صالح آلعثيمين ـ رحمه الله ـ

تعليمية
تعليمية
( طاعة ولي الأمر) للشيخ محمد بن صالح آلعثيمين ـ رحمه الله ـ

تعليمية

تعليمية

طاعة ولي الأمر

للشيخ

محمد بن صالح آلعثيمين ـ رحمه الله ـ

الحمد لله الحمد لله الملك القهار القوي العزيز الجبار ذلت لعظمته الصعاب وحصرت عن بلوغ غاية حكمته الألباب واشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له له الأولى والآخرة واليه المآب واشهد أن محمد عبده ورسوله المصطفي المختار صلى الله عليه وعلى اله واصحابه والتابعين لهم بإحسان وسلم تسليما.
أما بعد
فيا أيها الناس اتقوا الله تعالي واعلموا إن الله شرع لعباده علي لسان افضل خلقه شريعة كاملة كاملة في نظامها وتنظيمها كاملة في العبادات والحقوق والمعاملات كاملة في السياسة والتدبير والولايات جعل الله تعالى الولاية فيها فرض كفاية سواء كانت في الشريعة كالقضاء بين الناس فيما يقتضيه الشرع أما في التنفيذ كالإمارة
فقال الله تعالى :

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ )
فأولي الأمر صنفان من الناس أحدهما العلماء والثاني الأمراء

فلا بد للامة من علماء يقودونها إلى شريعة الله بيانا وإيضاحا تعليما تربية ولابد للامة من أمراء يطاعون في غير معصية الله وإذا لم يكن للامة علماء ولم يكن للامة أمراء صارت في جهل عميق وفوضى شديدة وفسدت الأمة،
ولهذا قال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم : ( لا يحل لثلاثة نفر يكونون بأرض فلاة الا أمروا عليهم أحدهم)

وقال صلى الله عليه وعلى اله وسلم: ( إذا خرج ثلاثة في سفر فليأمروا أحدهم)

فأوجب النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم التأمير في السفر مع انه اجتماع عارض غير مستقر فكيف بالاجتماع الدائم المستمر المستقر إذاً لابد، لابد للامة من ولي أمر يبين لها الحق وذلك هم العلماء ولابد للامة من ولي أمر يلزمها بتنفيذ شريعة الله ويسوسها بما تقتضيه المصلحة ولهذا جاءت هذه الشريعة الكاملة جاءت هذه الشريعة الكاملة التي أوجبت الولاية لقيام الناس بالعدل جاءت بواجبات جاءت بواجبات علي الولاة وعلى الرعية وألزمت كل واحد منهما للقيام بهذه الواجبات حتى يستتب الآمن وحتى يحل النظام والتآزر بين الحاكمين والمحكومين أما حقوق الولاة على رعيتهم فهي النصح والإرشاد فهي النصح والإرشاد بالحكمة والموعظة الحسنة وذلك إن الولاة لا يمكن أن يحيطوا بكل شئ علما ولا يمكن ان يحيطوا بكل شئ قدرة فلا بد لهم من معينين يعينونهم على طاعة الله ينصحونهم ويوجهونهم ولكن بسلوك اقرب الطرق إلى توجيههم وارشادهم ولا يحل لاحد أن يتخذ من خطأ ولاة الأمور إذا اخطئوا وهم اعني ولاة الأمور معرضون للخطأ كغيرهم كل بني ادم خطأ وخير الخطاءون التوابون ولكن لا يجوز لاحد أن يتخذ من هذا الخطأ سلم للقدح فيهم ونشر عيوبهم بين الناس فان هذا يوجب التنفير عنهم وكراهتهم وكراهة ما يقومون به من أعمال ونظام وإن كانت حقا ويوجب بالتالي التمرد عليهم وعدم السمع والطاعة وربما يوجب الخروج عليهم كما جري في صدر هذه الأمة و لاشك لاشك إن في هذا تفكيك للمجتمع وأحداث للفوضي والفساد ولهذا جعل الله تعالي طاعة ولاة الأمور في غير معصية الله جعلها عبادة يتعبد بها الإنسان لله عز وجل لان الله تعالي أمر بها وكل شئ أمر الله به فانه عبادة سواء كان ذلك فيما يتعلق بمعاملة العبد مع خالقه أو بمعاملة العبد مع مخلوق أخر ومن حقوق الولاة على رعيتهم من حقوق الولاة على رعيتهم أن يسمعوا ويطيعوا أن يسمعوا ويطيعوا بامتثال ما أمروا به وترك ما نهوا عنه ما لم يكن في ذلك مخالفة شريعة الله فان أمر فان أمر ولاة الأمور بما يخالف شريعة الله فلا سمع لهم ولا طاعة لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق وفي الصحيحين عن علي بن أبى طالب رضي الله عنه قال : (بعث النبي صلى الله عليه وسلم سرية واستعمل عليهم رجل من الأنصار فلما خرجوا غضب عليهم في شئ قال لهم أليس قد أمركم رسول الله صلى الله عليه وسلم بان تطيعوني قالوا بلي قال فاجمعوا لي حطبا فجمعوا له ثم دعا بنار فاضرمها فيه ثم قال عزمت عليكم لتدخلنها فقال شاب منهم إنما فررتم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من النار إنما فررتم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من النار فلا تعجلوا حتى تلقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فان أمركم أن تدخلوها فادخلوها فرجعوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم لو دخلتموها ما خرجتم منها أبدا إنما الطاعة في المعروف)

وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( السمع والطاعة على المرء المسلم فيما احب وكره ما لم يؤمر بمعصية فان أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة )

وقال عبادة بن الصامت رضي الله عنه: ( بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا وعسرنا ويسرنا أثرة علينا أن لا ننازع الأمر أهله قال الا أن تروا كفرا بواحا عندكم فيه من الله برهان)
أيها الناي من طاعة ولاة الأمور التي أمر الله بها أن يتمشي المؤمن على قواعد وأنظمة حكومته المرسومة إذا لم تخالف الشريعة فمن تمشي علي ذلك كان مطيعا لله ولرسوله ومثابا على عمله ومن خالف ذلك كان عاصيا لله ورسوله وآثما بذلك فلا يحل لاحد أن يخالف تلك القواعد والأنظمة سواء كانت تتعلق بالتجارة وأحوال العمال أو بغير ذلك كالأنظمة المرورية ونحوها يجب على المؤمن أن ينفذ هذه الأنظمة على حسب ما سنه ولاة الأمر لأنه ليس فيها معصية أما لو كان فيها معصية لكنا من أول الناس الذين ينهون عن امتثالها ولقد ظن بعض الناس إن طاعة ولي الأمر إنما تجب فيما أمر الله به ورسوله فقط وهذا خطأ ظاهر هذا خطأ ظاهر فانه لو كان الأمر كذلك لم يكن للأمر بطاعة ولاة الأمور فائدة لان الطاعة فيما أمر الله به أثابه سواء أمر به ولاة الأمور أم لم يأمروا به بل لو أمر به أي واحد من الناس وهو ما أمر الله به ورسوله لكان امره مطاعا لكن ولاة الأمور ينظرون إلى أشياء لا يفهمها كثير من العامة ينظرون إلى العواقب الوخيمة تترتب على ما لم ينظموه فإذا نظموا شيئا فلا يشترط في طاعتهم أن نعرف وجهه النظر إنما علينا انسمع ونطيع وننفذ الأوامر ولا نخون ولي الأمر في شئ من ذلك
لقول الله تعالى : ( يا أيها الذين امنوا لا تخونوا الله ورسوله وتخونوا أماناتكم وانتم تعلمون )

إذاً إذا أمر ولي الأمر بشئ وجب علينا تنفيذه ولا يحل لنا التحيل عليه بأي نوع من الحيل لان ربنا وخالقنا امرنا بطاعتهم إذا لم يكن إذا لم يكن فيه معصية لله ورسوله ولقد اخطأ بعض الناس في تنفيذ بعض الأنظمة اخطئوا خطأ كبيرا بل اخطئوا في مخالفة الله عز وجل اخطئوا في تنفيذ هذا الأمر الإلهي اعني قوله : ( يا أيها الذين امنوا أطيعوا وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم )

حيث وقعوا في مخالفة ولاة الأمور بحجة إن ذلك الشئ بعينه جائز في الأصل وغفلوا عن أمر الله بطاعة الولاة والوفاء بالعهد لذلك أيها الاخوة لا ضرر علينا ولا حرج علينا إذا نفذنا أمر الحكومة إذا لم يكن مخالفا للشرع والحكومة تنظر إلى أشياء بعيدة المدى لا يفهمها كثير من الناس يكون في عدم تنفيذها إضرار بالمجتمع والحاق للامة بالفوضي وقد يكون في ذلك مفاسد لا ينبغي أن نذكرها في هذا الموضع على كل حال لا يجوز لا أحد أن يتحيل على في مخالفة الأنظمة بل عليه أن ينفذها الا إذا أمر ولي الأمر بمعصية الله من المعلوم إن الأمر فوق أمر كل آمر فان أمر الله ورسوله لابد أن يكون مطاعا أما حقوق الرعية على رعاتهم أما حقوق الرعية على رعاتهم في المسئولية كبيرة والأمر خطير فليس المقصود بالولاية بسط السلطة ونيل المرتبة بل المقصود بها تحمل مسئولية عظيمة تتركز على إقامة الحق بين الخلق تتركز على إقامة الحق بين الخلق بنصر دين الله وإصلاح عباد الله دنيا ودينا فيجب على الولاة صغار أو كبار يجب عليهم إخلاص النية لله تعالي والاستعانة به في جميع أمرهم على ما حملهم من هذه الأمانة وعليهم أن يطبقوا أحكام شريعة الله بحسب استطاعتهم على الشريف والوضيع والقريب والبعيد ولا يحابوا شريفا لشرفه ولا قريب لقربه متمشين في ذلك على ما رسمه نبيهم صلى الله عليه وعلى اله وسلم حيث قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم معلنا حيث حيث قال معلنا ومقسما وهو البار الصادق بدون قسم :
( لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها )

فمن قام بالأمانة من ولاة الأمور الصغيرة أو الكبيرة كان مطيع لله مؤديا للأمانة التي يحملها نائلا لثواب الله ورضي الخلق عليه فإن الله تعالي يحب المقسطين
قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( إن المقسطين عند الله على منابر من نور عن يمين الرحمن وكلتا يديه يمين الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم ما ولوا ) أخرجه مسلم
وقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( أهل الجنة ثلاثة أهل الجنة ثلاثة ذو سلطان مقسط موفق ورجل رحيم رقيق القلب لكل ذي قربي ومسلم وعفيف متعفف ذو عيال ) أخرجه الإمام مسلم .

أيها الاخوة المسلمون من ولاة ورعية قوموا بما أوجب الله عليكم ليستتب الآمن ويحصل التالف فان تفرطوا يسلط الله بعضكم على بعض فتسلط الولاة على الرعية بالظلم وإهمال الحقوق وتسلط الرعية على الولاة بالمخالفة والفوضي والاعتزاز بالرأي فلا ينضبط الناس ولا ينصلح لهم حال.
أيها المسلمون كرروا قول الله عز وجل : ( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله و أطيعوا الرسول و أولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شئ فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الأخر ذلك خير واحسن تأويلا ) كرروا هذه الآية تتدبروا معناها وتأملوا ما تفيده من الأمور العظيمة في الحاضر والمستقبل ولهذا قال ذلك خير أي في الحال واحسن تأويلا أي مآلا أي في المستقبل ولا تغتروا بأهوائكم عليك بطاعة الله ورسوله في كل شئ واتقوا الله لعلكم تفلحون أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ولكافة المسلمين من كل ذنب فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم .

الحمد لله حمدا كثيرا كما أمر واشكره وقد تأذن بالزيادة لمن شكر واشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له ولو كره ذلك من أشرك به وكفر وشهد أن محمد عبده ورسوله سيد البشر الشافع المشفع في المحشر صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه خير صحب ومعشر وسلم تسليما كثيرا.
أما بعد
فيا عباد الله عن الله تبارك وتعالي شرع لعباده شرع لعباده أن يكون لهم أئمة، أئمة في الدين وأئمة في تنفيذ الدين والإلزام به وأنني أ بين لكم مثلا واضحا في الصلاة الإمام يكون إماما لجماعة كثيرين عليهم أن يتابعوه في القيام والركوع والسجود والقعود والتسليم والتكبير يجب عليهم أن يتابعوه ولا يتقدموا عليه ولا يتأخروا عنه كثيرا لتحصل المتابعة التامة وانظروا إلى الرجل يدخل مع الإمام في صلاة الظهر مثلا في الركعة الثانية فيتشهد في الركعة الأولى له ويترك التشهد في الركعة الثانية كل ذلك متابعة للإمام وانظروا إلى الإمام يسهو فيقوم عن التشهد الأول فيلزم المأموم أن يتابعه ويدع التشهد الأول كل ذلك من اجل متابعة الإمام وانظروا إلى المأموم يطول ويقصر ما يشاء إذا كان منفردا ولكنه لا يطول ولا يقصر إذا كان مع الإمام ألا تبعا لإمامه وانظروا إلى المأموم إذا كان منفردا يكبر تكبيرة الإحرام الأول متي شاء ولكنه إذا كان مع الإمام فلا يكبر إلا إذا تم الإمام تكبيرة الإحرام فمن كبر قبل الإمام تكبيرة الإحرام أو وافق الإمام فابتدأ معه أو كبر قبل أن ينتهي الإمام من التكبيرة فانه لا صلاة له وانظروا إلى المأموم لا يسهو في صلاته ولكن إذا سها الإمام فان على المأموم أن يسابقه في سجود السهو إلى غير ذلك والحقيقة إن اجتماع الناس على الإمام في الصلوات هو كالصورة المصغرة على اتباع الإمام في جميع الأمور إذا لم يكن في معصية الله ولهذا لو قام الإمام لخامسة في الظهر مثلا فان المأموم لا يتابعه لأنه لا يحل للإمام أن يزيد في الصلاة ولهذا إذا قام الإمام لخامسة فاه يجب على المأمومين أن ينبهوه ويجب عليه أن يرجع إذا كانت هذه الخامسة زائدة يجب عليه أن يرجع حتى لو قرا الفاتحة بل حتى ولو ركع عليه أن يقطع ركوعه ويجلس لأنه لا تحل الزيادة وقد فهم بعض الأئمة فهما خاطئ في هذه المسالة فظن أن الإمام إذا قام إلى زائدة في الصلاة ثم شرع في القراء فانه لا يرجع وهذا يؤسف له كثيرا أن يكون الإمام يجهل مثل هذه الحال التي قد يفهمها كثير من العامة الحكم فيما ظنه هو في التشهد الأول فقط إذا قام الإمام عن التشهد الأول ناسيا ثم استنم قائما فانه لا يرجع أما الزيادة فانه يرجع عنها متى تبينت له ولا يحل له أن مضي في صلاته فان مضي في صلاته فان صلاته إن مضي في صلاته عامدا فان صلاته تبطل وقد علمت أيها الاخوة إن إتمام الناس بالإمام في الصلاة صورة مصغري من إتمام الناس في أئمتهم العلماء والأمراء إلا في معصية الله أيها الاخوة انتبهوا لهذا الأمر العظيم الشرع يريد من أن نكون أمة واحدة وان نأتم بأمر ولاة أمورنا ما لم يأمروا بمعصية ولا تأخذنا عاطفة ولا رحمه في هذه الأمور لان الرحمة حقيقة إنما هي في اتباع ما أمر به ولي الأمر إذا لم يكن معصية هذا ما دل عليه الشرع وهذا ما كان عليه سلف الأمة ولن يصلح أخر الأمة إلا ما اصلح أولها ولا يشترط ولا يشترط أن نعرف ما هو السر وما هي الحكمة فيما أصدره ولاة الأمور لأنهم يعرفون ما لا نعلم يأتيهم الخبر من كل مكان ويسبرون الأمور ويتابعونها أما نحن فليس لنا ألا ما ليس لنا ألا نعرف ما حولنا إن عرفناه وقد نكون غافلين عنه كثيرا أسال الله تبارك وتعالي أن يجعلني وإياكم من مَن اتبع الهدي أين ما كان اللهم اجعلنا من مًن اتبع الهدي أينما كان اللهم لا تجعل أهوائنا غالبه على هدانا يا رب العالمين واغفر لنا ذنوبنا انك أنت الغفور الرحيم والحمد الله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين .

للإستماع للخطبة
المصدر

للامانة الموضوع منقول




جزاك الله كل خير على المجهود
تحياتي الخالصة




جزاك الله كل خير وجعلها في ميزان حسناتك

سدد الله خطاك لما يحب و يرضى

تقبلي مروري




شكرا وبارك الله فيك
جزاك الله كل خير وجعلها في ميزان حسناتك

تقبلي مروري




اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.