التصنيفات
اسلاميات عامة

وقفات . مع . بعض خلق الله


تفكروا في خلق الله

إلى كل مسلم ومسلمة، أن يقفوا مع أنفسهم ويحاسبوها، وتفكروا في خلق الله يا عباد الله.

يا أيها الماء المهـين من سـواكا * ومن الذي في ظلمة الأحشاء قد والاكا

ومن الذي غـذّاك من نـعمـائه * ومن الكـروب جميعهـا نجـّـاكـا
ومن الذي شـقّ العيون فأبصرت *ومـن الـذي بالعقـل قـد حـلاكـا
ومن الذي تعصى ويغفر دائمـاً * ومـن الـذي تنســى ولا ينســاكا

عجائب خلق الله فى مخلوقاته :

انظر أيها المسلم أيتها المسلمة، وتأمل تلك النملة الضعيفة ترى عبراً وآيات باهرات تنطق بقدرة رب الأرض والسماوات : تنقل الحبَّ الى مساكنها وتكسره حتى لا ينبت إذا أصابه بلل وتُخرجه إلى الشمس إذا خافت عليه من العفن ثم ترده الى بيوتها ..

كما أنها تعتني بالزراعة وفلاحة الأرض؛ تشق الأرض وتحرثها وتزيل الأعشاب الضارة وتنظف الأرض ثم تتسلق الشجر وقت الحصاد وتذهب بها إلى مخازنها، بل إن لها مدافن جماعية تدفن فيها موتاها ، وفوق هذا تعرف ربها وتعرف أنه فوق سماواته مستوٍ على عرشه بيده كل شئ ..

روى الإمام أحمد فى الزهد من حديث أبو هريرة رضى الله عنه يرفعه ، قال : (خرج نبي من الأنبياء بالناس يستسقي فإذا هو بنملة رافعة بعض قوائهما إلى السماء فقال : ارجعوا فقد استجيب لكم من أجل هذه النملة). ورواه الدارقطنى فى سننه والحاكم فى المستدرك وصححه الألبانى في المشكاة.

ومن عجيب أمر القردة ما رواه البخارى فى صحيحه (3849) عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ: "رَأَيْتُ فِى الْجَاهِلِيَّةِ قِرْدَةً اجْتَمَعَ عَلَيْهَا قِرَدَةٌ قَدْ زَنَتْ ، فَرَجَمُوهَا فَرَجَمْتُهَا مَعَهُمْ" .

عجباً لها قرود تُقيم الحدود حين عطّلها بعض بنى آدم !!

وهذا الأثر له قِصَّة مِنْ وَجْه آخَر مُطَوَّلَة عَنْ عَمْرو بْن مَيْمُون قَالَ : " كُنْت فِي الْيَمَن فِي غَنَم لِأَهْلِي وَأَنَا عَلَى شَرَف ، فَجَاءَ قِرْد مِنْ قِرَدَة فَتَوَسَّدَ يَدهَا ، فَجَاءَ قِرْد أَصْغَر مِنْهُ فَغَمَزَهَا ، فَسَلَّتْ يَدهَا مِنْ تَحْت رَأْس الْقِرْد الْأَوَّل سَلًّا رَفِيقًا وَتَبِعَتْهُ ، فَوَقَعَ عَلَيْهَا وَأَنَا أَنْظُر ، ثُمَّ رَجَعَتْ فَجَعَلَتْ تُدْخِل يَدهَا تَحْت خَدّ الْأَوَّل بِرِفْقٍ ، فَاسْتَيْقَظَ فَزِعًا ، فَشَمَّهَا فَصَاحَ ، فَاجْتَمَعَتْ الْقُرُود ، فَجَعَلَ يَصِيح وَيُومِئ إِلَيْهَا بِيَدِهِ ، فَذَهَبَ الْقُرُود يَمْنَة وَيَسْرَة ، فَجَاءُوا بِذَلِكَ الْقِرْد أَعْرِفهُ ، فَحَفَرُوا لَهُمَا حُفْرَة فَرَجَمُوهُمَا ، فَلَقَدْ رَأَيْت الرَّجْم فِي غَيْر بَنِي آدَم ". انظر: "فتح الباري" (7/160)، والإصابة في تمييز الصحابة" (5/154)، "عمدة القاري" (16/300).

وأغرب من ذلك أن الحيوانات فيها مشاعر الإحساس بالذنب وتعاقب نفسها على ذلك.

ومن ذلك:
ماذَكَرَه أَبُو عُبَيْدَة مَعْمَر بْن الْمُثَنَّى فِي " كِتَاب الْخَيْل " مِنْ طَرِيق الْأَوْزَاعِيِّ: "أَنَّ مُهْرًا أُنْزِيَ عَلَى أُمّه فَامْتَنَعَ ، فَأُدْخِلَتْ فِي بَيْت وَجُلِّلْت بِكِسَاءٍ وَأُنْزِيَ عَلَيْهَا فَنَزَا ، فَلَمَّا شَمَّ رِيح أُمّه عَمَدَ إِلَى ذَكَرِهِ فَقَطَعَهُ بِأَسْنَانِهِ مِنْ أَصْله". انظر" "فتح البارى" (7 / 161)، "فيض القدير" (6/143).

ومن عجيب أمر الفأرة ما ذكره صاحب كتاب ( العقيدة فى الله ) أنها إذا شربت من الزيت الذي في أعلى الجرة ينقص ويعز عليها الوصول إليه فى أسفل الجرة فتذهب وتحمل في أفواهها الماء ثم تصبه في الجرة حتى يرتفع الزيت فيقترب منها ثم تشربه .. من علمها ذلك ؟ !! إنها لم تتعلم الكثافة وموازينها ولم تتعلم أن الماء أثقل من الزيت فيعلو الزيت على الماء .. فمن علمها هذا ؟ !!

إنه الله ، أحق من عُبد وصُليَ له وسُجد .

سبحان من يُجري الأمور بحكمة * فى الخلق بالأرزاق والحرمان

وتأملوا معي النحل: فهي مأمورة بالأكل من كل الثمرات بخلاف كثير من الحشرات التي تعيش على نوع معين من الغذاء، وتعْجب أنها لا تأكل من التبغ ، فلا تأكل إلا الطيبات ، فهل يعتبر بذلك أهل العقول !!

ومما يُذكر أن ألدّ أعداء النحل؛ هو الفأر، يُهاجم الخلية فيشرب العسل ويلوث الخلية، فماذا تفعل النحلة الصغيرة أمام الفأر الذي هو لها كجبل عظيم ؟

إنها تُطلق عليه مجموعة من العاملات فتلدغه حتى يموت .
لكن: كيف تُخرجه ؟ إن بقي أفسد العسل ولوث أجواء الخلية ، ولو إجتمع النحل الدنيا كله على إخراجه ما استطاع . فماذا يفعل؟؟
جعل الله عز وجل للنحل مادة شمعية يفرزها ويُغلف بها ذلك الفأر فلا ينتن ولا يتغير ولو بقي الدهر حتى يأتي صاحب الخلية فيُخرجه .. فسبحان من خلق فسوى وقدّر فهدى ..

فيا عجباً من مضغة لحمٍ عند الإنسان؛ أقسى من الجبال، تسمع آيات الله تُتلى فلا تلين ولا تخشع !!

لله في الآفـــاق آيـات * لعـل أقـلها هو ما إليـه هـداكا

ولعل ما في النفـس من آيـاته * عجب عجـاب لو تـرى عيناكا
والكون مشحون بأسـرار إذا * حاولت تفســيراً لها أعيـاكـا
قل للمريض نجا وعوفي بعدما * عجزت فنون الطب؛ من عافاكا؟
قل للصحيح يموت لا من علةٍ * من بالمنايا يا صـحيح دهـاكا؟
وإذا ترى الثعبان ينفث سمه * فأسأله من ذا بالسـموم حشـاكا؟
وأسـأله كيف تعيـش يا ثعبـان * أو تحيا وهذا السـم يملأ فاكا؟
وأسأل بطون النحل كيف تقاطرت * شهداً، وقل للشهد من حلاكا؟
بل سـائل اللبن المصـفى كان * بين دمٍ وفرث مالذي صـفّاكا؟
قل للهواء تحسه الأيدي ويخفى * عن عيون النـاس؛ من أخفاكا؟
وإذا رأيت النبت فى الصحراء * يربو وحده فأسـأله من أرباكا؟
قل للمرير من الثـمار من الذي * بالمُـر دون الثـمار غـذّاكا؟
وإذا رأيت النخل مشقوق النوى * فأسأله من يا نخل شـق نواكا؟
سـتجيب مافي الكون من آياته * عجب عُجـاب لو ترى عيناكا
ربي لك الحمـد العظيم لذاتـك * حمـداً وليـس لواحـدٍ إلاكا
يا مدرك الأبصـار والأبصـار * لا تـدري له ولكنهه إدراكا
إن لم تكن عيني تراك فإنني * فى كل شـيء أسـتبين عُـلاكا
يا أيها الإنسـان مهلاً ما الذي * بالله جـل جـلاله أغراكا ؟!

التوبة … التوبة ـــ الإنابة … الإنابة ……….. يا عباد الله




بارك الله فيك

موضوع قيم جدا

ننتضر منك كل جديد ومفيد

تقبلي مروري المتواضع

اختك هناء




اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.