لفضيلة الشيخ عبيد الله الجابري
قال حفظه الله:
* لا يؤدي النكاح ما أودعه الله فيه من الحكم و المصالح و المنافع في الدين و الدنيا إلا بحسن العشرة بين الزوجين ، و هذه الترجمة تتضمن أمرين:
1) في تعامل الرجل مع المرأة و تعامل المرأة مع الرجل
2) خاص بالرجل و هو أنه لا يسوغ له بحكم القوامة عليها أن يجاوز ما أحل الله منها ،و لا يؤذيها في نفسها أو في عرضها أو في مالها.
* و العشرة متبادلة ، و لكن المؤلف خص النساء ، لأن الرسول صلى الله عليه و سلم أكثر من الوصية بهن ، و مما يروى عن عائشة رضي الله عنها : قيل لها : أريد أن أزوج ابنتي ، فبمن ، قالت : زوجها من يتقي الله ، فإنه إن أحبها أكرمها و إن سخطها لم يظلمها.
* تفيد هذه الترجمة: التنبيه إلى أن كلا من الزوجين أمانة في عنق صاحبه ، و أن الله عزوجل سائل كلا منهما على الآخر ، و مقتص منه إن بخسه حقه ظلما و عدوانا [ وَلَهُنَّ مِثْلُ الذِي عَلَيْهِنَّ بِالمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ ]
* إذا كان كلا منهما يغض طرفه ويسامح الآخر ويتحمل زلته فهذا من سبل ديمومة النكاح ونجاحه، وإن كان كلا منهما يرقب الآخر و يرصده و يغتنم الفرصة لأي خطأ منه فهذا سبيل الفشل و سبيل الهدم، و ما أجمل ما قال الشاعر
إذا كنت في كل الأمور معاتبا ** صديقك لا تلق الذي لا تعاتبه
فكلا منكم يا أيها الأزواج مأمور بأن يوسع صدره، و أن يحلم عليه و أن يصفح ما دام الصفح و العفو ممكنا فهذا من شيم الكرام.
* نعم ، الظلم غير مرضي، فإذا تمادى الرجل في ظلم المرأة و وصل الأمر إلى حد لا تطيقه ورجعت إلى وليها فلا ضير عليها ولا غضاضة في ذلك، الرجل بوسعه أن يدفع الظلم عن نفسه، أقل ما فيه أن يتزوج أخرى ليؤدبها بها لكن هي ليس في وسعها شيء إلا أن تستجير بأهلها.
* المقصود أن من ظلم صاحبه في الدنيا فإن ذلك لا يخفى على الله عزوجل.
نترقب المزيد
بالتوفيق