وسنركز في هذا السياق، على ما يحتاجه الطفل لتنمية ذكائه وفهم اللغة بطريقة سهلة ولكنها تساعده على تنمية القدرة على الفهم في الوقت نفسه، ما يجعله مستعداً لتركيب الجمل في شكل جيد عندما يبدأ التكلم، وبحسب كل فترة عمرية يمر بها.
* من اليوم الأول الى الشهر الرابع:
يتساءل الكثيرون عما يمكن أن يتعلمه الطفل خلال هذه الفترة ويبدون استغرابهم في أغلب الأحيان.
إلا أن المتخصصين يؤكدون أن الطفل يكون في هذه السن مؤهلاً لفهم أي لغة في العالم إذ يتمكن من الاستماع الى الأصوات التي تتحدث اليه أو التي يسمعها ويميز بينها ما يعني أنه يستطيع أن يميز بين لغة وأخرى.
ولكن الذي يحصل في الغالب أن الطفل يمضي أكثر أوقاته بين أهله ولا سيما والداه وبالتالي يكون تركيزه منصباً على اللغة التي يتحدثون بها، ولكن سرعان ما يفقد الطفل القدرة على تعلم أي لغة ويحصر تركيزه على لغة الأم فقط.
وفي هذه السن يركز الطفل على نبرات الصوت ويميز بينها جيداً، فإذا كان الصوت فرحاً يأخذ الطفل بالضحك، وإذا كان المتكلم حاداً في كلامه فإن الطفل يتوتر وسرعان ما يبدأ بالبكاء.
وعندما يصبح الطفل بين سن الثمانية أسابيع والعشرة أسابيع
يبدأ الأهل بالملاحظة أن صوت طفلهم بدأ يتغير ويبدأ بالتالي بإصدار أصوات مختلفة بطريقة متغيرة باستمرار. وهنا، يشير المتخصصون الى ضرورة أن يبدأ الأهل مهمة مساعدته من دون أي تأخير من خلال تعليمه في شكل جيد، وعلى الوالدين تحديداً أن يتحدثا الى طفلهما بطريقة بطيئة وسهلة لجعله يفهم جيداً ولا سيما مسألة رفع الصوت وخفضه، إذ يمكن للطفل في هذه السن أن يتعلم كلمات جديدة، وعندما يبدأ الطفل بالرد عليهما، فيجب عليهما أن يستمرا في محاورته لتشجيعه.
* من خمسة أشهر الى سبعة أشهر:
وهنا تبدأ مرحلة التعبير عند الطفل، ويبدأ في تحديد اللغة التي يسمعها ويفهمها أكثر وأكثر، ويبدأ بالتالي بتكوين لغته الخاصة للتكلم.
ويُلاحظ في الشهر الخامس أن الطفل يبدأ بإعادة ترداد بعض الأحرف السهلة مثل "با" "ما" وتكرارها مثل "بابابا" أو "ماماما" أو مزج الأحرف ببعضها. كما يلاحظ أنه يبدأ في معرفة اسمه ويهم بالرد أو الالتفات عند ذكر اسمه أو مناداته، كما يتمكن في هذه المرحلة من تمييز الكلمات المعروفة وما تعنيه.
وأكدت إحدى الدراسات التي أجرتها إحدى الجامعات العالمية، أن الأطفال في سن السبعة أشهر يعرفون جيداً ما تعنيه كلمة "ماما" وهي والدتهم وليست أي شخص آخر، وكذلك كلمة "بابا" أي والدهم.
فإذا قال أحدهم للطفل مثلاً "بابا" قد وصل فإن الطفل سيركز نظره حتماً الى باب مدخل المنزل لكي يرى والده، ما يدل الى أنه يعرف جيداً الأشخاص القريبين منه واليه.
لذلك، ينصح المتخصصون بضرورة التحدث مع الطفل مطولاً في هذه الفترة لمساعدته على التقدم أكثر وأكثر، وتفسير كل شيء له،
ومن المهم جداً أيضاً ترداد اسمه باستمرار على مسامعه وتفسير كل شيء له من الطعام الى الألبسة وغيرها، إضافة الى الإكثار من القراءة أمامه بصوت عالٍ لتقوية التعبير لديه والتعلم بسرعة.
دمتم بخير
الف شكرا على نشاطك الدائم