التصنيفات
طفلي الصغير

موقف الأب من أسئلة الإبن

بسم الله الرحمن الرحيم

اجتهد جان – بول سوتو كثيراً وهو يجمع أسئلة الأطفال من مدارس شتى وأعمار متفاوتة ، جمعها في كتاب : الطفل الذي دائماً يطرح أسئلة ! وكانت هناك جملة من أسئلة الأطفال التي أعيت الكبار وأرهقتهم !
دائماً .. ما يقع الأب .. في مواقف محرجة أمام أطفاله .. حين يأتي سؤال من أحدهم ..
الأطفال … ببراءتهم دوماً ما يطرحون أسئلة خارجة من العقل المجرد مباشرة دون تدخل أي عوامل فطرية أو قلبية أو اجتماعية أو تربوية ..
ومن أكثر الأسئلة المحرجة للوالدين والتي تبدأ دوماً مع سن مبكرة للأطفال .. من أين أتيت !؟
وكيف ..؟ ومتى ..؟ ولماذا أنا بهذا الشكل ..؟
بالإضافة لأسئلة غريبة ربما تواجه في بعض المجتمعات بالنقد اللاذع ونهر الابن وزجره حتى لا يكرر مثل هذا السؤال .. كقول الطفل : أين الله ..؟ أو لماذا لا أتزوجك ” يقولها لوالدته ” .. أو حينما يموت الشخص .. أين يذهب ومتى سيعود !؟
تنمية حس السؤال لدى الطفل غاية في الضرورة .. والكثير من البشر يهدم هذا الحس من خلال النهر وزجر الطفل باستمرار حتى ينمو لديه الخوف من السؤال حتى في الشؤون المهمة له .. وربما يتغيب عن الطفل أشياء كثيرة كان من الممكن أن تتضح له جلية مع السؤال والاستفسار ..
الخطأ التربوي عند الوالدين .. يتركز في عدم إشباع الطفل بالإجابة الصحيحة .. وعدم تثقيفه وتمنية مهارات البحث لديه ..
أيضاً .. ينمو لدى الأطفال شعور بعجز الوالد عن الإجابة أو جهله لها حينما يصرف الأب أو الأم وليدهما بإجابات غير منطقية ..
يبدأ الطفل بالسؤال مع بداية تعلمه للنطق .. ومن أوائل الكلمات التي يتعلمها بتلعثم : وشو هذا ..؟
أو : من هو له هذا ..؟
ويحاول دوماً أن يسأل عن أي شئ وكل شئ .. حتى إذا كان بالسيارة فإنه يسأل عن أي شئ تقع عينه عليه ..
جميل أن يتعلم الأب أن يعلم الابن بأن الشيء المجهول لديه يملكه رجل غير معلوم له .. أو امرأة نكرة عنده …
وأعني .. حينما يتوجه طفلي بسؤالي : من هو له هذا ..؟
فإن لم أكن أعرف أبادره .. لرجل ما أعرفه يا ولدي ..
ويكرر السؤال ربما في خلال ربع ساعة أكثر من عشرين مرة .. وأكرر الجواب عليه مع كل مرة تتكرر فيها الحالة .
أما حينما يسألني عن شيء أعرفه .. فلابد من التفصيل له حتى يشعر بالأهمية ومدى المعلومات التي تصب في ذهنه .
السؤال .. هو أول طريق للمعرفة .. ولتحريك العقل .
والأطفال .. مع تنامي العقل بشكل متواز مع الجسم .. يبدأ بوضع أسئلة كثيرة حوله ويحاول مع الزمن اكتشافها ..
الوالدان اللذان يكسران الحواجز بينهما وبين أطفالهما .. ينشأ الطفل بينهما ببيئة مستقرة ذهنياً ونفسياً ويكون بيئة خصبة لتولد الإبداع والأفكار الرائعة ..
الابن الذي يسأل ويجد أب متجاوب معه يجيبه سؤله ويعلمه .. بل وربما يبحث له عن الإجابة الصحيحة .. هو من سيكون لديه القدرة التامة على التعلم ..
تعليم الابن البحث والتفكير والتأمل .. طريقة مهمة في تربية الأبناء ..
هناك سؤال حيرني من ابن أختي مرة !!
وأقمتُ لهم مسابقة للبحث عن الإجابة .. حينما سألني : لماذا نلبس الساعة بأيدينا !؟
فبادرته بسؤال وقلت له ولأخوته وأخواته .. ابحثوا عن الإجابة ..
سقتُ خيالهم وقلت : تخيلوا لو لبسنا الساعة بالقدم ..
ما هي المنافع التي سنجنيها وما هي المضار التي تقع لنا !؟
وحاولت أن أصور المشهد أكثر أمامهم … فلبستُ ساعتي بقدمي .. وقلتُ لهم تخيلوا أنني أقود السيارة الآن وأريد أن أعرف كم الساعة .. أو التاريخ ..
تخيلوا المشهد .. وعرفوا فائدة أن تكون الساعة باليد !
علّم أبناءك دوماً الأسئلة الإبداعية … واسألهم سؤال إبداعي خيالي غير منطقي .. دعهم يفكروا أكثر ويكتشفوا الأخطاء والفوائد .. وربما يزداد خيالهم ليطبقوا ما جاء في ذلك الخيال ..
السؤال .. دائماً مصدر للإبداع والتفكير وتحريك الدماغ ..
كبته .. وقتله .. هو الذي ينتج لنا شخصيات مهزوزة غير واثقة بنفسها ولا بقدراتها ..




جزاك الله خيرا على هذا الموضوع القيــم

بانتظار جديدك




جزاك الله خيرا على الموضوع المميز والمفيد جدااااااا

نسال الله ان يبارك لك في هذه المواضيع المفيدة

تقبل مروري نانو




بوووووووورك فيك اختي مشكوورة




اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.