التصنيفات
العقيدة الاسلامية

[مطوية] مطوية تضارب أناجيل النصارى في ظهور المسيح (أثنى على المطويات شيخنا عبد الغني

تعليمية
تعليمية
[مطوية] مطوية تضارب أناجيل النصارى في ظهور المسيح (أثنى على المطويات شيخنا عبد الغني عوسات حفظه الله)

المطويات الدعوية …205

تضارب أناجيل النصارى في ظهور المسيح
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

فإن المتأمل في كتب النصارى يجد تناقضات وتضاربات لا حد لها وباعتراف علمائهم وكبرائهم ومن أعظم التناقضات قصة ظهور المسيح عليه الصلاة والسلام بعد موتته المزعومة !
فنبدأ أولا بذكر ما يقوله إنجيل مرقس في مختلف الموضوعات التي نتعرض لها في هذه الدراسة ، ثم نتبع ذلك بما تقوله بقية الأناجيل في ذات الموضوع . ويرجع ذلك لما هو متفق عليه من أن إنجيل مرقس يعتبر أقدم الأناجيل القانونية التي وصلتنا ، بالإضافة لكونه المصدر الرئيسي الذي نقل عنه كل من متى ولوقا !!!!.

إنجيل مرقس لا يقول شيئا عن موضوع الظهور .
ولسوف يسرع بعض القراء إلى النسخ التي في متناول أيديهم من إنجيل مرقس ، بغية التثبت من حقيقة هذا الإدعاء الخطير ، فيجدون خاتمة هذا الإنجيل – ( الأعداد من 9 إلى 20 ) التي ينتهي بها الإصحاح السادس عشر – تتكلم عن ظهور المسيح لبعض الناس بعد فتنة الصلب وروايات القيامة .
وهنا يحدث لبس تزيله الحقيقة الآتية :

إن خاتمة إنجيل مرقس التي تتكلم عن ظهور المسيح ( الأعداد من 9 إلى 20 ) – ليست من عمل مرقس كاتب الإنجيل ، ولكنها إضافات أدخلت إليه حوالي عام 180 م ، أي بعد أن سطر مرقس إنجيله بنحو 120 عاماً ، ولم تأخذ أي صورة قانونية إلا بعد عام 325 م .
ونضيف الآن قول نينهام :
" إنه على الرغم من أن هذه الأعداد ( 9 – 20 ) تظهر في أغلب النسخ الموجودة لدينا من إنجيل مرقس ، إلا أن النسخة القياسية المراجعة مصيبة تماماً في اعتبارها غير شرعية ، منزلة إياها من النص إلى الهامش .
إن العالم الكاثوليكي " لاجرانج " واضح تماماً في قوله : إنه بالرغم من قانونيتها ( أي أنها جزء من الكتاب المقدس ) ، فإنها ليست قانونية بالمعنى الحرفي ( أي ليست من عمل القديس مرقس ) . وتقوم وجهة النظر التي تتطابق وآراء العلماء الآخرين على ثلاثة أسباب رئيسية هي :
1 – إن بعض أفضل النسخ من إنجيل مرقس تنتهي عند ( 16 : 8 ) ، وبعض النسخ الأخرى تتفق معها في حذف الأعداد ( 9 – 20 ) ، لكنها تعطي بدلا من ذلك خاتمة ( أخرى ) .

2 – إن كبار العلماء في القرن الرابع مثل ايزييوس وجيروم يشهدون بأن هذه الأعداد كانت ساقطة من أفضل النسخ الإغريقية المعلومة لديهم .
3 – والأكثر حسماً من كل ما سبق هو أن أسلوب تلك الأعداد ومفردات اللغة التي كتبت بها يعطي أسلوب القرن الثاني ، وهو شيء يختلف تماماً عما كتب به القديس مرقس .
إن هذه الفقرة لا يمكن تحديد تاريخها بالضبط ، ويمكن القول بأنها أصبحت تقبل كجزء من إنجيل مرقس حوالي عام 180 م " (1) .
كذلك يقول جون فنتون : " على حسب معلوماتنا فإن إنجيل مرقس الذي كان بين يدي متى ، قد انتهى عند ( 16 : 8 ) ، وعلى هذا فإن ظهور يسوع للنساء في إنجيل ( متى 28 : 8 ) قد أضافه متى !! .
وحسبما نعلم فإن إنجيل مرقس لم يحتو على أي روايات تتكلم عن ظهور الرب المقام من الأموات " (2) .

روايات الأناجيل :
ومع ذلك سوف نذهب إلى نسخ إنجيل مرقس التي تتكلم عن ظهور المسيح فنجدها تقول :
" وبعد ما قام باكراً في أول الأسبوع ظهر أولا لمريم المجدلية التي قد أخرج منها سبعة شياطين . فذهبت هذه وأخبرت الذين كانوا معها وهم ينوحون ويبكون ، فلما سمع أولئك أنه حي وقد نظرته ، لم يصدقوا .

وبعد ذلك ظهر بهيئة أخرى لاثنين منهم وهما يمشيان منطلقين في البرية . وذهب هذان وأخبرا الباقين ، فلم يصدقوا ولا هذين .
أخيراً ظهر للأحد عشر وهم متكئون ووبخ عدم إيمانهم وقساوة قلوبهم لأنهم لم يصدقوا الذين نظروه وقد قام " ( 16 : 9 -14 ) .
ولقد علمنا حسب رواية متى عن زيارة النساء للقبر ، أن مريم المجدلية ومريم الأخرى قد حملها ملاك الرب رسالة يقول فيها : " اذهبا سريعاً قولا لتلاميذه إنه قد قام من الأموات . ها هو يتبعكم إلى الجليل " .
وعندئذ خرجتا سريعاً من القبر بخوف وفرح عظيم راكضتين لتخبرا تلاميذه " .
والآن نضيف قول متى : " وفيما هما منطلقتان لتخبرا تلاميذه إذا يسوع لاقاهما وقال " سلام لكما " فتقدمتا وأمسكتا بقدميه وسجدتا له ، فقال لهما يسوع : لا تخافا اذهبا قولا لإخوتي أن يذهبوا إلى الجليل وهناك يرونني .
وأما الأحد عشر تلميذاً فانطلقوا إلى الجليل إلى الجبل حيث أمرهم يسوع .
ولما رأوه سجدوا له ، ولكن بعضهم شكوا " ( 28 : 9 -17 ) .

وبعد أن ذكر لوقا ما روته النسوة من حديث القيامة للتلاميذ والرسل نجده يتكلم عن الظهور فيقول : " وإذا اثنين منهم كانا منطلقين في ذلك اليوم إلى قرية بعيدة عن أورشليم . . وفيما هما يتكلمان ويتحاوران اقترب إليهما يسوع نفسه وكان يمشي معهما ولكن أمسكت أعينهما عن معرفته . فقال لهما ما هذا الكلام الذي تتطارحان به . .
فقالا المختصة بيسوع الناصري الذي كان إنساناً نبيا مقتدراً في الفعل والقول أمام الله وجميع الشعب . ..( 24 : 13 -43 ) .
ويقول يوحنا …إن مريم المجدلية كانت تبكي عند القبر ، فقال لها الملاكان :
" يا امرأة لماذا تبكين قالت لهما إنهم أخذوا سيدي ولست أعلم أين وضعوه . ولما قالت هذا التفتت إلى الوراء فنظرت يسوع واقفاً ولم تعلم أنه يسوع .
قال لها يسوع : يا إمرأة لماذا تبكين من تطلبين . فظنت تلك أنه البستاني فقالت له يا سيد : إن كنت أنت قد حملته فقل لي أين وضعته وأنا آخذه … ( 20 : 13 -26 ، 21 : 1 – 14 ) .

ملاحظات على روايات الأناجيل :
لقد عرضنا ما ترويه الأناجيل الأربعة عن ظهور المسيح ، وكلها روايات تسمح بإبداء الملاحظات الآتية :

1 – اتفق مرقس ومتى ويوحنا على أن الظهور الأول كان من نصيب مريم المجدلية التي لم تعرفه وظنته البتساني ، بينما أسقط لوقا تلك الرواية تماماً ، وجعل الظهور الأول من نصيب اثنين كانا منطلقين إلى قرية عمواس .
2 – حدث الظهور للتلاميذ مرة واحدة في كل من مرقس ومتى ولوقا ، بينما تحدث عنه يوحنا ثلاث مرات بصور مختلفة .
3 – اتفق مرقس ومتى على أن الظهور للأحد عشر تلميذاً حدث في الجليل ، فاختلفا في ذلك مع لوقا ويوحنا اللذين جعلاه في أورشليم .
4 – وأخطر من ذلك كله هو اتفاق الأناجيل في هذه القضية على شيء واحد هو أن ذلك الذي ظهر لمريم المجدلية وللتلاميذ كان غريباً عليهم ، ولم يعرفوه جميعاً وشكوا فيه ، وهم الذين عايشوا المسيح وعرفوه عن قرب .
كيف يقال بعد ذلك أن المسيح ظهر لمعارفه وتلاميذه؟ (3)

_________
(1) تفسير إنجيل مرقس : ص449 -450 .
(2) تفسير إنجيل متى : ص449 -450.

(3) باختصار وتصرف من كتاب مناظرة بين الإسلام والنصرانية.
أعد المطويات: أبو أسامة سمير الجزائري
أثنى عليها شيخنا عبد الغني عوسات حفظه الله
قدم لها الشيخ: علي الرملي حفظه الله

مدونة المطويات
http://www.ahlos-sunnah.com/matwyat

للامانة العلمية الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.