فنجان القهوة
بين يدي فنجان أبيض رسمت على وجهه خطوط..
تتمايل الخطوط و شفتي تحنّ لرائحة القهوة..
و الفنجان بعيد..
بعيد عن بياضه سواد تدور بداخله زوابع..
تحرّك قلبه ملعقة فتذيب كلّ حلاوته…
يذوب البياض و يتلاشى و يحتلّ السواد رقع كلّ ألوانه..
أمسكت بسيجارة بين أصابعي و أشعلت نارا تجرّ دخانا يتداخل بين الخطوط
فيرسم أحرف و كلمات…
كلمات تتساقط امام قهوة فيزيد شوقي لرائحة تشدّ من ذهني بعض من الزمن..
هل أعانق فنجاني و أنعم عليه بوصل شفاهي فيسكن صدري بعض من سواد…؟
هل بصدري بعض من مكان لبعض من دخان لبعض من ظلام لبعض من كلام لبعض من ألوان لبعض من خطوط لبعض من زوابع…؟
أم لبعض من نار تسكنني…؟
فنجان يقترب منّي ليسعدني..ترتعش يدي و أصابعي بها سيجارة تقتلني..
صبغت ورقتي بحبر قهوتي و دخاني…فلعنت صباحي و مضيت …
مضيت و صدري تحتلّه شفتي…
متمرّد صعلوك هارب من قضبان اللّحد خارج
شاهرا حرفه الضاد
متأبّط للكناية و الحال
خطاه فاعلة مفعّلة و أثره فاعل و مفتعل
يشرّع ابواب مدينة أمواتها نيام
يقلّب أوراق ميلاد تكسوها الأصفار
يحرّك شوارع مقفرة على جنباتها أحجار
حيطان مسلّمة و اخرى ترمق ضاده و اللاّم
أخرج صمغه من غمده و ألصق بهم الهمّ و الحزن
أبت الجدران شرب ملصقه
ووشت الأخبار بهمومه للحرس
انتفض الملك فوق ظهور جماجمهم
و أعلن احصاء سكّان مقابره
تقصّ أثر فاعله فعثر على خطى مفعّلة
مزّق دفاتر تقاعده و أطبق أبواب مدينته
لفظت الجدران ملصقه فأضحى حرفه يكبّله
ضمّ ضاده علّها تستره فانقلبت عليه ظلما وزادت من ظلمته
أخرج الملك صندوقا يحاصر الفعل و مبتدأه
و ضمائر للحرف تصندقه
و جعل اللحود بين حاله و كنايته
و لم يبق من القول غير فاعل و مفتعل
من أين أبدأ؟فخصاله ليس لها عددْ…….
حبيب الجميع,هو الصديق والشقيق والولدْ
س
نَةٌ مرّتْ عرفت فيه الناقد المتمرّس….نبوح بكل خبايانا,فنجده القاريء المتحمّس
ا
لهدوء شعاره,منه صرنا نتعلّم……….لغة الحوار,شعرا ونثرا بدون تظلّم…….
فهو الإناء الذي بالعسل يرشح……….
قائد الكتيبة قدّرناه بدون تبجّح……….
يكفينا أنّه المحيط الذي في بحره نسبح…فمن يكون …و من أكون ؟
لكم مني أجمل التحياااااااااااااااااااااات
http://www.forum.educ40.net/showthread.php?t=16696
صديقي الموت
قد ذبلت
على شرفة الملل الأزاهير
وداعب النّوم ابتساماتي
وهدأت
في جنبات قلبي الأعاصير
وغزت الوداعة قسَماتي
أدعوك لتجديد اللّقاء
كما تلاقينا كثيرا
نتندّر بحكايات الشّقاء
وأعودُ بحضرتِك صغيرا
أحتاجُ ولادة أخرى
فاسكُب دما على رمادي
وانثرني لهبا في الوِهادِ
وحطّم على طريق الغربة….
أوتادي
واسكُبني دمعة حَرّى
تحرِقُ أكُفّ جلاّدي
صديقي الموت
إلى أن تخبو نارُ أنْفاسي
وأُناديك حتّى تعود
بعذوبة وجهك القاسي
تُجدّدُني كالحبّ, كالوعود
سأسير على درب شقائي
كالجوع بأحشاء النّار
مُلتحِفا روح العنقاءِ
مُستقبِلا شمس الأحرار