تحية طتحية طتحية طتحية ط
· هل الحب شيء محسوس ؟
· هل الحب شيء ملموس ؟ · هل الحب شيء تدركه الأبصار ؟ · هل الحب فعلاً يغير خارطة الأزمان ؟ · هل الحب يولد من رحم الأحزان ؟ · هل الحب شيء من المستحيل أم المستحيل شيء من الحب ؟ · هل الحب يأتي أولاً أم الاحترام ؟ هنالك أسئلة كثيرة جداً ولكن أقول : · لولا الحب ما خلق البشر . · لولا الحب ما نبت الشجر . · لولا الحب ما اختلفت ألوان الزهر . · لولا الحب ما غرد الطير على أغصان الشجر .
الحب وردة والمرأة شوكتها ::: شوبنهاور ما الحب إلا جنون ::: شكسبير الحب ليس رواية شرقية بختامها يتزوج الأبطال ::: نزار قباني
من يحب ..يحب إلى الأبد من جن بالحب فهو عاقل ومن جن بغيره فهو مجنون قيل لأحدهم: "أن إبنك عشق". أجاب: أي بأس به ؟ أنه إذا عشق نظف وظرف ولطف. خير لنا ان نحب فنخفق من ان لا نحب ابدا. علامة الحب :ان تقبل على حبيبك عند اقباله عليك وعند ادباره عنك. الفتاة التي احبها ليس لها ماضي , فقد ولدت يوم احببتها إن المرأة لاتهزا من الحب ولا تسخر من الوفاء الا اذا خيب رجل آمالها. المراءة التي تفقد حبيبها امراءة احبت والمراءة التي تحتفظ بحبيبها امراءة اتقنت فن الحب. ابلغ الحديث:الصمت في الحب. كثيراً ما تنتهي الصداقة بالحب ولكن لا يمكن للحب أن ينتهي بصداقة. لا تحدثني عن الحب دعني أجربه بنفسي. إذا كان الحب ضعفاً فهو ضعف القلوب العظيمة. وراء كل إمرأة عظيمة حب فاشل. عندما قررت أن أحبك أقل عشقتك أكثر. القلب الذي لا يؤمن بالحب قلب بارد. أعقل ما في الحب جنونه. إذا صح ان الحب يموت فلا حاجة لنا في البقاء. الحب كالموت يغير كل شئ. صنعت الدنيا للذين يحبون , أما اللذين لا يحبون وإن أبصرهم الناس فهم ميتون ميتون. ضعف المراءة في الحب سر قوة الرجل. لو احب الشيطان لتلاشى الشر نفسه. الحب الذي ينتهي ليس حباً حقيقيا. المحبة لاتعرف عمقها الا ساعة الفراق. في مثل شعبي يقول:::: الــــحب أصــعب مـن عضـة الـكلـب أقوال الفلاسفة والعظماء في المرأة ::: تسلك المرأة طريق العبيد ، لتسود الرجل .. ويسلك الرجل طريق الأسياد ، لتستعبده المرأة.. ( جبران خليل جبران ). سلوك المرأة –دون استثناء- تتحرك علي محورين هما : الحب .. والانتقام .. (مثل أسباني ). قد تعفر لك المرأة القسوة والظلم .. لكنها لا تعفر لك عدم الاهتمام بها.. ( جان جاك روسو) . طيبة النفس.. من خصائص المرأة ( أرسطو ) . تفشل المرأة في الحب .. إذا عجزت عن التحكم فى مشاعرها.. ( فيلسوف ). — يقول سقراط: (عبقرية المرأة تكمن في قلبها ) رد أحد المعلقين العرب: وقلبها هو نقطة ضعفها !! ولكنها إن كانت عاقلة فإن قلبها هو نقطة قوتها ولكن من الممكن أن يكون سقراط قد قصد الحب والحنان الذي تغمر الرجل به. — عندما تبكي المرأة ..تتحطم قوة الرجل … شكسبير تعليق عربي: المغفل فقط يا عم شكسبير !! ليس دائما ولكن يعتمد لماذا تبكي المرأة ؟؟ — ألمرأة نارٌ ملتهبة. الزوجة الصالحة والصحة الجيدة : هما أفضل كنوز الرجل .. ( ديجون راي ) إذا أردت أن تتخذ فتاة من الفتيات زوجة لك.. فكن لها أباً وأماً وأخاً .. لأن التي تترك أباها وأمها وأخوتها لكي تتبعك .. يكون من حقها عليك أن تري فيك رأفة الأب .. وحنان الأم .. ورفق الأخ.. ( هوميروس) (المرأة بلا فضيلة… كالوردة بلا رائحة ) (آخر ما يموت في الرجل قلبه ، وفي المرأة لسانها ) (لو جردنا المرأة من كل شيء لكفاها شرف الأمومة ) ( أغبى امرأة تستطيع أن تخدع أذكى رجل ) وأذكى امرأة تنخدع بسهولة من أهبل رجل !! والمرأة العاقلة يستشيرها زوجها في أموره العظام
الرجال يحبون قليلاً وغالباً .. والنساء كثيراً ونادراً . "جورج أليوت" المرأة تحيا لتسعد بالحب .. والرجل يحب ليسعد بالحياة . "جان جاك روسو" الحب يستأذن المرأة في أن يدخل قلبها ، أما الرجل فإنه يقتحم قلبه دون استئذان جورج برناردشو المرأة أحلى هدية خصّ الله بها الرجل . . "جويار" المرأة . . مخلوق بين الملائكة والبشر . . "بلزاك" أَمُـرُّ عَلَـى الدِّيَـارِ دِيَـارِ لَيْلَــى أُقَبِّــلُ ذَا الجـِدَارَا وَذَا الجــِدَارَا وَمَـا حُـبُّ الدِّيَـارِ شَغَفْـنَ قَلْبِـي ولَكِـنْ حُـبُّ مَنْ سَكَـنَ الدِّيَـارَا (مجنون ليلى ) * * * مَـا الحُـبُّ إِلاَّ لِلْـحَبِيــبِ الأَوَلِ كَـمْ مَنْـزِلٍ فِي الأَرْضِ يَأْلَفُهُ الفَتَـى وحَـنِينُــهُ أَبَــداً لأَوَّلِ مَنْــزِلِ ( أبو تـمام) * * * عَاشَـتْ بِهِ الأَحْـيَاءُ بِضْـعَ ثَوَانِـي الحُـبُّ يَنْبُـوعُ الحَيَــاةِ تَفَجَّـرَتْ مِـنْ رَاحَتَيْـهِ سَـعَـادَةُ الأَكْـوَانِ —– * * * وَلَيْـسَ مَنْ قَالَ إِنِّـي عَاشِـقٌ صَـدَقَا لِلْعَاشِقِيْـنَ نُحُـولٌ يُعْـرَفُـونَ بِـهِ مِنْ طُولِ مَا حَالَفُـوا الأَحْـزَانَ والأَرَقَا ( كثير عزة ) * * * فَفِي وَجْهِ مَنْ تَهْوَى جَمِيْـعُ المَحَاسِـنِ ( أبوالعلاء المعري) * * * تَلْقَـاهُ يَبْـذُلُ فِيـهِ مَـا لاَ يُبْـذَلُ —– * * * صَـدَقَ الصَّفَـاءَ وأَنْجَـزَ المَوْعُـودَا ( كثير عزة ) * * * فَصَـادَفَ قَـلْبـاً خَـالِيـاً فَتَمَكَّـنَا (ديك الجن) * * * ولا الصَّبَـابَـةَ إِلاَّ مَـنْ يُعَـانِيـهَا —– * * * وَبِيْـضُ الهِنْـدِ تَقْطُـرُ مِـنْ دَمِـي فَـوَدَدْتُ تَقْبِيـلَ السُّـيُوفِ لأَنَّـهَا لَمَعَـتْ كَبَـارِقِ ثَغْـرِكِ المُتَبَسِّـمِ (عنترة بن شداد) * * * الحب أوله ذِكْرٌ وآخره فكر ( قول عربي) ساعاتنا في الحب لها أجنحة ولها في الفراق مخالب ( شكسبير) كلما ازداد حبنا تضاعف خوفنا من الإساءة إلى من نحب ( جورج ساند ) كثيراً ما نحب من يُعْحَبُ بِنَا وقليلا ما نحب من نُعْجَبُ بِهِ (شكسبير) خلافات العشاق تجديد للحب ( تيرنس) الفــــــــــــــــــــــ راق سَـارَتْ مُشَـرِّقَةً وسِـرْتُ مُغَـرِّباً شَـتَّانَ بَيْـنَ مُشَــرِّقٍ ومُغَـرِّبِ ( —– ) * * * بِـأَبِـي مَـنْ وَدَدْتُـهُ فَافْتَـرَقْنَا وَقَضَـى اللهُ بَعْـدَ ذَاكَ اجْتِمَاعَـا فَافْتَـرَقْنَا حَـوْلاً فَلَـمَّا التَقَيْـنَا كَـانَ تَسْلِيـمُهُ عَلَـيَّ وَدَاعَـا ( المتنبـي) * * * نَبْكِـي عَلَى الدُّنْيَـا ومَا مِنْ مَعْشَـرٍ فَجَعَتْـهُمُ الدُّنْيَـا فَلَـمْ يَتَفَـرَّقُـوا أَيْـنَ الأَكَـاسِـرَةُ الجَبَـابِـرَةُ الأُلَى كَنَـزُوا الكُنُـوزَ فَمَا بَقِيـنَ ومَا بَقُوا (المتنبـي) * * * وَدِّعْ هُـرَيْـرَةَ إِنَّ الـرَّكْـبَ مُرْتَحِـلُ وهَـلْ تُطِيـقُ وَدَاعـاً أَيُّـهَا الـرَّجُـلُ ( الأعشى) * * * وَدَّعْتُـهَا لِفِـرَاقٍ فَاشْتَكَـتْ كَبِـدِي وشَبَّكَـتْ يَدَهَـا مِنْ لَوْعَـةٍ بِيَـدِي ( ديك الجن ) * * * يَا بَاكِياً فُرْقَـةَ الأَحْبَـابِ عَنْ شَحَـطٍ هَـلاَّ بَكَيْـتَ فِـرَاقَ الرُّوحِ لِلْبَـدَنِ ( ابن الطفيل ) ولَقَـدْ قُلْـتُ إِذْ تَطَـاوَلَ هَجْـرِي رَبِّ لا صَبْـرَ لِي عَلَى هَجْـرِ هِنْـدِ رَبِّ قَـدْ شَفَّنِـي وأَوْهَـنَ عَظْـمِي وبَـرَانِـي وزَادَنِـي فَـوْقَ جُهْـدِ ( عمر بن أبي ربيعة ) وكَـمْ يَمْضِـي الفِـرَاقُ بِـلا لِقَـاءٍ ولَـكِـنْ لا لِـقَــاءَ بِـلا فِـرَاقِ ( ناصيف اليازجي ) والبَيْـنُ يَفْعَـلُ بِالعُشَّـاقِ مُحْتَكِـماً مَا لَيْـسَ يَفْعَلُـهُ الهِنْـدِيُّ والأَسَـلُ ( البحتري ) الأقوال المأثورة فراق الحبيب يشيب الوليد ويذيب الحديد البعيد عن العين بعيد عن القلب لو كان للفراق صوره لَرَاعَتِ القلوب وهَدَّتِ الجبال |
||
شكرا على الموضوع.ولكن…..
تابعت ما كتبت وانتقيت ومن باب الفضول ارتأيت أن أدلي بهذه الإضافات …..
******
من أكثر الموضوعات التي قد تراود"المسلم المتديّن" في مضمونها وحكمها شكّ موضوع "الحب". فتوجّس المسلم المتديّن من الحب يتبع إحساسه الداخلي عندما يتعدّى شعور الإعجاب أو الاهتمام بشخص ما حدّه الطبيعي. وأحد أهمّ الأسئلة التي يطرقها الإنسان المتديّن: هل الحب في الإسلام حلال أم حرام؟ وهو سؤال يفتح بابا واسعا من القراءة الشرعية في ضوء الفواعل النفسية وتحكمها في الفرد.
من الخطأ ابتداء اختزال مفهوم الحب في العلاقة بين الجنسين، فالحب في الإسلام مفهوم متعدد الأبعاد. والإسلام يقوم بمعناه العام مبنيّ على الحبّ: حبّ الله والرسول (صلى الله عليه وسلّم) وحبّ هذا الدين والقرآن الكريم وحبّ الأنبياء جميعا والملائكة. والحبّ في الله من أعمدة الإيمان الراسخة التي لا يختلف عليها اثنان، وقد ورد ذكر الحبّ والمودّة مرارا و تكرارا في القرآن الكريم كما في السنّة النبويّة، فالقرآن أورد كلمة الحبّ أربعا وثمانين مرّة: "وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً لِلَّه…" (البقرة/165).. "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِين" (المائدة/54)، "قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ" (آل عمران/31)، "إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً" (مريم/96). وفي السنّة النبويّة العديد من معاني الحب وأصوله، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عليه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن المتحابين في الله تعالى لترى غرفهم في الجنة كالكوكب الطالع الشرقي أو الغربي. فيقال من هؤلاء؟ فيقال: هؤلاء المتحابون في الله عز وجل".
وقد حدّد الإسلام شروط الحبّ بأن يكون ضمن رضا الله وتحقّق أوامره، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وأن يسير هذا الحبّ في اتجاهه الطبيعي من غير غلوّ ومبالغة. ويوضح أحد هذه الأبعاد الحديث النبوي "من أحب لله وأبغض لله، وأعطى لله، ومنع لله، فقد استكمل الإيمان" (أبو داود:4681).
الحب في الإسلام لم يكن مجرّد كلمة أو نظريّة من غير تطبيق، فالحبّ بين المسلمين يحمل معاني وممارسات سامية لربّما لا يوجد لها مثيل في كافة شرائع وأعراف الدنيا. والحبّ في الإسلام هو حالة واقعيّة ممثّلة بصدق وشفافيّة مع الآخر، ومفردات الحبّ الإسلامي هي الدعاء للآخر والنصح والتوجيه له إذا ما حارت به السبل كما تفقّده إذا ما غاب لسبب ما والتضحية والإيثار لأجله بعيدا عن المصالح الدنيوية، ولعلّ أعظم مثال في هذا الصدد ما غرسه الرسول(صلى الله عليه وسلّم) من مبادئ وأسس حب وإخاء ما بين المهاجرين والأنصار، ويمكن اقتباس شيء من معاني هذا الحب من الحديث القدسي "وجبت محبتي للذين يتحابون ويتجالسون ويتزاورون ويتبادلون فيّ".
ومن مرفأ الحب لله وفي الله وحب الرسول صلى الله عليه وسلّم وكل ما يتعلق بأسس الإيمان والتوحيد من حب القرآن والأنبياء والصالحين، سيكون الإبحار نحو الحبّ الأسري الذي لا جدال في حلّه مثل ذلك الذي بين الأزواج وبين الآباء والأبناء وحبّ الوالدين والإخوة وحب أولئك الذين تربطهم صلة الرحم، فحبّ الرسول (صلى الله عليه وسلّم) لبناته كان مثالاً حيّاً لمعين الحبّ الذي لا ينضب والذي غرسه الله في النفس البشرية بما فيها نفس رسول الأمّة لتكون خير نموذج واقعي للحبّ. فلم يؤثر قطّ أنّ الرسول عليه الصلاة والسلام حزن لميلاد أيّ واحدة من بناته فها هو يفرح ويستبشر بميلاد ابنته فاطمة رضي الله عنها، وتوسّم فيها البركة واليمن فسمّاها فاطمة ولقّبها بالزهراء وكانت كنيتها أمّ أبيها.
أمّا ما كان على صعيد حبّه لزوجاته، فالرسول صلى الله عليه وسلّم كان مثالا للعاطفيّة والرومنسيّة من دون منازع. فبينما كانت تتخافت الأصوات عند ذكر الصحابة أسماء نسائهم، نجد رسولنا الكريم يجاهر بحبه لزوجاته أمام الجميع. فعن عمرو بن العاص أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم :"أي الناس أحب إليك. قال: عائشة، فقلت من الرجال؟ قال: أبوها". وقد جعل معيار الخير في الرجل بمقدار حبّه ورفقه بأهل بيته فقال صلى الله عليه وسلم "خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي".
وبالعودة للسؤال الأوّل عمّا إذا كانت مشاعر الحبّ بين الجنسين غير المتزوجين جائزة في الإسلام أم أنّها تندرج ضمن نطاق المحرّم الذي يجب على المسلم تجنّبه؟ وإذا جازت هذه المشاعر فما هي حدودها وضوابطها وما هو مصيرها؟
على المسلم أن يضع في اعتباره بداية قول الرسول(صلّى الله عليه وسلّم) "الأرواح جنود مجنّدة، ما تعارَف منها ائتَلفَ وما تناكر منها اختلف". إذاً فمشاعر الارتياح والميل نحو شخص ما أو حتى النفور منه هي مشاعر تلقائية لا تعرف عند نشوئها التخطيط المسبق إلاّ أنّها لابدّ وأن تسير ضمن نسق وإطار محدّد رسمته الشريعة كي لا تكون مشاعر الحب للآخرين معول هدم وتدمير لحياة الفرد.
فالإسلام لم يطارد المحبّين ولم يطارد بواعث العشق والهوى في النفوس ولم يجنح لتجفيف منابع العاطفة، بل على العكس قال الرسول صلى الله عليه وسلّم مخالفاً في ذلك الكثير من الأعراف الإجتماعية القديمة في عدم تزويج المحبّين خوفاً على سمعة الفتاة: "لم يُر للمتحابين مثل النكاح" فجعل النهاية المأمولة لكلا الطرفين بالزواج الذي حضّ عليه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم متّبعاً في حديثه هذا طريقة غير مباشرة في التوصية على عدم الوقوف في وجه المتحابّين وعرقلة اجتماعهما على الخير.
كما أنّ الحب في الإسلام حبّا راقيا لا يضع معايير الشكل الخارجي في الحسبان فقط. فكان حديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن صفات الفتاة التي يعدّ الزواج والقرب منها ظفراً للمسلم فقال"تنكح المرأة لأربع، لحسبها ولجمالها ولمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك".. وبذات الوقت الذي تفهّم فيه الإسلام نفسيّة الإنسان وأقر له باحتمالية وجود ونشوء مشاعر الحبّ نحو الآخر إلاّ أنّه قد وضع لها من الضوابط ما يهذّبها ويسير بها نحو طريق الأمان فكان الزواج هو واحة المتحابّين الوحيدة في التشريع الإسلامي.
والحب قد يُولَد سريعا من نظرة عابرة، بل قد يولد بسماع الأذن دون مشاهدة، وهنا قد يزول وقد يبقَى ويشتد إن تَكرَّر أو طال السبب المولِّد له من رؤية للشخص المحبوب أو الحديث معه أو تذكّره والتفكير فيه، فبمعرفة السبب الموّلد له نكون قد وضعنا أيدينا على حكم الحبّ، فإذا كان من ذلك الذي قد يصيب الإنسان من النظرة الأولى وبالمصادفة فيكون ضمن الحبّ الاضطراري والذي لم تتدخّل النيّة البشرية في حدوثه أو تغذيته وهذا بفتاوى العديد من الأئمّة يدخل ضمن المصادفة ولا يحكم عليه بحلّ ولا حرمة. أمّا النوع الثاني وهو ذلك الذي يغذّيه مسبّبّه من رؤية وحديث مع المحبوب على هيئة لقاءات ونزهات وأحاديث هاتفية وخلوة أو رسائل وتبادل صور ومتعلّقات فذلك من النوع المحرّم قطعاً والذي قد يقود الإنسان نحو الهاوية إذا لم يتراجع ويحكّم شرع الله في كبح جماح عاطفته. فالحبّ الذي لا يتعدّى حدود الإعجاب والذي لم يصاحبه محرّمات فصاحبه يدخل ضمن نطاق المعذور. لكن إذا ما بدأت المحرّمات تتولّد بسببه فحكمه بدون جدال عند الفقهاء هو "الحرمة".
" ملأ الله قلوبنا بحب الله ورسوله وجعلنا متحابين متوادين في طاعته ورضاه عز وجل"