كثيرا ما يتوجه الأولياء إلى المدرسة ليسألوا عن أبنائهم فيقَابَل بعضهم بعبارة ( عاون ولدك ، عاون بنتك )
هذه العبارة واسعة جدا ، فمجال المساعدة كبير ، و الولي لا يعرف ما هو مطلوب منه بالضبط .
في هذه المداخلة أردت أن أشير إلى بعض الممارسات التي يجب على الأولياء القيام بها ليساعدوا أبناءهم على الانضباط في دراستهم .
1)الذهاب إلى المدرسة و الرجوع منها :
يجب على الأولياء مراقبة حركة أبنائهم من البيت إلى المدرسة و العكس ، و ذلك بتحديد وقت الذهاب إلى المدرسة ، حيث يكفي للوصول في الوقت المناسب دون أن يجد التلاميذ متسعا للعب في الطريق ، لتجنب الحوادث و المشاجرات ، و لا يجب أن يكون ضيقا لتجنب التأخر .
تجنب تكليف التلاميذ بقضاء بعض الحوائج أثناء الذهاب أو العودة لأنهم غير متمكنين في كيفية تسيير الوقت .
يمكن للأولياء مرافقة الأبناء في سنتهم الأولى لبضعة أيام ، ثم مراقبتهم عن بعد لأيام أخرى للتأكد من اتباع المسار المباشر و القصد في المشي ( دون لف أو دوران )
2) الأدوات المدرسية :
يعاني معضم الأولياء في شراء الأدوات المدرسية ، ثم يتركونها بين أيديهم دون مراقبة أو توجيه ، يعبثون بها كيف يشاؤون ، و بعد أيام تصبح في حالة يرثى لها و البعض منها يضيع ، لذا وجب عليهم ألا يغفلوا في هذا الجانب و الاهتمام بـ :
ــ تنظيم الأدوات المدرسية في المحفظة ، أدوات الكتابة في المقلمة ، و ضع الكتب و الكراسات بمعزل عن اللوحة و الطباشير
ــ تعليم الأولاد كيفية إدخال الكراسات و الكتب في المحفظة دون طي أوراقها إلى الخلف مما يتسبب في تلفها و تمزقها .
ــ الحرص على تغليف الكراسات و الكتب .
ــ مراقبة وضع المحفظة في مكان لائق لدى الوصول إلى البيت أو بعد نهاية الاستعمال .
ــ التأكد من عدم حمل أي أداة أخرى تختلف عن الأدوات المدرسية داخل المحفظة .
ــ قد يضطر بعض التلاميذ لظروف قاهرة حمل بعض الأكل و الماء ، فعلى الأولياء تعليمهم كيفية عزلها عن الأدوات .
ــ التأكد من عدم ترك أي كتاب أو كراس أو أداة قبل انطلاق التلاميذ إلى المدراس . ( ضرورة تعويد التلاميذ استعمال التوقيت الأسبوعي لاختيار الأدوات المناسبة فقط دون نسيان )
3) المذاكرة و المراجعة :
يختلف الأولياء في كيفية تعاملهم مع أبنائهم من الجانب التربوي التعلمي ، فمنهم من يتشدد فيها ، و منهم لا يهمه الأمر و يدعهم على هواهم ، و منهم من يكتفي بتذكيرهم و تأنيبهم دون مراقبتهم .
و الحقيقة أن أحسن طريقة تقتضي أن نترك للطفل وقتا للراحة و اللهو ، و وقتا للمراجعة .
و أطفال الابتدائي ليسوا كالمتوسط و الثانوي ، فهم يحتاجون للمتابعة و المراقبة و البعض منهم يحتاج للمعاملة الخاصة .
أقتصر في هذه المداخلة على بعض النقاط الهامة ، و هي ميسرة للجميع :
ــ يجب اختيار وقت مناسب للمراجعة اليومية ، و المدة تطول أو تقصر حسب المستوى الدراسي للطفل ( الطفل في السنوات الأولى مثلا لا يستطيع البقاء مدة طويلة يركز فيها على المراجعة فهو سريع الملل )
ــ عند بداية المراجعة ، الأولوية تكون للواجبات المنزلية: من حفظ و إنجاز للتمارين و تحضير لقراءة النصوص …
ــ يجب مساءلة الأطفال عن واجباتهم المنزلية ( ماذا طلب منكم المعلم ، ماذا أعطاكم المعلم )
ــ إذا كان الولي متمكنا يجب مراقبة نوعية الحفظ و التأكد من صحة الإنجاز و المطالبة بالإعادة في حالة الخطإ.
ــ تجنب إنجاز الواجبات من طرف شخص آخر (الأخ الأكبر مثلا) و الاكتفاء بالشرح و إنجاز نماذج مماثلة للتمارين .
ــ عند الانتهاء من الواجبات يجب مراجعة الدروس الأخرى، و هي أن يعود الطفل إلى كراساته و كتبه لإعادة قراءة ما تلقاه في القسم ( يجدر الإشارة أن المراجعة اليومية للدروس و الخلاصات كفيلة بتسهيل الحفظ و ترسيخ المعلومات ، و حتى لا يضطر الطفل لحفظ عدد كبير من الدروس عند اقتراب الامتحانات ، و لأن التقويم المستمر المتبع حاليا يقتضي ذلك )
ــ يجب إحاطة الطفل بجو يساعد على التركيز ، ليس بالضرورة أن يكون في غرفة خاصة لذلك ، بل يجب أن نوفر الهدوء ، فلا يكون قريبا من التلفاز و لا بين أشخاص يتحدثون … المهم كل واحد يتكيف حسب ظروفه .
ــ و كما هو معلوم في الوسط التربوي أن التلاميذ يتفاوتون في القدرات العقلية و استيعاب الدروس ، لذلك نجد فئة من التلاميذ يحتاجون رعاية خاصة في القسم مع معلمهم ، و كذلك من قبل أليائهم ، فمن له القدرة على مساعدة ابنه على تغطية الضعف الذي يعاني منه و بالتنسيق مع المعلم إن أمكن فذلك حسن ، لكن يجب التأكد من صحة ما يعطى للتلاميذ .
ــ و لجعل الوسائل المدرسية مألوفة لدى التلاميذ ، لا يجب أن يتوانى الأولياء عن إعطاء أبنائهم قبل دخولهم إلى المدرسة القلم و الطباشير و الكراس (أي كراس قديم ) و أي وسيلة مدرسية لا تشكل عليه خطرا ، و السماح له ليلعب و يخربش بها (مع المراقبة ) ، لأن في ذلك تمرين على المهارات اليدوية التي يحتاجها للمسك و التصفح و التناول .( من الأطفال في السنة الأولى من يبقى أسابيع ليتعود على طريقة مسك القلم و المسطرة و تصفح الكراس )
هذه بعض الممارسات الضرورية التي أطلب من أولياء تلاميذي القيام بها ، ليضمنوا لهم الحد الأدنى من الانضباط ، سواء في سلوكهم أو في تعلمهم ، و قد أكون قفزت على بعضها سهوا ، فزملائي الأعزاء من أعضاء المنتدى كفيلون بذكرها و الإضافة لها .
فهل هي ممكنة التحقيق ؟
لكم الخط أعزائي الأولياء …
فالاستاذ في المدرسة + اولياء الامور في البيت = مستوى فوق الجيد للتلميذ
شكرا لك وان شاء الله تصل الرسالة للجميع
جزاك الله خيرا يا استاذ
يتم التثبيت لاهمية الموضوع تقبل مروري اختك هناء |