السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كثير منا يردد على مسامعنا عبارة (لله درك) أو ( لله در فلان ) فما معنى هذه العبارة ؟ وما أصلها ؟
وأما معنى قولهم : لله درك ( 1 ) ، فالدر في الأصل : ما يدر أي ما ينزل من الضرع من اللبن ، ومن الغيم من المطر ، وهو ، ههنا ، كناية عن فعل الممدوح الصادر عنه ، وإنما نسب فعله إليه تعالى ، قصداً للتعجب منه لأن الله تعالى منشئ العجائب ، فكل شيء عظيم يريدون التعجب منه ينسبونه إليه تعالى ويضيفونه إليه تعالى ، نحو قولهم : لله أنت ، ولله أبوك ، فمعنى لله دره : ما أعجب فعله .
وقالوا (2 ) : لله درك أي لله عملك يقال هذا لمن يمدح ويتعجب من عمله ، فإذا ذم عمله قيل : لا درّ درّه. وقيل : لله درك من رجل معناه لله خيرك وفعالك ، وإذا شتموا قالوا : لا درّ درّه أي لا كثر خيره ، وقيل : لله درك أي لله ما خرج منك من خير .
قال ابن سيده : وأصله أن رجلاً رأى آخر يحلب إبلاً فتعجب من كثرة لبنها فقال : لله درّك ، وقيل : أراد لله صالح عملك لأن الدر أفضل ما يحتلب ، قال بعضهم : وأحسبهم خصوا اللبن لأنهم كانوا يقصدون الناقة فيشربون دمها ويقتطونها فيشربون ماء كرشها فكان اللبن أفضل ما يحتلبون .ــــــــــــــــــــــــ ــ
(1 ) ـ شرح الرضي على الكافية – رضي الدين
الأسترابادي – ج 2 – ص 70 .
( 2 ) ـ لسان العرب – ابن منظور – ج 4 – ص 279
واصلي و نحن دائما في المتابعة
بارك الله فيك