كلكم راع ومسئول عن رعيته

الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه كما يحب ربنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبد الله ورسوله، وصفيه وخليله من خلقه، صلى الله وبارك عليه وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرًا، أما بعد:

أيها الناس اتقوا الله -تعالى- واعلموا أن الله سبحانه وتعالى أوجب علينا أن نقي أنفسنا النار، وأن نقي أهلينا النار فقال سبحانه وتعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ نقي أنفسنا النار بتوحيد الله وإخلاص الدين له، وأداء حكم التوحيد بأداء الفرائض والانتهاء عن المحارم، ونقي أهلينا النار نقيهم بتعليمهم ما ينفعهم وإبعادهم عما يضرهم.

أهلُك الذين تحت يدك من زوجة وبنت وأخت وعمة وخالة وخادم وعامل، كل هؤلاء الذين عندك في البيت أنت مسئول عنهم تأمرهم بالخير، تعلمهم ما ينفعهم، تجنبهم ما يضرهم، فالواجب على الإنسان أن يقوم بواجب الرعاية، قال عليه الصلاة والسلام: <a href="http://40404040404040404040:HadithTak('Hits15.htm')” target=”_blank” rel=”nofollow”> كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته؛ الإمام راع ومسئول عن رعيته، والرجل راع في بيته ومسئول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها، والخادم راع في مال سيده ومسئول عن رعيته، وكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته فالواجب على الإنسان أن يقوم بواجب الرعاية.

من الرعاية أن تأمر أهلك بالخير وتحضهم على الصلاة، وتجنبهم الأخطار وتأمرهم بما ينفعهم، تحذرهم عما يضرهم، تعلمهم ما يجهلون.
كثير من النساء لا تعرف أحكام الحيض وأحكام النفاس، بعض النساء تجمع بين الصلاتين، بعض النساء لا تصلي الفجر إلا بعد الشمس، بعض النساء لا تصلي العشاء إلا بعد نصف الليل بعض النساء تنقر صلاتها نقر الغراب ولا تطمئن في صلاتها، الواجب عليك أن تعلم أهلك وتسأل لهم عما أشكل عليك، وتبحث مع أهل العلم حتى تبين لهم ما ينفعهم.
أولادك الذكور تأمرهم بالخير وتحضهم على الصلاة، تصطحبهم معك إلى المساجد، البنات تعلمهن ما ينفعهن، تدرس الأولاد تدخلهم في مدارس تحفيظ القرآن، تجنبهم الأخطار تجنبهم ما يضرهم من كتب السحر وكتب الضلال وكتب البدع وكتب الخليعة والمجلات الخليعة.
ومن البلاء ومن المصائب ما يفعله بعض الناس من الإتيان بالجهاز بما يسمى بجهاز "الدش" ويشتريه بالآلاف ويضعه في بيته، إن هذا من المصائب ومن البلاء، أين ذهب بالعقول؟ أتدري هذا الجهاز جهاز الدش تشتريه بالآلاف وتضعه في بيتك! أتدري ماذا يُنشر فيه؟ ينشر في هذا الجهاز عقائد اليهود وعقائد النصارى، دعوة إلى اليهودية ودعوة إلى النصرانية يسمعها أهلك وأولادك صباح مساء، ليل نهار.

ما ظنك بمن يسمع ليل نهار وتمضي مدة طويلة دعوة إلى اليهودية والنصرانية، إن هذا سبب في استقرار عقيدة اليهود والنصارى في نفوسهم، ينشر في هذا الجهاز تعليم الإجرام تعليم القصص التي تحث على الإجرام وعلى الجريمة وعلى السرقة وعلى القتل وعلى العدوان، ينشر في هذا الجهاز صورة امرأة عارية كما ولدتها أمها يجامعها الرجل أمام ولدك وزوجتك وبنتك وأختك، كيف يليق بك هذا؟!! أين غيرتك الدينية؟! أين حميتك؟! أين شيمتك؟! أين أنفتك؟! الحيوانات تغار على إناثها، الطيور تغار على إناثها.

الواجب عليك أن تقاتل وتدافع من يريد إفساد أهلك وأخلاقهم، لو جاء إنسان يريد إفساد أسرتك الواجب أن تقاتل وتدافع عن نفسك، ومن قُتل دون أهله فهو شهيد، فكيف تأتي باختيارك تأتي بهذا الجهاز تشتريه بالآلاف وتضعه في بيتك؟! ويكون سببًا في القضاء على الأخلاق وعلى الدين، إن هذا من المصائب ومن البلاء، فاتق الله.
عليك أن تتقي الله وأن تحذر، عليك أن تطهر بيتك من هذا الجهاز الخبيث، طهر بيتك من هذا الجهاز الخبيث، طهر بيتك من أشرطة الفيديو السيئة، طهر بيتك من أشرطة الغناء، طهر بيتك من المجلات الخليعة، طهر بيتك من كتب السحر وكتب الضلال، اتق الله واحذر ولا تخن الأمانة، فالله تعالى يقول: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ

المصدر : موقع الشيخ عبد العزيز الراجحي