في حكم التعبيد باسم «السَّتَّار»
للشيخ أبي عبد المعز
محمد علي فركوس حفظه الله تعالى
فهل هذا صحيح؟
وهل يجوز تعبيد الأسماء به؟
الجـواب:
والصلاةُ والسلامُ على مَنْ أرسله اللهُ رحمةً للعالمين،
وعلى آله وصَحْبِهِ وإخوانِه إلى يوم الدِّين،
أمّا بعد:
توقيفيةٌ لا تُؤخذُ من غيرِ النصوص الشرعية الثابتةِ،
وهي غيرُ محصورةٍ بعددٍ مُعيَّنٍ، واستأثرَ اللهُ تعالى بعلمه بها،
وأسماؤُه سبحانه محكمةٌ وهي دالَّةٌ على ذاتِ الله مع دلالتها على الصِّفة،
فإن أُريد بالصِّفة المتضمِّنة في الاسم معناها فهذا مُحكَمٌ،
وإن أريد حقيقة الصفة وكيفيتها فهذا من المتشابه الحقيقي الذي
لا يعلمه إلاَّ الله، لذلك يجب الإيمان بالاسم،
وبما دلَّ عليه من معنى بلا كَيْفٍ، وبما تعلَّق به من أَثَرٍ،
فهذه أركان الإيمان بأسمائه الحسنى في كمالها وجلالها
وليس فيها ما يتضمَّن الشرَّ.
بسندٍ صحيحٍ من حديث يعلى بن أُمَيَّةرضي الله عنه:
أنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم رَأَى رَجُلاً يَغْتَسِلُ بالبَرَازِ بِلاَ إزَارٍ،
فَصَعِدَ المِنْبَرَ فَحَمِدَ اللهَ وَأثْنَى عَلَيْهِ،
ثُمَّ قال:
«إنَّ اللهَ حَيِيٌّ سِتِّيرٌ يُحِبُّ الحَيَاءَ وَالسِّتْرَ فإذَا اغْتَسَلَ أحَدُكُم فَلْيَسْتَتِرْ»(
1).
عن النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم،
وهو اسمٌ متداولٌ خطأً عند عامَّة المجتمع الجزائريِّ
حتى عُبِّدت أسماءُ الناس به،
فسمّوا ﺑ: «عبد الستار»،
والصواب الصحيح أن يعبَّد الاسم الثابت عنه فيقال:
«عبد السِّـتِّير».
وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين،
وصَلَّى اللهُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانِه إلى يوم الدِّين،
وسَلَّم تسليمًا.
الموافق ﻟ: 10 مارس 2022م
والنسائي في «سننه» كتاب الغسل والتيمم، باب الاستتار عند الاغتسال: (406)،
وأحمد في «مسنده»: (17509)، من حديث يعلى بن أمية رضي الله عنه، والحديث صححه النووي في «الخلاصة»: (1/204)، والألباني في «الإرواء»: (2335).
معلومات قيمة كنا نجهلها
شكراااااااااا
تحياتي