عندما يغتال الربيع

يسافر الحلم صوب الانتحار تتعانق شهقات الموتى وانين المفجوعين تتهاوى السهام المضرجة بدماء العذارى يخرج الوجع من بوتقة الاحتضار تصرخ ليلى تستيقض من كابوسها المرعب يتصبب جبينها عرقا كحبات البلور تتصاعد انفاسها مخترقة سكون الليل الرهيب
ياله من حلم مفزع بل كابوس مخيف يتكرر معي كل ليلةعبثا احاول انام هادءة فالاشباح تطاردني وصور القتلى والجرحى لا تزال مرسومة في مخيلتي من ايام صبرا وشاتيلا
لما الدم العربي رخيص الثمن لما كتب علينا ان نضل نصارع اليهود الى قيام الساعة تساؤلات وتساؤلات لم اجد لها اي جواب
هذا اليوم علي ان انسى احزاني واوجاعي فاليوم ستزف اختي الى ابن خالتي جهاد هذا الفتى الشجاع وهو من كتائب عز الدين القسام لقن اليهود درسا لن ينسوه في التضحية والفداء
ومع تباشير الصباح ونسمات الفجرالعليلة بدات الاستعدادات
ذبح ابي عجلا سمينا وقام بتقطيعه اما امي فتولت اعداد الوليمة بنفسها وكنت اساعدها في كل ما تحتاج اليه والتحقت بنا بعد سويعات بعض النسوة وهن يزغردن فرحا تحت طلقات البارود.
وقفت اختي في الشرفة تودع مسجد الاقصى بنظراتها الحزينة
وهو يقف بشموخ وكبرياء انه يناجيها يهمس في اذنهابانه سيشتاق اليها فهي التي اعتادت ان ترشق اليهود بالحجارة كلما منعت هي وبقيت اخوتها من صلاة الجمعة فيه
كان شعرها الاشقر قد سرق من الشمس ضياءها ومن القمر نوره ينسدل على كتفيها يعبث به الريح في كل اتجاه اغرورقت عيناها بالدموع سقطت تلك اللالا على وجنتيها الورديتين وبخفة مسحت دموعها وهي تناجيه يعز علي فراقك يا اولى القبلتين ويا ثالث الحرمين ويا مسرى النبي سازف لى غزة وسيتعضر علي المجيا كل اسبوع للصلاة فيك ان كان جسدي هناك فان قلبي وروحي هنا معاك.
تعالت الاصوات والزغاريد وطلقات البارود فقد حان وصول موكب العروس مزينا بالورود والدبل فماهي الا لجظات جتى سمع دوي هائل للطائرات الاسرائلية المقاتلة واعلنت اذاعات وتلفزيونات العالم ان الكيان الصهيوني شن اجتياحا واسع انطاق على غزة .البلدة التي ستعيش فيها بقية عمرها وانقطعت الاتصالات الهاتفية لفترة بينه وبينها ووقع صراع حاد بي اهل العروس واهل العريس فاهلها يرفضون السماح لها بدخول غزة خوفا على حياتها ام اهل العريس فقد رفضو تركها وصمموا على اخذها تحت دوي المدافع وقنابل الطائرات .
يال قلبها الحزين يرحل عنه الفرح ساعة الفرح اي حظ هذا لما يسرق منا العدةو كل لحظة جميلة ؟الى متى سيبقى هذا الصراع على حفنة من التراب اللعنة على الانجليز في وعد بلفور يوم سلموا فلسطين لليهود على طبق من الذهب هم يعلمون انهم سيشكلون مصدر ازعاج تخلصوا منهم وبعثوا بهم الى ارض العرب حتى لا تقوم لهم قائمة .
ليتك يا هتلر ابدتهم عن بكرة ابيهم هاهم اليوم احفادهم يشيعون الفساد في كل مكان يشعلون الجروب في كل البلدان يسيطرون على بنوك العالم ويهددون الامن والاستقرار.
هاهم اليوم يسرقون من اختي فرحتها وحولون بينها وبين حبيبها ترى هل سلم من الاف القنابل العنقودية التي رمت بها الطائرات على الاحياء السكنية التي تزعم ان جنود المقاومة يحتمون فيها ؟ ام انه هلك مع الهالكين؟
اشرقت شمس الغد وكانت السماء حزينة سوداء يعلوها دخان كثيف غطى الافق مئات القتلى والجرحى والمفقودين تحتى الحطام لا ماء ولا كهرباء ولا غاز وشتاءغزة قارص لا يحتمل
والاطفال ينامون على الارض يتوسدون حجور امهاتهم اما بعضهم فقد فقدوا كل اهاليهم رحل الصدر الجنون الذي كان يدفئهم ويهون عليهم الهلع .
في اليوم الثالث امطرت سماء غزة العابا للاطفال علها تسليهم لكنها اهدتهم الموت والدمار فلم تكن تلك الالعاب سوى قنابل موقوتة .
وياتي اليوم لرابع حزينا استفاقت نضال على اصوات النحيب والعويل فقد بلغهم استشهاد جهاد في ارض المعركة بعد اشتباك طويل مع العدو .
وقعت تلك الصدمة على قلبها كالصاعقة ذرفت دموع الرجمة وهي تحتضن صوره وهداياه اخذها شريط ذكرياتها الى اجمل اللجظات التي عاشتها معه حينما كان يزورهم في الاعياد والمناسبات تذكرت ايام السمر تحت ضوء القمر اطلقت صرخة دوت لها اركان الحي وماهي الا لجظات حتى رحلت من البيت مسرعة وهي تردد الجهاد الجهاد …الجهد الجهاد
تبعها اهل بيتها وجيرانها وسكان الحي اجمعين