هم أخوانكم وأبناؤكم وأمانة في أعناقكم أمام الله والضمير .. رفقاً بهم ، ولا تنسوا وضعهم النفسي ورهبتهم وارتباكهم وشعور الفزع الرهيب الذي يعتريهم كلما اقتربت ساعة الصفر ” دخول قاعة الاختبار” ناهيك عن سرعة ضربات القلب – والخوف الأكبر- عندما تتجاوز الرهبة حدها الطبيعي وما تسبب من آثار سيئة كفقدان التركيز أو النسيان وقد تصل ببعضهم أحياناً لحالات إغماء لا قدر الله . رجاء لا تكونوا أيها الأعزاء الذين نفخر بهم كثروة علمية وتربوية للوطن لا تكونوا أنتم والامتحان عليهم ، تعاملوا معهم في هذه الدقائق بحنان الأبوة وعطف الأشقاء الكبار لا كملاحظين ومراقبين يثيرون الذعر في نفوس الطلبة والطالبات – الصورة التي رسخت للأسف في أذهانهم – لا أحد يشك في دماثة أخلاقكم وإحساسكم بالمسئولية وبأنكم مثالاً للحنان والرأفة ، أنتم الوحيدون من يستطيع مسح تلك الصورة من أذهان الطلبة بابتسامة حب وتشجيع بكلمة تحفيز ورفع معنويات لمن هم في أمس الحاجة لذلك ، الكلمة الطيبة صدقة وبشاشة الوجه نور يضيء بصيرة الطالب فيتذكر حتى ما بين السطور ، تذكروا أنفسكم وعاملوا بمثل ما تحبون أن تعاملوا وأنتم في هذا الموقف ، في هذه حيث يجمعون شتات أفكارهم ليدونوها على صفحات مستقبلهم ويقطفون بها أجمل أحلامهم التي رسمتها آمالهم وأمنياتهم وطموحاتهم الكبيرة لغدهم ومستقبلهم ، ساعدوهم بالبشاشة واللطف ليصلوا بعون الله إلى غاية الأمل ، ليس هناك أدق من وصف نابليون بونبرت لإرهاب الامتحان ”يقول : لقد خضت ُ غمار حروبٍ عديدةٍ ولم أخشَ أياً منها، ولم ينتابني الخوفُ طيلة حياتي.. سوى في لحظات الامتحان ” وصف حقيقي دقيق لما يشعر به الطالب وهو يؤدي الامتحان .
أما أبنائي وبناتي الطلبة فأنصحهم بتغيير أفكارهم السلبية عن الامتحان واستبدالها بالأفكار الإيجابية ، ثقوا أن الامتحان ليس سيفاً مسلطاً على الرقاب ما هو إلاّ موقفاً أو محكاً لمعرفة مستوى تحصيلكم وجهدكم ، احذروا قلة الثقة بالنفس كما أنصحكم بالقرب من الله في كل وقت خاصة في هذه الفترة .. التوفيق لا شك حليفكم، أكرر مع الشكر وأتمنى لهذا العام والأعوام القادمة أداء امتحانات صحية بلا قلق، وتلطيف بيئة الامتحانات بخلق أجواء علمية وتربوية ونفسية ملائمة, تسهم في تحسين النتائج وترفع نسبة النجاح والمعدلات. والفشل لا قدر الله ليس بنهاية العالم ولكل مجتهد نصيب
استاذ ميلود
بارك الله فيكم
بالتوفيق