الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد :-
عن عائشة – رضي الله عنها – قالت : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : ( أنا وكافل اليتيم له أو لغيره في الجنة ، والساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله ) [ رواه مسلم ] .
وفي رواية : ( كافل اليتيم له أو لغيره، أنا وهو كهاتين في الجنة ) وأشار مالك بالسبابة والوسطى. [ رواه البخاري ].
ويكفي من تقوم على رعاية يتيم أوكفالته شرفا أنها مع سيد الخلق رسول الله – صلى الله عليه وسلم – كهاتين كما قال- صلى الله عليه وسلم – وأشار بالسبابة والوسطى .
ويكفيها شرفا هذه المنزلة العالية الرفيعة التي تغبط عليها ــ رغم الألم ــ .
أختــــــــــــــــاه !! إنك وإن كنت تألمين على يتيمك – ونحن نقدر مشاعرك – فانظري إلى من حولك من المبتلين واحمدي الله رب العالمين على كل حال … احمدي الله – تبارك وتعالى- أن حفظك له ، لتقومي على رعايته وتربيته التربية الإيمانية كما يحب الله – تبارك وتعالى- ويرضى ، أو أن يسّر لك من يعينك على ذلك .
** ولنتذكر معاً … أن هناك أيتاما قد تكون لكلِّ واحد منهم قصَّةً دامية، أو مأساةً مريرةً لعائلات لم يبق منها إلا طفلا واحدا ، أو أطفالا يعانون الجوع ، والتشرد ، والضياع .
** ولنتخيّـل … ماذا كانت حصيلة الكوارث ، والزلازل ، والحروب .
ماذا تركت آثار الذنوب والمعاصي ، آثار الزنا والفواحش … أطفال يلقون على قارعة الطرق وفي الحاويات .
فهل هان الإنسان على نفسه إلى هذه الدرجة ؟؟ .
هل من السهولة عليهم بمكان التخلص من فلذات أكبادهم ليتخلصوا من مرارة الخطيئة ، وذل المهانة ، والألم الجاثم على الصدور؟ – زعموا – إلا أن يتداركهم الله برحمة منه .
هل الدُّنيا بأسرها تعوِّض طفلا لمسةَ حنان ونظرة محبة ، أو ضمة صَدْرٍ من أبوين في عش يرفرف عليه ظلال المودة والرحمة والسعادة ؟! .
قال الله – تعالى – : { وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا * الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا } [ النساء 36 – 37 ] .
يوصينا الله – تبارك وتعالى – بحقه علينا بالتوحيد وإفراده بالعباده ، وبحق الوالدين ، وذي القربى ، واليتامى ومن تقدم ذكرهم في هذه الآية الكريمة.
اليتم : – الإفراد ، يقال درة يتيمة – يعني منفردة قليلة أمثالها –
اليتيم : – المنفرد ، الذي مات أبوه دون سن البلوغ ، فإذا بلغ اليتيم ، ترتبت عليه أحكام الشرع الحنيف ، وصار قادرا على القيام بقضاء حوائجه ، زال اسم اليتيم عنه .
فعن علي – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : ( لا يتم بعد احتلام ، ولا صمات يوم إلى الليل ) [ صحيح الجامع 7609 ] .
** وفي الصحيحين عن ابن عمر – رضي الله عنهما – قال : ( عرضت على النبي – صلى الله عليه وسلم – يوم أحد ، وأنا ابن أربع عشر، فلم يجزني ، وعرضت عليه يوم الخندق وأنا ابن خمس عشر فأجازني ) فقال عمر بن عبد العزيز – رحمه الله تعالى – لما بلغه الحديث : إن هذا الفرق بين الصغير والكبير ) متفق عليه .
وهناك بعض الأيتام من ذوي الإحتياجات الخاصة ، بحاجة إلى الرعاية الدائمة ، حتى بعد سن البلوغ .
وقد يكون اليتيم جنينا كما كان النبي – صلى الله عليه وسلم – عندما توفي عنه أبوه : امتن الله – تبارك وتعالى – عليه فآواه ، وتولاه ، وأيده بنصره ، وثبـّــته ، وواساه بقوله – عز وجل – : { وَالضُّحَى * وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى * مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى * وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى * وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى * أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى * وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى * وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى * فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ * وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ * وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ } [ 1ــ 11 ] .
ويختلف اليتيم عن اللقيط ، بأن اللقيط : لا يثبت نسبه لأبيه . واليتيم يثبت نسبه لأبيه .
اللطيم : – الذي ماتت أمه وأبوه .
المنقطع : – الذي ماتت أمه.
روى الإمام البخاري – رحمه الله تعالى – في التاريخ ( 1 / 2 / 78 ) ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (3 / 377 ) قال : قال لي عبد الله بن عثمان بن عطاء : حدثنا حجر بن الحارث الغساني قال : سمعت عبدالله بن عوف القاري قال : سمعت بشر بن عقربة يقول : استشهد أبي مع النبي – صلى الله عليه وسلم – في بعض غزواته ، فمر بي النبي – صلى الله عليه وسلم – وأنا أبكي ، فقال لي : ( اسكت ، أما ترضى أن أكون أنا أبوك ، وعائشه أمك ؟ ) .
وأخرجه ابن عساكر من طريق أخرى عن عبدالله بن عثمان بن عطاء به ، دون قوله : [ اسكت ] وذكر مكانها :
( يا حبيب ! ما يبكيك ؟ أما ترضى أن أكون أنا أبوك ، وعائشة أمك ) [ الصحيحة 3249 ] .
وفي رواية : عن بشير بن عقربة الجهني قال : لقيت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يوم أحد ، فقلت ما فعل أبي ؟ فقال : استشهد رحمة الله عليه ، فبكيت ، فأخذني فمسح رأسي ، وحملني معه ، وقال : أما ترضى أن أكون أنا أبوك ، وعائشة أمك ؟ ) [ الصحيحة 3249 ] .
أختـــــــــاه !! إن اليتيم بحاجة إلى يد حانية تكفكف أحزانه ، وبيئة صالحة ترعاه ، تعرفه بالإسلام وشرائعه ، وبالإيمان وأصوله ، وبما له ، وما عليه من حقوق وواجبات ، ليحيى حياة كريمة تحفظه من مزالق الرذيلة ، والبؤس ، والشقاء ، وليكون عضوا نافعا في مجتمعه ، ومن أحنى عليه من رسولنا وحبيبنا محمد – صلى الله عليه وسلم – بعد الله – تبارك وتعالى – ، والذي وصفه الله – تبارك وتعالى – أنه بالمؤمنين رؤوف رحيم ، – جزاه الله عنا خير ما جزى به نبيا عن أمته – .
يعز علينا فقد الأحبة … نعم ونتألم كثيرا عند الابتلاء ونتحسر ، لكن ما أجمل أن نتأسى بقصص الصالحين ونتصبّر ، ونرضى بما قضى الله – سبحانه وتعالى – وقدر!! . وعندما نستشعر عظم الأجور تهون علينا عظائم الأمور .
اهتم الإسلام بشأن اليتيم في مواضع عديدة من كتابه العزيز ، وحث الشارع الحكيم على وجوب توفير الرعاية له ، والعناية به ، وتعويضه ولو جزءا يسيرا من المحبة والحنان بعد فقد الأب في السنة النبوية المطهّرة .
فعن أبي الدرداء – رضي الله عنه – قال : سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول : ( أبغوني الضعفاء ، فإنما ترزقون وتنصرون بضعفائكم ) [ الصحيحة 779 ] .
قال شيخنا الألباني – رحمه الله – في التعليق على الحديث : ( واعلم أنه قد جاء تفسير النصر المذكور في الحديث ، وأنه ليس نصرا بذوات الصالحين ، وإنما هو بدعائهم وإخلاصهم ، وذلك في قوله – صلى الله عليه وسلم – : ( إنما ينصر الله هذه الأمة بضعيفها : بدعوتهم وصلاتهم وإخلاصهم ) [ الصحيحة 779 ] .
وعن أبي هريرة – رضي الله عنه – : أن رجلا شكا إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قسوة قلبه فقال له : ( إن أردت تليين قلبك ، فاطعم المسكين ، وامسح رأس اليتيم ) [ الصحيحة 854 ] .
وفي رواية لأبي الدرداء – رضي الله عنه – : ( ادن اليتيم منك ، والطفه ، وامسح برأسه ، وأطعمه من طعامك ، فإنَ ذلك يلين قلبك ويدرك حاجتك ) حديث حسن . [ صحيح الجامع 250 ] .
وعن عدي بن حاتم -رضي الله عنه – قال : قال – صلى الله عليه وسلم – : ( من ضمّ يتيما له أو لغيره حتى يغنيه الله عنه ، وجبت له الجنة ) [الصحيحة 2882 ].
وعن عائشة – رضي الله عنها – قالت : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : ( أنا وكافل اليتيم له أو لغيره في الجنة ، والساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله ) [ رواه مسلم ] .
وفي رواية : ( كافل اليتيم له أو لغيره ، أنا وهو كهاتين في الجنة ) وأشار مالك بالسبابة والوسطى . [ رواه البخاري ] .
وعن سهل بن سعد – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : ( أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة ، وأشار بالسبابة والوسطى وفرق بينهما قليلا ) [ رواه البخاري ] .
وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء لمن احتسب الأجر وصبر ، . إن المؤمن يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه ، ويعلم أن في قضاء الله – سبحانه وتعالى – وقدره ، رحمةٌ لعباده رغم الألم ! ، وحكمة قد لا يُدرَكُ كنهُها في الحال . فيحمده – سبحانه – على كل حال .
يحمده وهو – جلّ وعلا – أهل للحمد والثناء ، إذ أنه بيده – سبحانه – الحكم والأمر، وإليه المرد والمآل ، فلا ينبغي أن تذهب النفس حسرات على ما فات ، وأن لا تفرح بما هو آت .
قال الله – تعالى – : { مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ * لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ } [ الحديد 22 – 23 ] .
إن المؤمن إذا نزل به مكروه ، رضي بالقضاء والقدر، واستعان بالله وصبر، وحمد الله وشكر ، فكان حمده وشكره كظما للغيظ ، وسترا للشكوى ، ورعاية للأدب ، وسلوكا لمسلك أهل العلم مع ولي النعم – سبحانه وتعالى – ، ويقينا بما أعده للشاكرين الصابرين من عباده .
قال – تعالى – : { وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ } [ البقرة 155- 156 ] .
وقال – تعالى :- { قُلْ يَا عِبَادِي الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ } [ الزمر 10 ] .
1: – مراقبة الله – تبارك وتعالى – وتقواه في حفظ الأمانة التي اختاركم الله لها واسترعاكم عليها : وذلك بأن تكونوا القدوة الحسنة لتربية اليتيم تربية إيمانية صالحة ، والاهتمام بتنمية الفطرة السليمة ، والعقيدة الصالحة لديه ، وتعريفه بأصول الإسلام والإيمان وشرائع الدين ، وتعليمه العبادات ، والحقوق ، والواجبات ، وحسن الخلق ، وحسن الأدب مع الخالق – سبحانه – ومع المخلوقين ، وتعليمه آداب الطعام ، والسلام ، والإستئذان ، وغيره . قال الله – تعالى – : { ويسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير وإن تخالطوهم فإخوانكم والله يعلم المفسد من المصلح ولو شاء الله لأعنتكم إن الله عزيز حكيم } [ البقرة 220 ] .
ما أروع اللفتات التربوية الكريمة التي نجدها كثيرا في كتاب الله – تبارك وتعالى – وفي هدي رسوله – صلى الله عليه وسلم – ، في تربية الأبناء ، ودعوتهم لها والتلطف معهم بها . – وخاصة في سورة يوسف ، وسورة النور ، وسورة لقمان ، وغيرها كثير ، والتي تعني في تثبيت العقيدة لدى الطفل المسلم ، والدعوة إلى التوحيد ، وتنزيه الله – تبارك وتعالى – عن الشرك ، واستشعار مراقبة الله – سبحانه – ، وحسن الإتباع ، وعدم الاستخفاف بالسيئة مهما صغرت ، والدعوة إلى الأخلاق الحميدة .
وما أروع أن يَعودَ المسلمون إليها في تربيتهم لأبنائهم وما وُلـّوا ، بعد أن استبدلها كثير منهم بنظريات وتأصيلات شرقية وغربية !! ، فضلا عمن تركوا تربية أبنائهم لوسائل الإعلام المسموعة ، والمقروءة ، والمرئية .
أو لصحبة السوء، أو الخدم ، أو للشوارع !! . فهل يرجى من هؤلاء حفظ أمانة هذا الدين ، والعمل به وتبليغه ، والدفاع عنه ؟؟ .
كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يحرص على تربية صحابته التربية الإيمانية ، ويوجه الأطفال منذ نعومة أظفارهم التوجيه السليم لتثبيت العقيدة الصحيحة الصافية الخالية من شوائب الشرك والبدع .
فعن ابن عباس – رضي الله عنهما – قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : ( يا غلام ! إني أعلمك كلمات ، احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك ، إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء ، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ، جفت الأقلام ، ورفعت الصحف ) رواه ( أحمد ، والترمذي ، والحاكم ) [ صحيح الجامع 7957 ] .
وكذلك حرص على تأديب الأبناء بآداب الإسلام والتجمل بأخلاقه : فعن عمر بن أبي سلمة – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : ( يا غلام سمَ الله ، وكل بيمينك وكل مما يليك ) [ متفق عليه ] .
وعن سبرة – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : ( علموا أولادكم الصلاة إذا بلغوا سبعا ، واضربوهم عليها إذا بلغوا عشرا ، وفرقوا بينهم في المضاجع ) [ صحيح الجامع 4025 ] .
أ : – إفراط : وذلك بالمبالغة بالتدليل ، والحنو ، وإجابة الطلبات والرغبات : إذا أخطأ أو اعتدى أو ضرب ، قالوا : اتركوه … يتيم ، هكذا بلا توجيه خوفا على شعوره ، أو لأجل الغالي أبوه – يرحمه الله – ، وإذا به يشب ، وتشب معه الأنانية ، وحب التملك ، وحب الذات ، والعناد ، فيصعب التعامل معه ، ويصعب عليه مواجهة المجتمع خارج المنزل من أهل وجيران ومدرسة وأصحاب ، مما يؤدي به إلى العزلة ، والمتاعب النفسية حتى بعد الزواج ، فينبغي على وليّه أن يربّيه كما يربّي أبناءه ، متبعا للهدي النبوي الكريم في ذلك .
روى ابن حبان في صحيحه ، وابن مردويه عن جابر – رضي الله عنه – ، أن رجلا جاء لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقال : يا رسول الله فيمَ أضرب يتيمي ؟ قال ما كنت ضاربا منه ولدك ، غير واق مالك بماله ، ولا متأثل منه ) .
ولا متأثل منه : أي ــ ولا مستكثر منه ليستثمره أو يدخره ــ انظر : [عمدة التفسير جـ 3، إختصار وتحقيق بقلم : أحمد شاكر رحمه الله – تعالى – . تفسير سورة النساء ] .
وروى البيهقي عن ابن عباس – رضي الله عنهما – قال : قال سول الله – صلى الله عليه وسلم – : ( علقوا السوط حيث يراه أهل البيت فإنه أدب لهم ) حديث حسن – [ الصحيحة 1447 ] . وذلك للترهيب والتأديب .
ب : – تفريط : وذلك بإهماله ، أو معاملته بالشدة ، والقسوة ، والضرب ، والحرمان . أو بالدعاء عليه : قال تعالى : ( وليخش الذين لو تركوامن خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا ) [ النساء 9 ] .
فليتق الله من استرعاه الله على هذه الرعية ، سواء كان اليتيم له أو لغيره ، إذ أن هذه المنزلة العظيمة بحاجة إلى تقوى الله – تعالى – في السر والعلن ، ومجاهدة النفس وتهذيبها ، بحاجة إلى الصبر والمصابرة . وإلى التحلي بالحكمة ، والرحمة ، والموعظة الحسنة ، فلا يقبح ، ولايضرب الوجه ، ولا يعذب بالنار ، فإنه لا يعذب بالنار إلا ربها – سبحانه – .
فعن أبي بردة بن نيار رضي الله عنه قال : قال صلى الله عليه وسلم : ( لا يجلد فوق عشرأسواط إلا في حد من حدود الله ) متفق عليه ، وقال الله تعالى : ( فأما اليتيم فلا تقهر ) [ الضحى 9 ] .
وقال الله – تعالى – : { فلا اقتحم العقبة * وما أدراك ما العقبة * فك رقبة * أو إطعام في يوم ذي مسغبة * يتيما ذا مقربة * أو مسكينا ذا متربة } [ البلد 11 – 16 ] .
أمَا الأيتام فهم يـُضربون عندهم ، ويُعذبون ، وقد يُحرمون الطعام والشراب واللباس الحسن ، جريمتهم أنهم بلا أب أو أم ، أو كليهما . عن ابن عمرو – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال : ( كفى إثما أن تحبس عمن تملك قوته ) [ رواه مسلم ] .
فلتتق الله زوجات الآباء ، وزوجات الأعمام ، وليتق الله أزواج الأمهات ، بل فليتق الله آباء يُحـــــــــابونَ بين أبناءهم ، ولا يعدلون بين زوجاتهم ، وليتـّـــــــــــق الله كل من استرعاه الله – تعالى – على هذه الرعية .
قال الله – تعالى – : ( ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار . مهطعين مقنعي رؤوسهم لا يرتد إليهم طرفهم وأفئدتهم هواء ) [ إبراهيم 42 -43 ] .
وقال – تعالى – : ( يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق ويعلمون أن الله هو الحق المبين ) [ النور 24 ] .
2 : – إعلامه بنسبه ، وأرحامه ، وأقاربه ما يحل له منهم ، وما يحرم عليه ، سواء بنسب أو برضاع : قال الله – تعالى – : ( حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم واخواتكم وعماتكم وخالاتكم وبنات الأخ وبنات الأخت وأمهاتكم اللاتي أرضعنكم وأخواتكم من الرضاعة وأمهات نسائكم وربائبكم اللاتي في حجوركم من نسائكم اللاتي دخلتم بهن فإن لم تكونوا دخلتم بهن فلا جناح عليكم وحلائل أبنائكم الذين من أصلابكم وأن تجمعوا بين الأختين إلا ما قد سلف إن الله كان غفورا رحيما ) [ النساء 23 ] .
وعن عائشة – رضي الله عنها – قالت : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : ( يحرم من الرضاعة ما يحرم من النسب ) متفق عليه .
وعن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : ( تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم ، فإن صلة الرحم محبة في الأهل ، مثراة في المال ، منسأة في الأثر ) رواه : ( أحمد ، والترمذي ) [ صحيح الجامع 2965 ] .
أين أصحاب الأحقاد من هذا الهدي النبوي الكريم ؟؟ ، إنهم بسبب خلافاتهم ومشاكلهم لا يُعلََمون الأبناء من هم آباءهم ، أو أمهاتهم ، وقد كثر مثل هذا في زماننا ، إما بسبب وفاة أحد الأبوين ، وإما بسبب الطلاق ، وما يتبعه من مشاكل بين عائلتيهما ، والضحية للأسف هم : " الأبناء " .
غير آبهين بما قد يترتب عليه من أحوال نفسية سيئة لأبنائهم ، واختلاط أنساب ، أو قطع أرحام ، أو عقوق . فعن ابن عمر رضي الله عنه قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : ( كفر بامرء إدَعاء نسب لا يعرف ، أو جحده وإن دقَ ) [ صحيح الجامع 4486 ] .
وكانت المفاجأة ! .
3 : – المحافظه على ماله : إن اليتيم إنسان ضعيف بحاجة إلى حماية ورعاية ، ومواساة ومساعدة ، أوصى الله – تبارك وتعالى – به وبالمحافظه على ماله حتى يكبر ويبلغ أشده ، في عدة مواضع في كتاب الله ، وفي هدي رسوله – صلى الله عليه وسلم – . فقال – سبحانه – : { ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشده وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولا } [ الإسراء 34 ] .
** وقال الله – تعالى – : { وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَنْ يَكْبَرُوا وَمَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا * لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا * وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا } [ النساء 6 ــ 8 ] .
إذا بلغوا النكاح : أي بلغوا الحلم .
روى ابن مردويه وغيره عن ابن عباس – رضي الله عنهما – في تفسير هذه الآية قال : [ كان ذلك قبل أن تنزل الفرائض، فأنزل الله بعد ذلك الفرائض ، فأعطى الله كل ذي حق حقه ، فجعلت الصدقة فيما سمّى المتوفّى .
أي : لما نزلت آية " المواريث " نسختها . انظر : [ عمدة التفسير جـ 3 ص114 ] .
** فقد كان أهل الجاهلية لا يورثون النساء والولدان الصغار ويجعلون الميراث للرجال الكبار فقط ، فأنزل الله – تعالى – : { لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا } [ النساء 7 ] .
ثم أنزل – سبحانه – : { يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِنْ كَانَ لَهُ وَلَدٌ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ فَإِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لَا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا } [ النساء 11 ] .
وحذر – سبحانه – من ظلم الأوصياء للأيتام الذين جعلهم الله تحت رعايتهم وأمرهم بالإحسان إليهم كما يخشون على أبنائهم بقوله – سبحانه – : { وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا } [ النساء 9 ] .
وختم بقوله – سبحانه – : { إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا }
[ النساء 7 ــ 10 ] .
** وقال الله – تعالى – : { وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا } [ النساء 2 ] .
حوبا كبيرا : أي إثما كبيرا .
وعن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : ( إن خياركم أحسنكم قضاء ) رواه البخاري .
** وعن أبي هريرة – رضي الله عنه – قا ل : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : ( اجتنبوا السبع الموبقات : الشرك بالله ، والسحر ، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق ، وأكل الربا ، وأكل مال اليتيم ، والتولي يوم الزحف ، وقذف المحصنات الغافلات ) [ متفق عليه ] .
4 : – ويجب أن لا تجبر اليتيمة على النكاح ، بل ُتستأذن : فعن أبي موسى – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : ( آمروا اليتيمة في نفسها وإذنها صماتها ) [ صحيح الجامع 14 ] .
وعن عائشة – رضي الله عنها – قالت : ( إن رجلا كانت له يتيمة ، فنكحها ، وكان لها عذق ، وكان يمسكها عليه ، ولم يكن لها من نفسه شيء ، فنزلت : ( وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى ألا تعولوا ) [ النساء 3 ] .
أدنى ألا تعولوا : أي أدنى ألا تجوروا .
1 : ــ تجنب الشرك ومنه الرياء ، فإنهما يحبطان العمل : قال الله – تعالى – : { وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ } [ الزمر 65 ] .
وعن أبي بكر – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : ( الشرك فيكم أخفى من دبيب النمل ، وسأدلك على شيء إذا فعلته أذهب عنك صغار الشرك وكباره ، تقول : اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم ، وأستغفرك لما لا أعلم . ( تقولها ثلاث مرات ) . ( حديث صحيح) انظر : [ صحيح الجامع رقم: 3731 ] .
وهذا الدعاء هو كفارة الشرك الخفي " الرياء " . وما بين قوسين : ( تقولها ثلاث مرات ) ضعيف عند شيخنا الألباني – رحمه الله – تعالى – انظر : [ ضعيف الجامع رقم: 3433 ] .
2 : ــ اتباع هدي الرسول – صلى الله عليه وسلم – ، والتأدب بآدابه ، والاقتداء بسنته ، وتجنب البدع لأن العمل بها مردود على صاحبه : قال الله – تعالى – : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا }[ النساء 59 ].
عن عائشة – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : (من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد) (صحيح) رواه : (أحمد ، ومسلم). انظر : [ صحيح الجامع رقم: 6398 ] .
3 : ــ تجنب التذمر وكثرة الشكوى : قال الله تعالى : { وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ* وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ } [ المدثر 6 ــ 7 ] .
4 : ــ على من يقوم على رعاية اليتيم متابعته في صحته ، وصحبته ، وسلوكه داخل البيت وخارجه ، وفي دراسته ، وسؤال القائمين على تدريسه عنه : قال – تعالى – : { فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلَاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَعْنَتَكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } [البقرة 220 ] .
5 : ــ الدعاء لهم بخير : فقد امتدح الله عباده فقال فيهم : { وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا } الفرقان 74 ] .
وعن جابر – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله – صلى الله عليه – : ( لا تدعو على أنفسكم ، ولا تدعو على أولادكم ، ولا تدعو على خدمكم ، ولا تدعو على أموالكم ، لا توافقوا ساعة يسأل فيها عطاء فيستجاب لكم ) [ مختصر مسلم 1537 ] .
6 : ــ الدعاء بظهر الغيب لمن كفل يتيما أو أعان على ذلك ، فإن ( من لم يشكر الناس لم يشكر الله ) : كما قال رسول الله – صلى الله عليه – في الحديث الصحيح الذي رواه : ( أحمد ، والترمذي ، والضياء) عن أبي سعيد – رضي الله عنه – . انظر : [صحيح الجامع رقم: 6541 ] .
وأن يبارك الله في جهود الأخوة والأخوات القائمين والقائمات على دور رعاية الأيتام .
سائلة المولى – عز وجلّ – لكم جميعا التوفيق والسداد ، والإخلاص والقبول . وأن يعظم لكم الأجور .
وهنيئًا لكم بُشرى رسولنا وحبيبنا محمد – صلَّى الله عليه وسلَّم – بمرافقتكم له في الجنَّة بإذن الله – تعالى – .