ولد أبو حذيفة واصل بن عطاء بمدينة رسول الله (صلى الله عليه و سلم) لثمانين سنة خلت من الهجرة وتوفى فى السنة الحادية والثلاتين من المائة للهجرة .. وكان واصل على ما وهبه الله من فطانة وفصاحة وحسن تصرف فى القول صاحب عاهة فى النطق وهى لثغة شنيعة تقع له فى حرف الراء .
مناسبة الخطبة : قيمة الخطبة : نص الخطبة : أوصيكم عباد الله مع نفسى بتقوى الله والعمل على طاعته والمجانبة لمعصيته فأحضكم على ما يدنيكم منه ويزلفكم لديه فإن تقوى الله أفضل زاد وأحسن عاقبة فى معاد .. ولا تلهينكم الحياة الدنيا بزينتها وخدعها وفواتن لذتها وشهوات آمالها فإنها متاع قليل ومدة إلى حين وكل شىء منها يزول فكم عاينتم من أعاجيبها وكم نصبت لكم من حبائلها وأهلكت ممن جنح إليها واعتمد عليها .. إذا قتهم حلوا ومزجت لهم سما .. أين الملوك الذين بنوا المدائن وشيدوا المصانع وأوتقوا الأبواب وكاتفوا الحجاب وأعدوا الجياد وملكوا البلاد واستخدموا التلاد .. قبضتهم بمخلبها وطحنتهم بكلكلها وعضتهم بأنيابها وعاضتهم من السعة ضيقا ومن العز ذلا ومن الحيلة فناء فسكنوا اللحود وأكلهم الدود وأصبحوا لا تعاين إلا مساكنهم ولا تجد إلا معالمهم ولا تحس منهم أحدا ولا تسمع لهم نبسا. فتزودوا عافاكم الله فإن أفضل الزاد النقوى واتقوا الله يا أولى الألباب لعلكم تفلحون وجعلنا الله وإياكم ممن ينتفع بمواعظه ويعمل لحظة وسعادته وممن يستمع القول فيتبع أحسنه وأؤلئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب . إن أحسن قصص المؤمنين وأبلغ مواعظ المتقين كتاب الله والزكية آياته والواضحة بيناته فإذا تلى عليكم فاستمعوا له وانصتوا لعلكم تهتدون أعوذ بالله القوى من الشيطان الغوى إن الله هو السميع العليم بسم الله الله الفتاح المنان . قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد |
||
وقهم عذاب القبر وعذاب النار
وأدخلهم الفردوس الأعلى مع الأنبياء والشهداء والصالحين
واجعل دعاءهم مستجاب في الدنيا والآخرة
اللهم آمين
لكم مني خالص الشكر والتقدير