حكم السبحة
قال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني في السلسلة الضعيفة (1/110) عند تخريجه لحديث "نعم المذكّر السبحة" (حديث موضوع) : ثم إن الحديث من حيث معناه باطل عندي لأمور :
الأول: أن السبحة بدعة لم تكن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم إنما حدثت بعده صلى الله عليه وسلم فكيف يعقل أن يحض صلى الله عليه وسلم أصحابه على أمر لا يعرفونه ؟ والدليل على ما ذكرت ما روى ابن وضاح في " البدع والنهي عنها عن الصلت بن بهرام قال : مر ابن مسعود بامرأة معها تسبيح تسبح به فقطعه وألقاه ، ثم مر برجل يسبح بحصا فضربه برجله ثم قال : لقد سَبقتم ، ركبتم بدعة ظلما ، ولقد غلبتم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم علما ، وسنده صحيح إلى الصلت ، وهو ثقة من اتباع التابعين .
الثاني: أنه مخالف لهديه صلى الله عليه وسلم قال عبد الله بن عمرو: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعقد التسبيح بيمينه. وقال الألباني أيضا (1/117) : ولو لم يكن في السبحة إلا سيئة واحدة وهي أنها قضت على سنة العد بالأصابع أو كادت مع اتفاقهم على أنها أفضل لكفى فإني قلما أرى شيخا يعقد التسبيح بالأنامل!
ثم إن الناس قد تفننوا في الابتداع بهذه البدعة ، فترى بعض المنتمين لإحدى الطرق يطوق عنقه بالسبحة ! وبعضهم يعدُّ بها وهو يحدثك أو يستمع لحديثك ! وآخِر ما وقعت عيني عليه من ذلك منذ أيام أنني رأيت رجلا على دراجة عادية يسير بها في بعض الطرق المزدحمة بالناس وفي إحدى يديه سبحة ! يتظاهرون للناس بأنهم لا يغفلون عن ذكر الله طرفة عين وكثيرا ما تكون هذه البدعة سببا لإضاعة ما هو واجب فقد اتفق لي مرارا – وكذا لغيري – أنني سلمت على أحدهم فرد عليّ السلام بالتلويح دون أن يتلفظ بالسلام ومفاسد هذه البدعة لا تحصى
أحسن الله إليك : يسأل هذا السائل عن حكم السبحة ؟
السبحة لا نعلم لها أصل في سنة النبي عليه الصلاة والسلام .
والصحابة الكرام رضي الله عنهم وأرضاهم ، لما وصفوا تسبيحه عليه الصلاة والسلام قالوا : كان يعقد التسبيح بيده ..
أي يعد التسبيحات بيده الشريفة صلوات الله وسلامه عليه .
وكان في زمانه الخرز موجود ، والخيوط موجودة ، ولو كان خيرا لأرشد الأمة
إليه ولرغبها عليه الصلاة والسلام فيه ، ولفعل .. ولفعله أصحابه الكرام
رضي الله عنهم .
وهم السباقون لكل خير ..
فالخرز موجود في زمانه ، ونظمه متيسر ، وهو أمر معروف ، ليس أمرا وجد فيما بعد ..
ومع ذلك لم يفعله عليه الصلاة والسلام ، ولم يرشد إليه ..
ولم يفعله أحد من أصحابه رضي الله عنهم ..
وكل خير في اتباع من سلف . نعم .
يقول فضيلة الشيخ وفقكم الله : ما حكم التسبيح بعد الصلاة المفروضة أو غيرها بواسطة المسبحة ؟
إن كان يتخذها دينا ويعتقد أن فيها
بركة وأن هذا مشروع هذا بدعة ، أما إن كان يريد عد التسبيح لئلا يغلط مثل
ما يعده باصابعه أو بالحصا فلا بأس ، اتخذ هذا من باب المباح فقط فلا بأس
، أما إن اتخذه من باب السنية فهذا بدعة ولا يجوز
، وهذا عند الصوفية هم اللي يلتزمون بالسبح الكبار ويعلوقونها على أعناقهم
هذا شعار الصوفية إذا اعتقد فيها أن فيها بركة وأنها شعار العبادة . نعم .
لفضيلة الشيخ بكر أو زيد رحمه الله
وقد جاء في هذا الكتاب بناءاً على الأدلة ، أن اتخاذ السُّبْحَةِ لتعداد الأَذكار:
- تشبه بالكفار .
- وبدعة مضافة في التعبد بالأَذكار والأوراد.
- وعدول عن الوسيلة المشروعة: (العَدَّ بالأنامل) التي دَلَّ عليها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله وفعله ، وتوارثه الصحابة ، وإلى هديه صلى الله عليه وسلم يُرد أمر الخلاف، وبه يتحرر الصحيح عند النزاع.
وإضافة إلى ذلك فإن فقهاء المذاهب المتبوعة لا يتنازعون في أن :
- العد بالأنامل أفضل من العد بغيرها من الحصى ونحوه منثوراً أو منظوماً.
- وأنه إذا انضاف إلى السُّبْحة أمر زائد غير مشروع، مثل جعلها في الأعناق تعبداً، والتغالي فيها من أنها حبل الوصل إلى الله، ودخول أي معتقد نفعاً وضراً، وإظهار التنسك والزهادة ، إلى غير ذلك مما يأباه الشرع المطهر ؛ فإنه يحرم اتخاذها بوجه أشد . إهـ
السبحة لا نعلم لها أصل في سنة النبي عليه الصلاة والسلام .
والصحابة الكرام رضي الله عنهم وأرضاهم ، لما وصفوا تسبيحه عليه الصلاة والسلام قالوا : كان يعقد التسبيح بيده
بارك الله فيكم
شكرا