لسماحة الشيخ / عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
إن الاستماع إلى الأغاني حرام ومنكر، ومن أسباب مرض القلوب وقسوتها وصدها عن ذكر الله وعن الصلاة. وقد فسر أكثر أهل العلم قوله تعالى في:
وأوصيك وغيرك بسماع إذاعة القرآن الكريم وبرنامج نور على الدرب ففيهما فوائد عظيمة، وشغل شاغل عن سماع الأغاني وآلات الطرب.
أما الزواج فيشرع فيه ضرب الدف والغناء المعتاد الذي ليس فيه دعوة إلى محرم ولا مدح لمحرم في وقت من الليل للنساء خاصة لإعلان النكاح والفرق بينه وبين السفاح كما صحت السنة بذلك عن النبي .
أما الطبل فلا يجوز ضربه في العرس، بل يكفى بالدف خاصة، ولا يجوز استعمال مكبرات الصوت في إعلان النكاح وما يقال فيه من الأغاني المعتادة لما في ذلك من الفتنة العظيمة والعواقب الوخيمة وإيذاء المسلمين ولا يجوز أيضاً إطالة الوقت في ذلك بل اكتفى بالوقت القليل الذي يحصل به إعلان النكاح لأن إطالة الوقت تفذي إلى إضاعة صلاة الفجر والنوم عن أدائها في وقتها وذلك من أكبر المحرمات ومن أعمال المنافقين [انتهى].
هذه أدلة على تحريم الغناء من أقوال السلف الصالح رضوان الله عليهم: قال أبوبكر الصديق رضي الله عنه: ( الغناء والعزف مزمار الشيطان ). وقال الإمام مالك بن أنس رضي الله عنه: ( الغناء إنما يفعله الفساق عندنا. والشافعية يشبهون الغناء بالباطل والمحال ). وقال الإمام أحمد رحمه الله: ( الغناء ينبت النفاق في القلب فلا يعجبني ). وقال أصحاب الإمام أبي حنيفة رحمهم الله: ( استماع الأغاني فسق ). وقال عمر بن العزيز: ( الغناء بدؤه من الشيطان وعاقبته سخط الرحمن ). وقال الإمام القرطبي: ( الغناء ممنوع بالكتاب والسنة ). وقال الإمام ابن الصلاح: ( الغناء مع آلة الإجماع على تحريمه ).
تحياتي لك