إخواني تفكروا في الحشر والمعاد وتذكروا حين تقوم الأشهاد: إن فيالقيامة لحسرات وإن في الحشر لزفرات وإن عند الصراط لعثرات وإن عند الميزان لعبراتوإن الظلم يومئذ ظلمات والكتب تحوى حتى النظرات وإن الحسرة العظمى عند السيئات فريقفي الجنة يرتقون في الدرجات وفريق في السعير يهبطون الدركات وما بينك وبين هذاإلاَّ أن يقال: فلان مات وتقول: رَبِّ ارجعوني فيقال: فات .
روى البخاريومسلم في صحيحيهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلمقال: (يعرق الناس يوم القيامة حتى يذهب عرقهم في الأرض سبعين ذراعاً ويلجمهمحتى يبلغ آذانهم)
قالت أُم الربيع أُم حيثم لولدها:يا بني أَلا تنام قال: يا أُماه من جَنَّ عليه الليل وهو يخاف الثبات حق له أن لاينام فلما رأت ما يلقى من السهر والبكا قالت: يا بني لعلك قتلت قتيلاً.
وكان آمد الشامي يبكي وينتحب في المسجد حتى يعلوصوته وتسيل دموعه على الحصى فأرسل إليه الأمير: إنك تفسد على المصلين صلاتهمبكثرة بكائك وارتفاع صوتك ولو أمسكت قليلا ً فبكى ثم قال: إن حزن يوم القيامةأورثني دموعاً غزاراً فأنا أستريح إلى ذرها.
