اليك اشكو همومي

إليك يا رسول الله أبث شجوني وأشكو اليك لوعتي وأذرف دموعي ،
ما بال أمتك تجادلت وتنافرت، وعلى سنتك الطاهرة اختلفت وتناحرت .
صدقت يا رسول الله، فما أنباتنا به قد وصل وحصل ،خير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر ،أصبحت تنهى عن المعروف وتأمر بالمنكر .
أصبحنا أذلة بعدأن كنا أعزة بالاسلام.
ياالله !كم تمنيت أن لا أكون في هذا العالم المليئ بالسواد والظلم والقهر! .
يا رسول الله ما عاد لي قدرة على الاحتمال ولا على العيش في هذا العالم
المرّ كالعلقم، ما لي سواك بعد الله أشكو اليه هموم أمتي، وأبث اليه أوجاع نفسي .
ضاقت علي الدنيا بما رحبت لما رأيت أمة القرآن تتناحر فيما بينها، وأثلجت صدور أعدائها وعجزت عن توحيد صفوفها، ومكنتهم من الإساءة إليك .
نعم أساؤوا إليك يا حبيب الله .
لأننا أسأنا اليك أولا، لم نحفظ عهدك ولم نطبق سنتك ولم نرفع لواءك، ولم نتخذك قدوة في حياتنا وارتضينا أن نتخذ المضلين لنا سبيلا .
فكان جزاؤنا الذل والخزي في الدنيا والهوان المرير.
يا رسول الله عذرا، لم نحفظ لك المسجد الأقصى من كيد الكائدين. ومسرى إسرائك قد دنسته أيادي الظالمين وأهل الأرض المباركة حوصروا بأيدي إخوانهم في الدين وحرموهم من حق الجهاد والدفاع عن قدسية الأرض والعرض وكانوا أشد عليهم من كيد الكافرين .
فكم نحن بحاجة اليك يا رسول الله كي ترفع عنا هذا الظلم، وتوحد المسلمين
وتلم شمل المتفرقين وتصلح بين المتخاصمين وتدحر عنا كيد الكائدين
يا حبيب الله عذرا .
إن أطلت البكاء والنحيب فما يحمله هذا القلب من هم فاض به كأس الصبر .
عليك الصلاة والسلام يا خاتم الأنبياء والمرسلين .