المُنادى
تعريفه : اسم ظاهر يطلب من قبل المتكلم بوساطة أحرف النداء . نحو : يا محمد . 82 ـ ومنه قوله تعالى { يا نوح اهبط بسلام }1 . العامل في المنادى : يذكر أكثر النحاة المتقدمين أن جملة النداء جملة فعلية ، وجعلوا المنادى نوعا من المفعول به ، والعامل فيه محذوف تقديره : أنادي أو أدعو ، وبما أن الفعل محذوف وجوبا استغنوا عنه بأحد أحرف النداء ، نحو : يا إبراهيم ، فالتقدير أنادى ، أو أدعو إبراهيم ، وهذا لا يخلو من التكلف ، فالفعل الذي يزعمه النحاة لا يظهر أبدا ، ولو ظهر لانتفى كون الجملة ندائية ، لأن الجملة الندائية جملة إنشائية طلبية ، وهذا الفعل يجعلها جملة خبرية محتملة للصدق والكذب معا . والذي نراه مناسبا ويراه غيرنا من النحاة المحدثين أن حرف النداء هو العامل في المنادى ، ويكون المنادى منصوبا دائما لفظا أو محلا . أحرف النداء وأقسامها : أحرف النداء سبعة هي : يا ـ أيا ـ هيا ـ أي ـ الهمزة ـ وآ ـ وا . وتنقسم أحرف النداء من حيث نوعية المنادى أقريبا كان أم بعيدا أم ندبة إلى ثلاثة أقسام : 1 ـ أي والهمزة للمنادى القريب . نحو : أي أحمد ، آي محمد . ولا فرق بين أي الممدودة الهمزة ، وأي المقصورة الهمزة “ بهمزة أو بمد “ . وذكر الأشموني أن “ آي “ للمنادى البعيد . ومثال الهمزة : أعلي ، آيوسف . ولا فرق أيضا بين المقصور منها أو الممدود . ــــــــــ 1 ـ 48 هود . 2 ـ أيا ، وهيا ، ووآ للمنادى البعيد ، نحو : أيا عبدالله ، هيا فاطمة ، وآ محمود . 3 ـ وا : للندبة ، نحو : واصديقاه . أما “ يا “ فهي أعم أحرف النداء السابقة ، وتدخل في كل نداء ، حتى في باب الندبة إذا أمن اللبس . 45 ـ كقول الشاعر : حملت أمرا عظيما فاصطبرت به وقمت فيه بأمر الله يا عمرا والشاهد في البيت قوله : يا عمرا ، فالألف للندبة ، ذلك لأن المقام مقام رثاء ، والنداء في البيت للندبة غير ملتبس فيه ، حيث استعملت “ يا “ مكان “ وا “ التي للندبة لأمن اللبس . كما لا يقدر في أحرف النداء إلا “ يا “ ، ولا ينادى لفظ الجلالة ، والمستغاث به ، وأي ، وأيَّت إلا بها . المواضع التي يجب فيها ذكر حرف النداء : قد يذكر حرف النداء في الجملة إذا شاء المتكلم ، وقد لا تذكر . 83 ـ نحو قوله تعالى { يوسف اعرض عن هذا }1 . وقوله تعالى { ربنا لا تزغ قلوبنا }2 ، وقوله تعالى { ربنا عليك توكلنا }3 . غير أن هناك مواضع يجب فيها ذكر حرف النداء هي : 1 ـ المندوب : نحو : واحر قلباه ، واصديقاه ، وذلك فى بكاء الصديق وندبه . 2 ـ المستغاث : نحو : يا لخالد . 3 ـ المنادى البعيد : نحو : يا طالعا جبلا ، ذلك لأن ، المراد إبلاغ الصوت إليه ، وأداة النداء الممدودة تساعد على الإبلاغ . 4 ـ النكرة غير المقصودة : نحو : يا رجلا خذ بيدي . 5 ـ ضمير المخاطب : ــــــــــــــــ 1 ـ29 يوسف . 2 ـ 18 آل عمران 3 ـ 4 الممتحنة . 46 ـ نحو قول الشاعر : يا أبجر بن أبجر يا أنت أنت الذي طلقت عاما جعتا ولكن من المعروف أن نداء المخاطب شاذ عموما . 6 ـ اسم الجلالة : وذلك عند عدم التعويض بالميم المشددة عن حرف النداء . نحو : يا الله . أما إذا عوض عن حرف النداء بالميم المشددة ، وجب حذف حرف النداء . نحو : اللهم . 84 ـ ومنه قوله تعالى { اللهم مالك الملك }1. 7 ـ اسم الإشارة : نحو : يا هذا اقبل ، ويا هؤلاء تقدموا . وقد أجاز الكوفيون حذف حرف النداء في هذا الموضع ، وحجتهم على ذلك 47 ـ قول ذي الرمة : إذا هملت عيني دما قال صاحبي بمثلك هـذا لوعة وغـرام الشاهد في البيت قوله “ بمثلك هذا “ فحذف حرف النداء “ يا “ والأصل إثباته ، نقول : “ بمثلك يا هذا “ وهو الأصح . 8 ـ اسم الجنس المعين “ النكرة المقصودة “ ، نحو : يا حاج اركب السيارة ، ويا طبيب اعتني بالمرضى . غير أن الكوفيين أجازوا الحذف أيضا كما في اسم الإشارة ، واستشهدوا بقول البعض : اطرق كرى إن النعام في الكرى . وقولهم : افتد مجنون ، وأصبح ليل . والتقدير : اطرق يا كروان ، وهو منادى مرخم ، وافتد يا مجنون ، وأصبح يا ليل ، وهو مثل يضرب لمن يستبطئ الفرج من الشدة التي يعانيها . أنواع المنادى : ينقسم المنادى إلى قسمين : أولا ـ منادى معرب ، ويكون منصوبا لفظا لا محلا ويشمل كلا من الآتي : 1 ـ المندى المضاف ، وهو المنادى الذي أضيف إلى اسم بعده . نحو : يا حارس المخيم ، ويا فاعل الخير اقبل . ــــــــــ 1 ـ 26 آل عمران . 85 ـ ومنه قوله تعالى { يا أهل الكتاب لم تحاجون في إبراهيم }1 . وقوله تعالى { ربنا اغفر لنا }2 . وإعرابه : يا حرف نداء مبنى على السكون لا مل له من الإعراب . حارس : منادى منصوب بالفتحة الظاهرة على آخره ، وهو مضاف ، والمخيم : مضاف إليه مجرور بالكسرة . 2 ـ المنادى الشبيه بالمضاف : وهو ما اتصل به شيء من تمام المعنى ، كالفاعل ، أو المفعول به ، أو الجار والمجرور ، أو الظرف . نحو : يا كريما خلقه ، يا طالعا جبلا ، يا مقيما في البيت ، يا جالسا تحت الشجرة . وإعرابه : كريما منادى منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة . خلقه : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة ، وخلق مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . 3 ـ المنادى النكرة غير المقصودة : وهى التي بقيت بعد النداء على شيوعها ، فلم يخرج بها قصد المنادى إلى التحديد . نحو : يا رجلا خذ بيدي . 48 ـ ومنه قول الشاعر : فيا راكبا إما عرضت فبلغن ندامايا من نجران أن لا تلاقيا وإعرابه : رجلا منادى منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة . ثانيا ـ منادى مبني ، ويكون منصوبا محلا ، ويشمل الآتي : 1 ـ العلم المفرد : نحو : يا محمد ، يا أحمدان ، يا عليون . ومنه قوله تعالى { يا إبراهيم اعرض عن هذا }3 . وقوله تعالى { يا نوح اهبط بسلام }4 . ـــــــــــ 1 ـ 65 الأعراف . 2 ـ 147 آل عمران . 3 ـ 76 هود . 4 ـ 48 هود . وإعرابه : البناء على الضم إن كان مفردا ، والبناء على الألف إن كان مثنى ، والبناء على الواو إن كان جمع مذكر سالما . فنقول في إعراب “ يا محمد “ محمد منادى مبنى على الضم في محل نصب . وأحمدان : منادى مبنى على الألف في محل نصب . وعليون : منادى مبنى على الواو في محل نصب . 2 ـ النكرة المقصودة : وهي التي يقصدها النداء قصدا ، فتكتسب منه التعريف لتحديده لها من بين النكرات ، وتكون مبنية على ما ترفع به في محل نصب . نحو : يا معلم خذ بيد التلاميذ ، ياممرضات اعتنين بالجرحى ، يا حاجان تمهلا ، يامهندسون شيدوا البناء ، 86 ـ ومنه قوله تعالى { يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم }1 ، وقوله تعالى { يا أرض ابلعي ماءك }2 . وإعرابه : معلم منادى مبني على الضم في محل نصب . ممرضات : منادى مبنى على الضم في محل نصب . حاجان : منادى مبني على الضم في محل نصب . مهندسون : منادى مبني على الضم في محل نصب . ــــــــــــــ 1 ـ 65 النبأ . 2 ـ 24 هود . المنادى المضاف إلى ياء المتكلم ينقسم المنادى المضاف إلى ياء المتكلم إلى أربعة أقسام : أولا ـ * المنادى المقصور ، مثل : يا مصطفى ، يا ليلى ، يا مرتضى . والمنادى المنقوص ، مثل : يا قاضي ، يا هادي ، يا راضي . إذا أضيف أحد النوعين السابقين إلى ياء المتكلم فليس لك إلا إثبات الياء المفتوحة . نحو : يا مصطفايَ ، ويا ليلايَ ، ويا قاضيَّ ، ويا هاديَّ . ثانيا ـ إذا كان المنادى وصفا مشبها بالفعل ، مثل : محتَرم ، ومكرَم ، وناديته وهو مضاف إلى ياء المتكلم ، فلك فيه وجهان : 1 ـ إثبات الياء إما ساكنة ، نحو : يا محترميْ ، ويا مكرميْ . 2 ـ أو إثباتها مفتوحة ، نحو : يا محترميَ ، ويا مكرميَ . ثالثا ـ أما إن كان المنادى صحيح الآخر مضافا إلى ياء المتكلم ، مثل : صديقي ، رفيقي ، وناديته ، تقول : يا صديقي ، ويا رفيقي . وإعرابه : صديق منادى منصوب بفتحة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة ، وياء المتكلم ضمير متصل مبنى على السكون في محل جر مضاف إليه . أما بالنسبة للياء الواقعة مضافا إليه ففيها عدة وجوه : 1 ـ إثباتها ساكنة كما في الأمثلة السابقة . 2 ـ إثباتها مع بنائها على الفتح ، نحو : يا صديقيَ ، يا عزيزيَ . وحينئذ تعرب مضافا إليه مبنيا على الفتح في محل جر . 3 ـ إثباتها وبناؤها على الفتح ، وفتح ما قبلها ، نحو : يا صديقا ، ويا فرحا ، 87 ـ ومنه قوله تعالى { يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله }1 . ـــــــــــ 1 ـ 56 الزمر . وإعرابه : صديقا منادى منصوب بالفتحة الظاهرة ، والياء المنقلبة ألفا ضمير متصل مبنى على السكون في محل جر مضاف إليه . 4 ـ حذفها والاكتفاء بالكسرة الدالة عليها ، نحو : يا قومِ لا تستهينوا بالأعداء . 88 ـ ومنه قوله تعالى { يا عبادِ فاتقون }1 . وقوله تعالى { رب أنىّ يكون لي غلام }2 . “ قوم “ منادى منصوب بالفتحة المقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة ، والياء المحذوفة ضمير مبنى على السكون فى محل جر مضاف إليه . 5 ـ حذف الألف المنقلبة عن يا المتكلم ، والاكتفاء بالفتحة على أخر المنادى . نحو : يا صديقَ ، يا رفيقَ . 48 ـ ومنه قول الشاعر : ولست براجع ما فات منيّ بلهفَ ولا بليتَ ولا لواتي والتقدير : بيا لهف ، وأصله يا لهفي ، وبياليت ، وأصله يا ليتي ، وقد حذفت الألف المنقلبة عن ياء المتكلم مع إبقاء فتح ما قبلها على أساس حذفها مفتوحة . 6 ـ حذفها وبناء ما قبلها على الضم ، وهذا دارج في الكلمات التي تكثر إضافتها إلي ياء المتكلم ، نحو : يا قومُ ، يا أمُ ، يا ربُ . ومنه قوله تعالى { ربُ السجن أحب إليّ مما يدعونني }3 . وإعرابه : قوم منادى منصوب بالفتحة المقدرة منع من ظهورها الضمة التي جاءت لشبهه بالنكرة المقصودة ، والمضاف إليه محذوف وهو “ ياء “ المتكلم . ولك أن تعربه منادى مبنى على الضم في محل نصب لانقطاعه عن الإضافة لفظا لا معنى ، وشبهه للنكرة المقصودة . ـــــــــــــ 1 ـ 16 الزمر . 2 ـ 40 آل عمران . 3 ـ 33 يوسف . رابعا ـ أما إذا أضيف المنادى إلى ياء المتكلم وكان كلمة “ أب أو أم “ فلك فيه عدة وجوه مضافا إليها الوجوه السابقة ، وأهم تلك الوجوه : 1 ـ حذف يا المتكلم ، والتعويض عنها بتاء التأنيث ، مع بنائها على الكسر . نحو : يا أبتِ ، يا أمتِ . وإعرابها : أبت منادى منصوب بالفتحة الظاهرة ، والتاء للتأنيث حرف جاء عوضا عن الياء المحذوفة ، حرف لا محل له من الإعراب ، والياء المحذوفة ضمير مبنى على السكون في محل جر مضاف إليه . 2 ـ حذف الياء والتعويض عنها بتاء التأنيث المفتوحة . نحو : يا أبتَ ، ويا أمتَ . 3 ـ حذف الياء والتعويض عنها بتاء التأنيث المضمومة . نحو : يا أبتُ ، ويا أمتُ . وقد قرئ قوله تعالى بالروايات الثلاث : الكسر ، والفتح ، والضم . 89 ـ { يا أبتَُِ إني رأيت أحد عشر كوكبا }1 . تنبيه : يجوز الجمع بين ياء المتكلم ، وتاء التأنيث المفتوحة ، أو المكسورة . مثال الآول : يا أبتا ، يا أمتا . ومثال الثاني : يا أبتي ، ويا أمتي . ومنه قول الراجز : “ يا أبتا علك أو عساك “ 50 ـ وقول الشاعر : أيا أبتي لا زلت فينا فإننا لنا أمل في العيش ما دمت عائشا وهذا نادر الاستعمال ، وذكرناه للزيادة . ـــــــــــــ 1 ـ 4 يوسف . المنادى المضاف إلى المضاف لياء المتكلم ينقسم المنادى المضاف إلى المضاف لياء المتكلم إلى قسمين : الأول ـ إذا كان المنادى المضاف إلى المضاف لياء المتكلم غير كلمة “ ابن أم ، أو ابن عم أو ابنة أم ، أو ابنة عم “ وجب إثبات الياء دون حذفها ، مع بنائها على السكون ، أو على الفتح . مثال الأول : يا صديقَ صديقيْ ، ويا فرحةَ قلبيْ . ومثال الثاني : يا صديقَ صديقيَ ، ويا فرحةَ قلبيَ . الثاني : أما إذا كان المنادى المضاف إلى المضاف لياء المتكلم واحدا من الكلمات التي أشرنا إليها سابقا جاز لك فيه وجهان : 1 ـ حذف يا المضاف إليه مع بقاء الكسر قبلها . نحو : يا أبنَ أمِّ ، ويا ابنَ عمِّ وإعرابه : ابن منادى منصوب بالفتحة الظاهرة ، وهو مضاف وأم مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة ، والياء المحذوفة ضمير مبنى على السكون في محل جر بالإضافة . 2 ـ حذف يا المضاف إليه بعد قلبها ألفا ، وقلب الكسرة التي قبلها فتحة حتى نتمكن من قلب الياء . مثال : يا ابن أمَّ ، ويا ابن عمَّ . 90 ـ ومنه قوله تعالى { قال يا ابن أمَّ لا تأخذ بلحيتي }1 . وإعرابه : ابن منادى منصوب بالفتحة الظاهرة ، وأمَّ : مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة منع من ظهورها الفتحة التي جاءت لقلب الياء ألفا ، والياء المحذوفة المنقلبه ألفا ضمير مبنى على السكون في محل جر بالإضافة . ـــــــــــ 1 ـ 94 طه . المنادى المعرف بأل : الصحيح عدم مناداة المعرف بأل ، وإدخال حرف النداء عليه مباشرة إلا في بعض الحالات النادرة ، وهي : 1 ـ لفظ الجلالة ، نحو : يا الله . ويكون لفظ الجلالة منادى مبنى على الضم فى محل نصب ، وغالبا ما يحذف حرف النداء ويستعاض عنها بميم مشددة ، نحو : اللهم سهل أمري . وقوله تعالى { اللهم ربنا أنزل علينا }1. وإعرابه : لفظ الجلالة منادى مبني على الضم في محل نصب ، والميم عوض عن حرف النداء المحذوف حرف مبنى على الفتح لا محل له من الإعراب . 2 ـ أن يكون المنادى مشبها به ، كقولك : يا الأسد جرأة . والتقدير على حذف المنادى ، والأصل : يا مثل الأسد جرأة . وإعرابه : الأسد منادى مبنى على الضم فى محل نصب . تنبيه : 1 ـ إذا أردنا مناداة المعرف بأل غير ماسبق ، يصح مناداة بواسطة ، وذلك أن نستعمل كلمة “ أي للمذكر ، وأية للمؤنث “ مع “ ها “ التنبيه ، أو اسم الإشارة ، وتسمى هذه الكلمات وصلة نداء ، أي نتوصل بوساطتها لمناداة الاسم المعرف بأل “ اسم جنس محلى بأل “ . نحو : يا أيها الرجل الكريم . يا أيتها المرأة . 49 ـ ومنه قوله تعالى { يا أيها الإنسان ماغرك بربك الكريم }2 . وقوله تعالى { يا أيتها النفس المطمئنة }3 . 1 ـ المندى المضاف ، وهو المنادى الذي أضيف إلى اسم بعده . نحو : يا حارس المخيم ، ويا فاعل الخير اقبل . ـــــــــــــــــــــــ 2 ـ 114 المائدة . 3 ـ 5 الانفطار . 4 ـ 26 الفجر .
ونحو : يا هذا الرجل . 51 ـ ومنه قول الشاعر : يا ذا المخوفنا بقتل شيخه حجر تمنى صاحب الأحلام وإعرابه : يا حرف نداء ، أي منادى مبنى على الضم في محل نصب ، لأنها تعامل معاملة النكرة المقصودة ، وها للتنبيه حرف مبنى على السكون لا محل له من الإعراب . أما الاسم المعرف بأل فيعرب كالتالي : صفة مرفوعة إذا كان مشتقا . نحو : يا أيها القادم . يا أيتها المؤمنة . “ القادم ، أوالمؤمنة “ صفة مرفوعة . ويعرب بدلا أو عطف بيان إذا كان جامدا . نحو : يا أيها الرجل . يا أيتها المرأة . “ الرجل أو المرأة “ بدل من أي ، أو عطف بيان مرفوع . 2 ـ وكما أن “ أي “ قد وصفت باسم محلى بأل ، كذلك توصف باسم موصول محلى بأل . نحو : يا أيها الذي حضر تمهل . ومنه قوله تعالى { يا أيها الذين آمنوا }1 . وإعرابه : أى منادى مبنى على الضم في محل نصب ، وها للتنبيه حرف مبنى . الذي : اسم موصول مبنى على السكون في محل رفع صفة لأي ، والجملة بعده صلة الموصول لا محل لها من الإعراب . 3 ـ توصف “ أي “ باسم إشارة مجرد من كاف الخطاب . نحو : يا أيها ذا الطالب المقبل . 52 ـ ومنه قول الشاعر : ألا أيهذا الزاجري احضر الوغى وإن أشهد اللذات هل أنت مخلدِ ــــــــــ 1 ـ 9 البقرة . وإعرابه : أي منادى مبنى على الضم في محل نصب ، وها للتنبيه حرف مبنى على السكون لا محل له من الإعراب . ذا : اسم إشارة مبنى على السكون في محل رفع صفة لأي على اللفظ . الطالب : بدل من اسم الإشارة مرفوع بالضمة ، والمقبل صفة للطالب . فوائد وتنبيهات عامة على المنادى : 1 ـ إذا كان المنادى العلم مبنيا في الأصل بقى على بنائه . نحو : رحمك الله يا سيبويهِ ، ويا حذامِ لا تهملي عملك ، ويا هذا ، ويا هؤلاء . إعرابه : سيبويه منادى علم مبنى على الضم المقدر منع من ظهوره حركة البناء ، في محل نصب ، وعلة قولنا إنه مبنى على ضم مقدر ، ولا نقول إنه مبنى على الكسر ، لأن حركة الضم المقدرة تؤثر على تابع المنادى إن كان له تابع . ومثله : " حذامِ " ، وهو اسم فعل لعلم مؤنث ، واسم الإشارة " هذا " فهو منادى مبنى على الضم المقدر على آخره منع من ظهوره سكون الناء الأصلي . 2 ـ إن كان العلم المفرد موصوفا بكلمة ابن أو بنت بشرط أن يكونا مضافين إلى علم أيضا فلك فيه وجهان : أ ـ البناء على الضم . ب ـ أو البناء على الفتح . مثال الأول : يا سعيدُ بنَ محمد أقبل . وإعرابه : سعيد منادى مبنى على الضم في محل نصب . ابن : صفة منصوبة بالفتحة الظاهرة . هذا هو الإعراب المتبع على القاعدة الأصلية للعلم المفرد . ومثال الثاني: يا سعيدَ بن َ محمد أقبل . وإعرابه : سعيد منادى مبنى على الضم المقدر منع من ظهوره حركة الإتباع . ( جعل النحاة الفتحة على آخر العلم في هذا الاستعمال تابعة للفتحة الموجودة على آخر الصفة التي هي “ ابن “ ، أو على اعتبار أن المنادى ركب مع صفته تركيب خمسة عشر ، فيبنى على فتح الجزأين ) . وذكرنا وجه البناء على الضم لتأثيره في تابع المنادى . 3 ـ إذا كان العلم المفرد المنادى منقوصا ، مثل : هادي ، وراضي ، وقاضي ، وذاكي ، فليائه وجهان : أ ـ إبقاؤها ، نحو : يا هادى تقدم . وإعرابه : هادى منادى مبنى على الضم المقدر من ظهوره الثقل ، في محل نصب . ب ـ حذفها كما في حالتي الرفع والجر . مثال : يا راضِ لا تهمل الدرس . إعرابه : راضِ منادى مبنى على الضم المقدر على الياء المحذوفة ، منع من ظهورها الثقل في محل نصب . والوجه الأول أفضل . 4 ـ وإذا كان العلم المنادى مقصورا فلألفه وجهان : أ ـ إبقاء الألف ، نحو : يا مصطفى ساعد الضعفاء . 92 ـ ومنه قوله تعالى { يا موسى إني أنا الله رب العالمين }1 . إعرابه : مصطفى منادى مبنى على الضم المقدر منع من ظهوره التعذر في محل نصب . وهذا هو الوجه الأفضل . ب ـ حذف الألف وهذا قليل ، نحو : يا مصطفَ . مصطفَ منادى مبنى على الضم المقدر على الألف المحذوفة منع من ظهوره التعذر في محل نصب . 5 ـ وكما هو الحال في العلم المنقوص ، والمقصور ، يكون نداء اسم الإشارة ، والضمير ، واسم الموصول . مثال اسم الإشارة : يا هذا الرجل . ومثال الضمير : يا أنت . ومثال اسم الموصول : يا من قال الحق . وإعرابها كالآتي : هذا : منادى مبنى على الضم المقدر منع من ظهوره حركة البناء الأصلية ، في محل نصب . وقس عليه إعراب الضمير ، واسم الموصول . 6 ـ إذا كانت النكرة المقصودة موصوفة ، فالأغلب نصبها دون بنائها على الضم نحو : جزاك الله خيرا يا رجلا مؤمنا . وإعرابه : رجلا منادى منصوب بالفتحة الظاهرة ، ومؤمنا صفة منصوبة بالفتحة . 7 ـ إذا كان العلم المفرد مكررا مضافا ، جاز فيه وجهان : أ ـ الضم ، نحو : يا ناصرُ ناصرُ الدين . يا رافعَ رافعَ الحق . 53 ـ ومنه قول الشاعر : أيا سعدُ سعدَ الأوس كنت أنت ناصر ويا سعدَ سعدَ الخزرج الغطارف وإعرابه : سعد “ الأول “ منادى علم مبنى يجوز فيه الضم أو الفتح ، أو الاثنين معا ، وسعد “ الثاني “ يجب نصبه لإضافته . أما إذا أعرب المنادى مبنيا على الضم ، كما فى المثال الأول ، وجب في تابعه أن يعرب بدلا أو عطف بيان على المحل ، ويجوز إعرابه منادى بأداة نداء محذوفة ، أو يعرب مفعولا به لفعل محذوف . 8 ـ إذا تكرر المنادى العلم المفرد ، ولم يصف الثانى ، نحو : يا محمد محمد ، ويا على علي . في هذه الحالة يجب ضم المنادى ، أما مكرره فيجوز فيه الضم على البدلية من المنادى ، كما يجوز فيه الرف والنصب توكيدا لفظيا على محل المندى أو لفظه . 9 ـ هناك من أنواع المنادى ما يجوز أن يتعاقب عليه الضم والنصب ، والمنادى المستحق للبناء على الضم إذا اضطر الشاعر إلى تنوينه ، 54 ـ كقول الشاعر : سلام الله يا مطرٌ عليها وليس عليك يا مطرُ السلام فتنوين كلمة “ مطر “ اضطرار ، والأصل البناء على الضم ، ولكن التنوين زائد ، ومثله في تنوين النصب قول الشاعر : أعبداً حل في شعب غريبا ألوما لا أبى لك واغترابا الشاهد : قوله “ أعبدا “ حيث أعرب النكرة المقصودة بالنصب ، والصحيح بناؤها على الضم ، ولهذا الشاهد تخريج هو : اعتبار “ عبدا “ شبيه بالمضاف ، وعليه لا شاهد في البيت ، ولكن فيه تكلف . 10 ـ إذا كان المنادى منصوبا فى لفظه ، فإن تابعه يعطى الحكم الذي يستحقه ، كما لو كان هو المنادى بعينه ، وذلك في حالتين : أ ـ إذا كان التابع بدلا ، نحو : يا أبا حفص عمر . “ فعمر “ يجب بناؤه على الضم كما لو كان منادى ، فنقول : يا عمرُ ، لأنه علم مفرد . وإذا قلت : يا أبا على أبا محمد . فأبا محمد يجب نصبه كما لو كان منادى فنقول : يا أبا محمد ، لأنه منادى مضاف . ب ـ أن يكون التابع عطف نسق ، مجردا من أل أو الإضافة . نحو : يا أبا خالد ومحمد . يجب رفع التابع في هذه الحالة . وفى غير هاتين الحالتين يجب نصب التابع على اعتباره نعتا أو توكيدا أو عطف بيان أو عطف نسق . مثال النعت : يا طالب العلم الكريمَ . ومثال التوكيد المعنوي : يا طلاب العلم أجمعين . ومثال عطف البيان : يا طالب العلم محمدا . ومثال عطف النسق : يا طالب العلم وطالب المال . 11 ـ ذكرنا أن السم الذي يكون به التمام للمنادى الشبيه بالمضاف ، إما أن يكون مرفوعا أو منصوبا ، وكذلك يكون مجرورا . نحو : يا خيرا من محمد . ويا داخلا إلى المنزل . أو معطوفا عليه قبل النداء . نحو : يا ثلاثة وثلاثين . في تسمية الرجل بذلك . 12 ـ إذا كان تابع المنادى مجرورا ، كما هو الحال في المستغاث ، يجب جر التابع مراعاة للفظ ، نحو : يا لجنود الوطن البواسل . فيجب جر “ البواسل “ على أنها صفة واجبة الجر لكلمة “ الجنود “ مراعاة للفظها ، لأنهل مجرورة لفظا ، أما البعض فيجيز نصب التابع في هذه الحالة باعتبار المحل لأن المستغاث مجرور لفظا منصوب محلا . 13 ـ جواز ترخيم المنادى ، وهو حذف حرف أو أكثر من آخره ، إذا كان علما مفردا ، أو نكرة مقصودة ، ولك في ذلك خياران من الإعراب : أ ـ ترك الحرف الخير من الكلمة بعد الحذف على ما هو عليه من الضبط . نحو : يا فاطمَةُ . بعد الحذف تقول : يا فاطمَ . باعتبار أن الحرف الأخير كان مفتوحا في الأصل . وإعرابه : فاطمَ منادى مبنى على الضم على التاء المحذوفة للترخيم في محل نصب . ومثله : يا صاحِ ، وأصلها يا صاحِبُ ، بكسر الحاء في الأصل فبعد حذف الحرف الأخير بقي ما قبله على حالته . وإعرابه : صاح منادى مبنى على الضم على الياء المحذوفة فى محل نصب . ب ـ مراعاة موقعه من الإعراب باعتباره منادى ، ويكون ذلك ببنائه على الضم . نحو : يا عائشُ . وأصلها يا عائشَةُ . وإعرابه : عائش منادى مبنى على الضم في محل نصب . 14 ـ هناك بعض الأسماء الملازمة للنداء في اللغة العربية ، نذكر منها على سبيل المثال : لؤمان ، ملئم ، ملئمان ، وهذا يطلق على كثير اللؤم . مخبتان ، نومان ، وهذان لكثير الخبث ، وكثير النوم . فعالى لسب الأنثى ، نحو : خباثى . ويا قبح وجهك من الجهل . لسب المذكر . وكذلك : آبتِ ، وآمتِ ، واللهم . وفل ، وفلة ، وهما اسم جنس للإنسان المذكر والمؤنث . 15 ـ هناك بعض السماء التي لا تستعمل في النداء وهي : أ ـ المضاف إلى ضمير الغائب ، نحو : صديقه ، فلا يجوز فيها القول : يا صديقه ب ـ اسم الإشارة المتصل بكاف الخطاب ، نحو : ذاك ، فلا يجوز فيها القول : يا ذاك ، ويا ذلك ، ويا تلك . 16 ـ من الكلمات التي يجوز فيها حذف أكثر من حرف في الترخيم الآتي : أ ـ الكلمات التي يكون فيها الحرف الذي قبل الأخير زائدا . ب ـ أن يكون ذلك الحرف حرف علة . ج ـ أن يكون ساكنا . د ـ أن يكون ما قبله ثلاثة أحرف أو يزيد . وأمثلة ذلك : خضران ، دحبور ، جبران ، ونسرين ، وهى أسماء أعلام ، نقول فى ترخيمها : ياخضرُ ، يا دحبُ ، يا جبرُ ، يا نسرُ . 17 ـ من الكلمات التي يكون المحذوف فيها عند النداء كلمة برمتها ، الكلمات المركبة تركيبا مزجيا ، نحو : حضرموت ، بعلبك ، معدي كرب . نقول في ترخيمها : يا حضرُ ، يا بعلُ ، يا معدي . 18 ـ ذكرنا أنه لا ينادى شيء مما فيه الألف واللام ، إلا الله عز وجل . تقول : يا الله . لأن الألف واللام في اسم الله تعالى من نفس الاسم . أما ما كان معرفا بالألف واللام فيحتاج لمناداته كما أوضحنا سابقا وصلة نداء ، لأن الاسم معرف بأل ، والنداء تعريف أيضا ، لأنك لا تنادي إلا من عرفته ، فكرهوا الجمع بين تعريفين . فلا نقول : يا الرجل ولا يا المرأة ، ونما نقول : يا أيها الرجل ، ويا أيتها المراة ، ويا هذا الرجل . وهكذا كما أوضحناه في موضعه . وإذا قلت : يا رجل . فلا خطأ في ذلك ، لأن " رجل " كان نكرة قبل النداء ، وصار بمناداته معرفة ، فهو في حكم قولك : يا أيها الرجل . 19 ـ السبب في بناء الاسم المفرد المنادى هو وقوعه موقع غير المتمكن . ألا ترى أنه قد وقع موقع المضمرة والمكنيات ، والأسماء إنما جعلت للغيبة . لا تقول قام زيد ، وأنت تحذف زيدا عن نفسه ، إنما تقول : قمت يا هذا . فلما وقع زيد وما أشبهه بعد " يا " في النداء موقع أنت ، والكاف ، وأنتم ، وهذه مبنيات لمضارعتها الحروف بنى المفرد مشابهة لها ، {1} وجاء بنائه على الضم لأنه يشبه الظروف عند انقطاعها عن الإضافة ، فنقول : من قبلُ ، ومن بعدُ ، فبنيت على الضم ، لذلك عندما بنيت كان بناؤها على الحركة التي لم توجد من قبل وهي الضمة ، وكذا الحال في بناء الاسم المفرد ، نحو : يا محمدُ ، ويا رجلُ . 20 ـ يصح وصف المنادى العلم المفرد وما أشبهه ، نحو : يا أحمدُ الطويلُ ، أو الطويلَ . فترفع الصفة على اللفظ ، وتنصب على الموضع " المحل " . أما إذا وصفته بمضاف ، نصبت الوصف لاغير ، لأنه لو وقع موقع " أحمد " لم يكن إلا منصوبا ، نحو : يا أحمدُ ذا المنطلق . ويا محمدُ صاحبَ أخي . 21 ـ يصح توكيد المنادى العلم ، نحو : يا تغلب كلكم ، ويا محمدون جميعهم . أما إذا قلت : يا تغلب أجمعون ، فأنت فيه بالخيار ، إن شئت رفعت ، وإن شئت نصبت ، فحكم التأكيد حكم التعت ، إلا أن النعت يجوز فيه النصب على إضمار " أعنى " ، ولا يجوز في " أجمعون " ذلك . 22 ـ يصح البدل ، تقول : يا محمدُ محمدٌ المجتهد ، ويا أحمد صديقنا . لأن تقدير البدل أن يقوم الثاني مقام الأول ، فيعمل فيه ما عمل في الأول ، فقولنا : يا أحمد صديقنا ، كقولنا : يا صديقنا . 23 ـ ويصح عطف البيان ، وهو كالنعت تماما ، لا يلزم فيه طرح التنوين ، كما لا يلزم في النعت طرح الألف واللام ، تقول : يا علىُ علياً . فتعطف على الموضع ، ويا علىُ علىٌ . عطفا على اللفظ . 24 ـ لا يجوز في وصف " أي " عند النداء النصب ، لأنها لا تستعمل مفردة ، فإن وصفت الصفة بمضاف ، فهو مرفوع ، لأنك إنما تنصب المنادى فقط . نحو : يا أيها العالم ذو الخلق . ـــــــــــــــــــ 1 ـ الأصول في النحو ، ج 1 ص 333 . 55 ـ ومنه قول الشاعر : يا أيها الجاهل ذو التنزِّي لا توعدني حية بالنكز الشاهد : قوله " الجاهل ذو " فقد روي " ذو " بالرفع لأنه صفة لجاهل ، وجاهل صفة مرفوعة لأى ، غير أن البعض أجاز نصب " ذو " فقال في رواية : " يا أيها الجاهل ذا التنزي " على جعل أن " ذا " بدل من " أي " على الموضع . 25 ـ إذا وصف المنادى العلم بمضاف ، وجب نصب المضاف . نحو : يا محمد ذا العلم . أما في قولهم : يا يوسفُ الحسنَُ الوجه ، فإن سيبويه يجيز الرفع والنصب في الصفة ، لأن معناه عنده الانفصال ، فهو كالمفرد في التقدير ، لأن حسن الوجه بمنزلة حسن وجهه . 26 ـ ذكر سيبويه أن سبب نصب المنادى المضاف كما فى قولنا : يا حارس المخيم. إنما ذلك على إضمار الفعل المتروك إظهاره ، والتقدير : أدعو حارس المخيم . أما المبرد فجعل ناصبه حرف النداء ، بدلا من الفعل أدعو ، أو أريد . 27 ـ إذا تكرر اسمان لفظهما واحد في نداء المضاف ، وكان الثاني مضافا ، فالأحسن الضم في الأول ، والنصب في الثاني لأنه مضاف . نحو : يا أهلُ أهلَ الخير ارحموا المساكين . فلو لم يكرر لبقى الاسم الأول على حاله وهو النصب ، لأنه مضاف . نحو : يا أهل الخير . فلما كرروا بنوا الاسم الأول على الضم باعتباره نكرة مقصودة ، ونصبوا الثاني باعتباره منادى مضاف ، ولك الخيار في أن تجعل الاسم الثاني بدلا من الأول ، وإن شئت كان معطوفا عليه عطف بيان . ويجوز فيه على الوجه الثاني نصب الاسم الأول بدون تنوين ، كأنك قلت : يا أهلَ الخير . فأقحمت الاسم الثاني توكيدا لفظيا للأول ، وإما حذفت من الأول المضاف إليه وهو كلمه " خير " استغناء عنه بالمضاف إليه في " أهل " الثانية . والتقدير : يا أهل الخير أهل الخير . والوجه الأول أجود وأحسن ، لما في الثاني من تكلف . 56 ـ ومنه قول جرير : يا تيمَُ تيمَ عدى لا أبا لكُمُ لا يلقينكم فى سوأة عمرُ الشاهد : يا تيم تيم عدى بضم " تيم " الأولى ونصبها ، والبناء على الضم أجود . 27 ـ إذا وصف المنادى المضاف باسم مفرد أو بمضاف ، وجب في الوصف النصب ، نحو : يا لاعبَ الكرة الطويلَ . ويا لاعبَ الكرة طويلَ القامة . لأنه منصوب على اللفظ والمحل ، فكلاهما منصوب ، إذ إن الأصل في المنادى النصب ، والمنادى المضاف منصوب لفظا ومحلا . 28 ـ وكذلك الحال في الاسم المفرد ، أو المضاف الواقع بدلا من المنادى المضاف يجب فيه النصب . نحو : يا شيخنا محمداً أقبل ، ويا شيخنا محمدَ الفضل . ويصح في " محمد " أن تكون عطف بيان ، لأن عطف البيان يجري مجرى النعت . 29 ـ ذكر سيبويه أن " هناهُ ، ونومان ، وفل " أسماء اختص بها النداء ، فهناه ونومان مما لحقه الزيادة في آخره عند النداء ، وأصله : هن ، ونوم ، فقالوا في النداء : يا هناه أقبل ، ومعناه يا رجلُ ، ويا نومان الكثير النوم ، ولا يكون ذلك في غير النداء ، لأنه كناية للنداء . ويا هناهُ ، ويا نومانُ ، مبنيان على الضم . أما ما حذف من آخره في النداء قولهم في " فلان " : يا فل أقبل . ويقول أيضا في : يا فل أقبل . أن فل لم يجعله العرب اسما حذفوا منه شيئا يثبت في غير النداء ، ولكنهم بنوا الاسم على حرفين ، وجعلوه بمنزلة " دم " ، وبنى على حرفين لأن النداء موضع تخفيف ، ولم يجز في غير النداء ، كما أنه لا يدخل في باب الترخيم ، لأن الثلاثي غير العلم لا يرخم {1} . ــــــــــــــــــــــ 1 ـ الأصول في النحو ج 1 ص349 . نماذج من الإعراب 82 ـ ومنه قوله تعالى { يا نوح اهبط بسلام }1 . 45 ـ كقول الشاعر : حملت أمرا عظيما فاصطبرت به وقمت فيه بأمر الله يا عمرا 83 ـ نحو قوله تعالى { يوسف اعرض عن هذا }1 . 46 ـ نحو قول الشاعر : يا أبجر بن أبجر يا أنت أنت الذي طلقت عاما جعتا 84 ـ ومنه قوله تعالى : { اللهم مالك الملك } 47 ـ قول ذي الرمة : إذا هملت عيني دما قال صاحبي بمثلك هـذا لوعة وغـرام 48 ـ ومنه قول الشاعر : فيا راكبا إما عرضت فبلغن ندامايا من نجران أن لا تلاقيا 85 ـ ومنه قوله تعالى { يا أهل الكتاب لم تحاجون في إبراهيم }2 . 86 ـ ومنه قوله تعالى { يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم }1 ، 87 ـ ومنه قوله تعالى { يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله }1 . 88 ـ ومنه قوله تعالى { يا عبادِ فاتقون }1 . 49 ـ ومنه قول الشاعر : ولست براجع ما فات منيّ بلهفَ ولا بليتَ ولا لواتي 89 ـ { يا أبتَُِ إني رأيت أحد عشر كوكبا }1 . 50 ـ وقول الشاعر : أيا أبتي لا زلت فينا فإننا لنا أمل في العيش ما دمت عائشا 90 ـ ومنه قوله تعالى { قال يا ابن أمَّ لا تأخذ بلحيتي }1 . 91 ـ ومنه قوله تعالى { يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم }3 . 51 ـ ومنه قول الشاعر : يا ذا المخوفنا بقتل شيخه حجر تمنى صاحب الأحلام 52 ـ ومنه قول الشاعر : ألا أيهذا الزاجري احضر الوغى وإن أشهد اللذات هل أنت مخلدِ 92 ـ ومنه قوله تعالى { يا موسى إني أنا الله رب العالمين }1 . 53 ـ ومنه قول الشاعر : أيا سعدُ سعدَ الأوس كنت أنت ناصر ويا سعدَ سعدَ الخزرج الغطارف 54 ـ كقول الشاعر : سلام الله يا مطرٌ عليها وليس عليك يا مطرُ السلام 55 ـ ومنه قول الشاعر : يا أيها الجاهل ذو التنزِّي لا توعدني حية بالنكز 56 ـ ومنه قول جرير : يا تيمُ تيمَ عدى لا أبا لكُمُ لا يلقينكم فى سوأة عمرُ
|
||