القدس …
المدينة المقدسة رمز من رموز الصراع مع العدو الصهيونى كانت وما تزال وستبقى رمزاً وراية لذلك الصراع ، ولا يجوز أن ننسى هذه الحقيقة ، ولا يجوز أن نتجاوزها.
والقدس هى أساس العلاقة بين العرب مسلمين ومسيحيين وبين اليهود ، وهى نهاية المطاف فى التفاوض السياسى والأمل المنشود لكل حل سلمى أو عسكرى ، هذه المدينة المقدسة حرمنا منها ومن رؤيتها ، وإذا غابت المدن عن الأعين كان ذلك باباً من أبواب نسيانها أو عدم التفاعل الكافى مع ما يتم فيها من أحداث ، فالمسلم يتعلق قلبه ووجدانه بالكعبة المشرفة وبمكة المكرمة وبالمدينة المنورة تعلقاً يرخص به كل غال ؛ حتى النفس والروح والمال ، ويشتاق المؤمن لرؤية تلك الاماكن كل عام ويتمنى حين الحلول بها أن يبقى فى الجوار الكريم ، ويبكى حين يغادر ويدعو الله العود الأحمد القريب .
وليس الأمر كذلك مع القدس التى نحبها بعقولنا ونقدسها بعقيدتنا حيث حرمنا رؤيتها وتحريك ذلك لوجداننا من جراء الاحتلال الغاشم الخبيث . ولكن لابد من تكرار ذكرها واللهج بفضائلها وتصور ميناها وادراك معناها حتى نعوض الحرمان ونسد باب النقصان :
اشتق اسم القدس من ماده ق د س حيث القدس تنزيه الله تعالى فهو المتقدس القدوس المقدس ، والقدوس تعنى الطاهر المنزه عن العيوب والنقائص.
والقدس اسم مصدر ، وقيل للجنة : حظيرة القدس وفى القرآن الكريم على لسان الملائكة ( ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك)[30 سورة البقرة] وفى صفات الله تعالى (الملك القدوس السلام)[34 سورة الحشر]، فالقدس معناها أثر التقديس والتنزيه من العيوب لان اسم المصدر أثر للمصدر.
ولقد اطلق على المدينة أورسالم فى القرن الخامس عشر قبل الميلاد وهى كلمة كنعانية معناها مدينة السلام ثم حرفها العبرانيون بلسانهم إلى أورشاليم وعظمها ربنا فى القرآن فى سورة الاسراء حيث قال ( سبحان الذى أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الاقصى الذى باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير ) فأصبحت بذلك أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ومسرى النبى صلى الله عليه وسلم . والمدينة القديمة التى داخل الأسوار مساحتها كيلو متر مربع واحد ، يشغل الحرم الأقصى الشريف ما يقارب 500 م 300 م منها ، ويقع فى الركن الجنوب الشرقى من المدينة .
ويحيط بالمدينة سور حجرى مرتفع به خمسة أبواب مفتوحة هى باب الزاهرة ، وباب الأسباط ، وباب العامود ، والباب الجديد ، وباب الخليل ، وباب النبى داود ، وأربعة أبواب مغلقة وهى الباب المفرد والباب المزدوج والباب الثلاثى والباب الذهبى . والحرم الشريف له تسعة أبواب تجعله منفتحاً على المدينة ، ومدينة القدس كأنها على مدرج ولذلك نرى فيها الدرج الحجرى العريض السلالم الحجرية لينتقل الماشى فيها من منسوب إلى آخر بسهولة ويسر .
وطرقات المدينة ضيقة مخصصة للمارة وتكثر فيها البائكات المعقودة ، ويكثر بها المدارس والزوايا والسبل للسقاية وكذلك دور السكن وهذه الهيئة للمدينة توفر الظلال المناسبة لكسر حدة الحرارة وطرق المدينة مفتوحة بعضها على بعض لتسهيل الاتصال من سوق إلى آخر ، وعادة ما تنتهى المارات السكنية إلى نهايات مسدودة ، وبإمكان الانسان أن يقطع جميع طرق القدس الشريف فى وقت قصير وأن يقضى جميع حاجاته سيراً على الاقدام دون تعب يذكر .
وجميع أبنية القدس من الحجر ، وشبابيك الأبنية صغيرة المساحة ومفتوحة فى جدران سميكة لتؤمن التهوية والإضاءة وبها مشربيات خشبية جميلة تساعد على التهوية الخارجية وداخل الدور مساحات داخلية مكشوفة الصحن أو الفناء يؤدى دوره كأساس من أسس العمارة الاسلامية .
أما المسجد الاقصى فقد بناه عبد الملك بن مروان سنة 693 ميلادية وأتمه ابنه الوليد بن عبد الملك سنة 705 م فى الدولة الأموية وتبلغ مساحة المسجد الاقصى فى بنيانه 144300متر مربع وقد أهانه الصليبيون عند دخولهم له حتى حرره صلاح الدين وأعاد بناء المسجد وتجديده وأتى بالمنبر المرصع بالعاج والأبنوس الذى أمر بصنعه السلطان نور الدين محمود بحلب ونذر أن يضعه فى المسجد الاقصى بعد فتح المدينة وتحريرها .
وبقى المنبر على يمين المحراب إلى أن أحرقه اليهود فى جريمتهم التى استهدفت ذلك الرمز فى 11 / 8 / 1969م وبالمسجد مبنى بقبة الصخرة وهى التى عرج النبى صلى الله عليه وسلم الى السماء من عليها ليلة الاسراء والمعراج ويتكون من قبة خشبية قطرها 22.4 م وهى مستقرة على اسطوانة تشتمل على 16 شباكا وترتكز على 4 دعامات و12 عاموداً فى شكل دائرى وهى على شكل ثمانى يبلغ طول ضلعه 20.59 م وارتفاعه 9.50 م ويرجع بناؤها إلى عبد الملك ابن مروان وما يزال نص تأسيسها حتى اليوم مؤرخا عام 72 هـ والحديث ذو شجون عن القدس وفضائلها وعمارتها وأجوائها وحلاوتها وقدسيتها تذكره تجلية للقلوب وإثارة الساكن إلى أفضل الأماكن وتشويقاً للقلوب المؤمنة إلى هذه الملحمة.
فنسال الله ان ينصرهم ويحميهم من القوم الظالمين
بارك الله فيك سارة مشكووورة على المرور
اللهم حرر ارض المقدس وعليك باليهود الغاصبين
مشكووووووووووووور أخ عبدو على المرور الرائع