التصنيفات
العقيدة الاسلامية

العبادة لها أصلان : أن لا يعبد إلا الله وأن يعبد بما أمر وشرع لابن تيمية رحمه الله

تعليمية
تعليمية
العبادة لها أصلان : أن لا يعبد إلا الله وأن يعبد بما أمر وشرع لابن تيمية رحمه الله


العبادة لها أصلان : أن لا يعبد إلا الله وأن يعبد بما أمر وشرع

والعبادة والطاعة والاستقامة ولزوم الصراط المستقيم ونحو ذلك من الأسماء مقصودها واحد ولها أصلان أحدهما أن لا يعبد إلا الله

والثاني أن يعبد بما أمر وشرع لا بغير ذلك من الأهواء والبدع قال تعالى [ 110 الكهف ] : { فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا } قال تعالى [ 112 البقرة ] : { بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون } وقال تعالى [ 125 النساء ] : { ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن واتبع ملة إبراهيم حنيفا واتخذ الله إبراهيم خليلا }
فالعمل الصالح هو الإحسان وهو فعل الحسنات والحسنات هي ما أحبه الله ورسوله وهو ما أمر به من إيجاب واستجاب

فما كان من البدع التي في الدين ليست مشروعة فإن الله لا يحييها ولا رسوله فلا تكون من الحسنات ولا من العمل الصالح كما أن ما يعلم أنه فجور كالفواحش والظلم ليست من الحسنات ولا من العمل الصالح وأما قوله [ 110 الكهف ] : { ولا يشرك بعبادة ربه أحدا } وقوله [ 112 البقرة 125 النساء ] { أسلم وجهه لله } فهو إخلاص الدين لله وحده وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول اللهم اجعل عملي كله صالحا واجعله لوجهك خالصا ولا تجعل لأحد فيه شيئا.
وقال الفضيل بن عياض في قوله [ 7 هود 2 الملك ] : { ليبلوكم أيكم أحسن عملا } قال أخلصه وأصوبه قالوا : يا أبا علي ما أخلصه وأصوبه ؟ قال : العمل إذا كان خالصا ولم يكن صوابا ولم يقبل وإذا كان صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل حتى يكون خالصا صوابا والخالص أن يكون لله والصواب أن يكون على السنة فإن قيل فإذا كان جميع ما يحبه الله داخلا في اسم العبادة فلماذا عطف عليها غيرها كقوله [ 5 الفاتحة ] : { إياك نعبد وإياك نستعين } وقوله [ 123 هود ] : { فاعبده وتوكل عليه } وقول نوح [ 3 نوح ] : { اعبدوا الله واتقوه وأطيعون } وكذلك قول غيره من الرسل قبل هذا له نظائر كما في قوله [ 45 العنكبوت ] : { إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر } وكذلك [ 90 النحل ] : { إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي } وإيتاء ذي القربى هو من العدل والإحسان كما أن الفحشاء والبغي من المنكر وكذلك قوله [ 170 الأعراف ] : { والذين يمسكون بالكتاب وأقاموا الصلاة } وإقام الصلاة من أعظم التمسك بالكتاب وكذلك قوله [ 90 الأنبياء ] : { إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا } ودعاؤه رغبا ورهبا من الخيرات وأمثال ذلك في القرآن كثير.
وهذا الباب يكون تارة مع كون أحدهما بعض الآخر فيعطف عليه تخصيصا له بالذكر لكونه مطلوبا بالمعنى العام والمعنى الخاص وتارة تكون دلالة الاسم تتنوع بحال الإفراد والاقتران فإذا أفرد عم وإذا قرن بغيره خص كاسم الفقير والمسكين لما أفرد أحدهما في قوله تعالى [ 273 البقرة ] : { للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله } وقوله [ 89 المائدة ] : { إطعام عشرة مساكين } دخل فيه الآخر ولما قرن بينهما في قوله تعالى [ 60 التوبة ] : { إنما الصدقات للفقراء والمساكين } صارا نوعين وقد قيل إن الخاص المعطوف على العام لا يدخل في العام حال الاقتران بل يكون من هذا الباب.
والتحقيق أن هذا ليس بلازم قال تعالى [ 98 البقرة ] : { من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال } وقال تعالى [ 7 الأحزاب ] : { وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم }.
وذكر الخاص مع العام يكون لأسباب متنوعة : تارة لكونه له خاصية ليست لسائر أفراد العام كما في نوح وإبراهيم وموسى وعيسى وتارة لكون العام فيه إطلاق قد لا يفهم منه العموم كما في قوله [ أول البقرة ] : { هدى للمتقين * الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون * والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك } فقوله { يؤمنون بالغيب } يتناول الغيب الذي يجب الإيمان به لكن فيه إجمال وليس فيه دلالة على أن من الغيب ما أتزل إليك وما أنزل من قبلك وقد يكون من المقصود أنهم يؤمنون بالمخبر به وهو الغيب وبالإخبار بالغيب وهو ما أنزل إليك وما أنزل من قبلك.
ومن هذا الباب قوله تعالى [ 45 العنكبوت ] : { اتل ما أوحي إليك من الكتاب وأقم الصلاة } وقوله تعالى [ 170 الأعراف ] : { والذين يمسكون بالكتاب وأقاموا الصلاة } وتلاوة الكتاب هي اتباعه كما قال ابن مسعود في قوله [ 121 البقرة ] : { الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته } قال يحللون حلاله ويحرمون حرامه ويؤمنون بمتشابهه ويعملون بمحكمه فاتباع الكتاب يتناول الصلاة وغيرها لكن خصصها بالذكر لمزيتها وكذلك قوله لموسى [ 14 طه ] : { إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري } وإقام الصلاة لذكره من أجل عبادته كذلك قوله تعالى [ 70 الأحزاب ] : { اتقوا الله وقولوا قولا سديدا } وقوله [ 35 المائدة ] : { اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة } وقوله [ 119 التوبة ] : { اتقوا الله وكونوا مع الصادقين } فإن هذه الأمور هي أيضا من تمام تقوى الله فكذلك قوله [ 123 هود ] : { فاعبده وتوكل عليه } فإن التوكل والاستعانة هي من عبادة الله لكن خصت بالذكر ليقصدها المتعبد بخصوصيتها بأنها هي العون على سائر أنواع العبادة إذ هو سبحانه لا يعبد إلا بمعونته.

المصدر: كتاب العبودية

للامانة الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




جزاكم الله خيرًا




شكرا وبارك الله فيك
جزاك الله كل خير

وجعله في ميزان حسناتك




اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.