مقدمة
سي يحي …..من منا لايعرف هذه الشخصية المميزة.فهو رمز من رموز سيدي عيسى وعلم من أعلامها.. .ارتبط اسمه بالمسجد المركزي , مسجد الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص . ذكي قوي الشخصية يحسن الكلام والتعامل مع الجميع يعرف كيف يجمع الناس حوله جمع بين الشدة أحيانا وخفة الظل أحيانا أخرى إضافة الى ماحباه به الله من علم واسع غزير و الذي تجاوز به حدود المدينة واكسبه شهرة واسعة حيث وكما يقال ان فضيلة الشيخ المرحوم عبد القادر الجيلاني كان يوجه السائلين من أهل المنطقة إليه وهذا عرفنا لما بلغه من علم خاصة في الفقه وبالإضافة إلى هذا, فهناك بعض الجوانب التاريخية الخفية التي لا يعرفها الكثير منا والتي سنتناولها في هذا البحث القصير إنشاء الله .
مولده ونشأته
ولد الشيخ سي يحي في 12 فيفري من العام. 1924بدوار الزبيرات بمنطقة آمرس والتي كانت تابعة إداريا لعين الحجل وكما يقول هو عن نسبه فهو يحي بن عبد العزيز بن عيسى بن الطباخ بن عزيز بن ا حمد بن الزبير بن أحمد بن عيسى الناشي وأمه مرابط لايطة.. وهو بكر أبويه في أسرة محافظة تتكون من سبعة أفراد تعلم المبادئ الأولى للقرآن في زاوية الشيخ محمد بن شينون وفي سن الثامنة استأذن أبوه من شيخها ليأخذه إلى زاوية الشيخ بوداود بأقبو بجاية التي حفظ فيها القرآن وسنه لايتجاوز الرابعة عشر سنة كما درس علوم اللغةو الفقه وقرأ الآجرومية كما درس كتاب المرشد المعين والرسالة ومختصر خليل بالإضافة إلى السيرة وعلوم الحديث ليعود ثانية إلى مسقط رأسه بعد رحلة طويلة مع طلب العلم والمعرفة .
التحاقه بالثورة :كغيره من شباب المنطقة فقد كان متشبعا بالروح الوطنية رافضا للسياسة الاستعمارية غير أن الفرصة لم تكن سانحة للتعبير عن ذلك فقد كان الذراع الأيمن لشيخ الشهداء محمد بن شينون ومن المقربين من مجلسه كلف بداية من 1948 بالتدريس في الزاوية رفقة مجموعة من الأعلام أمثال الشيخ الطاهر عبدلي والشيخ عيسى علية وآخرون تحت إشراف جمعية العلماء المسلمين ثم بتكليف من جبهة التحرير الوطنى تحت قيادة المجاهدين بوساق المداني وخرفي عيسى بعد اندلاع الثورة التحريرية1954 مقابل منحة شهرية تم تخصيصها له باشر عمله رغم الظروف الصعبة من مضايقات وملاحقات والتي إتخذت كل كل اشكال التعذيب والتنكيل لصده عن ممارسة هذا النشاط. وبداية من 1956 انخرط في صفوف الثورة التحريرية المنطقة الأولى الناحية الثالثة الولاية الثالثة وعمل كمسبل ومخبر(يرصد تحركات العدو الفرنسي) رفقة عبدلي طيب بن طه وكمشرف على الاتصالات ثم مسؤول عن خلية للتموين واتخذ من بيته بدوار الزبيرات مقرا لها لتجميع الألبسة والأدوية والمواد الغذائية فضلا عن تهريب الأسلحة كالبنادق والأسلحة البيضاء و إيصالها للثوار وجمع الاشتراكات ……
وقد حاولت بعض فلول جيش العميل محمد بلونيس اختطافه إلا أن أهالي الدوار تصّدوا لهم واستشهد على اثر ذالك أخوه طباخ عبد الله دفاعا عنه
وبعد استشهاد عبد لي الطيب بن طه في ديسمبر1958وما حل بدوار الزبيرات ألقت السلطات الفرنسية القبض على يحي طباخ وزجت به في سجن سيدي عيسى حيث تعرض فيه لكل أنواع التعذيب والتنكيل لإجباره على كشف نشاطه وإفشاء أسرار إخوانه من الثوار والمناضلين الذين كانوا ينشطون على مستوى المنطقة لكنها فشلت في الظفر بذلك . وبنهاية 1959 أطلق سراحه وتم ترحيله مع معظم العائلات المتواجدة في الدوار كعبدلي طه ليوضع تحت الإقامة الجبرية في منطقة تعرف بأولاد جلال ببني يلمان ورغم ذ لك واصل نشاطه النضالي السري بعد العودة مرة أخرى إلى سيدي عيسى حيث اتصل بأفراد من جيش التحرير في الولاية الرابعة بأولاد يحي بن أحمد التي لايفصلها عن الولاية الثالثة إلا الطريق الوطني رقم 8 حاليا ويجدد نشاطه مع بقية الرفاق أمثال النذير كودرى ويحي العايب واحمد بن السعيد وغيرهم إلى غاية إعلان وقف إطلاق النار في مارس 1962
وبقي يباشر مهنة التعليم ثم التحق بالوظيف العمومي كمؤذن بداية من 1980 وكلف بالإمامة وصلاة الجمعة بمسجد سعد بعد تزكيته من المجلس الاسلامى الأعلى ومفتش الشؤون الدينية ورغم وصوله إلى سن التقاعد إلا انه آثر البقاء كإمام متطوع ليرحل في صمت ذات 17 من شهر نوفمبر من العام 2022 عن عمر يناهز 83 سنة وهو يسعى جاهدا لحل خلاف قائم بين أحد الاخوة- بعد مسيرة طويلة من العطاء دون أن يشتكي يوما أو يمل أو يكّل . رحم الله الفقيد واسكنه الفردوس الاعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أؤلئك رفيق .
وفي الأخير شكر خاص لكل من ساعدنا على انجاز هذا البحث المتواضع من قريب أو بعيد دون أن ننسى الترحم على روح الفقيد ثانية الذي ساعدنا من خلال مذكراته الخاصة على كشف بعض الجوانب الخفية من شخصية هذا المناضل الفقيه كما نعتذر مسبقا عن أي تقصير غير مقصود بدر منا …… وشكرا.
منقول
بقلم : محمد حسان نايلي
جزاك الله خيرا على الطرح المميز
في انتظار جديدك
تحياتي العطرة
أعانك الله
نترقب المزيد
بالتوفيق