الاستعارة التصريحية: وهي ما صرح فيها بلفظ المشبه به دون المشبه، أو ما استعير فيها لفظ المشبه به للمشبه، ومثالها قوله تعالى:
(كِتابٌ أنزلناهُ إليكَ لِتُخرجَ الناسَ مِنَ الظُلماتِ إلى النُّورِ…).
ففي هذه الآية استعارتان في لفظي: الظلمات والنور، فالمراد بهما: الضلال والهدى، لأن المراد إخراج الناس من الضلال إلى الهدى، فاستعير للضلال لفظ الظلمات، وللهدى لفظ النور، لعلاقة المشابهة ما بين الضلال والظلمات، وبين الهدى والنور.
ولما كان المشبه به مصرحاً بذكره سمي هذا المجاز اللغوي، "استعارة تصريحية" لأننا قد صرحنا بالمشبه به، وكأنه عين المشبه
_ الاستعارة المكنية: وهي ما حذف فيها المشبه به، ثم رمز له بذكر شيء من لوازمه دليلاً عليه بعد حذفه.
ومثال ذلك من القرآن الكريم قوله تعالى:
(ولَمّا سكتَ عَن موسى الغَضَبُ أخَذَ الألواحَ وفي نُسخَتِها هُدىً وَرَحمةٌ…).
ففي هذه الآية ما يدل على حذف المشبه به، وإثبات المشبه، إلا أنه رمز إلى المشبه به بشيء من لوازمه، فقد شبهت الآية (الغضب) بإنسان يسكت ثم حذفت المشبه به ( الانسان) وتركت ما يدل عليه وهو السكوت.
ومثاله من الشعر قول مفدي زكريا:
أنظر كيف جعل من القمر إنسانا يحدثه ويبادله الكلام ثم حذف المشبه به.