القدسية الدينية والأهمية التاريخية الأمر الذي
جعلها محط أنظار العالم ومحجاً لأتباع الشرائع
السماوية. وبالإضافة إلى قدسيتها فان وضعها
الطبوغرافي المميز في قلب فلسطين قد أكسبها
أهمية استراتيجية كبرى. فمدينة القدس مبنية
على تلال محمية بمجموعة من الجبال تحيطها
من جهاتها الأربع وتقع على مفترق طرق استراتيجي.
فالثغر الشرقي للمدينة يقع على جبل الزيتون
الذي يرتفع نحو 830 متراً فوق سطح البحر مطلاً
ومشرفاً على جميع المنطقة حتى وادي الأردن
وسلسلة الجبال الواقعة في شرق الأردن.
أما الثغر الجنوبي للمدينة فيقع على جبل المكبر
الذي يشرف ويطل على المنطقة الجنوبية إلى
مسافة تتجاوز مدينة بيت لحم إلى جبال الخليل.
أما من ناحية الغرب فتحيط بالمدينة سلسلة جبال
أعلاها جبل النبي صموئيل الذي يطل على المنطقة
الساحلية من فلسطين وتكمن أهمية هذه الجبال
بأنها مراصد تمنح المدينة الإنذار المبكر ضد أي
غزو خارجي، كما تمنح هذه الجبال مدينة القدس
الحماية من الأحوال السيئة والرياح العاتية المدمرة.
وتشير الدراسات التاريخية إلى أن الشكل الأساسي
للمدينة القديمة بالقدس الحالية يعود إلى نفس
الأساس والتصميم اللذين وضعهما اليبوسيون عند
بنائهم للمدينة لأول مرة في التاريخ خلال الفترة
(3000ـ2500) قبل الميلاد وكان اليبوسيون
ماهرين في فن البناء وعرف عنهم اهتمامهم
بتحصين مدنهم وإحاطتها بالأسوار.
واليبوسيون هم بطن من بطون العرب الأوائل
نشأوا في قلب الجزيرة العربية[1]، ثم نزحوا
عنها مع القبائل الكنعانية التي ينتمون إليها
واستوطنوا أرض فلسطين التي عرفت آنذاك
بأرض كنعان.
كانت القدس تعرف في ذلك العهد باسم "يبوس "
ثم تحولت إلى اسم "سالم"، وأهمية المدينة
الاستراتيجية هي التي حدت باليبوسيين أن يتخذوها
عاصمة لدولتهم لتربط أركان الدولة ما بين
قسميها الشمالي والجنوبي من جهة ولتكون
القلعة التي تحمي البطن اللين لهذه الدولة من
الغزاة المحتمل قدومهم من الشرق أو الغرب
من جهة ثانية.
وكانت المدينة ذات أهمية من الناحية التجارية
أيضاً، إذ كانت واقعة على طرق التجارة التي
تربط الخليل ـ بيتين. وفي بيتين كانت الطرق
تتشعب إلى فرعين، فرع يسير نحو نابلس
والأخر صوب أريحا ووادي الأردن.
كانت يبوس في ذلك العهد تفيض بالخيرات،
فالمواشي تسرح في جنباتها وتكثر فيها أشجار
العنب والزيتون، الأمر الذي حدا بالأقدمين
إلى تشبيهها بالجنة.
أسماء مدينة القدس
لبيت المقدس أسماء كثيرة تغيرت وتبدلت
تبعاً للأمم التي غزتها أو سكنتها.
وأن كثرة الأسماء تدل على
شرف المسمى فرغم تعدد
واختلاف أسماء المدينة إلا
أنها تدل على معنى الطهر
والسلام والبركة.
إن أقدم اسم للمدينة هو
(يبوس) نسبة إلى
اليبوسيين ثم أطلق
عليها الملك (ملكي صادق)
وهو من أهم ملوك اليبوسيين
على القدس وهو أول من
خططها وبناها وبنى فيها
مركزاً للعبادة(اورسالم)أي
مدينة السلام، كما ورد
ذكرها في الكتابة الهيروغليفية
المصرية والبابلية باسم (يروسليمو).
ثم عرفت فيما بعد باسمها الكنعاني (ياروشاليم)،
وبعد خراب المدينة
في عهد الرومان أصبحت تعرف
باسم (ايلياء). ومن أسمائها أيضاً
(بيت المقدس) أي المكان المطهر
من الذنوب، (شلم: معناها بالعربية
بيت السلام)، و(أشليم، وكورتيلا،
ومصروت، وصهيون، وبأيوش،
وأريل). أما أشهر أسماء بيت
المقدس، فهو التسمية الإسلامية
العربية (القدس) ومعناها
الطهارة والبركة.
حدود القدس حالياً
عملت وما زالت سلطات الاحتلال
الإسرائيلية على تنفيذ مخطط
القدس الكبرى، وذلك عن طريق
ضم جزء كبير من مساحة
الضفة الغربية إلى حدود القدس
الكبرى، أما مساحة المنطقة المقترحة
للقدس فتصل إلى (95) ميل مربع،
تضم بالإضافة إلى القدس كلا من
مدن رام الله والبيرة، وبيتونيا شمالاً،
وبيت لحم وبيت جالا جنوباً.
ولتنفيذ سياسة الهضم والتوسع
عمدت سلطات الاحتلال إلى مصادرة
آلاف الدونمات من الأراضي المحيطة
بمدينة القدس، وأنشأت عليها
المستوطنات ذات طابع استراتيجي
عسكري لحماية قلب المدينة أولاً،
وتكثيف الوجود اليهودي عن طريق
استقطاب المهاجرون من أنحاء
العالم لتحقيق زيادة عددية ملحوظة
لصالح اليهود على حساب اقتلاع
العرب من أراضيهم وبيوتهم.
وقد أحيطت بالقدس سلسلة دائرية
من المستوطنات فمن الشمال …
معالو دفناء،وجفعار همفار، جبل سكوبس،
التلة الفرنسية رامات اشكول، والى
أقصى الشمالنيفي يعقوب (النبي يعقوب)،
والى الشمال الشرقي بسجات زائيف
على طريق حزما إلى الغرب من بيت حنينا.
ومن الغرب، مدينةراموت ـ النبي صموئيل ـ
والى الشمال الغربي، جفعات زائيف،
والتي تقع على الطريق القديمة بينحورون
ورام الله، وجري في الطريق المسمى
رقم "45" عملية توسع كبيرة، وتعتبر أحد
المحاور المركزية التي توصل عمان
ومطار اللد وميناء اسدود والى الشرق
معالية أدوميم وهي مدينة استيطانية
يصل عدد سكانها إلى أكثر من (60)
ألف نسمة.
أما من الجنوب فتحيط بالقدس مستوطنة
تل بيوت (جبل المكبر) المقامة على
أراضي السواحرة وصور باهر ومستوطنة
جيلو (شرفات) المحيطة بقرية بيت
صفافا العربية، والمقامة على أراضي
بيت جالا والمالحة، وتعتبر هذه مدينة
استيطانية إذ بلغ عدد سكانها (45) ألف نسمة.
سورها الكبير الذي يعتبر واحداً من
أهم معالم الحضارة الإسلامية الخالدة
في القدس، وقد جدد بناؤه السلطان
العثماني سليمان الأول (سليمان القانوني)
ودام بناؤه قرابة خمس سنوات
(1536ـ1540) ميلادي.
يبلغ طول محيط سور القدس (2.5)
ميل، وارتفاعه ما بين (38ـ40) قدم، أما
طوله: من الشمال (3930) قدم،
ومن الشرق (2754) قدم، ومن الجنوب
(3245) قدم، ومن الغرب (2086) قدم.
***
أبواب القدس:
للقدس (11) باباً سبعة منها مفتوحة وأربعة مغلقة.
الأبواب المفتوحة:
باب العامود: الذي يعرفه الأجانب باسم باب دمشق،
وقد بناه السلطان سليمان القانوني فوق أنقاض صليبية ورومانية قديمة، وهو في منتصف الحائط الشمالي
ويعتبر من أوسع الأبواب وأكبرها.
باب الساهرة: يعرفه الغربيون بباب هيرودوس ويقع في الحائط الشمالي للسور مقابل الشارع المعروف
حالياً بشارع صلاح الدين وهو بناء عثماني.
باب الأسباط: يعرفه الغربيون بباب القديس
أسطفان في الحائط الشرقي وهوعثماني
البناء ويوجد على جانبيه فوق الباب حجران
بارزان على شكل أسدين وعليه يطلق
الاحتلال اسم (ليونزجيت) ـ باب الأسودـ.
باب المغاربة: وهو أصغر الأبواب، يقع في الحائط
الجنوبي للسور، باتجاه حائط البراق.
باب النبي داود، أو باب صهيون: وهو في جنوب
السور. قام الاحتلال حديثاً بتبليط أرضية
مدخله بنجمة داود (شعار الاحتلال)
باب الخليل أو باب يافا في الناحية الغربية من السور.
الباب الجديد: وهو حديث العهد فتح عام 1898 في الجزء
الشمالي من سور القدس ويعود إلى أيام زيارة
الإمبراطور الألماني غليوم الثاني لمدينة القدس
في العام ذاته.
الأبواب المغلقة:
باب الرحمة (باب التوبة): وهو في الحقيقة باب
مزدوج يعلوه قوسان ويؤدي إلى باحة مسقوفة
وهو من أجمل وأضخم الأبواب يقع في الجهة
الشرقية للسور على بعد (200) متر جنوبي
باب الأسباط ويوصل إلى المسجد الأقصى
مباشرة، يسميه الغربيون ـ الباب الذهبي ـ
لجماله ورونقه، أغلق أيام العثمانيين خوفا
على المدينة من الخطر.
باب الجنائز:
يقع في القسم الشرقي من السور،
وسمي كذلك لأن الناس كانوا في العهود
الغابرة يخرجون منه بموتاهم بعد أن يصلوا
عليهم في المسجد الأقصى ويدفنوهم في
المقبرة الملاصقة للسور والمعروفة اليوم
باسم (مقبرة باب الرحمة).
وهناك أيضاً بابان أخران مسدودان من الناحية
القبلية وكانا قبل بناء المسجد الأقصى مفتوحين.
المساجد التاريخية في القدس القديمة:
إضافة إلى المسجد الأقصى المبارك
وقبة الصخرة المشرفة
هناك العديد
من المساجد وتعتبر مصليات منها:
المسجد المرواني، المسجد العمري،
جامع الخانقاة، مسجد الشوربجي،
مسجد النبي داود، مسجد المئذنة الحمراء،
مسجد قبةموسى، مسجد باب حطة،
مسجد كرسي سليمان، مسجد المغاربة،
مسجد باب الغوانمة،مسجد دار الأمام،
مسجد خان الزيت، مسجدسلمان الفارسي،
مسجد القلعة، مسجد الحنابلة، مسجد عكاشة،
مسجد سويقة علون، مسجدا لخالدية،
مسجد اليعقوبية، مسجد البراق،
مسجد خان السلطان، مسجد القرمي،
مسجد الكريمي، مسجد العلمي، مسجد
بني حسن،
مسجد حارة الأرمن، مسجد الشيخ لولو،
مسجد حارة النصارى، ومسجد البازار،
مسجد المسعودي، مسجد
حجازي، مسجد المطحنة، مسجد المولوية،
مسجد الشيخ ريحان، المسجد الأفغاني.
هو المنطقة المحاطة بالسور المستطيل الواقعة
في جنوب شرق مدينة القدس المسورة والتي
تعرف بالبلدة القديمة. وتبلغ مساحة المسجد
قرابة الـ 144 دونماً ويشمل قبة الصخرة
والمسجد الاقصى والمسمى بالجامع القبلي
حسب الصورة المرفقة، وعدة معالم أخرى
يصل عددها إلى 200 معلم. ويقع المسجد
الأقصى فوق هضبة صغيرة تسمى هضبة
موريا وتعتبر الصخرةه ي أعلى نقطة في
المسجد وتقع في موقع القلب بالنسبة
للمسجد الأقصى.
وتبلغ قياسات المسجد: من الجنوب 281م
ومن الشمال 310مومن الشرق 462م ومن
الغرب 491م. وتشكل هذه المساحة سدس
مساحة البلدة القديمة، وهذه الحدود لم تتغير
منذ وضع المسجد أول مرة كمكان للصلاة
بخلاف المسجد الحرام والمسجد النبوي اللذان
تم توسعيهما عدة مرات.
مسجد قبة الصخرة المشرفة
تقع في حرمالمسجد الاقصى في القدس وتحديدا
شمال المسجد. وقد أمر ببنائها الخليفة الأموي
عبد الملك بن مروان خلال الفترة691م – 692م
فوق صخرة المعراج. ولا تزال حتى يومنا هذا
رمزاً معماريا للمدينة
وهي بناء من الحجر على تخطيط مثمن طول
ضلعه نحو 12,5 م وداخل المثمن الخارجي
مثمن اخر داخلي وفي كل ضلع من اضلاعه
ثلاثة عقود محمولة على عمود وثمانية اكتاف
وداخل المثمن الثاني دائرة من 12عمود واربعة
اكتاف وفوق الدائرة قبة قطرها 20,44 م وإرتفاع
القبة الحالي يبلغ 35,30مترا عن مستوى التربة،
وفقا لابن فاقية (903) . مرفوعة على رقبة
اسطوانة فتحت بها 161م نافذة، وهي من
الخشب تغطيها من الداخل تغطيها من الداخل
طبقة من الجبص ومن الخارج طبقة من الرصاص،
وللمسجد أربعة أبواب متعامدة.
أما القبب الخارجية والداخلية فهي منظمة
على هيكل مركزي. هيكل القبة الخارجية
مشبوك على إطار الاسطوانة الخارجية.
هذا الإطار مصنوع من جسور خشبيه
موصولة مع بعضها لتشكل سلسلة دائرية
مستمرة. فوق هذه الجسور يوجد شبكة
خشبيه يوضع عليها طبقة الغطاء الخارجية.
المصلى المرواني
يقع المصلى المرواني تحت ساحات المسجد الأقصى
المبارك الجنوبية الشرقية، ويتحد حائطاه الجنوبي
والشرقي مع حائطي المسجد الأقصى المبارك،
وهما كذلك حائطا سور البلدة القديمة في مدينة
القدس المحتلة.
عرف هذا الجزء من المسجد الأقصى المبارك قديما
بالتسوية الشرقية، إذ بناه الأمويون أصلا
كتسوية معمارية لهضبة بيت المقدس الأصلية
المنحدرة جهة الجنوب حتى يتسنى البناء فوق
قسمها الجنوبي الأقرب إلى القبلة على أرضية
مستوية وأساسات متينة ترتفع لمستوى
القسم الشمالي. ويرجح أن يكون قد بنى قبل
الجامع القِبْلي، لهذا السبب، وأنه استخدم
للصلاة ريثما يتم بناء هذا الجامع.
يضم المصلى 16 رواقا حجريا قائما على
دعامات حجرية قوية، ويمتد على مساحة
تبلغ نحو أربعة دونمات ونصف
(الدونم = ألف متر مربع)، حيث يعد
أكبر مساحة مسقوفة في المسجد
الأقصى المبارك حاليا. ويمكن الوصول إليه
من خلال سلم حجري يقع شمال شرق الجامع
القِبْلي، أو من خلال بواباته الشمالية الضخمة
المتعامدة على السور الشرقي للمسجد الأقصى
المبارك، والتي تم الكشف عنها مؤخرا.
خلال فترة الاحتلال الصليبي للقدس، حوله
المحتلون إلى إسطبل لخيولهم، ومخزنٍ للذخيرة،
وأسموه "اسطبلات سليمان". ولا يزال بالإمكان
رؤية الحلقات التي حفروها في أعمدة هذا المصلى
العريق لربط خيولهم. وبعد تحرير بيت المقدس،
أعاد صلاح الدين الأيوبي (رضي الله عنه)
تطهيره وإغلاقه.
وظل المصلى المرواني مغلقا لسنوات طويلة،
نظرا لاتساع ساحات الأقصى العلويّة، وقلة عدد
شادّي الرحال إلى المسجد المبارك. ثم أعادت
مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات ولجنة التراث
الإسلامي ببيت المقدس تأهيله، وفتحه للصلاة،
في نوفمبر 1996م -1417هـ، وذلك بهدف
حمايته من مخطط كان يهدف إلى تمكين اليهود
من الصلاة فيه, ومن ثم الاستيلاء عليه، حيث
أقاموا درجا يقود إليه عبرالباب الثلاثي المغلق
في الجدار الجنوبي للمسجد الأقصى المبارك.
واعتبر هذا العمل أضخم مشروع عمراني في
المسجد الأقصى المبارك منذ مئات السنين.
وجاء نجاح المسلمين في فتح بوابتين عملاقتين
من بوابات المصلى المرواني الشمالية الضخمة
في مايو 2000م، وبناء درَجٍ كبير داخل الأقصى
يقودإلى هذه البوابات، في فترة زمنية وجيزة،
سبباً في إثارة حفيظة سلطات الاحتلال الصهيوني
التي كانت تخطط للسيطرة على المكان.
وفي 28-9– 2000م، اقتحم أرئيل شارون،
زعيم المعارضة الصهيونية آنذاك، المسجد
الأقصى المبارك، وحاول الوصول إلى المصلّى
المرواني مدنسا باحات المسجد الأقصى،
الأمر الذي أدّى إلى اندلاع انتفاضة الأقصى
المباركة في اليوم التالي.
وتعاني كثير من أعمدة المصلى المرواني
وجدرانه، خاصة في رواقه الأخير الملاصق
للجدار الشرقي للمسجد الأقصى المبارك،
وكذلك سقفه، من تصدعات خطيرة تهدده
بالانهيار نتيجة تراكم ترسبات من الأوساخ
والأتربة بسبب تسرب الرطوبة، مما يتطلب
ترميما عاجلا يحظره المحتلون في إطار
حصارهم المتواصل للمسجد الأقصى
المبارك الأسير منذ 1967م.
مصلى الأقصى القديم
هذا المصلى جزء من المسجد الأقصى المبارك،
ويقع تحت الرواق الأوسط للجامع القبلي،
ويتم الدخول إليه نزولا عبر درج حجري يوجد
أمام مدخل الجامع القِبْلي.
يتألف المصلى من رواقين كبيرين اتجاههما من
الجنوب للشمال، تحدوهما أعمدة حجرية ضخمة
تحمل سقفه الذي يقوم جزء منا لجامع القِبْلي
عليه. وهو يمثل جزءا من التسوية الجنوبية
التي أقيمت فوق الأرضية الأصلية المنحدرة
للمسجد الأقصى المبارك، حتى يتسنى البناء
على سطح مستوٍ. ولكن الهدف الأصلي من
بنائه هو أن يكون ممر اللأمراء الأمويين
القادمين من الباب المزدوج الذي يطل على
القصور الأموية الواقعة جنوب المسجد
الأقصى المبارك إلى الجامع القِبْلي مباشرة.
بقى المكان لقرون مهجورا ومليئا بالأتربة
والأحجار، إلى أن أعيد افتتاحه للصلاة عام
لإعمار المقدسات ولجنة التراث الإسلامي
المقدسية مع تزايد أعداد شادي الرحال إلى
المسجد الأقصى المبارك. تبلغ مساحته نحو
دونم ونصف الدونم،
(الدونم = ألف متر مربع)
ولكن الجزء المخصص
للصلاة فيه صغير ولا يتسع
إلا لنحو خمسمائة مصل.
مصلى البراق
يقع تحت جزء من الساحة الجنوبية الغربية للمسجد
الأقصى المبارك، بمحاذاة حائط البراق الذي ربط
فيه سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) دابته
البراق في رحلة الإسراء والمعراج. وإليه ينسب.
وهو مصلى صغير وضيق ومتقارب، ينزل إليه
بدرجات يبلغ عددها 38 درجة, ويقع مدخله
في الرواق الغربي للأقصى, إلى يسار الداخل
من باب المغاربة، ويفتح يوم الجمعة صباحاً
وفي بعض المناسبات.
كان لهذا المصلى قديما باب من خارج سور
المسجد الأقصى المبارك في منطقة ساحة البراق.
ولكنه أغلق في زمنٍ لاحق، وفتح للمصلى
مدخل من داخل المسجد الأقصى المبارك.
ويؤكد الباحثون أن باب ومصلى البراق بناء
أموي لأنّ العناصـر الموجـودة في هذا الباب
هي نفـس العناصر الموجودة في كل من باب
الرّحمة، والباب المزدوج، كما يذهبون إلى
القول بأنّ هذا المصلى، الذي أعيد بناؤه بشكله
الحالي في الفترة المملوكيّة عام 707 ـ737هـ
الموافق 1307ـ 1336م، متصل بكل من
مصلى الأقصى القديم، والمصلّى المرواني،
وباب الرّحمة.
ويعاني مصلى البراق من تشققات في بعض
حجارته نتيجة الرطوبة الشديدة وتساقط المياه،
وهو وضع يهدد بالتفاقم في ظل الحظر الذي
يفرضه المحتلون الصهاينة على أعمال
الترميم في إطار
حصارهم الشامل للمسجد الأقصى المبارك،
خاصة وأن هذا المصلى ملاصق تماما لحائط
البراق الذي حولوه إلى "ساحة مبكى" خارج الأقصى.
كما تتواجد قوة من الشرطة الصهيونية باستمرار
عند باب مصلى البراق القائم داخل المسجد الأقصى،
مما يعيق وصول المصلين إليه. ومع بدء هدم تلة
طريق باب المغاربة في 6/2/2007م، كشف النقاب
عن مساعٍ صهيوني للسيطرة على هذا المصلى بعد
فتح الباب الآخر المغلق الذي يؤدي إليه من خارج
سور المسجد الأقصى المبارك، والواقع تحت باب
المغاربة مباشرة، وذلك بهدف تحويله إلى
كنيس يهودي!
مأذن الأقصى الشريف
مئذنة باب الأسباط
تقع هذه المئذنة على الرواق الشمالي للمسجد الأقصى
المبارك، بين بابي الأسباط وحطة. ومن أسمائها "مئذنة
الصلاحية" لكونها واقعة في جهة المدرسة الصلاحية
(الواقعة خارج المسجد الأقصى المبارك، والتي أصبحت
"كنيسة القديسة حنة" خلال العهد العثماني).
بنيت في عهد السلطان المملوكي الملك الأشرف شعبان
على يدي الأمير سيف الدين في سنة 769هـ – 1367م،
على قاعدة رباعية، كباقي مآذن الأقصى. وفي الفترة
العثمانية، أعيـد بناؤها بشـكل أسطواني على غرار المآذن
العثمانية، فأصبحت المئذنة الوحيدة الأسطوانية الشكل في
المسجد الأقصى المبارك.
يبلغ ارتفاعها 28.5م، وقد تصدعت بفعل زلزال عام
إلى هدم القسم العلوي وبنائه من جديد. وعند الاحتلال
الصهيوني للقدس سنة 1967م، تضررت المئذنة اثر
إصابتها بالقذائف، وجرى ترميمها كاملا مرة أخرى بعد
ذلك على يد لجنة إعمار المسجد الأقصى المبارك، وكست
قبتها بالرصاص.
كما تعرضت مئذنة باب الأسباط لإطلاق نار مكثف من
جانب جنود الاحتلال في بداية انتفاضة الأقصى، لإجبار
المتظاهرين المحتمين بها على الاستسلام، بعد أن امتدت
المواجهات إليها عقب صلاة الجمعة 6/10/2000م.
مئذنة باب السلسلة
تقوم فوقالرواق الغربي للمسجد الأقصى المبارك، قرب
منتصفه، إلى الشمال قليلا من باب السلسلة. عرفت
كذلك بمنارة المحكمة، حيث تقع بالقرب من مبنى المحكمة
الشرعية – الذي يعرف أيضا بالمدرسة التنكزية. وكل من
المئذنة والمدرسة من أبنية الأمير سيف الدين تنكز الناصري
سنة 730هـ – 1329م، فـي عهـد السلطان المملوكي الناصر
محمد بن قلاوون.
أعاد المجلس الإسلامي الأعلى بناءها إثر زلزال أضر بها
عام1341هـ -1922م، كما أعيد ترميمها قبل بضعة أعوام
على يد لجنة إعمار المسجد الأقصى المبارك، ويبدو هذا
واضحا في بياض حجرها.
يصعد إليها من خلال مدخل المدرسة الأشرفية بحوالي 80
درجة، وهي مربعة القاعدة والأضلاع، يبلغ ارتفاعها 35م.
وتعتبر مئذنة باب السلسلة المئذنة الوحيدة من بين مآذن
الأقصى الأربعة التي ظل المؤذنون يرفعون منها الأذان
يوميا إلى أن بدأ استخدام مكبرات الصوت الموجودة في
غرفة المؤذنين المقابلة للباب فوق صحن قبة الصخرة
(الواقعة في قلب المسجد الأقصى المبارك). وتقع المئذنة في
موقع حساس جداً حيث تشرف على حائط البراق المحتل
والذي حوله اليهود منذ الاحتلال عام 1967م إلى ما
يسمونه "حائط المبكى"، فلا يسمح لأحد من المسلمين
بالصعود إليها، كما يسعى الصهاينة للسيطرة عليها وعلى
باب السلسلة المجاور، بعد استيلائهم على كل أجزاء
المسجد الأقصى المبارك المجاورة لها من جهة الجنوب،
وتشمل المدرسة التنكزية وحائط البراق وباب المغاربة
على التوالي. فضلا عن ذلك، فإن الحفريات الصهيونية
المتمركزة في هذه الجهة من المسجد الأقصى المبارك
ومحيطه، خاصة ما يعرف بنفق (الحشمونائيم) الذي
افتتح رسميا عام 1996م، أثرت عليها إلى حد باتت
تحتاج معه إلى ترميم سريع.
مئذنة باب الغوانمة
تقع على الرواقا لشمالي للمسجد الأقصى المبارك،
في أقصى غربه،قرب باب الغوانمة المدعوة به.
وكغيرها من مآذن الأقصى، يعود بناؤها الحالي
للعصرالمملوكي، وتحديدا إلى عهد السلطان الملك
المنصور حسام الدين لاجين عام 697هـ – 1297م,
إلا أن بعض الأثريين نص على أنها بنيت أصلا في العصر
الأموي. كما جددت في عهد السلطان المملوكي الناصر
محمد بن قلاوون عام 730هـ – 1329م، فسميت "منارة
قلاوون"، كما سميت منارة السرايا لقربها من مبنى السرايا
الواقعة خارج المسجد الأقصى المبارك والتي اتخذت مقرا
للحكم في العهد المملوكي، كما جددها المجلس الإسلامي
الأعلى سنة 1346هـ 1927م (أثناء الاحتلال البريطاني)
وهي أكثر مآذن المسجد الأقصى المبارك ارتفاعا وإتقانا
في الزخارف, يبلغ ارتفاعها 38.5م، وتقوم على قاعدة
رباعية الأضلاع، وبدنها رباعي، إلا أن جزءها العلوي
ثماني الأضلاع، يصعد إليها بــ 120 درجة.
وبسبب هذا الارتفاع الذي يجعلها تشرف على مختلف
نواحي المسجد الأقصى المبارك، سعى الصهاينة إلى
السيطرة عليها عبر المدرسة العمرية المجاورة والتي
كانت بلدية الاحتلالقد وضعت يدها عليها منذ بدء الاحتلال.
كما أن النفق الغربي المشؤوم الذي افتتح عام 1996م يمر
قرب أساسات هذه المئذنة الجليلة، مما أدى إلى تصدعها،
واستلزم ترميمها الأخير عام 2001م.
مئذنة باب المغاربة (المئذنة الفخرية)
تقع هذه المئذنة في الركن الجنوبي الغربي للمسجد الأقصى
المبارك، قريبا من باب المغاربة، وتسمى أيضا المنارة
الفخرية نسبة إلى الشيخ القاضي شرف الدين بنفخر الدين
الخليلي، ناظر الأوقاف الإسلامية في مدينة القدس والذي
أشرف على بنائها وعلى بناء المدرسة الفخرية القريبة
منها عام 677هـ – 1278م، أي في العهد المملوكي وهذه
المئذنة بنيت بلا أساس، وتعد أصغر مآذن المسجد الأقصى
المبارك إذ يبلغ ارتفاعها 23.5م فقط. تعرض الجزء العلوي
منها للتصدع في زلزال عام 1341هــ 1922م، فهدمه
المجلس الإسلامي الأعلى، وأعاد بناءها في نفس العام
على طراز جميل، ووضعت لها قبة فوق المربع العلوي لم
تكن موجودة من قبل، كما قامت لجنة إعمار المسجد
الأقصى المبارك مؤخرا بترميمها وكَستْ قبتها بالرصاص.
والمئذنة اليوم يصعد إليها من ساحات المسجد الأقصى
المبارك بــ 50 درجة تقوم أمام المتحف الإسلامي (جامع المغاربة سابقا).
وتصارع المئذنة الجليلة منذ سنوات طويلة محاولات
المحتلين إسكات الأذان فيها بدعوى أنه يزعجهم، مما أجبر
إدارة الأوقاف الإسلامية بالقدس على تعديل وضع السماعات
فيها بحيث تتجه داخل الأقصى، وتخفيض صوتها، ليحرم
سكان بلدتي سلوان وجبل المكبر الواقعتين الى الجنوب
والجنوب الشرقي للأقصى المباركمن سماع أذانها!
وفي 3/2006، دعا موشيه كتساف، رئيس الكيان
الصهيوني، إلى الإسراع بمد نفق تحت الزاوية الجنوبية
الغربية للمسجد الأقصى المبارك ليصل بين قرية سلوان
(التي يسميها اليهود «مدينة داود») وساحة البراق
المحتل، فيما أطلق عليه "الطريق الهيرودياني"، مما يهدد
بهدم المئذنة التي تقف في هذه الناحية بدون أساسات فعلية.
الأروقة في المسجد الأقصى الشريف
يوجد للمسجد الأقصى الشريف العديد من الأروقة من أهمها:
الرواق الغربي
ممر مسقوف يتكون من 55 عقدا، ويمتد بطول الواجهة
الغربية للمسجد الأقصى المبارك, بنى على عدة مراحل في
العهد المملوكي، وتحديدا ما بين عامي 707– 737هـ
/ 1307– 1336م بهدف تسهيل المرور بين كافة المعالم
الموجودة في المنطقة الغربية للمسجد المبارك.
تسبب فتح سرداب أسفل المسجد الأقصى يبدأ من حائط
البراق، قيل إنهتم على يد المسمى حاخام المبكى، والذي
عمل لأشهر بسرية تامة في حفره، وبدعم مما تسمى وزارة
الأديان، في إحداث تشققات في الرواق، وسارعت دائرة
الأوقاف الإسلامية إلى إغلاق السرداب بالخرسانة المسلحة.
الرواق الشمالي:
ممر مسقوف بطول الواجهة الشمالية للمسجد الأقصى
المبارك, بنى على عدة مراحل في العهدين: الأيوبي
والمملوكي, وتحديدا ما بين عامي 610 – 769هـ/
المعالم الموجودة في المنطقة الشمالية للمسجد.
واليوم يتكون الرواق من مدارس، ولم يتبق منه أي جزء.
الكنائس:
هناك العديد من الكنائس في القدس القديمة، منها:
كنيسة القيامة ودير السلطان، ودير الأقباط، والكنيسة
الإثيوبية الأرثوذكسية، والكنيسة القبطية، وكنيسة الأرمن
الكاثوليك، ودير أخوات يسوع الصغيرات، وكنيسة
الفرنسيسكان، ودير صهيون.
كنيسة القيامة:
تقع بالقرب من الباب الجديد.
كنيسة الفرنسيسكان:
دير درب الآلام
1419هـ/1998م على يد مؤسسة الأقصى 1346هـ – 1927م, مماا ضطر المجلس الإسلامي الأعلى 1213 – 1367م, بهدف تسهيل المرور بين كافة
المدخل الئيسي للمسجد الاقصى
المسجد الاقصى من الداخل
مدخل للغارة التي قيل ان الرسول صلى الله عليه وسلم عرج منها
افدنا بهذا الموضوع المفصل
شكرا شكرا شكرا