ذكر الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله في تعليقه على صحيح البخاري رحمه الله في كتاب الاضاحي باب الأضحى يوم النحر
قال تعالى 🙁 إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً )
وبماذا نعرف هذه الأشهر ؟ إستمع إلى الفتوى من الله عز وجل ، يقول تبارك وتعالى (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ ) ( البقرة 189 )
إذا فالاشهر تكون بالاهلة والسنة إثنا عشر شهرا بالاهلة منذ خلق الله السموات والارض وإلى أن تقوم الساعة ، لأن هذا جعل كوني لا يتغير ، ثم هذا التوقيت بالاهلة وجعل السنة إثني عشر شهرا ليس خاص بالعرب فقط بل هو عام لجميع الناس (قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ ) لذلك يتبين خطا وضلال أولئك الذين يجعلون الاهلة مربوطة بأهلة إصطلاحية بأسماء ما أنزل الله بها من سلطان ولا يُدرى ألى أين تعود هذه الاسماء ) نيسان ، تشرين ، حزيران ، أيلول ، وما أشبه ذلك ) من أين جاءت هذه الاسماء كيف يعدل المسلمون عن التسميات التي جاءت على لسان محمد صلى الله عليه وسلم وكيف يعدل المسلمون عن التوقيت بالشهر الذي جعله الله عز وجل ميقات للناس الى هاته الاشهر التي هي عبارة عن اشهر وهمية مالها قبول ولا يدرى من اين جاءت ، أضن بعضها يصل إلى واحد وثلاثين يوم وبعضها ثمانية وعشرين يوم فهناك ثلاثة ايام فرق بين الشهر والشهر ، فمن جعل هذا الفرق ، ثم مع ذلك يعدل بعض المسلمين عن التوقيت بأفضل مناسبة للمسلمين إلى توقيت بمناسبة قد تكون صحيحة وقد تكون باطلة ، عدلوا عن المناسبة الهجرية إلى الميلادية ، ولهذا أنا أرى العدول عن التوقيت الهجري إلى التوقيت الميلادي حرام وأنه عبارة عن إذابة الشخصية الاسلامية في إطار ما يسمونه بالعالمية التي ضنوها أكبر مما علم الله عباده ومما إختاره زعماء المسلمين من عهد عمر بن الخطاب إلى يومنا هذا والمسالة خطيرة وإني لأعجب مما قاله العجيري(1) في كتابه ( التوقيت إلى سنة ألفين ) حيث ذكر أن بعض العلماء الفلكيين أنكروا هذه الأشهر الافرنجية وقالوا انها غير منضبطة وما هو الدليل على أن تكون مختلف من شهر إلى شهر ، ويجب أن نجعلها أشهر متساوية ، إما أن نجعلها إثنا عشر شهرا أو ثلاثة عشر شهراً ولما عرضوا هاته الفكرة كما يقول العجيري قامت الكنيسة بحسب الديانة وقالت هذا لا يمكن لأن تغيير التاريخ خطر أن يتغير به الدين ولا يمكن أن تغير هذه الأشهر أبداً ، فمنع رجال الكنيسة من تغيير هذه الأشهر إلى أشهر أضبط منها ، أنضروا هم نصارى مانعوا وعارضوا ومع ذلك نجد المسلمين قد صاروا أذنابا لغيرهم في هذا التوقيت وإنصهروا في نار الباطل حتى صاروا لا يعرفون إلا هاته الاشهر الإفرنجية ، فهل يليق بنا ونحن مسلمون أن ننسى أشهرا وضعها خالقنا لنا وأن ننس مناسبة أبتدأت بها هذه الأشهر وهي أعضم مناسبة وهي هجرة المصطفى صلواة الله عليه من أجل أن نكون أذنابا لغيرنا ؟ والله هذا مأسف ومحزن
قد أعذر بعض البلاد الإسلامية التي إستولى عليها الكفار مدة من الزمن ، قد أعذرها وقت إحتلال الكفار لها ، لكني لا أعذرها وقد إرتفع عنها كابوس الاستعمار وأرى أن تنخلع من لباس الاستعمار كله المنافي للباس التقوى الذي سارت عليه الامة الإسلامية .
لهذا يعتبر إنتقال المسلمين من التاريخ الإسلامي الهجري العربي الإلاهي إلى هذا التاريخ الوهمي الباطل ، يعتبر تقهقرا وليس بتقدم ويعتبر تبعية وليس إستقلالية مع أن المسلم يجب أن يستقل بشخصه وأن يكون أمة وأن يأخذ بما في كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو خالفه أهل الارض ، وأن يعلم إذا حمل هذه الراية بصدق فستكون الغلبة له ولو إجتمع عليه من بأقطارها .
وعليه فأنا أقول التوقيت الحقيقي هو توقيت الخالق الذي وضعه لخلقه وهو الأشهر الهلالية ( إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً ) ، (وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ * وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ ) [يس : 38،39] إلى يوم القيامة لا يتغير الشهر إما تسعة وعشرين أو ثلاثين يوما ولا يوجد أشهر غير هذه أبداً ، فهي لجميع الناس ، فهذا هو الواجب علينا نحن المسلمين إن شِأنا خاطبنا أنفسنا بإسم الإسلام وقلنا هذا تاريخ الإسلام وإن شئنا خاطبنا أنفسنا بإسم العرب وإن كنت أكره ذلك ، فهذا توقبت العرب لأن أعرب العرب هم الذين كانوا في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام ن ، هم خلاصة العرب وقد إصطلحوا في عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن يجعلوا هذا التوقيت هو التوقيت للمسلمين وأن خاطبنا أتنفسنا باسم العالمية فالتوقيت العالمي يجب أن يكون هو التوقيت الذي وضعه الله لعباده (قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ ) للناس كافة ليس للمسلين أو العرب فقط………….
بتصريف يسير
________________
(1) العجيري عالم فلك كويتي