وصية تستأهل الوقوف عندها وتدبر معانيها ـ 2ـ
أوصت أعرابية ابنتها ليلة الزفاف قالت:
" أي بُنَية!
إن الوصية لو تُركت لفضل أدب تركت لذلك منك , ولكنها تذكرة للغافل , ومعونة للعاقل .
ولو أن امرأة استغنت عن الزوج لغنى أبويها , وشدة حاجتهما إليها , لكنت أغنى الناس .
أي بنية إنك فارقت الجو الذي منه خرجت , وخلفت العش الذي فيه درجت , إلى وكر لم تعرفيه , وقرين لم تألفيه .
فاحملي عني عشر خصال تكن لك ذخرا :
اصحبيه بالقناعة , وعاشريه بحسن السمع والطاعة , وتعهدي موقع عينيه فلا تقع عينه منك على قبيح , ثم اعرفي وقت طعامه , واهدئي عند منامه , فإن حرارة الجوع ملهبة , وتنغيص النوم مبغضة .
ثم اتقي مع ذلك الفرح أمامه إن كان ترحا , والاكتئاب عنده إن كان فرحا , فإن الخصلة الأولى من التقصير , والثانية من التكدير .
وكوني أشد الناس له إعظاما , يكن أشدهم لك إكراما .
واعلمي أنك لا تصلين إلى ما تحبين حتى تؤثري رضاه على رضاك , وهواه على هواك , فيما أحببت أو كرهت .
واللهُ يخير لك ( أي يختار لك الأحسن ) ".
نترقب المزيد
بالتوفيق