التصنيفات
اسلاميات عامة

هذه هي الأبواب فأعلم المفاتيح

قَالَ ابْنُ القَيّم رَحِمَهُ اللهُ فِي كتابه (حَادِي الأَرْوَاحِ) :

وَقَدْ جَعَلَ اللهُ سُبْحَانَهُ لِكلّ مَطْلوبٍ مِفْتَاحًا يُفْتَحُ بِهِ فَجَعَلَ

مِفْتَاحَ الصَّلاةِ : الطَّهورِ ، وَمِفْتَاحَ : الحَجِّ الإِحْرَامُ ،

وَمفتاحَ البِّرِ : الصَّدَقَةُ ، وَمِفْتَاحَ الجَنَّةِ : التَّوْحِيدُ ، ومِفتاحَ العِلم : حُسْنُ السَّؤَالِ ، وَحُسْنَ الإِصْغَاءِ ، وَمفتاحَ النَّصْرِ والظَّفَرِ : الصَّبْرُ ، وَمفتاحَ الْمَزيدِ : الشُّكْرُ ، وَمِفْتَاحَ الوِلايَةِ :المَحَبَّةُ ، وَمِفْتَاحَ الرَّغْبَةِ فِي الآخِرةِ : الزُّهْدَ في الدُّنْيَا .

وَمفتاحَ الإيمانِ : التَّفكرُ فِيمَا دَعَا اللهُ عِبَادَهُ إلى التَّفَكُر فيهِ ، وَمَفْتَاحَ الدُّخُولِ عَلَى اللهِ : إسلامَ القَلْبِ وَسَلامَتَهُ لَهُ والإخْلاصَ لَهُ في الحبّ والبُغْضِ لَهُ والفعلَ والتَّرْكَ ، ومفتاحَ حياةِ القَلْبِ : تَدبّرَ القَرْآنِ ، والتَضَرُّعَ بالأسْحَارِ ، وَتَرْكَ الذُّنوبِ ، وَمَفْتَاحَ حُصُولِ الرَّحْمَةِ : الإِحسانُ في عِبَادَةِ الخَالِقِ والسَّعْي فِي نَفْعِ عَبِيدِهِ ، وَمَفْتَاحَ الرِّزْقِ : السَّعْيُ مع الاسْتَغَفَارِ والتَّقْوَى ، ومِفْتَاحَ العِزّ : طَاعَةُ اللهِ ، وَمِفْتَاحَ الاسْتعدَادِ للآخِرَةِ : قَصْرُ الأمَلِ ، وَمِفْتَاحَ كُلّ َخَيْرُ : الرَّغْبَةُ فِي اللهِ والدَّارَ الآخِرَةَ ، وَمُفْتَاحُ كُلِّ شَرٍ : حُبُّ الدُّنْيَا وَطُولُ الأمَلِ .

وَهَذَا بَابٌ عَظِيمٌ مِنْ أَنْفَعِ أَبْوابِ العِلْمِ وَهُو مَعْرِفَةُ مَفَاتِيحِ الخَيرِ والشَّرِ ولا يُوَفَّقُ لِمَعْرِفَتِهِ وَمُرَاعَاتِهِ إلا مَنْ عَظُمَ حَظَّهُ وَتَوْفِيقه فإنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى جَعَلَ لِكُلِّ خَيْرٍ وَشَرٍ مِفْتاحًا وَبَابًا يَدْخَلُ مِنْهُ إِلَيْهِ كَمَا جَعَلَ الشَّرْكَ وَالْكِبْرَ والإِعْرَاضَ عَمَّا بَعَثَ اللهُ بِهِ رَسُولَهُ وَالغَفْلَةُ عَنْ ذِكْرِهِ والقِيامِ بِحَقِّهِ مِفْتَاحًا لِلنَّارِ وَكَما جَعَلَ الخَمْرَ مِفْتَاحَ كُلِّ إثْمٍ ، وَجَعَلَ الغِنَاءَ مُفْتَاحَ الزِّنَا ، وَجَعَل إطْلاقَ النَّظَرِ فِي الصُّوَرِ مِفْتَاحَ الخَيْبَةِ والحِرْمَانِ ، وَجَعَلَ الْمَعَاصِي مِفْتَاحَ الُكْفِر ، وَجَعَلَ الكَذِبَ مِفْتَاحَ النِّفَاقِ ، وَجَعَل الشُّحَ والحِرْصَ مِفْتَاحَ البُخْلِ وَقَطِيعَةَ الرَّحِم وأَخْذَ الْمَالِ مِنْ غَيْرِ حِلّهِ ، وَجَعَلَ الإعْرَاضَ عَمَّا جَاءَ بِهِ الرَّسُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِفْتَاحَ كُلِّ بِدْعَةٍ وَضَلالٍ ، وَهَذِهِ أُمُورٌ لا يُصَدِّقُ بِهَا إِلا كُلُّ مَنْ لَهُ بَصِيرةٌ صَحِيحةٌ وَعَقْلٌ يَعْرِفُ بِهِ مَا فِي نَفْسِهِ .

انْتَهَى كلامه رحمه الله




اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.