الحمد لله خالق الذكر و الأنثى القائل في محكم تنزيله : {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء} ،ومن ثم صلاة ربي وسلامه على نبي الرحمة المنصف لأهله محمد بن عبدالله القائل : (خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي) ثم أما بعد.
فضل الله سبحانه وتعالى المسلمين على غيرهم من الكافرين ، فالفضل يكون بكل شيء فالإسلام كاملٌ مكتملٌ بفضل الله قال تعالى : {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً}المائدة3.
الإسلام كفل للجميع حقه حتى الكافر لهُ من الحقوق ما كفلته الشريعة له ، ونحن في هذا الزمان نرى العجب العجاب في انتهاك حق مخلوق هو النصف الآخر لنا ولمجتمعاتنا فهو لنا "الأم" و"الأخت" و"الزوجة" و"البنت" ، فبأي حق يتم انتهاك حقوقهن ؟ وبأي شرع يكون ذلك ؟ ولمصلحة من يتم ذلك ؟؟!!
لن أسرد لكم ما تعانيه المرأة من أصناف الذل في البلاد الأخرى الإسلامية أو غير الإسلامية من انتهاك لحقوقها النفسية والبدنية والمالية ناهيكم عن هتك للأعراض تحت مسمى الفن والتمثيل وغيره كثير وكثير والمجال لا يسمح بالسرد والتفصيل ولكنني سأكتب لكم ما رأيناه جميعاً وسمعناه وعايشنا بعضه من انتهاك لحقوق هذه المخلوقة الرائعة والضعيفة والتي تحتاج لمن يستوصي بها خيراً .
يقول الشيخ صالح بن عبدالله الحميد "لقد قرر الإسلام أن المرأة إنسان مبجل، وكيان محترم، مشكور سعيها، محفوظة كرامتها، موفورة عزتها، ردّ لها حقها المسلوب، ورفع عنها المظالم، لا تحبس كرهاً، ولا تعضل كرهاً، ولا تورث كرهاً، تنزل منزلتها اللائقة بها: أماً وأختاً، وزوجة وبنتاً، بل مطلوب المعاشرة بالمعروف، والصبر على السيء من أخلاقها: " وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا" (النساء/19) ".(1)
سأذكر لكم بعض الأمثلة الحية لانتهاك حقوق المرأة في بلادنا وسأبدأ من نطاق الأسرة والمجتمع وكلامي لا أعمم به :
• عضل المرأة وهو منعها الزواج من الخاطب الكفء إذا تقدم إليها أو طلبته.
• حجز الفتاة لابن عمها أو ابن خالتها "فلان لفلانة" وتزويجها له رغماً عنها و هذه جاهلية مقيتة حرمت الفتاة من حقها باختيار الزوج. (2)
• منعها من الزواج بسبب مرتبها كونها معلمة أو غيره ، وغالباً ما يكون المنع من قبل الأب أو الأخ أو كليهما.
• تأخير زواجها والسبب أن أختها التي تكبرها لم تتزوج .
• استحواذ الزوج على كامل مرتبها والتضييق عليها وتقنين مشترياتها ومشتريات أولادها ، وربما تطور الأمر بالتهديد بالطلاق إن طلبت مرتبها أو أخبرت أحداً.
• ضرب النساء ضرباً مبرحاً مؤثراً من قبل أزواجهن أو إخوانهن لأتفه الأسباب وحبسهن ، وهذا لم تأتي به الشريعة السمحة.
• منعها من الميراث والذي هو حقٌ لها .
• النظرة الدونية للمطلقة من قبل الأسرة تارة ومن قبل المجتمع تارة أخرى .
وكما أن هناك أسر ظالمة تحرم بناتها أبسط حقوقهن الشرعية وتتخذ الجاهلية مرجعية لها ، فهناك أسر لم تبخل على بناتها بتلبية الكثير لهن . ولم تمنعهن من حقوقهن الشرعية.
أما على مستوى المؤسسات الحكومية والأطراف الخارجية فلقد تم انتهاك حقوق المرأة من قبل بعضهم بشكل مهين وسيء وسوف أذكر لكم بعض الانتهاكات التي نراها تنشر في صحفنا اليومية "الحيادية" و "المنصفة" والتي تدعوا لانتهاك حقوق المرأة بطريقة خبيثة ومبطنة ، ومن هذه الانتهاكات:
• انتهاك حقوقها باسم الحرية والانفتاح وذلك بمحاولة إخراجها من بيتها والزج بها بين أوساط الرجال في أماكن الدراسة والعمل.
• انتهاك حقوقها بجعل طبيب "رجل" "غير محرم لها"يقوم بتوليدها والإطلاع على عورتها المغلظة مع وجود طبيبة في المستشفيات الحكومية والخاصة "وهناك العديد من القصص المؤلمة" ، والعجيب والمضحك أن هناك من يطالب بتأنيث محال النساء وبالأخص محلات بيع الملابس الداخلية (3) وإيجاد قاضيات ومحاميات لأن المرأة تكون محرجة ولا تستطيع توضيح مطلبها بينما أن يولدها طبيب فلا بأس بذلك ، تعس المنطق وصاحبه.
• تشتيت شملها مع أسرتها بحيث يتم تعيينها في منطقة غير منطقتها أو مدينة بعيدة عن مدينتها وفي أماكن نائية وفي منتصف"اللا مكان" ولهذا مفاسد كثيرة تعود ليس على المرأة وحدها بل يتعدى لأهلها وما سلسلة "بشائر و عذفاء"(4) ببعيدة عنا.
• عدم تقليل ساعات العمل اليومي لها في المدارس والمستشفيات فهي ربة منزل ولزوجها ولأولادها ووالديها حقوقٌ عليها ، وساعات العمل تمنعها من تأدية واجبها بالشكل المطلوب.
حقوق المرأة المسلوبة كثيرة جداً ولكن حفاظاً على وقتكم رأيت إحالتكم لمقال الدكتور محمد الصالح بعنوان (فائض الميزانية وفائض الجامعيات..أرقام مؤلمة و حلول جريئة) تجدونه بنفس قسم المقالات بهذا الموقع والذي تحدث فيه بتفصيل عن الحلول لمعاجلة وضع المرأة الموظفة وغير الموظفة.
وأيضاً أحيلكم لشريط لفضيلة الشيخ الدكتور يوسف الأحمد بعنوان "قصة امرأة" ففيه المزيد بإذن الله.
وكذلك أنصحكم بالاستماع لشريط (100 وظيفة للمرأة) للدكتور محمد الهبدان ، وأيضاً دراسة قدمت لمجلس الشورى للدكتور الهبدان بعنوان (عمل المرأة عن بُعد) يتكلم فيها عن عمل المرأة عن بعد ، انصح بالإطلاع عليها.
ختاماً أوصيكم ونفسي بتقوى الله وبمعاملة شقائقنا بالحسنى فمن لهن بعد الله إلا نحن وأذكركم ونفسي بالحديث الصحيح الذي رواه أبو هريرة رضي الله عن النبي صلى الله عليه وسلم أنهُ قال : "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره واستوصوا بالنساء خيرا ، فإنهن خلقن من ضلع ، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه ، فإن ذهبت تقيمه كسرته ، وأن تركته لم يزل أعوج ، فاستوصوا بالنساء خيرا " .رواه البخاري
والله من وراء القصد.
كتبه:عادل بن مبارك الفالح
موضوع قيم ومفيد نسال الله ان يبارك لك
لي عودة ان شاء الله