ثرثرة الشعر .في الحبب المصطفى

نُبِّئْتُ شِعْراً قَالهُ الشُّعــــــراءُ *** وُلِدَ الهُدى فالكـائِناتُ ضِيـــاءُ
شِعْري أمامك تَسْتَقِيـــلُ حُرُوفُـهُ *** وكأنَّ شِعْـريَّ في الحَيَاءِ حِـراءُ
أيَّانَ تُفْرَشُ في الهَجِيـــرِ تُـرَابَهُ *** إِذْ تَشْتَكِي أَيَّامَـها الرَّمْضَـــاءُ
لكنَّ بَكْراً والحَبِيــــبُ بِحُـجْرِهِ *** يُصْغِي لِصَـوْتٍ: إنَّها أَسْمَـــاءُ
فيقُولُ: مكَّةُ هل تَــغَافَـــلَ أَهْلُها *** عنَّا وهل أصْحابُنَـا أحْيَــــاءُ؟
فتَـكَلَّمَتْ والدَّمْـعُ يَخْـُـنُقُ قَولَها: *** عنْد العذابِ تَسَـاوتِ الأَسْمَــاءُ
ورِجَالُ مكَّـــةَ ينْبُشُـونَ خِلالَها *** غَيْظاً ولكـنَّ الدِّيارَ خَـــــلاءُ
حتَّى إذا طَــالَ الحَدِيـثُ تَحَامَلَتْ *** كلِمَاتُ بَكْرٍ- يَالهـا – إِيحَـــاءُ
فَضَعِـي طَـعامَكِ يابُنَيَّـةُ وارْجِعِي *** كيْ لايُحِسَّ بِفَقْدِكِ الأَعْــــداءُ
وخُذِي بِحِـذْرِكِ يا سُمَيَّةُ واصْبِري *** فَعَسَى غداً تتـبَدَّدُ الظَّلْمَـــاءُ
فَغَشَتْ سُمَـَّيةُ بالجَـوَاءِ طَرِيـقَها *** وتعجَّبَتْ منْ صَـبْرِها الأَشْيَـاءُ
ويُحِسُّ بَـكْرٌ لَـسْعَةً مِنْ عَقْـرَبٍ *** فيقُول: دَعْـها تَأْلَمُ الأَحْشَــاءُ
لكنَّ دَمْـعاً بِالـمُصَابِرِ قدْ وَشَـى *** ولقَدْ تَشِي مِـنْ خَوْفِها الأَنْبَـاءُ
فشَفـا الحَبِيـبُ بِإذْنِ ربِّكَ سُقْمَهُ *** فالحَالُ قَبْلُ وبَعْدُ مِنْــهُ سَـوَاءُ
وتقُـولُ حقّـاً إذْ أُعَاتِبُها يَــدِي *** للهِ كيْفَ تُكَــافَؤُ العُظَمَــــاءُ؟
عَهْـدي بِـها الأيَّامُ تَنْصُرُ أُمَّتِـي *** حتَّى تُظِلَّ رَسُــولَها الأنْــوَاءُ
ظُلْمُ البَرِيَّةِ قَدْ يَهُونُ فَجِيعَــــةً *** ولقَدْ تَمُوتُ بِظُلْمِها الضُّعَفَـــاءُ
إلا رَسُــولَ اللهِ إِنَّ جَنَابَـــهُ *** لَهُوَ الفَخَارُ فَهَلْ إِلَـيْهِ يُسَــاءُ؟
إلا رَسُــولَ اللهِ إِنَّ قَصَائِــدِي *** تَأْبَى سِواهُ وتُحْجِمُ الشُّعَـــراءُ
إلا رَسُــولَ اللهِ إِنَّ سَبِيلَـــهُ *** -والَهْفَ نَفْسِي – نَالَهُ الِإقْصَــاءُ
إلا رَسُــولَ اللهِ اسْمُ قَصِيدَتِـي *** فَلَهُ تُجَـدَّدُ بَيْعَــــــةٌ وَوَلاءُ
سَالَ المِدَادُ يَخُطُّ قَوْلَ قَصِيــدَةٍ *** أَصْغَتْ لهَا الآكَامُ والأَرْجَــــاءُ
كُلُّ القَصِيدِ إذا تَجَمَّعَ شَمْلُـــهُ *** تَعْلُوهُ مِنْكَ مَهَابَةٌ وَحَيَـــــاءُ

تم تغير حرف ص بـ صلى الله عليه وسلم