.. عيد الام …
بقلم الشاعرة ولهة الشوق ..
يا حروف الشعر يانبع الشعور …
يالغات الارض ياوهج المدى
عيد أمي كل وقت وله حضور …
وحبها أمر من الخالق غدا
أمي أمي لو رسمتك وسط نور…
ولو هديتك كل أيامي فدى
لو كتبت بدمي في مدحك سطور…
لو بعلو الصوت ناديتك ندا
ماوفيت ودايم إني في قصور …
من عرفتك إنولد عمري وبدا
قلبك الطيب كبير كالبحور …
ورقة الأزهار منك والندى
يا حنونه يا سبب كل السرور…
صوت كل الطير غنى لك شدى
يا غلا مخلوق على مر العصور …
لو أنادي بأسمك يغني الصدى
زاد قدرك واعتلى فوق الصدور…
حبك أمي في فؤادي ماهدا
أدعو الله كل ساعه ياغفور…
تحفظ أمي من حسود ومن عدا
شعر : سليمان العيسى
مَلَكٌ يَرِفُّ عَلى سَريري
يَحْنُوْ بأَنْفَاِس الْعِبيرِ
سِرُّ الإلَهِ بِمُقْلَتَيْهِ
وَنَعيِمُهُ في راحَتَيْهِ
أغْلَى مِنَ الدُّنْيَا عَلَيَّا
وأَحَبُّ مَخْلُوقٍ إلَيَّا
أفْدِي الْمَلاكَ السَّاهِرا
قَلْباً عَلَيَّ ونَاَظِراَ
لَو كُنْتُ يوماً شَاعِرا
أَبْدَعْتُ أَجْمَلَ ما تُغَنِّي
عُصْفُورَةٌ في مِثْلِ سِنِّي
وَسَقَيْتُ ضُوَءَ الْفَجْرِ لحني
وحمَلْتُ أُغْنِيَتي لأُمي
أَحْلى أَنَاشيِد الْهَوى قُبُلاتُ أَمِّي…
امي يارمز التفاني والصبر
ملحمه عشتي لنا كلك عبر
تسعة شهور حملتيني بوهن
شفتي ألوان العذاب بكل شهر
وبليلة الميلاد كانت فرحتك
في مهادي كنت انا لك يانهر
انتي ضميتيني في حضنك دفا
عن لهيب الصيف أو برد الدهر
تكبرين ونكبر احنا بدنيتك
كل شيبه في شعر راسك فخر
ان بكت عيني بكت عينك اسى
وان ضحك سني ضحكتيلي عمر
وان طلبتك حاجتن كلك عطا
انتي اكرم من على الدنيا ظهر
امي يانبع الوفا الله يديم
طلتك في ليلنا وانتي القمر
في صلاتك ياكثر ماتطلبين
ربي يحفظنا من عيون البشر
صرتي شمعه تحترق لجلي انا
اهتدي فيها اذا طال السفر
وعند باب البيت ياما تحترين
ان تأخرت بظروفي واعتذر
ياحبيبة قلبي يايمه انا
ايه ابوس تراب رجلك وافتخر
ارفعي راسك مدام اني قدرت
لك احقق امنياتك واختصر
فاخري فيني يايمه بينهم
جعل يفدونك قليلين القدر
ياحكاية عز سطرها الزمان
كل حرف فيها من دمعك سطر
رفرفي يابيرق الحب التليد
واقطفي من كل بستاني زهر
جعلي لاحجيت للبيت العتيق
يقبل الله دعوتي لج معتمر
ياسنا الفضه ولمعات الذهب
يارحيق المسك ياغيث المطر
يا أمان الروح يارجوى النفوس
ياشراعي لاانتشى موج الخطر
صعب يوصف لك شعوري كم بيت
قالهن قلبي بحبك بالشعر
بس شوفي يمه لامني طريت
اسمك دموعي بخدي تنتثر
الشاعر عايد المسيلم
قصائد مميزة
الام عند محمود درويش وبدر شاكر السياب بقلم الناقدة رحاب الخطيب أحن إلى خبز امي
وقهوة امي ولمسة امي كم نظم الشعراء ..! وكم كتب ال ادباء عن الأم ؟ .. الام ذلك الجذر الأصيل المتجذر فينا .. هي امتداد الزمان عبر عصور تربط حاضرنا بماضينا لحظة بدء الخليقة ، لهذا نرتبط دوماً بلمسة حنانها .. بحضنها الدافئ ..بحاجتنا الى الطمأنينة بقربها .. بحب عفوي لا مصلحة فيه ، بشوق متبادل .. بعاطفة لا تعلوها عاطفة ..الحنون التي شغلت ال شعراء فعبروا عن دفء مشاعرهم نحو اسمى انسان في حياتهم .. الام التي لا تنسى .. وبفقدها يخلع الانسان من جذوره .. يتزعزع في داخله توازنه الروحي .. لهذا دائماً نجد الشعراء يعودون ادراجهم نحو الطفولة لما لها من التصاق بالعزيزة الغالية .. في قصيدته ( الى امي ) نجد شاعرنا محمود درويش يؤكد على الحنين الى الأم .. الى الاشياء المادية التي ترتبط بها .. لخبز الأم طعم خاص .. ولقهوتها مذاق مميز .. حتى لمسة الام .. لها شكل آخر ، كل ما في الطفولة يسترجعه الشاعر بدقة وهي ذكريات لا تنسى مهما تقدم بنا العمر ..وهذا ايضاً نجده عند السياب في قصيدته ( انشودة المطر ) .. فالسياب فقد امه مبكراً وهو طفل لم يكمل عامه الأول .. فهو اذن لم يعرف امه .. ولهذا فقد كانت صورة الام لديه غائمة .. وقد اثر فقدان امه المب كر في حياته كثيراً وترك اثراً حزيناً لم يستطع التخلص منه في حياته .. فقال في انشودته تثاءب المساء والغيوم ما تزال تسح ما تسح من دموعها الثقال كأن طفلاً بات يهذي قبل ان ينام بأن امه التي افاق منذ عام فلم يجدها ، ثم حين لج في السؤال قالوا له : بعد غد تعود … لابد ان تعود وان تهامس الرفاق انها هناك في جانب التل تنام نومة اللحود تسف من ترابها و تشرب المطر.. فالسياب يرفض حقيقة وفاة أمه وظل يؤكد لنفسه انها ما زالت هناك وستعود .. بل لا بد ان تعود .. وهذا امر طبيعي لمن يفقد اعز الناس الأم تسمو لتعلو وتعلو عند محمود درويش لتصبح الوطن بدفئه .. بكرامته .. بعزته وبحبه الكبير . فدرويش يربط نضال صغار العصافير بدرب رجو عهم لعش الكرامة والاباء فالام عنده هي مصدر النور الذي يمده بنجوم الطفولة .. دعاؤها يرده الى شبابه ليحلق نحو الضياء : هرمت ، فردي نجوم الطفولة حتى اشارك صغار العصافير درب الرجوع لعش انتظارك ..! فالأم عند درويش هي الوطن وهي مصدر الحنان والدفء والعطاء .. فالوطن والأم لا انفصال بينهما يمدان الابن بالقوة والقدرةعلى التحليق نحو الحرية ..الصورة مختلفة قليلاً عند السياب فالسياب يعبر عن غربته .. غربة الوطن وغربة الأم وما اصعبهما ان اجتمعا معا ..! في قصيدته ( غريب على الخليج ) يقول السياب والبحر دونك يا عرا ق بالأمس حين مررت بالمقهى سمعتك يا عراق ..وكنت دورة أسطوانة هي دورة الأفلاك من عمري ، تكور لي زمانه في لحظتين من الزمان وان تكن فقدت مكانه هي وجه امي في الظلام وصوتها ، يتزلقان مع الرؤى حتى انام …هنا يتحدث السياب عن الغربة .. ومعاناة فقد الام والتي تأججت في غربته عن الوطن فالوطن والام كلاهما واحد .. احدهما يذكره بالآخر .. الآخر الذي لا ينفصل عنه فوطنه بعيد عنه يتذكره اغنية في اسطوانة بعيدة بعيدة .. كذلك وجه امه التي فقدها في الظلام ، فقد عبر عن بعد صورتها بقوله بأن وجهها في الظلام ، فلا يرى بوضوح وكذلك صوتها الذي يرافقه ليشعره بالطمأنينة كعادة الاطفال حين ينامون اذن فالام عند الشاعرين هي الام الحقيقية التي تمتد لتشمل الوطن .. الوطن الذي يسكن في اعماق الروح نتنفسه كرامة وحبا وشوقاً .ابدع الشاعران الكبيران ( السياب و درويش ) في رسم ملامح الأم لتعبر عن الوطن الساكن فينا .. الا انها جاءت صورة مكتنزة بالحرقة وال مرارة عند السياب .. على غير ما جاءت به عند درويش وذلك لاختلاف التجربة ومرارتها والتي لا يستطيع تخيلها الا من عاشها ..اما جزئيات العلاقة التي تربط الانسان بأمه فقط ظهرت مرسومة بشكل اكثر وضوحا وتفصيلا عند درويش .. وذلك لطبيعة التجربة ، فالسياب لم يعرف دفء حضن امه ولا لمستها ولا ق هوتها أو شكلها .. فقد فارقته وهو في سنته الاولى من عمره .. لهذا نجد العلاقة الحميمية عند درويش اوضح واكثر تفصيلاً ..خذيني ، اذا عدت يوماً وشاحاً لهدبك وغطي عظامي بعشب تعمّد من طهر كعبك وشدي وثاقي بخصلة شعر بخيط يلوّح في ذيل ثوبك فالعلاقة قريبة لدى محمود درويش من خلال ذكر تفاصيل تربط الشاعر بأمه ( خصلة شعر ، خيط في ذيل ثوبها ، تنور نارها .. وحبل ا لغسيل على سطح دارها .. ) وهذه معان ابدع درويش في الاشارة اليها والتعبير عنها بحرارة اتسعت لتشمل كما قلت الام الحقيقية لتمتد إلى الأرض ، ارض الوطن الذي يسكن قلب الشاعر . وهذه الدلالات تفرد بها محمود درويش عن السياب الذي كانت صورة الام لديه صورة غامضة .. غارقة في الضباب ..والعتمة :هي وجه امي في الظلام وصوتها يتزلقان مع الرؤى حتى انام ..وهكذا نجد صوراً جميلة عميقة في التعبير عن الام لدى الشاعرين .. وتبقى قصيدة ( إلى امي ) لمحمود درويش .. و ( انش ودة المطر ) للسياب .. من اكثر القصائد العربية تأثيراً وجمالا .. حيث احتلتا مكانة مميزة منذ كتبهما الشاعران الكبيران ..للشاعرين كل الاعجاب وللأم والوطن كل المحبة والحاجة |
||
بنقوده حتى ينال به الوطرْ
قال : ائتني بفؤادِ أمك يا فتى
ولك الدراهمُ والجواهر والدررْ
فمضى وأغرز خنجراً في صدرها
والقلبُ أخرجهُ وعاد على الأثرْ
لكنه من فرطِ سُرعته هوى
فتدحرج القلبُ المُعَفَّرُ إذا عثرْ
ناداه قلبُ الأمِ وهو مُعفَّـرٌ :
ولدي ، حبيبي ، هل أصابك من ضررْ ؟
فكأن هذا الصوتَ رُغْمَ حُنُوِّهِ
غَضَبُ السماء على الوليد قد انهمرْ
ورأى فظيع جنايةٍ لم يأتها
أحدٌ سواهُ مُنْذُ تاريخِ البشرْ
وارتد نحو القلبِ يغسلهُ بما
فاضتْ به عيناهُ من سيلِ العِبرْ
ويقول : يا قلبُ انتقم مني ولا
تغفرْ ، فإن جريمتي لا تُغتفرْ
وإذا رحمتَ فأنني أقضي انتحاراً
مثلما يوضاس من قبلي انتحرْ
واستلَّ خنجرهُ ليطعنَ صدرهُ
طعناً سيبقى عبرةً لمن اعتبرْ
ناداه قلبُ الأمِّ : كُفَّ يداً ولا
تذبح فؤادي مــرتــيــن ِ عـــلـــى الأثـرْ
و هاذي قصيدة من عندي تكملة للموضوع
صباحُ الخيرِ يا قدّيستي الحلوه
مضى عامانِ يا أمّي
على الولدِ الذي أبحر
برحلتهِ الخرافيّه
وخبّأَ في حقائبهِ
صباحَ بلادهِ الأخضر
وأنجمَها، وأنهُرها، وكلَّ شقيقها الأحمر
وخبّأ في ملابسهِ
طرابيناً منَ النعناعِ والزعتر
وليلكةً دمشقية..
أنا وحدي..
دخانُ سجائري يضجر
ومنّي مقعدي يضجر
وأحزاني عصافيرٌ..
تفتّشُ –بعدُ- عن بيدر
عرفتُ نساءَ أوروبا..
عرفتُ عواطفَ الإسمنتِ والخشبِ
عرفتُ حضارةَ التعبِ..
وطفتُ الهندَ، طفتُ السندَ، طفتُ العالمَ الأصفر
ولم أعثر..
على امرأةٍ تمشّطُ شعريَ الأشقر
وتحملُ في حقيبتها..
إليَّ عرائسَ السكّر
وتكسوني إذا أعرى
وتنشُلني إذا أعثَر
أيا أمي..
أيا أمي..
أنا الولدُ الذي أبحر
ولا زالت بخاطرهِ
تعيشُ عروسةُ السكّر
فكيفَ.. فكيفَ يا أمي
غدوتُ أباً..
ولم أكبر؟
صباحُ الخيرِ من مدريدَ
ما أخبارها الفلّة؟
بها أوصيكِ يا أمّاهُ..
تلكَ الطفلةُ الطفله
فقد كانت أحبَّ حبيبةٍ لأبي..
يدلّلها كطفلتهِ
ويدعوها إلى فنجانِ قهوتهِ
ويسقيها..
ويطعمها..
ويغمرها برحمتهِ..
.. وماتَ أبي
ولا زالت تعيشُ بحلمِ عودتهِ
وتبحثُ عنهُ في أرجاءِ غرفتهِ
وتسألُ عن عباءتهِ..
وتسألُ عن جريدتهِ..
وتسألُ –حينَ يأتي الصيفُ-
عن فيروزِ عينيه..
لتنثرَ فوقَ كفّيهِ..
دنانيراً منَ الذهبِ..
سلاماتٌ..
سلاماتٌ..
إلى بيتٍ سقانا الحبَّ والرحمة
إلى أزهاركِ البيضاءِ.. فرحةِ "ساحةِ النجمة"
إلى تحتي..
إلى كتبي..
إلى أطفالِ حارتنا..
وحيطانٍ ملأناها..
بفوضى من كتابتنا..
إلى قططٍ كسولاتٍ
تنامُ على مشارقنا
وليلكةٍ معرشةٍ
على شبّاكِ جارتنا
مضى عامانِ.. يا أمي
ووجهُ دمشقَ،
عصفورٌ يخربشُ في جوانحنا
يعضُّ على ستائرنا..
وينقرنا..
برفقٍ من أصابعنا..
مضى عامانِ يا أمي
وليلُ دمشقَ
فلُّ دمشقَ
دورُ دمشقَ
تسكنُ في خواطرنا
مآذنها.. تضيءُ على مراكبنا
كأنَّ مآذنَ الأمويِّ..
قد زُرعت بداخلنا..
كأنَّ مشاتلَ التفاحِ..
تعبقُ في ضمائرنا
كأنَّ الضوءَ، والأحجارَ
جاءت كلّها معنا..
أتى أيلولُ يا أماهُ..
وجاء الحزنُ يحملُ لي هداياهُ
ويتركُ عندَ نافذتي
مدامعهُ وشكواهُ
أتى أيلولُ.. أينَ دمشقُ؟
أينَ أبي وعيناهُ
وأينَ حريرُ نظرتهِ؟
وأينَ عبيرُ قهوتهِ؟
سقى الرحمنُ مثواهُ..
وأينَ رحابُ منزلنا الكبيرِ..
وأين نُعماه؟
وأينَ مدارجُ الشمشيرِ..
تضحكُ في زواياهُ
وأينَ طفولتي فيهِ؟
أجرجرُ ذيلَ قطّتهِ
وآكلُ من عريشتهِ
وأقطفُ من بنفشاهُ
دمشقُ، دمشقُ..
يا شعراً
على حدقاتِ أعيننا كتبناهُ
ويا طفلاً جميلاً..
من ضفائرنا صلبناهُ
جثونا عند ركبتهِ..
وذبنا في محبّتهِ
إلى أن في محبتنا قتلناهُ…
و هذه ايضا اتمنى تعجبك يا اخي وتعجب الاعضاء