التصنيفات
مادة الفلسفة 3 ثانوي : باشراف الاساتذة أم يحيى

مقالة مفصلة حول الشعور واللاشعور

مقالة حول الشعور واللاشعور – مفصلة

هل كل مالا نفهمه عن طريق الشعور يمكن فهمه برده الى اللاشعور ؟

طرح المشكلة : كان الاعتقاد السائد عن الحياة النفسية انها شعورية ، حيث يمكن عن طريق الشعور فهم وتفسير كل فاعليات النفس . لكن ماهو ملاحظ أنه قد تصدر سلوكات تفلت من مراقبة الشعور ، ولا يستطيع من ثمّ تفسيرها ، الامر الذي أدى بالبعض الى إفتراض وجود اللاشعور ، والقول أنه يمكننا من فهم وتفسير ما يعجز الشعور عن تفسيره ؛ فهل فعلا يمكن ان نفهم باللاشعور مالا نستطيع همه عن طريق الشعور ؟

محاولة حل المشكلة :

1-أ- يرى البعض ، أن الحياة النفسية قائمة على الشعور وحده ، وهو الاساس الذي تقوم عليه ، فيكفي ان يحلل المرء شعوره ليتعرف بشكل واضح جلي على كل ما يحدث في ذاته من احوال وخبرات نفسية وكل ما يقوم به من افعال وسلوكات ، فالشعور هو اساس الحياة النفسية ، وهو الاداة الوحيدة لمعرفتها ، وأن الشعور والنفس مترادفان ، ومن ثـمّ فكل نشاط نفسي شعوري ، وما لا نشعر به فهو ليس من انفسنا ، ولعل من ابرز المدافعين عن هذا الرأي الفيلسوفان الفرنسيان " ديكارت " الذي يرى أنه : « لا توجد حياة أخرى خارج النفس الا الحياة الفيزيولوجية » ، وكذلك " مين دو بيران " الذي يؤكد على أنه : « لا توجد واقعة يمكن القول عنها انها معلومة دون الشعور بها » . وهذا يعني ان معرفة المرء لذاته واحواله يتوقف على الشعور ولا وجود لما يسمى بـ" اللاشعور " .

1- ب- وما يثبت ذلك ، ما يعتمده أنصار هذا الموقف من حجة مستمدة – أولا – من " كوجيتو ديكارت " القائل : « أنا أفكر ، إذن أنا موجود » ، وهذا يعني ان الفكر دليل الوجود ، وان النفس البشرية لا تنقطع عن التفكير الا اذا انعم وجودها ، وان كل ما يحدث في الذات قابل للمعرفة ، والشعور قابل للمعرفة فهو موجود ، اما اللاشعور فهو غير قابل للمعرفة ومن ثـمّ فهو غير موجود .
اذن لا وجود لحياة نفسية لا نشعر بها ، فلا نستطيع ان نقول عن الانسان السّوي انه يشعر ببعض الاحوال ولا يشعر بأخرى مادامت الديمومة والاستمرارية من خصائص الشعور .
ثـم إن القول بوجود نشاط نفسي لا نشعر به معناه وجود اللاشعور ، وهذا يتناقض مع حقيقة النفس القائمة على الشعور بها ، ولا يمكن الجمع بين النقيضين الشعور واللاشعـور في نفسٍ واحدة ، بحيث لا يمكن تصور عقل لا يعقل ونفس لا تشعر .
وأخيرا ، لو كان اللاشعور موجودا لكان قابلا للملاحظة ، لكننا لا نستطيع ملاحظته داخليا عن طريق الشعور ، لأننا لا نشعر به ، ولا ملاحظته خارجيا لأنه نفسي ، وماهو نفسي باطني وذاتي . وهذا يعني ان اللاشعور غير موجود ، وماهو موجود نقيضه وهو الشعور .

1-جـ- ولكن اذا كان صحيح أن كل ماهو شعوري نفسي ، فليس بالضرورة أن كل ماهو نفسي شعوري ؛ بدليل ما تثبته التجربة من صدور بعض سلوكات التي لا يستطيع الشعور تفسيرها ، وهذا معناه أن التسليم بأن الشعور هو اساس الحياة النفسية وهو الاداة الوحيدة لمعرفتها ، جعل جزء من السلوك الانساني مبهما ومجهول الاسباب ، وفي ذلك تعطيل لمبدأ السببية ، الذي هو اساس الذي تقوم عليه العلوم .
كما أن الملاحظة ليست دليلا على وجود الاشياء ، حيث يمكن ان نستدل على وجود الشئ من خلال آثاره ، فلا أحد يستطيع ملاحظة الجاذبية او التيار الكهربائي ، ورغم ذلك فاثارهما تجعلنا لا ننكر وجودهما .

2- أ – بخلاف ما سبق ، يذهب الكثير من انصار علم النفس المعاصر ، ان الشعور وحده ليس كافٍ لمعرفة كل خبايا النفس ومكنوناتها ، كون الحياة النفسية ليست شعورية فقط ، لذلك فالانسان لا يستطيع – في جميع الاحوال – ان يعي ويدرك اسباب سلوكه . ومادام الشعور لا يستطيع أن يشمل كل ما يجري في الحياة النفسية ، فهذا يعني وجود نشاط نفسي غير مشعور به ، الامر الذي يدعو الى افتراض جانبا آخر من الحياة النفسية هو " اللاشعور " ، ولقد دافع عن ذلك طبيب الاعصاب النمساوي ومؤسس مدرسة التحليل النفسي " سيغموند فرويد " الذي يرى أن : « اللاشعور فرضية لازمة ومشروعة .. مع وجود الادلة التي تثبت وجود اللاشعور » . وعليه فالشعور ليس هـو النفس كلها ، بل هناك جزء هام لا نتفطن – عادة – الى وجوده رغم تأثيره المباشر على سلوكاتنا وأفكارنا وانفعالاتنا ..

2 – ب- وما يؤكد ذلك ، أن معطيات الشعور ناقصة ولا يمكنه أن يعطي لنا معرفة كافية لكل ما يجري في حياتنا النفسية ، بحيث لا نستطيع من خلاله ان نعرف الكثير من أسباب المظاهرالسلوكية كالاحلام والنسيان وهفوات اللسان وزلات الاقلام .. فتلك المظاهر اللاشعورية لا يمكن معرفتها بمنهج الاستبطان ( التأمل الباطني ) القائم على الشعور ، بل نستدل على وجودها من خلال اثارها على السلوك . ومن الحجج التي تثبت وجود اللاشعور وفعاليته في توجيه الحياة النفسية نذكر :
– هفوات اللسان وزلات الاقلام : إن الناس – في حياتهم اليومية – قد يقومون بأفعال مخالفة لنواياهم ومقاصدهم ، تظهر في شكل هفوات وزلات تصدر عن ألسنتهم واقلامهم تغير المعنى بأكمله ، وهذه الهفوات والزلات لها دلالة نفسية لاشعورية كالنفور والكره والغيرة والحقد .. وليست كلها صادرة عن سهو او غفلة كما يعتقد البعض .
– الاحلام : يعتبر الحلم مناسبة لظهور الميول والرغبات المكبوتة في اللاشعور في صور رمزية ، فالحلم – بالنسبة لفرويد – نشاط نفسي ذو دلالة لا شعورية يكشف عن متاعب وصراعات نفسية يعانيها النائم تحت تأثير ميولاته ورغباته ، فيتم تحقيقها بطريقة وهمية .
– النسيان : عندما يفشل الانسان في تحقيق رغبة أو تقترن الذكرى عنده بحادث مؤلم ، فإنه يلجأ الى كبت تلك الرغبة او الذكرى في اللاشعور ، ويتهرب من ذكرها أو تذكرها ، فتصبح بالنسبة اليه منسية مجهولة ، لكنها تبقى تؤثر في سلوكه .
– الحيل : وهي كثيرة كحيلة التعويض ، أي تعويض الشعور بالنقص ، كالشخص القصير الذي يلبس الاحذية ذات الكعب العالي . وحيلة النكوص ، وهي رجوع الشخص سلوكيا للوراء ، كالكبير الذي يلعب مع الصغار تحقيقا للرغبة او بحثا عن لذة ….
– كما أثبت الطب النفسي أن الكثير من الامراض والعقد والاضطرابات النفسية يمكن علاجها بالرجوع الى الخبرات والاحداث ( كالصدمات والرغبات والغرائز .. ) المكبوتة في اللاشعور.

2- جـ- لا شك ان مدرسة التحليل النفسي قد أبانت فعالية اللاشعور في الحياة النفسية ، لكن اللاشعور يبقى مجرد فرضية قد تصلح لتفسير بعض السلوكات ، غير أن المدرسة النفسية جعلتها حقيقة مؤكدة ، مما جعلها تحول مركز الثقل في الحياة النفسية من الشعور الى اللاشعور ، الامر الذي يجعل الانسان اشبه بالحيوان مسيّر بجملة من الغرائز والميول المكبوتة في اللاشعور.

3- إن الحياة النفسية كيان متشابك يتداخل فيه ماهو شعوري بما هو لاشعوري ، فالشعور يمكننا من فهم الجانب الواعي من الحياة النفسية ، واللاشعور يمكننا من فهم الجانب اللاواعي منها ، أي ان الانسان يعيش حياة نفسية ذات جانبين : جانب شعوري وجانب لا شعوري ، وأن ما لا يستطيع الشعور تفسيره ، نستطيع تفسيره برده الى اللاشعور .

حل المشكلة : وهكذا يتضح ، أن الانسان يعيش حياة نفسية ذات جانبين : جانب شعوري يُمكِننا ادراكه والاطلاع عليه من خلال الشعور ، وجانب لاشعوري لا يمكن الكشف عنه الا من خلال التحليل النفسي ، ومادام الشعور وحده غير كافٍ لمعرفة كل ما يجري في حياتنا النفسية ، فإنه يمكن أن نفهم عن طريق اللاشعور كل ما لا نفهمه عن طريق الشعور .




السلام عليكم و رحمة الله و بركآآته
بارك الله فيك الجلب القيم
بانتظآآر المزيد




شكرا لك ، أسعدني مروركم




بارك الله فيكم على المجهود




وفيك بركة اخي الكريم

سعدت بمرورك




شكرا لك الأستاذخليفة
جزاك الله كل خير




السلام علكم و رحمة الله تعالى و بركاته شكرا أستاذ على ما تبذله من مجهود جعله اللع في ميزان حسناتك




التصنيفات
مادة الفلسفة 3 ثانوي : باشراف الاساتذة أم يحيى

مقال الشعور و اللاشعور السنة الثالثة ثانوي

تعليمية تعليمية
تعليمية

مقال الشعور و اللاشعور
السنة الثالثة ثانوي

تعليمية

اعضاء وزوار منتدانا الغالي منتديات خنشلة التعليمية الطيبين واخص بالذكر المقبلين على امتحان الباكلوريا دعما مني لمادة الفلسفة اضع بين ايديكم مجموعة من المقالات مقسم عبر عدت مواضيع

وهذا الموضوع بعنوان : مقال الشعور و اللاشعور

تعليمية

اضغط هنا

او

عبر المرفقات

كلمة فك الضغط : www.educ40.net

تعليمية عودة الى فهرس المقالات تعليمية

تعليمية

للمزيد من مواضيع وكل مايخص مادة الفلسفة للسنة ثالثة ثانوي اضغط هنا

ان شاء الله يستفيد الجميع ولو بالشيئ اليسير من مواضيعي

انتضر دعوتكم فقط

اختكم هناء
تعليمية

تعليمية تعليمية


الملفات المرفقة
نوع الملف: rar مقال الشعور و اللاشعور.rar‏ (11.6 كيلوبايت, المشاهدات 1503)


شكرا وبارك الله فيك ،جزاك الله خيرا


الملفات المرفقة
نوع الملف: rar مقال الشعور و اللاشعور.rar‏ (11.6 كيلوبايت, المشاهدات 1503)


شكرا لمروركم وكلامكم الرائع والمشجع

انتظروا المزيد بعون الله المعلمة هناء


الملفات المرفقة
نوع الملف: rar مقال الشعور و اللاشعور.rar‏ (11.6 كيلوبايت, المشاهدات 1503)


شكرا لك هناء نريد منك المزيد


الملفات المرفقة
نوع الملف: rar مقال الشعور و اللاشعور.rar‏ (11.6 كيلوبايت, المشاهدات 1503)


شكرا لك هناء نريدهناءالمزيد


الملفات المرفقة
نوع الملف: rar مقال الشعور و اللاشعور.rar‏ (11.6 كيلوبايت, المشاهدات 1503)


حان الامتحان لنرى الشاطر من الكسلان


الملفات المرفقة
نوع الملف: rar مقال الشعور و اللاشعور.rar‏ (11.6 كيلوبايت, المشاهدات 1503)


شكررررررررررااااا اخي


الملفات المرفقة
نوع الملف: rar مقال الشعور و اللاشعور.rar‏ (11.6 كيلوبايت, المشاهدات 1503)


التصنيفات
مادة الفلسفة 3 ثانوي : باشراف الاساتذة أم يحيى

اقوال الفلاسفة في الشعو واللاشعور السنة الثالثة ثانوي

تعليمية تعليمية
تعليمية

مقال اقوال الفلاسفة في الشعو واللاشعور
السنة الثالثة ثانوي

تعليمية

اعضاء وزوار منتدانا الغالي منتديات خنشلة التعليمية الطيبين واخص بالذكر المقبلين على امتحان الباكلوريا دعما مني لمادة الفلسفة اضع بين ايديكم مجموعة من المقالات مقسم عبر عدت مواضيع

وهذا الموضوع بعنوان : مقال اقوال الفلاسفة في الشعو واللاشعور

تعليمية

اضغط هنا

او

عبر المرفقات

كلمة فك الضغط : www.educ40.net

تعليمية عودة الى فهرس المقالات تعليمية

تعليمية

للمزيد من مواضيع وكل مايخص مادة الفلسفة للسنة ثالثة ثانوي اضغط هنا

ان شاء الله يستفيد الجميع ولو بالشيئ اليسير من مواضيعي

انتضر دعوتكم فقط

اختكم هناء
تعليمية

تعليمية تعليمية


الملفات المرفقة
نوع الملف: rar مقال اقوال الفلاسفة في الشعو واللاشعور.rar‏ (21.1 كيلوبايت, المشاهدات 1190)


جزاك الله خيرا


الملفات المرفقة
نوع الملف: rar مقال اقوال الفلاسفة في الشعو واللاشعور.rar‏ (21.1 كيلوبايت, المشاهدات 1190)


شكرا لمروركم وكلامكم الرائع والمشجع

انتظروا المزيد بعون الله المعلمة هناء


الملفات المرفقة
نوع الملف: rar مقال اقوال الفلاسفة في الشعو واللاشعور.rar‏ (21.1 كيلوبايت, المشاهدات 1190)


جزاك الله خيرا على صنيعك الطيّب


الملفات المرفقة
نوع الملف: rar مقال اقوال الفلاسفة في الشعو واللاشعور.rar‏ (21.1 كيلوبايت, المشاهدات 1190)


شكرا علي هدا الموضوع واتمنا النجاح للجميع


الملفات المرفقة
نوع الملف: rar مقال اقوال الفلاسفة في الشعو واللاشعور.rar‏ (21.1 كيلوبايت, المشاهدات 1190)


بارك الله فيك


الملفات المرفقة
نوع الملف: rar مقال اقوال الفلاسفة في الشعو واللاشعور.rar‏ (21.1 كيلوبايت, المشاهدات 1190)


التصنيفات
مادة الفلسفة 3 ثانوي : باشراف الاساتذة أم يحيى

موقف الفلاسفة من اللاشعور السنة الثالثة آداب وفلسفة

كما وعدتكم :

فلنبدأ من حيث توقفنا هل سيؤمن جميع الفلاسفة بوجود حياة نفسية لاشعورية ؟ هل سيؤمنون بوجود أفكار خارج اطار الوعي ؟ هل فعلا يستطيع الانسان التفكير ولكنه لا يشعر بأفكاره ؟ النظرية الكلاسيكية (العقلية ) يمثلها الفيلسوف الفرنسي ديكـارت . الذي جعل من الشعور أساساللحياة النفسية و ما لا نشعر به كما يرى فهو ليس منا:فالانسان ثنائية جسم و نفس ، وأن النفس لا تنقطع عن التفكير إلا إذا تلاشىوجودها فهي تشعر بكل ما يجري داخلها أحوال و انفعالات ما عدى أفعال الجسمالآلية كالدورة الدموية و انقسام الخلايا و نبضات القلب و حركة الرئتينيقول لا يوجد حياة نفسية خارج الروح الا الحياة الفيزيولوجية ، و ما دامالإنسان ذات مفكرة فهو ذات شاعرة تعي وجودها يقول " أنا أفكر فأنا إذنموجود
إناللاشعور مرفوض من الناحية المنطقية على اساس اننا لا نستطيع أن نجمع بينمتناقضين ، عقل لا يعقل ، و نفس لا تشعر، إضافة الى ذلك أننا لا يمكنالبرهنة على اللاشعور بالحواس لأنه نفسي و لا بالعقل لأنه لا شعوري ، فليسمن المعقول أن نبرهن على شيئ و نحن لا نشعر به ، و ذهب البعض الى القول (كلما هو فكري واقعي و كل ما هو واقعي فكري )، و هذا يعني أن اللاشعور مادامغير فكري فهو غير واقعي ( إن
الروح أو الفكر تستطيع تأمل أشياء كثيرة في آن واحد والمثابرة في تفكيرها
وبتأمل أفكارها كلما أرادت ذلك، والشعور من ثمة بكل واحدة منها) حيث يرى
بأن ما هو عقلي هو بالأساس شعوري، ورفض إمكانية قبول وجود عمليات عقلية
غير مشعور بها أي لا واعية مادامت كلمة عقلي تعني شعوري فلا يمكن أن يكون
هذا عقلي ولا نشعر به، وقد أخذ بهذا الرأي كل من هوسرل وجون بول سارتر(الحياة النفسية عنده مستويين نفسي وفيزيولوجي) حيث
نجد هوسرل يقول في كتابه (تأملات ديكارتية))كل
شعور هو شعور بموضوع ما أو شيء من الأشياء بحيث لا يبقى هناك فاصل بين
الذات والموضوع).وقد اعتبر ابن سينا أن أساس إثبات خلود النفس هو الشعور وأن الإنسان كما يقول(إذا تجرد

عن تفكيره في كل شيء من المحسوسات أو المعقولات حتى عند شعوره ببدنه فلا
يمكن أن يتجرد عن تفكيره في أنه موجود وأنه يستطيع أن يفكر)،ومعنى هذا أن
الشعور يعتبر أساسا لتفسير وتحديد العالم الخارجي نظرا لما يتضمن من
عمليات عقلية متعددة ومتكاملة .
إن الإنسان يدرك ذاته إدراكا مباشرا فهو يدرك تخيلاته و أحاسيسه بنفسه إذ لا يوجد في ساحة النفس إلا الحياة الشعورية .
إن هذا الرأي أثار اعتراضا لدى الكثير من الفلاسفة وعلى رأسهم :فرويد،فرينك لايبنتز، وهذا الأخير يقول)إنني
أوافق أن الروح تفكر دوما ولكن لا أوافق أنها تشعر دوما بأفكارها).كذلك
كيف نفسر بعض السلوكات التي تصدر من الإنسان ولا يعي أسبابها ولا يمكننا إدراجها في ساحة الشعور لأننا لا نشعر بها :كأن تجد نفسك سعيدا أو حزينا دون أن تملك سبب حقيقي لذلك …
وإذا كانت الحواس غير قادرة على استيعاب العالم الخارجي
فالشعور كذلك لا يمكنه احتلال ساحة النفس وحده.
وعلى عكس الرأي السابق
نجد أنصار الاتجاه الثاني او ما يسمى
بفلاسفة ـ مدرسة التحليل النفسي ـ وعلى رأسهم العالم النفساني ذو الأصل
فرويد هو عالم نفساني نمساوي مختص في الأمراضالعقلية من اهم مؤلفاته – مقدمة في التحليل النفسي – تفسير الاحلام- لقدعلم فرويد من تجارب بروير و السابقين ان أن سلوك المنوم واقعي لكنهلاشعوري ، الا أنه قلل من اهمية التنويم المغناطيسي لعدة اسباب منها انالمرض يعود للمريض من جديد بعد فترة ، و أن بعض الاشخاص يبدون مقاومة شديدةيصعب تنويمهم ، فوضع طريقة جديدة تدعى التحليل النفسي، التيتقوم على الحوار و التداعي الحر للافكار بعد الاسئلة التي تطرح على المريضو المتعلقة باحلامه و ميوله و رغباته و ذكرياته ..بهدف إخراج الرغباتالمكبوتة في اللاشعور فيصارعها من جديد الى غاية أن تزول الاعراض المرضية ،أما أدلة وجود اللاشعور تتمثل في
االأحـــــلام :انالرغبات التي لم تجد النور في الواقع ، تجد مخرج في الحلم نظرا لزوالمراقبة الأنا الأعلى ، ان الرغبة اللاشعورية التي تبعث الحلم يسميهابالمحتوى الكامن الذي يتحول الى محتوى ظاهر كما يراه الحالم ، ثم يتذكرهفيما بعد عن طريق مفعول الحلم ، كما يكشف الحلم عن عن المتاعب النفسية التييعاني منها النائم في حياته اليومية و الناجمة عن تأثير الميول و الرغبات ،و من ثمة الأمثلة أن امرأة ترى نفسها في الحلم ترتدي فستان أبيض مما يعكس رغبتها في الزواج ، و اخرى ترغب فيإنجاب ولد فترى نفسها في الحلم تدخن..الخالنسيان : وراءهرغبات مكبوتة ، فنحن نميل الى نسيان الأمور التي لا نرغب فيها ، و تجرحكبرياءنا ، حيث يروي فرويد عن نفسه أنه نسي ذات يوم اسم مريضته لأنه عجز عنتشخيص مرضها ، و عندما ننسى إحضار شيئ وعدنا به زميلنا فهذا كراهيتنالانجاز الوعد /فلتات اللسان و زلات القلم و خطا الادراك ،مرتبطةكلها بالدوافع اللاشعورية ،فالخطأ يدل على ميلنا الحقيقي ، فعندما نناديشخصا بغير اسمه فهذا دليل على عدم رغبتنا فيه ، و يروى عن رئيس برلمانالنمسا أنه لما دخل القاعة قال – يشرفني أن أعلن عن رفع الجلسة- بدل افتتاحالجلسة وهكذا يكون قد عبر لاشعوريا عن عدم ارتياحه لنتائج الجلسة/ الإعــــــلاء : هو بروز الطاقة اللاشعورية في ميادين سامية كالفن و المعرفة ، فما لميتحقق في الواقع يتحقق في الرسم و الموسيقى و الشعر و الاكتشاف العلمي ، ونحن أيضا قد نصل الى نتائج و حلول بطريقة حدسية لا يمكن ردها الى الشعور/ التقمص ،عندما يرى الشخص ذاته غير مهمة في نظر الغير يلجأ لا شعوريا الى تقمصشخصية ذات اثر أيقلدها في طريقة الكلام و الحركات ، و الملامح الخارجية حتىيجلب الاهتمامالنكت: الإنسان و هو يسخر وينكت يكون قد تحلل من قيود آداب الحديث ، لذا تجد الرغبات المكبوتة منفذاللخروج ، كما تجعل النكتة الواقع الذي اعترض رغباتنا محل ضحك و سخريةالإسقــــاط / فنحن نميل الى تبرير أفعالنا بانها مشروعة لأنها متواجدة عندالجميع ، فالغشاش يرى جميع الناس غشاشين ، والأناني يرى جميع الناسأنانيين ، و يتحول المحظور الى مباح ،بطريقة لاشعوريةومن الأمثلة التي يستشهد بها والقصص
التي يرويها فرويد ومن أمثلة النسيان(أن شخصا أحب فتاة ولكن لم
تبادله حبها وحدث أن تزوجت شخصا آخر،ورغم أن الشخص الخائب كان يعرف الزوج
منذ أمد بعيد وكانت تربطهما رابطة العمل فكان كثيرا ما ينسى اسم زميله
محاولا عبثا تذكره وكلما أراد مراسلته أخذ يسأل عن اسمه)وتبين لفرويد أن
هذا الشخص الذي ينسى اسم صديقه يحمل في نفسه شيئا ضد زميله كرها أو غيرة
ويود ألا يفكر فيه أما الأحلام فهي حل وسط ومحاولة من المريض للحد من
الصراع النفسي،ويروي المحلل النفسي فرينك: )أن إحدى المريضات تذكر أنها
رأت في الحلم أنها تشتري من دكان كبير قبعة جميلة لونها أسود وثمنها غالي
جدا)فيكشف المحلل أن للمريضة في حياتها زوجا مسنا يزعج حياتها وتريد
التخلص منه وهذا ما يرمز إليه سواد القبعة أي الحداد وهذا ما أظهر لفرويد
أن لدى الزوجة رغبة متخفية في التخلص من زوجها الأول،وكذا أنها تعشق رجلا
غنيا وجميلا وجمال القبعة يرمز لحاجتها للزينة لفتون المعشوق وثمنها
الغالي يعني رغبة الفتاة في الغنى وقد استنتج فرويد من خلال علاجه لبعض
الحالات الباثولوجية أنه لابد أن توجد رابطة بين الرغبة المكبوتة في
اللاشعور والأعراض المرضية فهي تصيب وظائف الشخص الفيزيولوجية والنفسية
ويقدم فرويد مثال ـ الهستيريا ـ فصاحبها لا يعرف أنه مصاب بالهستيريا وهي
تنطوي على أعراض كثيرة منها (فقدان البصر،السمع،أوجاع المفاصل
والظهر،القرحة المعدية).ولهذا يؤكد فرويد مع بروير هذا الأمر حيث يقول
بروير(كلما وجدنا أنفسنا أمام أحد الأعراض وجب علينا أن نستنتج لدى المريض
بعض النشاطات اللاشعورية التي تحتوي على مدلول هذا العرض لكنه يجب أيضا أن
يكون هذا المدلول لا شعوريا حتى يحدث العرض،فالنشاطات الشعورية لا تولد
أعراض عصبية والنشاطات اللاشعورية من ناحية أخرى بمجرد أن تصبح شعورية فإن
الأعراض تزول).ويمكن التماس اللاشعور من خلال الحيل التي يستخدمها العقل
من دون شعور كتغطية نقص أو فشل،ومن أمثلة التعويض أن فتاة قصيرة القامة
تخفف من عقدتها النفسية بانتعالها أعلى النعال أو بميلها إلى الإكثار من
مستحضرات التجميل حتى تلفت إليها الأنظار أو تقوم ببعض الألعاب الرياضية
أو بلباس بعض الفساتين القصيرة ويرجع الفضل في إظهار عقدة الشعور بالنقص
ومحاولة تغطيتها إلى تلميذ فرويد آذلار ومنها ـ التبرير ـ فالشخص الذي لم
يتمكن من أخذ تذكرة لحضور مسرحية ما قد يلجأ ل تبرير موقفه بإحصاء عيوب
المسرحية.و يضيف فرويد قوله بأنه مادامت حواسنا قاصرة على إدراك معطيات
العالم الخارجي فكيف يمكننا القول بأن الشعور كاف لتفسير كل حياتنا
النفسية .
رغم كل هذه الحجج والبراهين إلا أن هذا الرأي لم يصمد هو
الآخر للنقد حيث ظهرت عدة اعتراضات ضد التحليل النفسي وضد مفهوم اللاشعور
خاصة،يقول الطبيب النمساوي ستيكال أنا
لا أومن باللاشعور فلقد آمنت به في مرحلته الأولى ولكن بعد تجربتي التي
دامت ثلاثين عاما وجدت أن الأفكار المكبوتة إنما هي تحت شعورية وان المرضى
دوما يخافون من رؤية الحقيقة).ومعنى هذا أن الأشياء المكبوتة ليست في
الواقع غامضة لدى المريض إطلاقا إنه يشعر بها ولكنه يميل إلى تجاهلها خشية
إطلاعه على الحقيقة في مظهرها الخام،بالإضافة إلى أن فرويد سلب الانسان عقله وحريته وجعله يعيش أسير رغباته مثل الحيوان فنحن غالبا مانختار أشياءا لكننا لا نرغب فيها اخترناها استنادا الى معايير أخلاقية ، دينية …

*اخيرا : ان النتائج التي حققها علم النفس تجعلنا نؤمن ان الحياة النفسية شعورية ولا شعورية في آن واحد .
وسؤالنا القادم : لماذا نتحدث عن اللاشعور – رغم كل الادلة السابقة والتي قدمها فرويد – كونه مجرد فرضية علمية ؟




الدرس مهم جدا ..و الأهم هو منهجية تقديه تبدو في متناول التلاميذ ..هذا ليس تقييما لك عفوا …بل مجرد رأي….




مرحبا أخي الكريم مروركم شرف لنا وأعتز بآراءك لأنك زميل و على دراية تامة بالموضوع . تستطيع النقد كما تشاء لأننا في منبر الفلسفة فهي الوحيدة التي تسمح بالاختلاف والتعدد فلا فلسفة دون نقد . والنقد لا ينقص من قيمة الشخص أو الموضوع بل يفتح آفاق للبحث . أنتظر دائما توجيهاتكم أختك أم يحيى




بارك الله فيكم مجهودات جبارة ونشاط رائع

جعل الله عملك هذا في ميزان حسناتك

تقبلي مروري

اختك هناء




مشكورة ويعطيك الف عافية يارب

روعة




رحم الله والديك




شكرا شكرا شكرا

روعة روعة روعة

نحبكم في الله