التصنيفات
القران الكريم

[فوائد مستخلصة] كيف نتلوا القرأان ||||

تعليمية تعليمية

[فوائد مستخلصة] كيف نتلوا القرأان

كيف تتلو القرآن حقّ التلاوة ؟

( ملخّص لوصايا نفيسة ، ولفتات ثمينة هامّة )
للإمام أبي بكر محمد بن الحسين الآجري (ت 360)

قال الله عز وجل: ﴿الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ ﴾
قيل في التفسير : يعملون به حقّ عمله .

* فينبغي لمن أحبّت أن تكون من أهل القرآن ، وأهل الله وخاصته ، وممن وعدهم الله من الفضل العظيم أن تجعل القرآن ربيعا لقلبها ، تعمر به ما خرب من قلبها، وتتأدّب بآداب القرآن ،
وتتخلّق بأخلاق شريفة ، تَبِينُ بها عن سائر الناس ممن لا يقرأ القرآن .

* فأول ما ينبغي لها :
أن تستعمل تقوى الله عز وجل في السّر والعلانية ، باستعمال الورع في مطعمها،
ومشربها، وملبسها ، ومكسبها ، وتكون بصيرة بزمانها وفساد أهلها ،
فهي تحذرهم على دينها ، مقبلة على شأنها ، مهمومة بإصلاح ما فسد من أمرها ،
حافظةً للسانها ، مميّزةً لكلامها .
* إن تكلمت : تكلمت بعلم، إذا رأت الكلام صوابا .
* وإذا سكتت: سكتت بعلم، إذا كان السكوت صوابا .

* قد جعلتِ القرآن والسنة والفقه دليلها إلى كل خُلُق حسن جميل،
حافظةً لجميع جوارحها
عما نُهيت عنه، إن مشت مشت بعلم، وإن قعدت قعدت بعلم،
تجتهد ليسلم الناس من لسانها ويدها .

* تلزم نفسها بر والديها، فتخفض لهما جناحها، وتخفض لصوتهما صوتها،
وتبذل لهما مالها، وتنظر إليهما بعين الوقار والرحمة، تدعو لهما بالبقاء ،
وتشكر لهما عند الكبر، لا تضجر بهما، ولا تحقرهما، إن استعانا بها على طاعة أعانتهما،
وإن استعانا بها على معصية لم تعنهما عليها .

* تصحب المؤمنات بعلم، وتجالسهم بعلم، من صحبها نفعها،
حسنة المجالسة لمن تجالس، إن علّمت غيرها رفقت بها .

* إن أُصيبت بمصيبة، فالقرآن والسنة لها مؤدبان، تحزن بعلم، وتبكي بعلم،
وتصبر بعلم، وتتطهر بعلم، وتصلي بعلم، وتزكي بعلم، وتتصدق بعلم، وتصوم بعلم،
وتحج بعلم، وتجاهد بعلم،

* تتصفح القرآن لتؤدب به نفسها ، ولا ترضى من نفسها أن تؤدي ما فرض الله عز وجل عليها بجهل، قد جعلت العلم والفقه دليلها إلى كل خير.

* إذا درس القرآن فبحضور فهم وعقل، همتها إيقاع الفهم لما ألزمها الله عز وجل من إتباع ما أمر، والانتهاء عما نهى،
* ليست همتها متى أختم السورة ؟!!
همتها متى استغني بالله عن غيره ؟
متى أكون من المتقيات ؟
متى أكون من المحسنات ؟
متى أكون من المتوكلات ؟
متى أكون من الخاشعات ؟
متى أكون من الصابرات ؟
متى أكون من الصادقات ؟
متى أكون من الخائفات ؟
متى أكون من الراجيات ؟.
* متى أزهد في الدنيا؟
متى أرغب في الآخرة؟

متى أتوب من الذنوب؟
متى أعرف النعم المتواترة، متى أشكر الله عليها؟
متى أعقل عن الله – جلت عظمته – عن الخطاب؟
متى أفقه ما أتلو؟
متى أغلب نفسي على هواها؟
متى أجاهد في الله – عز وجل – حق الجهاد؟
متى أحفظ لساني ؟
متى أغض طرفي؟
متى أحفظ فرجي؟
متى استحيى من الله – عز وجل – حق الحياء؟

* متى اشتغل بعيبي، متى أصلح ما فسد من أمري؟
متى أحاسب نفسي؟.

……………………. ……………………. ……….

* متى أتزود ليوم معادي؟
متى أكون عن الله راضية؟
متى أكون بالله واثقة؟
متى أكون بزجر القرآن متعظة؟
متى أكون بذكره عن ذكر غيره مشتغلة؟
متى أحِبُّ ما أحَبَّ؟
متى أبغض ما أبغض؟
متى أنصح لله؟
متى أخلص له عملي؟!!


* متى أقصِّر أملي؟؟
* متى أتأهب ليوم موتي وقد غيب عني أجلي؟
متى أعمر قبري؟
متى أفكر في الموقف وشدته؟؟

* متى أفكر في خلوتي مع ربي؟
متى أفكر في المنقلب ؟!

* متى أحذر ما حذرني منه ربي من نار حرُّها شديد وقعرها بعيد، وغمها طويل؟

– لا يموت أهلها فيستريحوا
– ولا تقال عثرتهم
-ولا ترحم عبرتهم
– طعامهم الزقوم
– وشرابهم الحميم
– كلما نضجت جلودهم بُدِلوا غيرها ليذوقوا العذاب
– ندموا حيث لا ينفعهم الندم
– وعضّوا على الأيدي أسفاً على تقصيرهم في طاعة الله عز وجل، وركوبهم لمعاصي الله تعالى.

فقال منهم قائل: ﴿ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي ﴾
وقال قائل : ﴿ رَبِّ ارْجِعُونِ .. لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ﴾

وقال قائل : ﴿ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا ﴾
وقال قائل : ﴿ يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا ﴾
وقالت فرقة منهم: ﴿ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا ﴾

فهذه النار ؛ يا معشر المسلمين ؛ يا حملة القرآن،
حذرها الله المؤمنين في غير موضع من كتابه !
فقال عز وجل: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا

مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾
وقال عز وجل : ﴿ وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ ﴾
وقال عز وجل : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾

ثم حذر المؤمنين أن يغفلوا عما فرض عليهم، وما عهده إليهم، أن لا يضيعوه، وأن يحفظوا ما استرعاهم من حدوده، ولا يكونوا كغيرهم ممن فسق عن أمره، فعذبه بأنواع العذاب .

وقال عز وجل : ﴿ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾
ثم أعلَمَ المؤمنين أنه لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة !!
قال عز وجل: ﴿ لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ ﴾

فالمؤمنة العاقلة إذا تلتِ القرآن :

* استعرضتهُ .
* فكانت كالمرآة ترى بها ما حُسن من فعلها، وما قبح فيه،
* فما حذرها مولاه ؛ حذرته .
*وما خوفها به من عقابه خافته .
*وما رغبها فيه مولاها رغبت فيه ورجته .

فمن كانت هذه صفتها، أو ما قارب هذه الصفة ؛

فقد تلته حق تلاوته،
ورعته حق رعايته،
وكان لها القرآن شاهدا،
وشفيعا،
وأنيسا،
وحرزا،
ومن كان هذا وصفها (نفعت نفسها، ونفعت أهله)
وعادت على والديها، وعلى ولدها كل خير في الدنيا والآخرة .

من كتاب: "أخلاق أهل القرآن" للآجري ص 77

منقول لتعم للفائدة والاجر

تعليمية تعليمية