التصنيفات
القران الكريم

فضل حفظ القرآن الكريم

فضل حفظ القرآن

السؤال :

إنني كثيرا ما أحفظ آيات من القرآن الكريم، ولكن بعد فترة أنساها، وكذلك عندما أقرأ آية لا أعلم هل قراءتي صحيحة أم لا؟ ثم أكتشف بعد ذلك أنني كنت مخطئا، دلوني لو تكرمتم.

الجواب :
المشروع لك يا أخي أن تجتهد في حفظ ما تيسر من كتاب الله، وأن تقرأ على بعض الإخوة الطيبين في المدارس أو في المساجد أو في البيت، وتحرص على ذلك، حتى يصححوا لك قراءتك، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((خيركم من تعلم القرآن وعلمه)) رواه البخاري رحمه الله في صحيحه، فخيار الناس هم أهل القرآن الذين تعلموه وعلموه الناس، وعملوا به ولقول النبي صلى الله عليه وسلم لبعض أصحابه: ((أيحب أحدكم أن يذهب إلى بطحان فيأتي بناقتين عظيمتين في غير إثم ولا قطيعة رحم)) فقالوا: يا رسول الله: كلنا يحب ذلك، فقال عليه الصلاة والسلام: ((لأن يغدو أحدكم إلى المسجد فيتعلم آيتين من كتاب الله خير له من ناقتين عظيمتين وثلاث خير من ثلاث وأربع خير من أربع ومن أعدادهن من الإبل)) أو كما قال عليه الصلاة والسلام. وهذا يبين لنا فضل تعلم القرآن الكريم، فأنت يا أخي عليك بتعلم القرآن على الإخوان المعروفين بإجادة قراءة القرآن حتى تستفيد وتقرأ قراءة صحيحة. أما ما يعرض لك من النسيان فلا حرج عليك في ذلك، فكل إنسان ينسى، كما قال عليه الصلاة والسلام: ((إنما أنا بشر مثلكم أنسى كما تنسون)) وسمع مرة قارئا يقرأ فقال: ((رحم الله فلان لقد أذكرني آية كذا كنت أسقطتها)) أي أنسيتها، والمقصود أن الإنسان قد ينسى بعض الآيات ثم يذكر، أو يذكره غيره، والأفضل أن يقول: ((نُسِّيت)) بضم النون وتشديد السين، أو: أنسيت، لما ورد أنه صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يقولن أحدكم نسيت آية كذا بل هو نسي)) يعني أنساه الشيطان، أما حديث: ((من حفظ القرآن ثم نسيه لقي الله وهو أجذم)) فهو حديث ضعيف عند أهل العلم لا يثبت عن النبي، والنسيان ليس باختيار الإنسان وليس في طوقه السلامة منه، والمقصود أن المشروع لك حفظ ما تيسر من كتاب الله عز وجل، وتعاهد ذلك، وقراءته على من يجيد القراءة حتى يصحح لك أخطاءك.
وفقك الله ويسر أمرك.

المصدر :
مجموع فتاوى و مقالات متنوعة الجزء السادس
عبد العزيز بن باز فضائل القرآن الكريم




شكرا لك على الموضوع القيم والمفيد

نفع الله بكم وباعمالكم ونسال الله ان يجعلها في ميزان حسناتكم

تقبلوا مرور اختكم وزميلتكم أسماء




بسم الله الرحمن الرحيم

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية .




التصنيفات
القران الكريم

ما ذا تعني كلمة المسد

{بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ }
{تَبَّتْ يَدَآ أَبِى لَهَبٍ وَتَبَّ * مَآ أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ * سَيَصْلَى نَاراً ذَاتَ لَهَبٍ * وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ * فِى جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ} .

{في جيدها حبل من مسد}

الجيد: العنق، والحبل معروف،

والمسد: الليف. يعني أنها متقلدة حبلاً من الليف تخرج به إلى الصحراء لتربط به الحطب الذي تأتي به لتضعه في طريق النبي صلى الله عليه وسلّم، نعوذ بالله من ذلك، وهو إشارة إلى دنو نظرتها، وأنها أهانت نفسها، امرأة من قريش من أكابر قبائل قريش تخرج إلى الصحراء وتضع هذا الحبل في عنقها، وهو من الليف مع ما فيـه من المهانة، لكن من أجل أذية الرسول عليه الصلاة والسلام. نسأل الله العافية.

من تفسير فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين ( رحمه الله )
http://www.ibnothaimeen.com/all/book…le_17897.shtml




شـكــرا لك على المعلومة القيمة وبارك الله فيك … لك مني أجمل تحية .




شكرا لك اخي طويلبية علم كنت ابحث عن تفسير الشيخ عثيمين رحمه الله ووجدته بارك الله فيك واثقل موازينك يوم القيامة.




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك أخي على المعلومة




بارك الله فيكم




بارك الله فيك على الموضوع القيم




التصنيفات
القران الكريم

فوائد من سورة الفاتحة للشيخ الوالد محمد بن صالح العثيمين رحمه الله

تعليمية تعليمية

فوائد من سورة الفاتحة للشيخ الوالد محمد بن صالح العثيمين رحمه الله

فوائد من سورة الفاتحة

1- إثبات الحمد الكامل لله عزّ وجلّ، وذلك من "أل" في قوله تعالى: { الحمد }؛ لأنها دالة على الاستغراق.

2- أن الله تعالى مستحق مختص بالحمد الكامل من جميع الوجوه؛ ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أصابه ما يسره قال: "الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات" ؛ وإذا أصابه خلاف ذلك قال: "الحمد لله على كل حال" ..

3– تقديم وصف الله بالألوهية على وصفه بالربوبية؛ وهذا إما لأن "الله" هو الاسم العَلَم الخاص به، والذي تتبعه جميع الأسماء؛ وإما لأن الذين جاءتهم الرسل ينكرون الألوهية فقط .

4– عموم ربوبية الله تعالى لجميع العالم؛ لقوله تعالى:(العالمين.. )

5– إثبات هذين الاسمين الكريمين . { الرحمن الرحيم } لله عزّ وجلّ؛ وإثبات ما تضمناه من الرحمة التي هي الوصف، ومن الرحمة التي هي الفعل..

6– أن ربوبية الله عزّ وجلّ مبنية على الرحمة الواسعة للخلق الواصلة؛ لأنه تعالى لما قال: { رب العالمين } كأن سائلاً يسأل: "ما نوع هذه الربوبية؟ هل هي ربوبية أخذ، وانتقام؛ أو ربوبية رحمة، وإنعام؟" قال تعالى: { الرحمن الرحيم }..

7- إثبات ملك الله عزّ وجلّ، وملكوته يوم الدين؛ لأن في ذلك اليوم تتلاشى جميع الملكيات، والملوك..
فإن قال قائل: أليس مالك يوم الدين، والدنيا؟
فالجواب: بلى؛ لكن ظهور ملكوته، وملكه، وسلطانه، إنما يكون في ذلك اليوم؛ لأن الله تعالى ينادي: {لمن الملك اليوم} [غافر: 16] فلا يجيب أحد؛ فيقول تعالى: {لله الواحد القهار} [غافر: 16] ؛ في الدنيا يظهر ملوك؛ بل يظهر ملوك يعتقد شعوبهم أنه لا مالك إلا هم؛ فالشيوعيون مثلاً لا يرون أن هناك رباً للسموات، والأرض؛ يرون أن الحياة: أرحام تدفع، وأرض تبلع؛ وأن ربهم هو رئيسهم..

8– إثبات البعث، والجزاء؛ لقوله تعالى: ( مالك يوم الدين )

9– حث الإنسان على أن يعمل لذلك اليوم الذي يُدان فيه العاملون..

10– إخلاص العبادة لله؛ لقوله تعالى: { إياك نعبد }؛ وجه الإخلاص: تقديم المعمول..

11– إخلاص الاستعانة بالله عزّ وجلّ؛ لقوله تعالى: { وإياك نستعين }، حيث قدم المفعول..
فإن قال قائل: كيف يقال: إخلاص الاستعانة لله وقد جاء في قوله تعالى: {وتعاونوا على البر والتقوى} [المائدة: 2] إثبات المعونة من غير الله عزّ وجلّ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "تعين الرجل في دابته، فتحمله عليها، أو ترفع له عليها متاعه صدقة"؟ ..

فالجواب: أن الاستعانة نوعان: استعانة تفويض؛ بمعنى أنك تعتمد على الله عزّ وجلّ، وتتبرأ من حولك، وقوتك؛ وهذا خاص بالله عزّ وجلّ؛ واستعانة بمعنى المشاركة فيما تريد أن تقوم به: فهذه جائزة

إذا كان المستعان به حياً قادراً على الإعانة؛ لأنه ليس عبادة؛ ولهذا قال الله تعالى: {وتعاونوا على البر والتقوى} [المائدة: 2 )
فإن قال قائل: وهل الاستعانة بالمخلوق جائزة في جميع الأحوال؟
فالجواب: لا؛ الاستعانة بالمخلوق إنما تجوز حيث كان المستعان به قادراً عليها؛ وأما إذا لم يكن قادراً فإنه لا يجوز أن تستعين به: كما لو استعان بصاحب قبر فهذا حرام؛ بل شرك أكبر؛ لأن صاحب القبر لا يغني عن نفسه شيئاً؛ فكيف يعينه!!! وكما لو استعان بغائب في أمر لا يقدر عليه، مثل أن يعتقد أن الوليّ الذي في شرق الدنيا يعينه على مهمته في بلده: فهذا أيضاً شرك أكبر؛ لأنه لا يقدر أن يعينه وهو هناك..
فإن قال قائل: هل يجوز أن يستعين المخلوقَ فيما تجوز استعانته به؟
فالجواب: الأولى أن لا يستعين بأحد إلا عند الحاجة، أو إذا علم أن صاحبه يُسَر بذلك، فيستعين به من أجل إدخال السرور عليه؛ وينبغي لمن طلبت منه الإعانة على غير الإثم والعدوان أن يستجيب لذلك..

12– لجوء الإنسان إلى الله عزّ وجلّ بعد استعانته به على العبادة أن يهديه الصراط المستقيم؛ لأنه لا بد في العبادة من إخلاص؛ يدل عليه قوله تعالى{ إياك نعبد }؛ ومن استعانة يتقوى بها على العبادة؛ يدل عليه قوله تعالى: { وإياك نستعين }؛ ومن اتباع للشريعة؛ يدل عليه قوله تعالى: { اهدنا الصراط المستقيم }؛ لأن { الصراط المستقيم } هو الشريعة التي جاء بها الرسول صلى الله عليه وسلم

13– بلاغة القرآن، حيث حذف حرف الجر من { اهدنا }؛ والفائدة من ذلك: لأجل أن تتضمن طلب الهداية: التي هي هداية العلم، وهداية التوفيق؛ لأن الهداية تنقسم إلى قسمين: هداية علم، وإرشاد؛ وهداية توفيق، وعمل؛ فالأولى ليس فيها إلا مجرد الدلالة؛ والله عزّ وجلّ قد هدى بهذا المعنى جميع الناس، كما في قوله تعالى: {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدًى للناس} [البقرة: 185] ؛ والثانية فيها التوفيق للهدى، واتباع الشريعة، كما في قوله تعالى: {ذلك الكتاب لا ريب فيه هدًى للمتقين} [البقرة: 2] وهذه قد يحرمها بعض الناس، كما قال تعالى: {وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى} [فصلت: 17] : {فهديناهم} أي بيّنّا لهم الحق، ودَلَلْناهم عليه؛ ولكنهم لم يوفقوا..

14– أن الصراط ينقسم إلى قسمين: مستقيم، ومعوج؛ فما كان موافقاً للحق فهو مستقيم، كما قال الله تعالى: {وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه} [الأنعام: 153] ؛ وما كان مخالفاً له فهو معوج..

15– ذكر التفصيل بعد الإجمال؛ لقوله تعالى: { اهدنا الصراط المستقيم }: وهذا مجمل؛ (صراط الذين أنعمت عليهم ): وهذا مفصل؛ لأن الإجمال، ثم التفصيل فيه فائدة: فإن النفس إذا جاء المجمل تترقب، وتتشوف للتفصيل، والبيان؛ فإذا جاء التفصيل ورد على نفس مستعدة لقبوله متشوفة إليه؛ ثم فيه فائدة ثانية هنا: وهو بيان أن الذين أنعم الله عليهم على الصراط المستقيم..

16– إسناد النعمة إلى الله تعالى وحده في هداية الذين أنعم عليهم؛ لأنها فضل محض من الله..

17– انقسام الناس إلى ثلاثة أقسام: قسم أنعم الله عليهم؛ وقسم مغضوب عليهم؛ وقسم ضالون؛ وقد سبق بيان هذه الأقسام..
وأسباب الخروج عن الصراط المستقيم: إما الجهل؛ أو العناد؛ والذين سببُ خروجهم العناد هم المغضوب عليهم . وعلى رأسهم اليهود؛ والآخرون الذين سبب خروجهم الجهل كل من لا يعلم الحق . وعلى رأسهم النصارى؛ وهذا بالنسبة لحالهم قبل البعثة . أعني النصارى؛ أما بعد البعثة فقد علموا الحق، وخالفوه؛ فصاروا هم، واليهود سواءً . كلهم مغضوب عليهم..
18– بلاغة القرآن، حيث جاء التعبير عن المغضوب عليهم باسم المفعول الدال على أن الغضب عليهم حاصل من الله تعالى، ومن أوليائه..

19– أنه يقدم الأشد، فالأشد؛ لأنه تعالى قدم المغضوب عليهم على الضالين؛ لأنهم أشد مخالفة للحق من الضالين؛ فإن المخالف عن علم يصعب رجوعه . بخلاف المخالف عن جهل..

وعلى كل حال السورة هذه عظيمة؛ ولا يمكن لا لي، ولا لغيري أن يحيط بمعانيها العظيمة؛ لكن هذا قطرة من بحر؛ ومن أراد التوسع في ذلك فعليه بكتاب "مدارج السالكين" لابن القيم رحمه الله..

منقول لتعم للفائدة والاجر

تعليمية تعليمية




تعليمية




جزاك الله كل خير ع الطرح




شكرا على هذه الفضائل لسورة الفاتحة




جزاك الله كل خير ع الطرح الموضوع القيم




التصنيفات
القران الكريم

تفسير سورة الكوثر

بسم الله الرحمـــــان الرحيم
الدرس الاول
تفسيرسورة التكاثر
تفسير الشيخ عبد العزيز بن محمد السعيد

بسم الله الرحمن الرحيم : تعليمية أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ تعليمية .

يقول الله -جل وعلا-: تعليمية أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ تعليمية يعني: أشغلكم التكاثر، وهذا التكاثر يكون بالمال، ويكون بالولد، ويكون بالجند، ويكون بالجاه، ويكون بالسلطان، ويكون بكل متاع من متاع الحياة الدنيا، إذا تكاثر به الإنسان، وألهاه عن طاعة الله جل وعلا.
فهذه الآية تذم المتكاثرين الذين يتكاثرون بالدنيا؛ لأن الدنيا لا ينبغي للمسلم أن يتكاثر بها؛ لأنها متاع زائل؛ ولهذا ذمها الله -جل وعلا- وذم هذا التكاثر. فقال جل وعلا: تعليمية اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا تعليمية .
فهذا التكاثر مصيره إلى زوال، والعمل الصالح هو الذي يكون إلى البقاء، فذم الله -جل وعلا- المتشاغلين بالتكاثر على أيّ وجه كان هذا التكاثر، ولهذا حذف الله -جل وعلا- المتكاثَر به، ولم يذكره؛ ليعم كل شيء يتكاثر به الإنسان.
تعليمية حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ تعليمية يعني: حتى متم، ودفنتم في المقابر فهم استمروا على هذا اللهو، أو استمروا على هذا التكاثر الذي أغفلهم عن الآخرة، حتى وضعوا في قبورهم، وهذا الانشغال عن أمر الآخرة إنما جاء من الغفلة التي أورثها التكاثر؛ ولهذا قال الله -جل وعلا- مبينا أن الغفلة تجعل الإنسان يعرض عما أمامه: تعليمية اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ تعليمية .
وقوله جل وعلا: تعليمية حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ تعليمية ما قال الله -جل وعلا- حتى صرتم إلى الآخرة، ولكن قال: تعليمية حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ تعليمية ليبين للعباد أن هناك رجعة بعد الموت؛ لأن كل زائر يرجع، فالإنسان إذا زار أحدا بعد هذه الزيارة يرجع إلى أهله، فكذلك هذا الميت إذا مات، ووضع في قبره فهو زائر؛ لأن له مثوًى أخيرا، وهو الجنة، أو النار.
ولهذا قال العلماء: لا يصح أن يقال: دفن في مثواه الأخير؛ لأن القبر ليس مثوى أخيرا، وإنما المثوى الأخير الجنة أو النار، كما قال الله -جل وعلا- عن النار: تعليمية فَادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ تعليمية وقال جل وعلا: تعليمية فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ تعليمية .
فالمثوى الحقيقي هو ما يُرَدُّ إليه العبد في الآخرة إما إلى الجنة وإما إلى النار، وأما القبور والوضع فيها والدفن فيها، فإنما هو زيارة فقط، بعدها يرجع العبد إما إلى الجنة وإما إلى النار.

وهذه الآية خرجت أو هذه الآيات خرجت مخرج الذم، يعني: أن الإنسان الذي يصنع ذلك هو مذموم؛ لأنه انشغل بما لا ينفعه عما ينفعه؛ ولهذا ذم الله -جل وعلا- الاشتغال بالدنيا مع تضييع الآخرة فقال جل وعلا: تعليمية يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ تعليمية وقال جل وعلا: تعليمية يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ تعليمية .
ثم بعد ذلك توعد الله -جل وعلا- من صنع هذا يعني: مَن انشغل بالدنيا عن الآخرة فقال سبحانه: تعليمية كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ تعليمية وهاتان الكلمتان والآيتان فيهما تهديد، وهذا أسلوب عربي معروف فقوله جل وعلا: تعليمية كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ تعليمية هذا تهديد، ثم أكده جل وعلا بقوله: تعليمية ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ تعليمية .
ثم قال جل وعلا: تعليمية كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ تعليمية أي: أنكم لو كنتم تعلمون ما أمامكم علما يقينيا جازما لما ألهتكم. .. لما ألهاكم التكاثر عما أمامكم، وهذا كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: تعليمية لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله تعليمية .
فلكون النبي -صلى الله عليه وسلم- عنده من العلم اليقين ما يكون يوم القيامة لو علمه أصحابه -صلى الله عليه وسلم-، ورضي الله عنهم- لخرجوا إلى الطرقات يجأرون إلى الله -جل وعلا- لأن ما أمامهم أمر عظيم.
ثم قال الله -جل وعلا-: تعليمية لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ تعليمية وهذا قسم من الله -جل وعلا- أن العباد سيرون الجحيم، وهي النار، وهذا اسم من أسمائها وسميت بالجحيم؛ لأن نارها تتأجج، والعباد كلهم سيرون هذه النار، قال الله -جل وعلا- بعد ذلك: تعليمية ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ تعليمية أي: لترون النار بأم أعينكم تشاهدونها بأبصاركم يقينا لا يتطرق إليه أيّ شك؛ لأن الخبر قد يتطرق إليه الشك، أو لا يدركه الإنسان على وجهه كاملا.
وأما إذا عاين ذلك بعينه فإنه يوقن يقينا جازما؛ ولهذا لم يكن المخبر كالمعاين أبدا، وقوله جل وعلا: تعليمية لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ تعليمية هذا في جميع الخلق، سيرون النار يوم القيامة، ويرونها بأم أعينهم، كما قال الله -جل وعلا-: تعليمية وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَى تعليمية لكن أهل التوحيد والإيمان يصرفهم الله -جل وعلا- عنها، وأهل النار يأمر الله -جل وعلا- بهم فيُلْقَوْن فيها.
قال الله -جل وعلا-: تعليمية ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ تعليمية هذا تأكيد من الله -جل وعلا- بأن العباد سيسألون عن النعيم الذي هم فيه، ففي أول السورة قال: تعليمية أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ تعليمية والذي يلهي الإنسان ويتكاثر به إنما هو النعيم، فأخبر جل وعلا أن العباد سيسألون عن هذا النعيم، وهذا السؤال من الله -جل وعلا- لعباده أجمعين ليس مختصا بالكافر دون المؤمن، وإنما العباد كلهم سيسألون.
سيسأله ربه -جل وعلا- عن هذا النعيم من أين اكتسبته؟ وفيما صرفه؟ وعلى أي وجه صرفه؟ وبماذا قابل هذا النعيم؟ فمَن اكتسب هذا النعيم من وجهه، وأنفقه وصرفه فيما أباح الله له، وصرفه على الوجه الذي أباح الله من غير إسراف ولا مخيلة، ولا تبذير، وقابل هذه النعم بشكر الله -جل وعلا- فإنه ينجو من مغبة هذا السؤال، ومن لم يجب الله -جل وعلا- فإنه يطرح إلى النار، إن لم يكن ممن سبقت له مغفرة الله -جل وعلا- من الموحدين.
وقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- تعليمية أنه خرج ذات يوم فوجد أبا بكر وعمر، فقال لهما: ما أخرجكما هذه الساعة؟ قالا: أخرجنا الجوع. فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: والذي نفسي بيده ما أخرجني إلا الذي أخرجكما، ثم اصطحبهما -صلى الله عليه وسلم- إلى رجل من الأنصار فأضافهم، وقدم للنبي -صلى الله عليه وسلم- وصاحبيه ماء عذبا وعذقا فيه بسر ورطب وتمر، وذبح لهم الشاة، فأكلوا منها، فلما انتهوا قال صلى الله عليه وسلم: والله لتسألن عن هذا النعيم تعليمية .
فدل ذلك على أن المؤمن يُسأل عن النعيم، وأن هذا النعيم يسأل عنه المؤمن قل أو كثر، فمن أخذه من وجهه ووضعه في وجهه، وقابله بشكر الله -جل وعلا- فهو إلى خير، وإن لم يكن كذلك، فلا يلومن إلا نفسه




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية .




سعدت بمرورك العطر




جزاك الله كل خير

على مجهودك الرائع




سعدت بمرورك العطر




تعليمية




السلام عليكم
ما شاء الله و لا حول و لا قوة الا بالله
جزاك الله كل خير يا اخي على هذا الشرح انه حقا رائع.




التصنيفات
القران الكريم

القول الحسن ﴿وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾ للشيخ عبد الحميد بن

تعليمية تعليمية

القول الحسن ﴿وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾ للشيخ عبد الحميد بن باديس

القول الحسن
﴿وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾ [الإسراء : 53]
اللسان أداة البيان ، وترجمان القلب والوجدان ، والكلام به يتعارف الناس ويتقاربون ، وبه يتحاجون ويتفاوضون ، ولولاه لما ظهرت ثمرات العقول والمدارك ، ولما تلاقحت الأفكار والمشاعر ، ولما تزايدت العلوم والمعارف ، ولما ترقى الإنسان في درجات أنواع الكمالات ، ولما امتاز على بقية الحيوانات.
فهو رابطة أفراد النوع الإنساني وعشائره وأممه ، وبريد عقله وواسطة تفاهمه . فإذا حسن قويت روابط الألفة ، وتمكّنت أسباب المحبة ، وامتد رواق السلام بين الأفراد والعشائر والأمم ، وتقاربت العقول والقلوب بالتفاهم ، وتشابكت الأيدي على التعاون والتوازر، و جنى العَالَمُ من وراء ذلك تقرر الأمن واطرد العمران . وإذا قبح كان الحال على ضدّ ذلك .
فالكلام السيئ قاطع لأواصر الأخوة ، باعث على البغضاء والنفرة، يبعد بين العقول فتحرم الاسترشاد والاستمداد و التعاون، وبين القلوب فتفقد عواطف المحبة وحنان الرحمة ، وهما أشرف ما تتحلى به القلوب، وإذا بطلت الرحمة والمحبة بطلت الألفة والتعاون ، وحلت القساوة والعداوة، وتبعهما التخاصم والتقاتل ، وفي ذلك كلّ الشرّ لأبناء البشر.
فالمحصل للناس سعادتهم وسلامتهم ، والمبعد لهم عن شقاوتهم وهلاكهم هو القول الحسن ، ولهذا أمر الله تعالى نبيه – صلى الله عليه وسلم – أن يرشد العباد إلى قول التي أحسن فقال تعالى : ﴿ وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾
والعباد المأمورون هنا هم المؤمنون ، لوجهين : الأول أنهم أضيفوا إليه ، وهذه إضافة شرف لا تكون إلا للمؤمنين به . الثاني : أن الذين يخاطبون بهذا الإرشاد ، ويكون منهم الامتثال إنما هم من حصلوا على أصل الإيمان.
والتي هي أحسن : هي الكلمة الطيبة ، والمقالة التي هي أحسن من غيرها ، فيعم ذلك ما يكون من الكلام في التخاطب العادي بين الناس حتى ينادي بعضهم بعضا بأحبّ الأسماء إليه ، وما يكون من البيان العلمي فيختار أسهل العبارات وأقربها للفهم ، حتى لا يحدث الناس بما لا يفهمون فيكون عليهم حديثه فتنة وبلاء ، وما يكون من الكلام في مقام التنازع والخصام فيقتصر على ما يوصله إلى حقه في حدود الموضع المتنازع فيه ، دون إذاية لخصمه ، ولا تعرض لشأن من شؤونه الخاصة به ، وما يكون من باب إقامة الحجة وعرض الأدلّة فيسوقها بأجلى عبارة وأوقعها في النفس ، خالية من السّبّ والقدح ، ومن الغمز والتعريض ، ومن أدنى تلميح إلى شيء قبيح.

وهذا يطالب به المؤمنون سواء كان ذلك فيما بينهم أو بينهم وبين غيرهم ، وقد جاء في الصحيح أنّ رهطا من اليهود دخلوا على النبي – صلى الله عليه وآله سلّم – فقالوا : السام عليكم ، ففهمتها عائشة -رضي الله عنها -، فقالت : وعليكم السام واللعنة . فقال لها رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – : مهلا يا عائشة ! إن الله يحب الرفق في الأمر كلّه . فقالت : ألم تسمع ما قالوا ؟ فقال: قد قلت : وعليكم . فكان الرد عليهم بمثل قولهم بأسلوب العطف على كلامهم ، وهو قوله : وعليكم أحسن من الرد عليهم باللعنة . فقال – صلى الله عليه وسلم – القولة التي هي أحسن ، وهذا هو أدب الإسلام للمسلمين مع جميع الناس.
وأفاد قوله تعالى : (أحسن) بصيغة اسم التفضيل أن علينا أن نتخير في العبارات الحسنة ، فننتقي أحسنها في جميع ما تقدم من أنواع مواقع الكلام. فحاصل هذا التأديب الرباني هو اجتناب الكلام السيئ جملة ، والاقتصار على الحسن ، وانتقاء واختيار الأحسن من بين ذلك الحسن.
وهذا يستلزم استعمال العقل والروية عند كلّ كلمة تقال ولو كلمة واحدة ، فربّ كلمة واحدة أوقدت حربا ، وأهلكت شعبا ، أو شعوبا ، و ربّ كلمة واحدة أنزلت أمنا ، وأنقذت أمة أو أمما.
وقد بين لنا النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – مكانة الكلمة الواحدة من الأثر في قوله : الكلمة الطيبة صدقة ، واتقوا النار ولو بكلمة طيّبة.
و هذا الأدب الإسلامي – وهو التروي عند القول ، واجتناب السيئ ، واختيار الأحسن- ضروري لسعادة العباد و هنائهم . وما كثرت الخلافات ، وتشعبت الخصومات ، وتنافرت المشارب ، وتباعدت المذاهب ، حتى صار المسلم عدوّ المسلم ، والنبي – صلى الله عليه وآله وسلم – يقول : المسلم أخو المسلم ، إلا بتركهم هذا الأدب ، وتركهم للتروّي عند القول ، والتعمّد للسيئ بل للأسوإ في بعض الأحيان .
التحذير من كيد العدو الفتان
﴿ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوّاً مُّبِيناً ﴾
نزغ الشيطان : وسوسته ليهيج الشر والفساد . وعداوته باعتقاده البغض ، وسعيه في جلب الشر والضر . وإبانته لعداوته بإعلانه لها كما علمنا القرآن.
وهو يلقي للإنسان كلمة الشر والسوء ، ويهيج غضبه ليقوله ، ويهيج السامع ليقول مثلها ، وهكذا حتى يشتدّ المراء ، ويقع الشر والفساد . ولون آخر من نزغه ، وهو أنه يحسن للمرء قول الكلمة التي يكون فيها احتمال سوء ، ويلح عليه في قولها ، ويبالغ في تحسين الوجه السالم منه ، وفي تهوين أمر وجهها القبيح – حتى يقولها ، فإذا قالها أعاد لسامعه بالنزغ يطمس عنه الوجه السالم منها ، ويكبر له الوجه القبيح ، ولا يزال به يثير نخوته ، ويهيج غضبه ، حتى يثور ، فيقع الشر والفساد بينه وبين صاحبه.
فحذر الله تعالى عباده من كيده حتى يحترسوا منه إذا تكلموا وإذا سمعوا ، فيتباعدون عما فيه احتمال السوء فضلا عن صريحه ، ويحملون الكلام على وجهه الحسن عند احتماله له ، ويتجاوزون عن سيئه الصريح ما أمكن التجاوز .
المحاسنة على الحال والظاهر والتفويض إلى الله في العواقب والسرائر
رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ إِن يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ أَوْ إِن يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً [الإسراء : 54]
أقوى الأحوال مظنة لكلمة السوء هي حال المناظرة والمجادلة ، وأقرب ما تكون إلى ذلك إذا كان الجدال في أمر الدين والعقيدة . فما أكثر ما يضلل بعضٌ بعضا أو يفسقه أو يكفره فيكون ذلك سببا لزيادة شقة الخلاف اتساعا ، وتمسك كلٍّ برأيه ونفوره من قول خصمه ، دع ما يكون عن ذلك من البغض و الشر . فذكّر الله تعالى عباده بأنه هو العالم ببواطن خلقه وسرائرهم وعواقب أمرهم ، فيرحم من يشاء بحكمته وعدله ، فلا يقطع لأحد أنه من أهل النار لجهل العاقبة ، سواء كان من أهل الكفر ، أو من أهل الفسق ، أو من أهل الابتداع ، كما لا يقطع لأحد بالجنة كذلك ، إلا من جاء نصّ بهم .
فلا يقال للكافر عند دعوته أو مجادلته أنك من أهل النار ، ولكن تذكر الأدلة على بطلان الكفر وسوء عاقبته. ولا يقال للمبتدع : يا ضال ، وإنما تبين البدعة وقبحها . ولا يقال لمرتكب الكبيرة : يا فاسق ، ولكن يبين قبح تلك الكبيرة وضررها وعظم إثمها . فتقبح الرذائل في نفسها ، وتجتنب أشخاص مرتكبيها ، إذْ رُبَّ شخص هو اليوم من أهل الكفر والضلال تكون عاقبته إلى الخير والكمال ، وربّ شخص هو اليوم من أهل الإيمان ينقلب- والعياذ بالله- على عقبه في هاوية الوبال .
وخاطب الله تعالى نبيه – صلى الله عليه وسلم – أنه لم يرسله وكيلا على الخلق ، حفيظا عليهم ، كفيلا بأعمالهم . فما عليه إلا تبليغ الدعوة ونصرة الحق بالحق ، والهداية والدلالة إلى دين الله وصراطه المستقيم . خاطبه بهذا ليؤكد لخلقه ما أمرهم به من قول التي هي أحسن للموافق والمخالف فلا يحملنهم بغض الكفر والمعصية على السوء في القول لأهلهما ، فإنما عليهم تبليغ الحق كما بلغه نبيهم – صلى الله عليه وآله وسلم – ولن يكون أحد أحرص منه على تبليغه ، فحسبهم أن يكونوا على سنته وهديه . أحيانا الله عليهما ، وأماتنا عليهما ، وحشرنا في زمرة أهلهما ، آمين .

مجالس التذكير من كلام الحكيم الخبير للشيخ عبد الحميد بن باديس ص/ 150-155 . ط1 . وزارة الشؤون الدينية بالجزائر . 1402هـ

منقول لتعم للفائدة والاجر

تعليمية تعليمية




جزاك الله كل خير على المجهود
تحياتي الخالصة




التصنيفات
القران الكريم

وقفات مع سورة الزمر للشيخ ربيع بن هادي المدخلي

تعليمية تعليمية

وقفات مع سورة الزمر للشيخ ربيع بن هادي المدخلي -حفظه الله-

وقفات مع سورةالزمر

وقفات مع سورة الزمر

للشيخ الدكتور/

ربيع بن هادي المدخلي

حفظه الله تعالى

بسم الله الرحمن الرحيم

في أحد مجالس رمضان لعام 1443 هـ

قال الشيخ ربيع حفظه الله لأحد الإخوة الحاضرين في المجلس:
اقرأ من قول الله تبارك تعالى ( وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ ) إلي آخر السورة(1).
فقرأ الأخ هذه الآيات:
(وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (65) بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ (66) وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (67) وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ (68) وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (69) وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ (70) وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آَيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ (71) قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ(72)وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ (73) وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (74) وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ )، سورة الزمر.
وبعد قراءة الأخ لهذه الآيات شرع الشيخ/ ربيع – حفظه الله- في الشرحوالتعليق.
فقال: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتّبع هداه.
من فهم هذه الآيات،لم تدع مقالاً لقائل، وماذا سيكون كلامي حول هذه الآيات، إنه كلام الله.
في هذه الآيات تحذير الله تبارك وتعالى من الشرك فإنه أعظم الذنوب وأعظم الظلم، الله يتهدد عباده بأنهم إذا وقعوا في الشرك ليحبطن أعمالهم ، يقولها للأنبياء، إذا كان هذا الوعيد للأنبياء فكيف بالناس الآخرين.
( وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ )، يا محمد ( وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ )، من الأنبياء، قيل لكل واحد منهم ( لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِين )، هنا تظهر عظمة الله تبارك وتعالى وجلاله، ويتضاءل أمامه كل شيء سبحانه وتعالى، الأنبياء يهددهم الله ويهدد الملائكة ويهدد كل من يعصيه سبحانه وتعالى الجبار القاهر كل شيء يخضع لجلاله وعظمته ويذل أمامه سبحانه وتعالى، فلا يتعاظمه شيء سبحانه وتعالى ( لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِين )، الشرك يبطل العمل ولو جئت بأعمال مثل الجبال وأشركت بالله عز وجل لذهبت هباءً، كل هذه الأعمال تذهب، ( وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا ) الفرقان – آية 23، فلنحذر الشرك كبيره وصغيره، دقيقه وجليله، لنخلص الدين لله رب العالمين، نعرف التوحيد بتفاصيله، والشرك بتفاصيله، الشرك نعرف تفاصيله حتى لا نقع في شيء منه، والتوحيد نعرف تفاصيله حتى لا نقصر في شيء منه، قال تعالى: ( لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِين )، ويا لها من خسارة، لأن عاقبة الشرك الخلود في النار ( إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ) النساء – الاية 47، ( إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) لقمان – الآية 13، والعياذ بالله كما في سورة لقمان إذ قال لقمان لابنه (يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) لقمان – الآية 13 ، لا يتصوره العقل و لايدركه الخواطر عظيم، عظيم في غاية العظمة، ولذى يستحق صاحبه الخلود في النار أبد الآبدين، فنعوذ بالله من الشرك صغيره وكبيره، ودقيقه وجليله ( بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ )، أخلص الدين لله وحده سبحانه وتعالى ( بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ )، يعني هذا حصر العبادة لله، تقديم المعمول يقتضي الحصر مثل قوله ( إِيَّاكَ نَعْبُدُ)، بل الله فاعبد، وحده سبحانه وتعالى، ولا تجعل له نداً لا من الملائكة ولا من الجن ولا من الإنس ولا من الأشجار بل أخلص له العبادة وحده، واعرف هذه العبادة، اعرف هذه العبادة حتى تعبد الله على علم، لا تعبده على جهل وضلال، ادرس هذه العبادة من كتاب الله ومن سنة رسوله عليه الصلاة والسلام، افهمها حق الفهم وتقرب بها إلى الله لأنه ما خلقك إلا من أجلها، عبادة تقوم بها ما خلقك من أجل الدنيا فقط، خلق الدنيا للامتحان والابتلاء، يراك أتعبده وتشكره أو لا؟ ( الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا) الملك – الآية 2، أحسن الناس عملاً : هو المخلص الموحد، هذا هو أحسن الناس عملاً الممتثل لأوامر الله والمنتهي عن نواهيه، ( وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ )، قرأت أمس في الشكر، الشكر التزام طاعة الله والثناء عليه، حمده والاعتراف بفضله ومنّه، وإدراك أنه لو أفنيت حياتك في عبادته ما جازيت أدنى نعمة من نعمه سبحانه وتعالى، فيجب أن تلهج بقلبك ولسانك وجوارحك بشكر الله تبارك وتعالى.
ثم قال عن الكفار الذين يعبدون غير الله ويتخذون معه أنداداً وللعصاة أيضاً ( وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ ) الله العظيم الجليل، لو قدروه حق قدره ما عبدوا غير الله أبداً ولم يتخذوا معه أنداداً بل لما عصوه إطلاقاً، فما يعبد غير الله، أو يعصي أوامره إلا إنسان ما عظم الله، ولا قدره حق تقديره، وما عظمه حق تعظيمه، وما أجله حق إجلاله، سبحانه وتعالى، ثم برهن على عظمته، تصور ( وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ )، هذا الذي يقبض الأرض والسموات بيمينه كيف يُعصى، الذي حاله بلغ من العظمة والقدرة والربوبية والإلوهية والجلال، إن السموات والأرض كحبة رمل في يد أحدنا وتعالى الله عنالأمثال، الكون كله في قبضته كل شيء يتضاءل أمام عظمته وجلاله، فكيف يُعصى من هذا شأنه، خلقك لعبادته وخلق هذا الكون وهذه قدرته وهذه عظمته وهذا جلاله كيف تعصيه، كيف تعصيه، يعني الإنسان يخاف من إنسان مثله يخاف من جندي ما يستطيع أن يخالف أوامره، جندي مثلك مخلوق ويبول ويتغوط ويمرض إلى آخره وتخاف منه ولا تخاف الله عز وجل هذا العظيم الذي خلق هذا الكون ودبره والسموات مطويات بيمينه والأرض في قبضته كيف تعصيه سبحانه وتعالى، سبحانه وتعالى عما يشركون نزه نفسه كيف تتخذ معه أنداداً من الأصنام المنحوتة التي تصنعونها بأيديكم ومن الأحجار ومن الحيوانات، فيه ناس يعبدون القرود والخنازير إلي غير ذلك ( قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ) عبس – الآية 17، ( إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ) إبراهيم – الآية 34، إلي الله المشتكى، سبحانه تنـزه عما يشركون، شرك الربوبية وشرك الإلوهية، هناك أناس يقولون نحن مسلمون ويدّعون في مخلوقين ضعفاء مثلهم، أنهم يعلمون الغيب ويتصرفون في الكون، ويكشفون الكروب، هؤلاء من المنتمين للإسلام فكيف بالنصارى واليهود والوثنيين وما قدر الله حق قدره وما قدر الله حق قدره.
قال تبارك وتعالى عن مآل هذا الكون ونهايته ( وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ )، مخلوق من مخلوقات الله يبلغ من القوة أن ينفخ نفخة واحدة فيهلك كل من في الكون إلا من شاء الله كلهم، ما أضعف الإنسان ما أضعف المخلوقات أمام عظمته سبحانه وتعالى، وهذا المخلوق إسرافيل ينفخ في آلة الصور، ينفخ فإذا بهم قد هلكوا، هذه نفخة الصعق وقبلها نفخة الفزع وتأتي بعدها نفخة البعث، نفخات ثلاث نفخة الفزع ونفخة الصور ( فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ)، وهذه الصاعقة ( وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ )، يموتون كلهم الملائكة والإنس والجن إلا من شاء الله قالوا المستثنى هم الشهداء لأنهم أحياء عند ربهم، لأنهم ضحوا بأرواحهم في سبيل الله فيكافئهم الله بهذه الحياة ( فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ )، وبعدها نفخة البعث ( ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُ2رُونَ )، يهلك الناس من الصعقة إلا من شاء الله ثم ينـزل الله مطراً كالطل أربعين سنة أو كذا ثم لما تتكامل الأجساديأمر الله بالنفخ في الصور فتعود الأرواح إلي أجسادها بنفخة واحدة من مخلوق من مخلوقات الله عز وجل ( فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ ) عظمة الله وقدرته سبحانه وتعالى.
( وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا )، يأتي بعدها القضاء ، تتجلى الأرض بنوره وجلاله سبحانه وتعالى ويقضي بين العباد يأتي بالنبيين والشهداء، يأتي بالأنبياء فيشهدون على أممهم ويأتي بالشهداء من الملائكة يشهدون على الناس بما قدموا في هذه الحياة من أعمال صالحة أو طالحة، أعمال خير وأعمال شر لا يظلمون مثقال ذرة وتنصب الموازين وتدنوا الشمس من الناس وهم في الموقف حتى ما يكون بينها وبينهم إلا مقدار ميل، قال الراوي: لا أدري ميل المكحلة يعني الصغير أو ميل المسافة وينزل بالناس من الأهوال والكروب ما لا يعلمه إلا الله تبارك، وتعالى ويأتي الله لفصل القضاء فيحاسب عباده سبحانه وتعالى وتنصب الموازين ( فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ) الزلزلة – الآية 7،8، وبعد ذلك يساق الكفار إلي النار ( وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا )، كل شكل مع شكله اليهودي مع اليهودي والنصراني مع النصراني والي آخر الملل والنحل، وتتبع كل أمة ما كانت تعبد إلي النار، ينظر الكفار إلي اليهود ماذا كنتم تعبدون قالوا، كنا نعبد عزير ابن الله قال كذبتم،كذبتم ما كنتم تعبدون، ثم يؤمر بهم إلي النار فيقولون ربنا عطشنا فاسقنا فيشار لهم إلي النار فإذا بها تحترق بعضها بعضاً فيتقاذفون فيها ويتواردون فيها، ويقال للنصارى ماذا كنتم تعبدون، فيقولون كنا نعبد عيسى ابن الله ،يقال لهم كذبتم ماذا تريدون قالوا عطشنا نريد أن تسقنا، فينظرون إلي النار فإذا هي كالسراب يحرق بعضها بعضاً فيتواردون فيها، هذا معنى الحديث، ويدخل الوثنيون وغيرهم من الملل الكافرة في النار ( وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا )، ( يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا)،يسوقونهم كما تساق الحمير في غاية الذل في غاية الهوان إلي النار والعياذ بالله.
( حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا )، مغلقة إذا جاءوها فتحت أبوابها فجأة، يعني يلقون من الحر والهول ما لا يتصورنه، وكيف وتستقبلهم الملائكة؟ بالإهانات والتوبيخ والتبكّيت (حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا )، هم غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ( أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آَيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى )، اعترفوا ، في الأول في الحياة الدنيا كذبوا الرسل وسخروا بهم واستهزءوا بهم الأنبياء يتلون عليهم آيات الله والآيات والمعجزات الظاهرة تدل على عظمة الله وعلى إلوهيته وعلى صدق أنبيائه ورسله، استهزءوا وسخروا منهم وكذبوهم وقتلوا بعضهم و…. و…. إلي أخره (أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آَيَاتِ رَبِّكُمْ )، تبين إلوهيته وتوحيده وأنكم عباده يجب أن تعبدوه ويجب أن تؤمنوا بتشريعاته وتنقادوا لأوامره، ما جاءوكم حتى استحققتم هذا المصير؟ قالوا جاءوا ( وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى )، هذا المصير: هذا المصير المهلك، قالوا الذين يعصي الله، ويكذب رسله مصيره النار ويصفون لهم هذه النار ويبينون لهم أهوالها، ويصفون لهم الجنة ويبينون لهم ما فيها من النعيم، من وحد الله فهذا جزاؤه ومن أشرك به وعصاه فهذا جزاؤه بينوا لهم كل شيء ( أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آَيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى )، يندم الآن لا ينفع الندم، ما ينفعهم إيمانهم والاعتراف والتصديق الآن ما ينفعهم، لان المؤمن: هو الذي يؤمن بالغيب ويتّبع الرسل ويصدقهم في كل ما يقولون، أما أن يكذب الرسل حتى إذا شاهدوا ما كانوا يكفرون به وتظهر لهم الحقائق كما هي قال آمنت هذا لا يقبل منه، (لاَ يَنفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ)، حتى في الدنيا، الذين كذبوا الرسل وجاءهم العذاب في الدنيا، فإذا شاهد العذاب قال آمنت لا ينفعهم إيمانهم فات الأوان يعني عندما شاهد الحقائق أمامه يصدق، أنت كنت تكذب الرسل عندهم الآيات والمعجزات والبراهين وأنت تكذبهم الآن تؤمن لا ينفعك إيمانك ( قَالُوا بَلَىوَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ )، هذه أظن يقولونها هم، ويمكن إن قالتها الملائكة لهم ( وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ )، كلمة العذاب كلمة الله عز وجل ( لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ) هود – الآية 119، الله سبحانه وتعالى خلق الناس فريقين فريق في النار في السعير وفريق في الجنة فمن أراد الله به أن يكون شقياً ومن أهل النار عمل بأعمال أهل النار وصدقت فيه كلمة الله ووعده سبحانه وتعالى، ومن أراد له السعادة يسره لعمل أهل السعادة ودخول الجنة ( لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ) الأنبياء – الآية 23، سبحانه وتعالى، الله خلق العباد وقسمهم قسمين أشقياء وسعداء، نطلب من الله بجد وإخلاص أن يجعلنا جميعاً من السعداء وأن يجنبنا طرق الضلالة والشقاء، ( قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ ).
تقدم لكم بالأمس أن منشأ كل الضلالات والكبر والكذب- نسأل الله العافية- فبئس مثوى المتكبرين ما أقبح هذا المصير! هذا المتكبر هذا مصيره إنه أذل خلق الله وأحقرهم وأرذلهم مهما بلغ من المنـزلة في الدنيا وبلغ من الملك هذا مصيره بئس مثوى المتكبرين، لا أسوء ولا أبأس من هذا المصير المظلم المهلك السيئ جهنم أبد الآبدين ( ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا )، أبد الآبدين فبئس مثوى المتكبرين لا أسوء من هذا المثوى.
( وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا )، أفواجاً زمراً ، الأنبياء مع الأنبياء والصديقين مع الصديقين، الشهداء مع الشهداء، وهكذا كل شكل مع شكله مكرّمين معزّزين على نجائب حتى إذا جاءوها: جاءوا الجنة فتحت أبوابها، قال وفتحت أبوابها وجدوها مفتوحة، ما قال فتحت أبوابها لأنها فتحت فجأة، هنا وفتحت أبوابها والحال أنهم وجدوها مفتوحة لهم تكريماً لهم تنتظرهم ( وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ )، ما فيه توبيخ، سلام وإكرام وتبجيل وتبشير بالسلامة، ( طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ )، لأنهم عملوا الطيبات في الحياة الدنيا من الأعمال الصالحة كانت حياتهم طيبة بالتوحيد والإيمان والأعمال الصالحة وحب الله والتوكل عليه والشفقة على عباده وصلة الأرحام والبر وسائر الأعمال التي شرعها الله، فكانت حياتهم طيبة في الدنيا فجزاؤهم أن يحيوا الحياة الطيبة في الآخرة، وأولئك كانت أعمالهم سيئة فبئس مثوى المتكبرين.
(طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ )، الله أكبر ( وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ )، ( وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ )، الله أعلم بأنهم آمنوا وعملوا الصالحات واتبعوا الرسل وقاموا بأوامره واجتنبوا نواهيه أن يدخلهم الجنة بعد أن رأوها وشاهدوها ودخلوها وتمتعوا بنعيمها ( وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ )، يعني أدناهم يمكن أن ينظر في ملكه مسيرة ألف سنة، أدناهم وآخر من يخرج من النار ويدخل الجنة له مثل الدنيا وعشر أمثالها، ملك الله واسع سبحانه وتعالى وكرمه واسع وفضله واسع سبحانه وتعالى، إيش العمل الذي عمله الإنسان! لكن الله كرمه واسع وفضله واسع سبحانه وتعالى، احترم وأكرم الأنبياء وأكرم الحق يكرمك الله عز وجل، احترم الأنبياء واحترم ما جاءوا به وعظم الله حق تعظيمه وقدره حق قدره ترى جزاءً لا يخطر بالبال ولا يدور بالخيال ( فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) السجدة – الآية 17، كم فيها من الحور كم فيها من القصور كم فيها من الجنان كم فيها من الأنهار من خمر من لبن من عسل ومن. . . ومن . . . ومن والخدم ( إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا) الإنسان – الآية 19، واللباس من الحرير ( وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا) الإنسان – الآية 21، خمر لكن طهور ، في الدنيا نجس قذر أما ذاك فطهور، جزاء عظيم لا يخطر ببال ( فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ)، فاستعدوا أيها الإخوة وأعدوا لهذا اليوم ليكرمكم الله عز وجل بهذا الجزاء العظيم الذي وعدنا على ألسنة رسله، ونسأل الله أن يوفقنا لدخول الجنة والعمل لها ونقول ( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ )، يسبحون بحمد ربهم الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في الأرض ألا أن الله هو الغفور الرحيم هذا في الدنيا، وفي الآخرة يبقى الملائكة حافين بالعرش يسبحون بحمد ربهم، الله العظيم الجليل سبحانه له الدنيا وله الآخرة سيد هذا الكون وخالقه ومالكه ومدبره وكل من فيه خاضع لجلاله وعظمته ( إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آَتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا وَكُلُّهُمْ آَتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا) مريم – الآية 95.
نسأل الله تبارك وتعالى أن يوفقنا لتعظيم ربنا وإجلاله، والقيام بما نستطيع من حقوقه، لأننا لا نستطيع أن نقوم بشكر أدنى نعمة فضلاً عن أن نقوم بشكر نعمه، ولكن عفوه أوسع ورحمته وسعت كل شيء.
نسأل الله أن يتغمدنا بواسع رحمته، وأن يتحفنا بنعمه وفضائله، أن ربنا لسميع الدعاء.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
قمت بتفريغ هذه الكلمة ثم أرسلتها لشيخنا ربيع بن هادي المدخلي – حفظه الله –

فتفضل الشيخ بمراجعتها ثم الأذن بنشرها

بتاريخ: الأحد 10/2/1429هـ الموافق: 17/2/2008م

فجزاه الله خيراً وبارك بعلمه وعمله

منقول لتعم للفائدة والاجر

تعليمية تعليمية




جــــــــــــزاك الله خيـرا اختي و جعلـه في ميزان حسناتك




بارك الله فيك والف شكر لك




بارك الله فيك موضوع مميز

جزاكم الله خيرااااا

ننتظر المزيد




جزاك الله كل خير ع الطرح الموضوع القيم




جــــــــــــزاك الله خيـرا




جزاك الله خيرا




التصنيفات
القران الكريم

محاضرة قيمة تشحذ الهمم في الحث على حفظ القرآن و تلاوته

تعليمية تعليمية

أجمل المحاضرات التى تشحذ الهمم في الحث على حفظ القرآن وقراءته

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هذه محاضرة لفضيلة الشيخ عبد الله بن عثمان الذماري حفظه الله في القرآن الكريم وفضائله
فقد تكلم حفظه الله في فضل قراءة القرآن وحفظه والعمل به ، فهي من أجمل المحاضرات التى تشحذ الهمم في الحث على حفظ القرآن الكريم وقراءته.
وفقكم الله

الملفات المرفقة تعليمية القرآن وفضائله.rm‏ (3.39 ميجابايت)

منقول لتعم للفائدة والاجر

تعليمية تعليمية




شكرا لك على هذه المحاضرات
وارجو المزيد منها




بارك الله فيكي وجزاكي الخير




بارك الله فيكي وجزاكي الخير




التصنيفات
القران الكريم

وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ

جاء في تفسير الشيخ السعدي رحمه الله في تفيسر سورة الانعام



(وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً أَوْ قَالَ أُوْحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنَزلَ اللّهُ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلآئِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ) (الأنعام : 93 )

{ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ } أي: شدائده وأهواله الفظيعة، وكُرَبه الشنيعة -لرأيت أمرا هائلا وحالة لا يقدر الواصف أن يصفها.
{
وَالْمَلائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ } إلى أولئك الظالمين المحتضرين بالضرب والعذاب، يقولون لهم عند منازعة أرواحهم وقلقها، وتعصيها للخروج من الأبدان: { أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ } أي: العذاب الشديد، الذي يهينكم ويذلكم والجزاء من جنس العمل، فإن هذا العذاب { بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ } من كذبكم عليه، وردكم للحق، الذي جاءت به الرسل. { وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ } أي: تَرَفَّعون عن الانقياد لها، والاستسلام لأحكامها.

وفي هذا دليل على عذاب البرزخ ونعيمه، فإن هذا الخطاب، والعذاب الموجه إليهم، إنما هو عند الاحتضار وقبيل الموت وبعده.
وفيه دليل، على أن الروح جسم، يدخل ويخرج، ويخاطب، ويساكن الجسد، ويفارقه، فهذه حالهم في البرزخ.
وأما يوم القيامة، فإنهم إذا وردوها، وردوها مفلسين فرادى بلا أهل ولا مال، ولا أولاد ولا جنود، ولا أنصار، كما خلقهم الله أول مرة، عارين من كل شيء.
فإن الأشياء، إنما تتمول وتحصل بعد ذلك، بأسبابها، التي هي أسبابها، وفي ذلك اليوم تنقطع جميع الأمور، التي كانت مع العبد في الدنيا، سوى العمل الصالح والعمل السيء، الذي هو مادة الدار الآخرة، الذي تنشأ عنه، ويكون حسنها وقبحها، وسرورها وغمومها، وعذابها ونعيمها، بحسب الأعمال. فهي التي تنفع أو تضر، وتسوء أو تسر، وما سواها من الأهل والولد، والمال والأنصار، فعواري خارجية، وأوصاف زائلة، وأحوال حائلة، ولهذا قال تعالى:
{
وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ } أي: أعطيناكم، وأنعمنا به عليكم { وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ } لا يغنون عنكم شيئا { وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ } .

فإن المشركين يشركون بالله، ويعبدون معه الملائكة، والأنبياء، والصالحين، وغيرهم، وهم كلهم لله، ولكنهم يجعلون لهذه المخلوقات نصيبا من أنفسهم، وشركة في عبادتهم، وهذا زعم منهم وظلم، فإن الجميع عبيد لله، والله مالكهم، والمستحق لعبادتهم. فشركهم في العبادة، وصرفها لبعض العبيد، تنزيل لهم منزلة الخالق المالك، فيوبخون يوم القيامة ويقال لهم هذه المقالة.

{ وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ } أي: تقطعت الوصل والأسباب بينكم وبين شركائكم، من الشفاعة وغيرها فلم تنفع ولم تُجْد شيئا. { وَضَلَّ عَنْكُمْ مَا كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ } من الربح، والأمن والسعادة، والنجاة، التي زينها لكم الشيطان، وحسنها في قلوبكم، فنطقت بها ألسنتكم. واغتررتم بهذا الزعم الباطل، الذي لا حقيقة له، حين تبين لكم نقيض ما كنتم تزعمون، وظهر أنكم الخاسرون لأنفسكم وأهليكم وأموالكم




جزاكم الله خيرا




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شكرا لك اخي الكريم على التفسير

وبارك الله فيك وجزاك خيرا




وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

جزاكم الله بالمثل




الله يوفقـــــــــــــــناا نعمل كل ما يحبـــــه ويرضـــــتاه ، مشكوورين على الطرح، موفقين………………. …………سلاامي




سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك




مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه




التصنيفات
القران الكريم

وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ

{ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ }


هذا جواب سؤال،
سأل النبي صلى الله عليه وسلم بعض أصحابه فقالوا: يا رسول الله,أقريب ربنا فنناجيه,
أم بعيد فنناديه؟
فنزل: { وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ }
لأنه تعالى, الرقيب الشهيد, المطلع على السر وأخفى, يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور,
فهو قريب أيضا من داعيه, بالإجابة،
ولهذا قال: { أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ }



والدعاء نوعان:

دعاء عبادة,

ودعاء مسألة.

والقرب نوعان:

قرب بعلمه من كل خلقه,

وقرب من عابديه وداعيه بالإجابة والمعونة والتوفيق.

فمن دعا ربه بقلب حاضر,ودعاء مشروع,
ولم يمنع مانع من إجابة الدعاء,
كأكل الحرام ونحوه
فإن الله قد وعده بالإجابة،
وخصوصا إذا أتى بأسباب إجابة الدعاء,
وهي الاستجابة لله تعالى بالانقياد لأوامره ونواهيه القولية والفعلية,والإيمان به, الموجب للاستجابة،

فلهذا قال: { فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ }

أي: يحصل لهم الرشد
الذي هو الهداية للإيمان والأعمال الصالحة, ويزول عنهم الغي المنافي للإيمان والأعمال الصالحة.

ولأن الإيمان بالله والاستجابة لأمره, سبب لحصول العلم كما قال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا }.

تفسير ابن السعدي رحمه الله / سورة البقرة؛ الآية : 186




أحسنتِ أخية ، أحسن الله إليكِ

واصلي وفقكِ الله ،، و جعل ما تنقلين في ميزان حسناتكِ .




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه
اسمح لي ابدي اعجابي بقلمك وتميزك واسلوبك الراقي وتالقك سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك




اللهم اجب دعواتنا واختم بالباقيات الصالحات اعمالنا.جزاك الله خيرا وسدد خطاك




التصنيفات
القران الكريم

هجر القرآن : أسبابه و علاجه.للشيخ عزالدين رمضاني

تعليمية تعليمية

هجر القرآن : أسبابه و علاجه.للشيخ عزالدين رمضاني/ ضمن فعاليات دورة العلامة عبد الحميد ابن باديس بوهران ـ الطبعة الثالثة


ـ نبذة:
تقرَّب إلى الله ما استطعت من الأعمال الصالحة، فإنك لن تقرّب بشيء أحبّ
إليه من كلامه ـ تبارك وتعالى ـ، واطرق أبواب الفلاح كلِّها، فلن تكون مفلحا في كلِّ ما تقوم به في حياتك إلا إذا درست وأقبلت على كتابه ـ عزّ وجلّ ـ وجعلته مائدتك.
وقد أتحفنا الشيخ عزّ الدّين رمضاني ـ حفظه الله ـ بمحاضرة قيّمة تحذّرنا من هجر القرآن وعواقبه على مستوى الفرد والأمّة، وتعلّمنا أسبابه وعلاجه.

ـ مواضيع المحاضرة: [سيتم إضافتها قريبا]

– بعض الفوائد التي ذكرها الشيخ :: [سيتم إضافتها قريبا]

ـ مدة المحاضرة : ساعة ونصف
ـ رابط تحميل المحاضرة:
http://www.ajurry.com/vb/attachment….1&d=1304165 559

ـ [مقطع صوتي]و [موضوع] إجابة الشيخ توفيق عمروني بعد محاضرة الشيخ عز الدين رمضاني ـ أثابهم الله ـ ، على سؤال يخص نصيحة في التحذير من مشاهدة أفلام قصص الأنبياء كقصة يوسف عليه سلام ـ الأفلام الإيرانية وغيرها ـ :
http://www.ajurry.com/vb/showthread.php?p=54752

ـ [مقطع صوتي] تلاوة للشيخ عمر الحاج مسعود ـ أثابه الله ـ بعد المحاضرة في صلاة العشاء:
http://www.ajurry.com/vb/attachment….1&d=1304162 185

ـ تابع بقية تسجيلات محاضرات الدورة العلمية " للعلامة عبد الحميد ابن باديس " ـ الطبعة الثالثة (وهران) ـ:
http://www.ajurry.com/vb/showthread.php?p=54491


تعليمية تعليمية




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بورك فيك و نفع بك في ميزان حسناتك ان شاء الله

اللهم نور قلوبنا بالقرآن
اللهم لا تجعلنا ممن يقال فيهم:
(( رب قارئ للقرآن والقرآن يلعنه ))

سدد الله خطاك و وفقك وعطر لسانك بذكره
ونور قلبك بالقرآن

تقبل مرور اختك