التصنيفات
العلوم الطبيعية و الطب

كيف اختار اختصاصي الطبي ؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نقلت لكم ؛ طلبة الطب ؛ دليلا لاختيار الاختصاص من موقع سوري ؛
أتمنى أن يفيدكم ؛ موفقون.

كيف اختار اختصاصي؟

مقدمة: الحاجة إلى التخصص
كان معظم الأطباء في بداية القرن العشرين أطباء ممارسين يقومون بكل مهام الطبيب في مختلف الاختصاصات ابتداء من عمليات التوليد والعناية بالخدج وحتى تدبير أمراض الشيخوخة بالإضافة إلى القيام بالعمليات الجراحية المختلفة.

إلا أن التوجه نحو التخصص بدأ يظهر تدريجياً وظهر عدد كبير من الاختصاصات في معظم المجالات الطبية. واكتسبت الاختصاصات الطبية مزايا عديدة كالمردود المادي الأعلى والمكانة الاجتماعية والعلمية التي تفوق فيها الطبيب المختص على غيره من الأطباء، بالإضافة إلى التعامل مع نمط معين من الحالات الطبية بصورة متكررة ما يستدعي إلماماً أكبر للطبيب بهذه الحالات تحديداً بدلاً من الشمولية والعشوائية في الحالات التي يتعرض لها الطبيب العام الممارس, كل هذا أدى بالأطباء المختصين إلى التميز عن غيرهم وشجع الكثيرين على الحصول على هذا الامتياز.

يعتبر كل من التطور الهائل الذي حصل في المعلومات الطبية والاكتشافات الحديثة وتخصيص كمية هائلة من الموارد المادية لتطوير الصناعات الدوائية واكتشاف أدوية جديدة من أهم أسباب ظهور العديد من الاختصاصات. ولا يخفى دور التكنولوجيا والتقنيات الحديثة التي جعلت العديد من الإجراءات الطبية المستحيلة سابقاً ممكنة وتنفذ يومياً سواء بأغراض التشخيص أو العلاج. و بسبب كل هذا حدث نمو شديد ومتسارع في الاختصاصات الطبية الرئيسية والفرعية.

ومع ظهور شركات التأمين الصحي في العالم تمكن الأفراد من الحصول على الرعاية الصحية المطلوبة، وساعدتهم هذه الشركات على تحمل النفقات الباهظة للاستشارات والإجراءات الطبية التي يقوم بها الأطباء الأخصائيون.

وقد دفع الارتفاع المستمر لتكاليف الرعاية الطبية التخصصية بالحكومات وشركات التأمين إلى تشجيع مفهوم الرعاية الأولية ودعم العديد من الاختصاصات التي تقدم هذا النوع من الرعاية، كطب الأسرة وطب الأطفال والطب الداخلي العام, وتقديم العديد من المزايا لتشجيع الأطباء الجدد على الاتجاه نحو هذه الفروع.

إلا أن بقية الاختصاصات عادت بقوة وجذبت الانتباه من جديد، وخاصة مع بروز العديد من الاختصاصات الفرعية الهامة.

وبالمقارنة مع الخارج فإن قطاع التأمين الصحي في سورية لا يزال في بدايته ويحتاج إلى تطوير بما يلائم الحالة الاجتماعية والاقتصادية, علماً بأن شركات القطاع الخاص باتت تقدم تأميناً صحياً ذو مستوى مرتفع لموظفيها, و يتوقع كثيرون أن تلجأ هذه الشركات إلى تطبيق المعايير الغربية من حيث الاعتماد على اخصائي الرعاية الأولية في المقاربة الأولى للمريض ما يعني زيادة الاهتمام بهذه الاختصاصات محلياً, و هو أمر لا بد من أخذه بعين الاعتبار.

تحد ليس بالسهل!
يعتبر اختيار الاختصاص في الوقت الراهن من أصعب التحديات التى تواجه الطبيب، ويعود ذلك لعدة أسباب منها:

التخصص تحول في هوية الطبيب من كونه طالب طب في مرحلة الدراسة إلى طبيب اختصاصي يتدرب في مجال معين.

أمام هذا "الانفجار" العلمي في كل الميادين، ومنها الطب، ومع تزايد الاختصاصات الفرعية ضمن الاختصاص الواحد، فقد أصبح من الضروري على الطبيب التفرغ بشكل تام إلى جانب محدد من الطب حتى يستطيع إتقانه بشكل جيد.

في الولايات المتحدة الأمريكية على سبيل المثال، يتوجب على الطبيب حديث التخرج أن يختار بين 60 اختصاصاً رئيسياً وفرعياً، وهذا ليس بالأمر اليسير. وفي سورية يوجد ما يزيد على 40 اختصاصاً وفي كل منها يقبل فقط عدد محدد من الأطباء بحسب الوزارة التي يتقدم إليها الطبيب (وزارة التعليم العالي, وزارة الدفاع, وزارة الصحة, وزارة الداخلية). (تفصيل الاختصاصات المتوفرة في الدراسات العليا تجده في الملحق). ليست عندي معلومات حول ما يوجد في الجزائر.




من أي فئة أنت؟
يختلف الطلاب في المنطلقات التي يعتمدونها لاختيار الاختصاص, وبشكل عام يمكن تقسيم الطلاب المقبلين على الاختصاص إلى الفئات التالية:

1-فئة يدخلون بأفكار وقناعات سابقة. مثلاً "لقد خلقت لأكون جراح عصبية".

2-فئة يملكون رؤية ما ولكنها ضبابية، فهم لا يعرفون بالتحديد نوع الاختصاص إلا انهم يدركون أنهم يفضلون قطاعاً ما أكثر من غيره. مثلاً، "أفضل ممارسة الجراحة أكثر من العمل في العيادة".

3-فئة من الطلاب لم يقرروا بعد أي توجه، وجميع الخيارات مفتوحة أمامهم، ويشكلون نسبة عالية من طلاب الطب.

4-فئة من الأطباء الذين يختارون اختصاصات بعيدة عن رغبتهم الحقيقية من أجل سهولة الدوام وغياب المناوبات، بحيث يتمكنون من التفرغ للتحضير لخطط دراسية أخرى، كامتحانات الترخيص للممارسة الطبية في الولايات المتحدة أو غيرها من الدول.

5-فئة من الطلاب يجبرون على اختيار اختصاصات محددة بحكم معدلات تخرجهم غير المرتفعة.

نعتقد أن الفئات الثانية, الثالثة والرابعة هما الأكثر استفادة من دليل حكيم لاختيار الاختصاص.

استراتيجية اختيار الاختصاص
هناك إستراتيجيتان أساسيتان لاختيار الاختصاص الطبي:

إستراتيجية الحذف:
يحذف الطالب الاختصاصات التي لا يرغب فيها بشكل قطعي من قائمة الخيارات، بحيث تبقى الاختصاصات المقبولة بالنسبة له.

إستراتيجية التفضيل:
يضع الطالب الخيارات بحسب ميوله أو الملائمة لظروفه

مراحل التدريب في الاختصاص الطبي
يمكن القول عموماً بأن التدريب في الاختصاص الطبي يمر بثلاث مراحل مع بعض الخصوصيات لكل اختصاص، وتتراوح مدتها بين 4-7 سنوات.

· المرحلة الأولى: وهي السنة الأولى من التدريب، وتعتبر بشكل عام من أكثر سنوات الاختصاص صعوبة وذلك بسبب العبء الكبير الملقى على عاتق الطبيب في هذه المرحلة وحجم الأعمال التى يقوم بها والتي يراها المتدرب أحيانا بعيدة عن العمل السريري وغير مفيدة في اكتساب الخبرة السريرية المطلوبة، ومن تلك الواجبات ملء ملفات المرضى, متابعتهم, تحضيرهم للإجراءات التشخيصية والعمليات.
وتواجه الطبيب في هذه المرحلة مجموعة من الصعوبات التي تفرضها هذه المرحلة الانتقالية: من طبيب متخرج حديثاً ليس لديه الكثير من الخبرة العملية إلى طبيب يبدأ بناء تلك الخبرة في التخصص. كما أن الطبيب قد يجد صعوبة في التأقلم مع نظام العمل في المستشفى في الأشهر الأولى.

· المرحلة الثانية: تمثل بقية سنوات التدريب، وتعتبر أفضل من السنة الأولى من حيث كمية ونوعية المهارات السريرية والعلمية التي يتاح للطبيب اكتسابها، كما يكتسب الطبيب المتدرب فيها هوية اختصاصي حقيقي، ولذلك تعتبر غالباً مرحلة ممتعة في حياة الطبيب.
· المرحلة الثالثة: مرحلة الاختصاص الفرعي. وتتميز هذه المرحلة باكتساب الطبيب خبرات تقنية أكثر تخصصاً في مجال محدد ضمن اختصاصه الأساسي، مثلاً استخدام التنظير الهضمي كفرع من اختصاص الهضمية، أو إجراء عمليات القثطرة القلبية كفرع ضمن اختصاص القلبية. وفي هذه المرحلة يكتسب الطبيب مهارات البحث العلمي ويزداد اهتمامه الأبحاث العلمية، مع أن هذا الاهتمام قد يكون موجوداً لديه بالأصل ولكنه يأخذ في هذه المرحلة مظهره العملي والتطبيقي. هذه المرحلة غير موجودة في كل الاختصاصات.

أنواع الاختصاصات الطبية
يمكن تصنيف الاختصاصات الطبية كما يلي:

وفقاً للجهاز الحيوي الذي يهتم به الاختصاص. مثلاً، كل من اختصاص الأمراض العصبية (الداخلية العصبية) واختصاص الجراحة العصبية يهتم بالجملة العصبية المركزية والمحيطية.
وفقاً للشريحة من المجتمع التي يهتم بها الاختصاص. مثلاً طب الأطفال، التوليد وأمراض النساء، طب الشيوخ، طب الأسرة.
وفقاً للجانب المحدد الذي تقوم به من العمل ضمن المراكز الطبية (المستشفيات مثلاً): كالتخدير والانعاش، طب الطوارئ، والمخبر.
وفقاً لنوع الرعاية التي يقدمها الطبيب للمريض: اختصاصات الرعاية الأولية كطب الأسرة, الأمراض الداخلية, طب الأطفال بدون تخصص فرعي، والتوليد (أحياناً)؛ واختصاصات الرعاية الصحية الثانوية كالهضمية والجلدية، أو اختصاصات الرعاية الصحية الثالثية (الأكثر تخصصاً) كالجراحات التخصصية (جراحة الصرع مثلاً).





أمام مفترق الطرق
عندما يرغب الطبيب المتخرج حديثاً بمتابعة دراسته فهو أمام ثلاثة خيارات رئيسية عليه أن يختار بينها كخطوة أولى لتسهيل الوصول إلى القرار الصحيح والمناسب له:

1. اختصاصات الطب العام والرعاية الصحية الأولية

وتشمل بشكل رئيسي الداخلية وطب الأطفال وطب الأسرة. كما أن هناك فروعاً تقترب من هذا التصنيف من حيث شموليتها في الحالات المرضية كأمراض النساء والتوليد، والطب النفسي.

تتميز تلك الاختصاصات بأن العاملين فيها يتعاملون مع عدد هائل من المرضى بشكايات مختلفة للغاية، وغالباً ما تكون العلاقة مع المريض طويلة الأمد ووثيقة كما تقع على عاتق الطبيب مسؤولية تنبيه المريض إلى أساليب الوقاية الممكنة. وهذا يعني أن على الطبيب أن يمتلك أسلوباً جيداً للتواصل مع مرضاه ليتمكن من اكتساب ثقتهم وتحسين مطاوعتهم واستجابتهم للعلاج. بالتالي, على من يفكر باختيار أحد هذه الاختصاصات أن يتمتع بالصفات المذكورة التي يتميز بها طبيب هذه الاختصاصات.

ونظراً لتعامله مع عدد هائل من الحالات المختلفة فإن عليه أن يبقى دائم القراءة والاطلاع على كل مستجدات الطب وجديد الأدوية في مجال اختصاصه، وهو أمر ليس يسيراً في ظل التقدم العلمي الحاصل وتنوع الحالات التي يتعامل معها. إذاً عليك أن تضع في حسبانك إن كنت تفكر بأحد هذه الاختصاصات بأن القراة و الاطلاع بشكل دوري ملازمين لعملك بشكل دائم.

كما أن عليه أن يتقبل عدم قدرته على الوصول إلى تشخيص دقيق في بعض الأحيان وأن عليه إحالة المريض إلى الطبيب المختص للتشخيص الدقيق أو العلاج.

2. اختصاصات الرعاية الثانوية (التخصصية)

وتشمل اختصاصات كالعينية وأمراض الأذن والأنف والحنجرة بالإضافة إلى اختصاصات فرعية تالية لاختصاصات الرعاية الأولية كالداخلية القلبية والعصبية وأمراض القلب عند الأطفال أو الإلقاح المساعد طبياً, بالإضافة إلى الاختصاصات الجراحية غير الفرعية كالجراحة العصبية و القلبية و غيرها.

وتتميز هذه الاختصاصات بازدياد الإجراءات العلاجية المتبعة، فكلما ازداد الاختصاص دقة كلما ازدادت الإجراءات التشخيصية أو العلاجية التي يمكن للطبيب أن يقوم بها، كالقثطرة القلبية وعمليات الساد والزرق.

يفترض أن يتم تحويل أغلبية المرضى إلى الاختصاصيين من قبل أطباء الرعاية الأولية، إلا أن هذا يتبع نمط النظام الصحي.

العلاقة مع المرضى أقصر نسبياً مما هي في الرعاية الأولية. أما أماكن تقديم الرعاية فهي العيادة أو المستشفيات أو المراكز الطبية التخصصية.

3. الاختصاصات الداعمة

وهي اختصاصات أساسية لا يمكن الاستغناء عنها ولا تندرج تحت أي من التصنيفين السابقين، وتتضمن التشخيص الشعاعي والمخبري والتشريح المرضي والتخدير. تمارس معظم هذه الاختصاصات في المستشفيات أو المخابر الخاصة.

وبالمقارنة مع الاختصاصات الأخرى فإن العلاقة هنا بين الطبيب والمريض قصيرة للغاية وغير مباشرة عادة، وهذه ميزة إيجابية بالنسبة للأطباء للذين لا يفضلون التعامل المباشر والمستمر مع المريض، فهي لا تحتاج إلى مستوى عال من مهارات التواصل. و يمكنك التفكير بها جدياً عندما تجد أنك تميل إلى هذه السمات, ولكن الجانب السلبي في ذلك هو أن معظم هؤلاء الاطباء لا يشعرون بالتقدير الكافي لجهودهم من قبل المريض.، كما لا يمكنهم مواكبة حالة المريض ورؤية نتيجة عملهم سواء الإيجابية أو السلبية، ولذلك فإن عليهم أن يحصلوا على الرضى عن الذات في مجال المهنة داخلياً.




تذكر
لتحديد الاختصاص الذي يناسبك، يجب أن تحدد مدى و درجة تعاملك مع المرضى.
الأشخاص الذين يفضلون التداخل المباشر والمهارات اليدوية ويمكنهم التعامل مع المشاكل العاجلة تناسبهم الاختصاصات الجراحية.
الأشخاص الذين يفضلون التواصل الشخصي مع المرضى والتوسع في معرفة محيط المريض والوقاية تناسبهم ميادين الرعاية الأولية.
أكثر الأطباء تواصلاً مع المرضى هم أطباء الأسرة والداخلية والأطفال.
إن كنت تتحمل العمل في بيئة "غير نظيفة" لفترة طويلة فيمكنك أن تتحمل الجراحة، التوليد والنسائية، طب الطوارئ.
في الطب النفسي وطب الأورام هناك الكثير من التواصل مع المريض مع القليل من الفحص الجسدي.
في التخدير وطب الطوارئ، العلاقة مع المرضى قصيرة للغاية.
إن الوصول إلى الاختيار الصحيح للاختصاص يتطلب حصول الطالب على معلومات حول كل اختصاص موجود ومناقشة إيجابيات وسلبيات هذا الاختصاص ولذلك فإنه يفضل البدء بهذه العملية منذ السنة الرابعة لكي تجد وقتاً كافياً للتفكير في جميع الاختيارات المتاحة, مع التأكيد على عدم التعجل باختيار الاختصاص حتى تتاح لك الفرصة للاطلاع على كل الخيارات المتاحة. ابدأ إذاً بالتفكير بشكل جدي في اختيار اختصاصك من السنة الرابعة, وأعط نفسك الوقت الكافي لتتعرف بشكل كامل على كل الاختصاصات المتاحة مع نهاية السنة الخامسة, عندها ستكون قادراً على وضع تصور أولي يتعمق أو يتراجع خلال ممارستك في السنة السادسة.
العوامل المؤثرة على اختيار الاختصاص
كيف يختار طالب الطب الاختصاص؟ سؤال يطرح نفسه كثيراً، وتختلف الإجابة من شخص إلى آخر، فبعض الطلاب يتخذ هذا القرار بسبب ميل شخصي نحو فرع معين، والبعض الآخر يتخذ القرار سعياً وراء دخل مادي مرتفع, والبعض لأسباب أخرى, إلا أنه من الواضح أنه يتوجب على الجميع عدم التسرع باختيار الاختصاص قبل إجراء دراسة تفصيلية للاختصاصات الموجودة واختيار الأكثر ملاءمة منها، وهذا ما سنحاول مساعدتك لفعله في هذا الدليل.

وبشكل عام فهناك العديد من العوامل التي تلعب دوراً في اختيار الاختصاص، أهمها:

نوع المشاكل الطبية التي يواجهها الطبيب مع مرضاه
قدرة الطبيب على مساعدة الآخرين وتقديم العناية المباشرة للأفراد
الجانب العلمي لهذا الاختصاص
طبيعة المسؤولية القانونية للاختصاص
الدخل المادي للاختصاص
التوافق بين شخصية الطبيب والاختصاص
فرص البحث العلمي في هذا الاختصاص
معدل التخرج العام، يلعب دوراً هاماً إلا أن وجود فرص للاختصاص في كل من وزارة التعليم العالي ووزارة الدفاع ووزارة الصحة وخارج القطر أيضاً جعلت الكثير من خيارات التخصص متاحة أكثر.
جنس الطبيب، فكونه ذكراً أو أنثى قد يلعب دوراً في اختيار بعض الاختصاصات والابتعاد عن بعضها الآخر.
العامل الاجتماعي، فالرغبة بالعيش بشكل مريح بالمجتمع المحيط بك من أسرة وأصدقاء قد تحدد لك طبيعة الاختصاص الذي ترغب بالعمل به.
هذه العوامل ليست متساوية في أهميتها لدى جميع الأطباء، فهي تختلف من شخص إلى آخر، ومن بلد إلى آخر. فمثلاً تشكل المسؤولية القانونية عاملاً هاماً يعيق البعض من اختيار اختصاص التوليد والنسائية في الدول الغربية, كما أن نمط مجتمعنا العربي قد يجعل بعض الاختصاصات دون غيرها أكثر ملاءمة للطبيبة، علماً أن الطبيب المبدع في اختصاصه سوف يثبت نفسه في أي ميدان بغض النظر عن الظروف المحيطة.




مصادر المعلومات حول الاختصاص
للوصول إلى الاختيار المناسب, بإمكانك الاستفادة من الاستراتيجيات الثلاثة التالية:

الجولات السريرية في المستشفى
تشكل الجولات السريرية جزءاً هاماً من أسباب اختيار الطلاب لاختصاصاتهم المستقبلية، وبالرغم من أن الستاجات السريرية قد تبدو لك في كثير من الأحيان قصيرة المدة ولا تفيد في عملية اختيار الاختصاص الملائم، إلا أن تفاعلك مع الأطباء المشرفين فيها سيساعدك كثيراً، يمكنك أن تسألهم مباشرة عن أسباب اختيارهم لهذا الاختصاص، وأهم إيجابياته وسلبياته، كما يمكنك أن تسألهم فيما لو عاد بهم الزمن إلى الوراء فهل كانوا سيختارون نفس الاختصاص – وهو سؤال على الرغم من بساطته فإنه قد يكشف لك الكثير!

إن هذا النوع من التواصل يتيح لك فرصة عظمى لتحصل على صورة أكثر وضوحاً عن الاختصاص ولتتعرف عن قرب على كثير من التفاصيل حول مهنة المستقبل المحتملة. إن تواجدك كطالب في الجولة السريرية يفترض أن يمنحك الكثير من الحرية في أن تسأل وتحصل على أجوبة حقيقية قد لا تحصل عليها من أي مصدر آخر.

ولكن بالمقابل، بسبب ازدياد عدد الاختصاصات فإن الطالب لا يتسنى له المرور على كل الاختصاصات وأخذ فكرة عنها، وهذا ما قد يلعب دوراً سلبياً في اختياره للاختصاص مستقبلاً، ولهذا قد يحتاج الطالب إلى دليل ليعرفه بشكل كاف بالاختصاصات الطبية المتوفرة الأخرى.

لا يخفى على أحد أن وضع الجولات السريرية (الاستاجات) محلياً ليس مثالياً و لذلك وجب علينا التحذير من أخذ انطباعات خاطئة عن الاختصاصات عندما نعتمد على الجولات السريرية في أخذ فكرة عن الاختصاصات, ونؤكد على النقاط التالية في هذا الإطار:

· يعتمد غالبية الاستاجات على تقديم حالات متواجدة في الشعبة, أي حالات مقبولة في المشفى, و في الحقيقة فإن هذه الحالات لا تشكل الحالات الشائعة و اليومية في الاختصاص, و إنما هي حالات شديدة استوجبت قبولها في المشفى, و بالتالي يجب عدم اعتماد هذه الحالات لأخذ فكرة عما ستصادفه عندما تعمل خارج المشفى مثلاً.
· فترة الاستاجات لدينا قصيرة لا سيما بما يتعلق باستاجات الباطنة في السنة الخامسة, و هذه الفترة غير كافية لأخذ فكرة حقيقية عن الاختصاصات المختلفة, ننصحك بالقيام بجولات بعد الاستاج في الشعبة, أو بالدوام في العيادة بعد انتهاء دوام الاستاج لتتعرف عن قرب على ميزات الاختصاص الأمر الذي قد لا يتاح بصورة روتينية في الاستاج.
· يتأثر كثير من الطلاب بشخصية الأستاذ المدرس ما يجعلهم يميلون إلى الاختصاصات التي يدرسها أساتذة قديرين, و ينفرون من اختصاصات أخرى يدرسها أساتذة ليسوا بنفس الكفاءة, في الحقيقة, هذا الأمر يجب أن يؤخذ بشكل جدي, و عليك عندما تشعر بالميل لاختصاص ما أو بالنفور منه أن تعود إلى شخصية الأساتذة المدرسين, حاول استبعاد هذا العامل قدر الإمكان للحصول على اختيار أكثر صحة.

· يشكل مشفيا الأسد و المواساة مركزين طبيين من الأهم في سورية, و قد تجد فيهما حالات يندر وجودها في أماكن أخرى, لا بد من أن نضع بعين الاعتبار أن هذه الحالات نادرة و لا تشكل نسبة هامة في الممارسة الروتينية و بالتالي يجب ألا تعتمد عليها عند اتخاذك للقرار.

اختيار الاختصاص منذ العامين الأولين في الكلية
بالرغم من أن هذه الفكرة قد تبدو غريبة نوعاً ما نظراً لقلة احتكاك الطلاب في هذه المرحلة مع الحالات السريرية، إلا أنها تستند إلى أساس واقعي.

فكل علم سريري يستند إلى علم أساسي أو أكثر. فقد يتعلق الاختصاص بعلم أساسي واحد كما هو حال التشريح المرضي. وقد يتعلق بالكثير من العلوم الأساسية، كالداخلية التي تحتاج إلى معلومات في الفيزيولوجيا والتشريح والكيمياء الحيوية.

عندما تدرس العلوم الأساسية في سنواتك الأولى فيمكنك أن تعرف ما هو ممتع بالنسبة لك وما هو ممل، ويمكنك أن تعتمد هذا الأساس في وضع توجه مبدئي حول اهتمامك. فإذا شعرت بالمتعة والفضول عند دراسة الدماغ فأنت مرشح جيد لدراسة الباطنة العصبية أو الجراحة العصبية وكذلك الطب النفسي. وإذا كان تشريح جسم الإنسان بتفاصيله هو أولى اهتماماتك فالاختصاصات الجراحية قد تلائمك وكذلك التشخيص الأشعة.

ولا بد من التأكيد على محاولة تجنب الظروف الخارجية المؤثرة في هذه المرحلة، لا سيما من حيث شخصية الأستاذ الذي يقوم بتدريس مادة ما، ما يستدعي من الطالب الانجذاب إلى المادة أو النفور منها بسبب طريقة الأستاذ المحاضر أكثر مما هو بسبب طبيعة المادة نفسها. ضع ذلك في الحسبان.

والجدول الآتي يربط بين العلوم الأساسية والعلوم السريرية المتعلقة بها:




إذا كنت تحب هذه المادة << فقد تكون الاختصاصات التالية ملائمة لك

التشريح << الجراحة، التشخيص الشعاعي

النسج << التشريح المرضي، الجلدية

الكيمياء الحيوية << الطب الداخلي

العلوم العصبية << العصبية، الجراحة العصبية، الطب النفسي، الطب الفيزيائي وإعادة التأهيل

المناعة << التشريح المرضي، الأمراض الخمجية

الفيزيولوجيا << الطب الداخلي، التخدير والإنعاش

العلوم السلوكية << الطب النفسي

الوراثة << طب الأطفال، الوراثة السريرية

البيولوجيا الجزيئية << التشريح المرضي

الأحياء الدقيقة << الطب المخبري، الأمراض الخمجية

التشريح المرضي << التشريح المرضي!

علم الأدوية << الطب الداخلي، التخدير والإنعاش




اختيار الاختصاص بالاعتماد على شخصية الطبيب
من المعروف أن لكل منا نمط شخصية مختلف، ويمكن إجراء اختبارات موضوعية للشخصية للتعرف عليها بصورة أدق, وهذه الشخصية ثابتة نوعا ما وإن كان من الممكن أن تتغير مع مرور الزمن, هذا النمط من الشخصية يعطي الإنسان إمكانيات مختلفة عن الاخرين فالقدرة على التحليل المنطقي ,اتخاذ القرارات , الدقة في العمل أو الانفعالات تختلف من شخص الى اخر وبالتالي شخصية معينة قد تكون قادرة على التعامل مع نمط من المرضى بشكل افضل من غيرهم و تقدم المساعدة لهم بشكل اكثر فاعلية .
الطب كمهنة تحكمها معايير ذات ابعاد مختلفة فهناك مواقف تحتاج الى قدرة على التعامل مع الشدة النفسية ,التواصل مع المرضى ومع أهاليهم والقدرة على كسب ثقة المريض , القدرةعلى العمل ضمن مجموعة طبية , وامكانية اتخاذ قرارات تحكمها قيم اخلاقية و اجتماعية ودينية و غيرها .
قدرة الانسان على التعامل مع المواقف السابقة يحكمها نمط الشخصية الذي يتمتع به الطبيب وهذا يؤدي الى ارتياح الاطباء ضمن اختصاص معين في الطب دون الاخر.
ومن هنا كلما ازداد التوافق بين نمط شخصيتك ومقدراتك على التعامل مع الظروف المرافقة لاختصاص معين تكون قد اقتربت من هدفك اكثر وأصبح اختيارك مناسبا أكثر.

سنحاول أن نقدم فيما يلي مجموعة من الأفكار ربما ستغير من نظرتك لآلية اختيار الاختصاص, قد تبدو للوهلة الأولى مثالية أكثر من اللزوم, و لكننا نؤكد على أنها آليات متبعة و يمكن الاعتماد عليها إلى حد كبير, قليل من الوقت تقضيه مع الصفحات التالية ربما سيغير وجهة نظرك إلى اختصاص الأحلام المستقبلي.

تقييم الشخصيّة:
كثيراً ما نسمع عبارات وأحكام مسبقة من نوع:

· "المعقّدون النفسيون فقط هم من يختارون اختصاص الطب الباطني!"
· "الأطباء المختصون في علم النفس مجانين كمرضاهم!"
· "المشرحون المرضيون فاشلون اجتماعياً لأنهم لم يعتادوا إلّا التعامل مع الأموات!"

ما ذكرناه ما هو إلّا غيض من فيضِ أفكار مغلوطة كثيرة نلمسها بين الناس، وستسمع خلال حياتك الدراسيّة ومن ثمّ المهنية، أحكاماً مسبقة غريبة عن الاختصاصات والأخصائيين حتّى من الأطباء أنفسهم!

ومن هنا جاء دور علم النفس، والأخصائيين النفسيين ليقولوا كلمتهم في هذا المجال.

-هناك العديد من العوامل المهمة التي يجدر بالطالب أخذها بعين الاعتبار عند اختيار الاختصاص،وفي الحقيقة فإن معظم طلاب الطب يختارون تخصصهم بعد التخرج بناء على مشاعرهم وانطباعهم المبدئي تجاه هذا الاختصاص أو ذاك، أو اعتماداً على الراحة النفسية التي يلقونها عند ملازمة الأطباء العاملين في مجال طبّي معين. ومما لا يخفى على أحد أنّ كلّ تخصص يحتاج إلى مهارات معينة، ونمط محدد من الشخصية، وصفات لا بدّ من توافرها لدى المختصّ وقد يفشل في تخصصه عندما لا يمتلكها، علماً أن هناك أشخاصاً يمتلكون من المقومات ما يؤهلهم للعمل في أكثر من مجال، فتتسع خياراتهم.

-لسوء الحظ، فإن طلبتنا لا يولون مؤهلاتهم الشخصية الحقيقية ما تستحقه من الدراسة والاهتمام للاعتماد عليها في اختيار اختصاصهم، فالكمّ الكبير من المعلومات النظرية التي يتوجب عليهم الإلمام بها خلال مسيرتهم الدراسية، يشغلهم حتّى عن الالتفات إلى أنفسهم واهتماماتهم ومواهبهم التي ينبغي أن تكون المقياس الأساسي الذي يعتمدون عليه في اختيار ما يناسبهم.

لذا سنقدّم لطلابنا بعض النقاط التي قد تساعدهم في اتخاذ القرار..




اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.