التصنيفات
اسلاميات عامة

الإسلام دين عدل وليس دين مساواة ( ردٌ على شبهة )

قال العلاّمة محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله تعالى – في أثناء كلامه على قوله تعالى :
"وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ "
ويدخل في ذلك العدل بين الأولاد في العطية ، قال النبي – صلى الله عليه وسلم -: "اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم".
ويدخل في ذلك العدل بين الورثة في الميراث، فَيُعطى كل واحد نصيبه ، ولا يوصى لأحد منهم بشيء .
ويدخل في ذلك العدل بين الزوجات، بأن تقسم لكل واحدة مثل ما تقسم للأخرى.
ويدخل في ذلك العدل في نفسك، فلا تكلفها ما لا تطيق من الأعمال ، إن لربك عليك حقاً، ولنفسك عليك حقاً.
وعلى هذا فقس.
وهنا يجب أن ننبه على أن من الناس من يستعمل بدل العدل : المساواة ! وهذا خطأ، لا يقال: مساواة ، لأن المساواة قد تقتضي التسوية بين شيئين الحكمة تقتضي التفريق بينهما.
ومن أجل هذه الدعوة الجائرة إلى التسوية صاروا يقولون: أي فرق بين الذكر والأنثى؟! سووا بين الذكور والإناث! حتى إن الشيوعية قالت: أي فرق بين الحاكم والمحكوم ، لا يمكن أن يكون لأحد سلطة على أحد، حتى بين الوالد والولد، ليس للوالد سلطة على الولد… وهلم جراً.
لكن إذا قلنا بالعدل، وهو إعطاء كل أحد ما يستحقه، زال هذا المحذور، وصارت العبارة سليمة.
ولهذا، لم يأت في القرآن أبداً: عن الله يأمر بالتسوية! لكن جاء:" إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ" ، " وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ "
وأخطأ على الإسلام من قال : إن دين الإسلام دين المساواة ! بل دين الإسلام دين العدل، وهو الجمع بين المتساويين، والتفريق بين المفترقين ، إلا أن يريد بالمساواة : العدل، فيكون أصاب في المعنى وأخطأ في اللفظ.
ولهذا كان أكثر ما جاء في القرآن نفي المساواة: " قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ " ، "هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ "، " لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا" ، " لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ "
ولم يأت حرف واحد في القرآن يأمر بالمساواة أبداً، إنما يأمر بالعدل.
وكلمة (العدل) أيضاً تجدونها مقبوله لدى النفوس.
وأحببت أن أنبه على هذا، لئلا نكون في كلامنا إمعة، لإن بعض الناس يأخذ الكلام على عواهنه، فلا يفكر في مدلوله وفيمن وضعه وفي مغزاه عند من وضعه.اهـ

شرح الواسطية 2 / 229 – 230




جزاك الله خير الجزاء

بارك الله فيك

وهذا رد لمن يرد ان يسوي بين الرجل والمراة

شكرا اختي دوما بمواضيعكح المميزة نسال الله ان ينفع بك




اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.